RT Arabic:
2025-02-22@17:16:37 GMT

الجريمة الأمريكية الخالدة

تاريخ النشر: 20th, March 2024 GMT

الجريمة الأمريكية الخالدة

في 20 مارس 2003 بدأ "العبث" الأمريكي في الشرق الأوسط بالثأر من تنظيم "القاعدة" على هجمات 11 سبتمبر بغزو العراق الذي لا علاقة له بالأمر واحتلاله ثم تركه مصابا بالشلل.

إقرأ المزيد الشبح الأمريكية تدمر "الفردوس" بضربة فائقة الدقة

في خضم هيجان الإدارة الأمريكية برئاسة جورج بوش الابن بعد هجمات 11 سبتمبر 2001، أعدت واشنطن العدة وقررت بعد غزو أفغانستان واحتلاله في عام 2001، الانتقام من العراق ونفذت عملية الغزو واحتلت البلد بشكل مباشر لنحو 9 سنوات من دون موافقة مجلس الأمن، بل وبمعارضة بعض أقرب حلفائها مثل فرنسا وألمانيا.

بريطانيا سارعت إلى الانضمام إلى الولايات المتحدة في حملة غزو واحتلال العراق، الأمر الذي علّقت عليه صحيفة الغارديان في وقت مضى بمناسبة الذكرى العاشرة للغزو بقولها إن بريطانيا دخلت تلك الحرب بطريقة "غير مسؤولة على الإطلاق"، مشيرة إلى أن نقص المعلومات الاستخباراتية عن هذا البلد وقتها كان "وصمة عار وطنية".

الأمريكيون صاغوا ذرائعهم لغزو العراق رسميا من خلال محاربة انتشار أسلحة الدمار الشامل والإرهاب الدولي في هذا البلد.

وزير الخارجية الأمريكي وقتها كولن بأول حمل أمام مجلس الأمن في يده أنبوبة بمسحوق أبيض معلنا أنها تحتوي على جراثيم "الجمرة الخبيثة" العراقية، كما تم عرض أنابيب ألمنيوم، وزعم أن العراق اشتراها من أجل أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم.

بأول تحدث بملء فمه مؤكدا للعالم أن العراق انتهك قرارات الأمم المتحدة وهو يحتفظ بمخزونات أسلحة نووية وكيميائية، ما يعني أنه يشكل تهديدا للسلام.

علاوة على كل ذلك الضجيج الذي تبث لاحقا أنه تزوير متعمد وكذب مفضوح، أكدت إدارة جورج بوش الابن أن صدام حسين دعم تنظيم القاعدة.

هانز بليكس، الذي كان ترأس مفتشي الأمم المتحدة في عام 2002 علّق لاحقا على هذه المزاعم الأمريكية المنفصلة عن الواقع بالقول: "أرادت الولايات المتحدة وحلفاؤها ليس فقط العثور على مخزونات أسلحة الدمار الشامل المزعومة وتدميرها، ولكن أيضا القضاء على (تنظيم) القاعدة في العراق. ومع ذلك، في العراق نفسه، لم يسمعوا حتى عن القاعدة إلى أن غزته القوات" الأمريكية.

وعن اتهام واشنطن للعراق بحيازة أسلحة دمار شامل، قال هانز بليكس بلهجة ساخرة: "من الغريب أن الولايات المتحدة لديها مثل هذه الثقة بشأن وجود أسلحة الدمار الشامل، وليس لديها أفكار حول أين يمكن أن تكون".

كولن بأول سارع إلى الدفاع عن تهمة الكذب المفضوح بإلقاء اللوم على الاستخبارات المركزية الأمريكية، زاعما انها لم تخبره عن شكوكها في صحة المعلومات التي قدمتها، إلا أن ممثلي الاستخبارات الأمريكية أكدوا أنهم لفتوا إلى عدم دقة تلك المعلومات الاستخباراتية وطلبوا عدم الاعتماد عليها!!

جميع المؤشرات تدل على أن "الأدلة" حول امتلاك العراق أسلحة دمار شامل جرى تزويرها عمدا. ما يؤكد ذلك أن مدير وكالة الاستخبارات المركزية جورج تينيت كان أبلغ الرئيس جورج بوش الابن بأن صدام حسين لا توجد لديه مثل هذه الأسلحة ولم تكن لديه بتاتا.

الغزو الأمريكي الضاري بدأ بضربة بصواريخ توماهوك أطلقت من السفن، وجرى قصف مكثف لبغداد والموصل وكركوك بواسطة قاذفات وطائرات هجومية.

شاركت في عملية الغزو في أوقات مختلفة ما يصل إلى 49 دولة حشدتها الولايات المتحدة خلفها. بغداد سقطت في 9 أبريل، بعد مقاومة يائسة من الجيش العراقي.

