هل أدمغة الذكور والإناث مختلفة؟
تاريخ النشر: 20th, March 2024 GMT
إذا أصبح شخص ما أعمى في مرحلة البلوغ فإن بعض أجزاء الدماغ المختصة بالبصر تتحول لتصبح مختصة بمعالجة الأصوات
في أكثر التاريخ المسجل، كان الرجال والنساء يميلون إلى القيام بأدوار مجتمعية واهتمامات ومهن مختلفة. ربما كان من الطبيعي أن نفترض أن هذه الاختلافات تنبع من الاختلافات الفطرية في أدمغتهم، بالإضافة إلى الاختلافات في أجسادهم.
أظهرت القياسات المبكرة لسعة الجمجمة أن أدمغة الرجال أكبر وأثقل إلى حد ما من أدمغة النساء. افترض بعض المعلقين أن «الخمس أوقيات المفقودة» كانت المفتاح لقدرات الرجال المفترضة المتفوقة. في الواقع، التفسير البسيط هو أن الأجسام الأكبر حجما تتطلب المزيد من أنسجة المخ لتشغيلها، وهي علاقة تظهر كثيرا بين الأنواع الحيوانية.
أصبحت الأمور أكثر تعقيدا مع ظهور تقنية تصوير الدماغ في التسعينيات، التي اقترحت اختلافات بين الجنسين في حجم مناطق وهياكل معينة في الدماغ. غالبًا ما تحولت هذه النتائج إلى روايات مصدّقة حول السبب الذي يجعل النساء، على سبيل المثال، أكثر تعاطفا في المتوسط، أو لماذا من المرجح أن يكون الرجال مهندسين. ومع ذلك، فإن الدراسات التي أجريت في العقود الأولى من أبحاث تصوير الدماغ يجب ألا تؤخذ على عواهنها، كما تقول (ليز إليوت) من جامعة روزاليند فرانكلين في إلينوي، التي تضيف أنه «إذا ما أصبحت حجم الأدمغة متساوية، فإن جميع الادعاءات حول الاختلافات في حجم الهياكل الفردية بين الرجال والنساء إما أن تختفي أو تصبح صغيرة للغاية».
في الواقع، واجهت أبحاث تصوير الدماغ مؤخرًا أزمة وجودية، فقد وجد تحليل رئيسي أُجري عام 2022 أن الدراسات، لكي تكون جديرة بالثقة، تحتاج إلى فحص بضعة آلاف من الأشخاص، في حين أنّ الكثير من أبحاث الفروق بين الجنسين تميل إلى فحص بضع عشرات فقط. كما كانت أعداد المشاركين منخفضة جدًا في الدراسات القليلة التي استكشفت حتى الآن أدمغة الأشخاص المتحولين جنسيا. وفوق كل ذلك، في مراجعة عام 2021 لجميع الدراسات السابقة حول الاختلافات بين الجنسين، وجد فريق (إليوت) دلائل واضحة على وجود تحيز في النشر، فالعلماء الذين وجدوا اختلافات بين الجنسين كانوا أكثر عرضة لنشر أعمالهم من أولئك الذين لم يجدوا اختلافا.
فهل يجب أن نتخلى عن الإجابة على هذا السؤال؟ ربما لا. في السنوات القليلة الماضية، شهدت دراسات تصوير الدماغ تطورا كبيرا. بعد وقت قصير من بحث (إليوت) اللاذع، ظهرت مجموعة بيانات تحدد بدقة الاختلافات بين الجنسين المكتشفة حتى الآن، وذلك من مشروع بحثي ضخم يسمى UK Biobank أو (البنك الحيوي للمملكة المتحدة) والذي قام بتصوير أدمغة 40 ألف شخص في المملكة المتحدة. لقد كشف بالفعل عن اختلافات بين الجنسين في حجم بعض المناطق في الدماغ، حتى عند تثبيت الحجم الإجمالي للدماغ، فحوالي ثلث المناطق كانت أكبر عند الرجال، وحوالي الثلث أكبر عند النساء. لكن هذه الاختلافات كانت صغيرة لا تتجاوز نسبا قليلة. يقول (كاميل ويليامز) من جامعة تكساس في أوستن، والذي شارك في الدراسة: «لم تكن هناك منطقة واحدة بارزة حقًا يمكن أن تؤدي إلى وضع فرضية».
علاوة على ذلك، قد لا تكون هذه الاختلافات الصغيرة فطرية، ولكنها قد تكون ناجمة عن استجابة الدماغ لتجارب الحياة، وهي ظاهرة تعرف باسم المرونة العصبية، ونحن نعلم أن هذا يحدث في مواقف أخرى. على سبيل المثال، إذا أصبح شخص ما أعمى في مرحلة البلوغ، فإن بعض أجزاء الدماغ المختصة بالبصر تتحول لتصبح مختصة بمعالجة الأصوات. لذلك، حتى لو كان الرجال يميلون إلى امتلاك جزء أكبر قليلا من الدماغ مسؤول عن المهارات المكانية، على سبيل المثال، فقد يكون ذلك لأنهم أكثر عرضة لقبول الوظائف التي تنطوي على تلك الأنشطة. بمعنى آخر، أي اختلافات في الدماغ بين الجنسين يمكن أن تكون نتيجة لأدوار الجنسين المختلفة، وليس سببها.
لا يزال علماء الأعصاب في بداية رحلتهم لفهم الاختلافات بين الجنسين في الدماغ. يقول ويليامز: «هناك اختلافات بسيطة، لكننا لا نعرف ما إذا كانت هذه الاختلافات ذات معنى أم لا. إنّ السؤال الذي يجب أن نبحث عن إجابته بعد ذلك هو محاولة فهم معنى هذه الاختلافات.