قوات الغزو بعد معارك ضارية احتلت تكريت مسقط رأس صدام حسين في 15 أبريل. أطيح بنظام صدام حسين، وجرى تعقبه واعتقاله ثم شنقه ببغداد في ديسمبر عام 2006.

لم تتوقف المقاومة العراقية، واستخدمت الولايات المتحدة القوة الغاشمة بما في ذلك الشركات الأمنية الخاصة لقمعها، ثم ظهرت دوامة العنف العاتية ولاحقا خرجت "داعش" بكل أهوالها، وسقط العراق في هاوية من الفوضى والفشل، وهو لا يزال حتى الآن يعاني من العواقب الكارثية لذلك الغزو الوحشي.

تقارير تقول إن غزو العراق واحتلاله كلف الدول المشاركة 1.7 تريليون دولار، وتتحدث مصادر أخرى عن 6 تريليون دولار، ناهيك عن الثروات العراقية التي نهبت بما في ذلك كنوز البلد الأثرية.

خسائر العراق البشرية تقدر بما يزيد عن المليون شخص، علاوة على تشريد 5 ملايين آخرين، في حين سقط لقوات التحالف في تلك الحرب أكثر من أربعة آلاف وثمانمئة قتيل و32 ألف جريح.

لم تتعلم الولايات المتحدة من الدرس العراقي، ما يدل على  تعمدها مثل هذه الأخطاء والإصرار على علاج المضاعفات الناجمة عن الأخطاء المتوالية من دون التوقف عن مثل هذا "العبث".

لاحقا تورطت الولايات المتحدة وتحدت إدارة أخرى في ليبيا، وأطاحت بنظام العقيد معمر القذافي في ليبيا، وأسقطت هذا البلد أيضا في هوة الفشل والشلل. واشنطن لم تطح بصدام حسين والقذافي فقط، بل عمليا هي أطاحت بالعراق وبليبيا.

المصدر: RT

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: أرشيف الأمم المتحدة جورج بوش ذكرى غزو العراق صدام حسين معمر القذافي الولایات المتحدة صدام حسین

إقرأ أيضاً:

أسعار الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة تقترب من أعلى مستوياتها في عامين

ارتفعت العقود الآجلة للغاز الطبيعي في الولايات المتحدة نحو 4.2 دولار/مليون وحدة حرارية بريطانية، لتقترب من أعلى مستوى لها في عامين والذي سجلته في 16 يناير 2025، حيث أدى البرد القارس إلى زيادة الطلب على التدفئة وتجميد آبار النفط والغاز، مما أدى إلى خفض الإنتاج. وانخفض الإنتاج بمقدار 6.7 مليار قدم مكعب يوميًا على مدار الأيام الثلاثة عشر الماضية، ليصل إلى أدنى مستوى له في أربعة أسابيع عند 100.1 مليار قدم مكعب يوميًا.

بالإضافة إلى ذلك، يتوقع خبراء الأرصاد الجوية درجات حرارة أبرد من المعتاد في الولايات الأربع والأربعين السفلى حتى 22 فبراير، مما يبقي الطلب مرتفعًا.

وفي الوقت نفسه، وصلت تدفقات الغاز إلى مصانع تصدير الغاز الطبيعي المسال إلى مستويات قياسية، بمتوسط 15.4 مليار قدم مكعب يوميًا في فبراير، ارتفاعًا من 14.6 مليار قدم مكعب يوميًا في يناير.

ووصلت إمدادات الغاز الطبيعي المسال اليومية إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 16.2 مليار قدم مكعب يوميًا يوم الثلاثاء الماضي، متجاوزة الرقم القياسي الذي سجله يوم الاثنين عند 16.0 مليار قدم مكعب يوميًا.

اقرأ أيضاًصافي الأرباح المجمعة للبنك التجاري الدولي عند 77.136 مليار جنيه بنهاية 2024

محفظة ودائع البنك التجاري الدولي تنمو لـ 967.89 مليار جنيه العام الماضي

لتحديد سعر الفائدة.. البنك المركزي المصري يجتمع غدا الخميس

مقالات مشابهة

  • تركيا تساعد الولايات المتحدة على تجاوز الأزمة
  • شلقم: الولايات المتحدة قوة عسكرية وصناعية وعلمية غير مسبوقة
  • الولايات المتحدة: زيلينسكي سيوقّع "صفقة المعادن النادرة"
  • تفاصيل هدنة غير معلنة بين الولايات المتحدة والحوثيين
  • رويترز: الولايات المتحدة تهدد العراق بفرض عقوبات بسبب نفط كردستان
  • سفارة المملكة في الولايات المتحدة تحتفل بيوم التأسيس
  • الولايات المتحدة ترفض قرارا أمميا يدعم أوكرانيا
  • الخارجية الصينية تؤكد على أهمية الحوار مع الولايات المتحدة
  • الولايات المتحدة تعلن دعمها للفلبين في بحر الصين الجنوبي
  • أسعار الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة تقترب من أعلى مستوياتها في عامين