ما الذي يجعل بعض العقول مبدعة أكثر من غيرها؟
من (جين أوستن) إلى (ألبرت أينشتاين)، ومن (زها حديد) إلى (آي ويوي)، من السهل أن نذكر أسماء الأشخاص الذين ساهموا في تطوير الفكر البشري، ولكن الأصعب أن نفسر لماذا يفكر أشخاص مثل هؤلاء بشكل أكثر إبداعا من الآخرين. هل أدمغتهم مخلوقة بهذه الطريقة، أم يمكن لأي شخص أن يتعلم القيام بذلك؟ لقد حيـّر سر الإبداع العلماء لفترة طويلة. والآن، أحرز الباحثون أخيرًا بعض التقدم في هذا المجال. الجميل في هذا التقدم أنه يمكن أن يساعدنا جميعا في ممارسة المزيد من التفكير الإبداعي.
بعض الأفكار المثيرة تأتي من «نظرية العملية المزدوجة» للإبداع، والتي تميز بين توليد الأفكار وتقييمها. يتضمن توليد الأفكار التعمق في معرفتنا الحالية بحثًا عن بذور الإلهام، ربما عن طريق وضع مقارنة من نطاق مختلف تمامًا. يعد الارتباط الحر أمرًا أساسيًا في هذه المرحلة، حيث تؤدي فكرة ما إلى فكرة أخرى أعمق. وفي المرحلة الثانية، وهي تقييم الأفكار، يجب علينا أن نطبق نظرة أكثر نقدا لاختيار الأفكار التي تناسب أهدافنا بشكل أفضل، فعلى الروائي أن يقرر ما إذا كان تطور الحبكة الغريب والخارق للطبيعة سيثير إعجاب القراء أو ينفرهم، وعلى المهندس أن يفكر فيما إذا كانت طائرته المستوحاة من الأسماك ستكون عملية وفعّالة. لذلك، يتطلب أي مشروع كبير تكرارا متواصلا لهاتين المرحلتين خلال رحلة طويلة ومتعرجة تبدأ من الفكرة وتنتهي إلى الاكتمال.
يشير تصوير أدمغة الأشخاص المشاركين في حل المشكلات بشكل إبداعي إلى أن توليد الأفكار وتقييمها يعتمد على شبكات عصبية متميزة. يتضمن التوليد الشبكة المعتادة التي تكون عادة ما تنشط عندما يكون العقل في حالة راحة يتجول من فكرة إلى أخرى. في هذه الحالة الحرة، يكون العقل قادرًا على سبر ذكرياتك بحثًا عن الإلهام، وهو ما قد يفسر سبب ظهور حلول المشكلات غالبًا عندما نكون في الحمام أو نسير في الحديقة. وعلى النقيض من ذلك، يبدو أن تقييم الأفكار يعتمد على الشبكة التنفيذية، التي تنشط بينما نركز على أهداف محددة. وهناك منطقة ثالثة، وهي الشبكة البارزة، التي قد تكون بمثابة جسر بين الشبكتين السابقتين، تتمثل مهمتها في تحديد الأشياء الأكثر أهمية أو إثارة من حولنا. وفي جلسة العصف الذهني، قد تتطرق الشبكة البارزة إلى رؤى محددة مثيرة قبل أن تقوم الشبكة التنفيذية بتقييمها مستعملة الاهتمام الدقيق.
يبدو أن قدرتك الإبداعية تعتمد على كفاءة الاتصال بين هذه الشبكات المختلفة. فقد قام فريق بقيادة (روجر بيتي) في جامعة ولاية بنسلفانيا بدعوة 163 شخصًا للاستلقاء في ماسح ضوئي للدماغ أثناء أداء «مهمة الاستخدامات البديلة»، وهو اختبار قياسي للإبداع يتضمن التفكير في طرق جديدة لاستعمال شيء شائع مثل الطوب. يميل الأشخاص الذين لديهم إجابات أكثر إبداعًا إلى إظهار قدر أكبر من الاتصال بين مناطق الشبكات الافتراضية والتنفيذية والبارزة. ووفقا لدراسة أجراها باحثون في جامعة كاليفورنيا، لوس أنجلوس، فإن الأدمغة الأكثر إبداعا تميل أيضا إلى أن يكون لديها اتصال أكثر عشوائية بين مناطق الدماغ البعيدة. وقد يساهم هذا في إيجاد طرق أقل تقليدية لمعالجة المعلومات، وتوليد المزيد من الأفكار الأصلية. تقول (أريانا أندرسون) التي قادت الدراسة: «يتوافق هذا مع ما نراه في حياة المبدعين: إنهم يصنعون طريقهم الخاص».
تشير هذه النتائج إلى كيفية تعزيز إبداعك. يدرس (بيتي) حاليًا ما إذا كان التدريب على التفكير الإبداعي وحل المشكلات يمكن أن يعزز الاتصال بين الشبكات الثلاث: الافتراضية والبارزة والتنفيذية. قد تتضمن برامج التدريب، على سبيل المثال، ممارسة موجهة في توليد الأفكار واختيارها. وجدت دراسة وصفية نُشرت في عام 2023 أن هذا يمكن بالفعل أن يعزز الإبداع. وقام الباحثون بتحليل 332 دراسة، وقسموها إلى 12 فئة، كان التدريب على الإبداع من بين أكثرها فعالية، وكان للأدوية ذات التأثير النفسي التـأثير الأقل. كانت الطرق الرئيسية الأخرى لتشجيع التفكير الإبداعي هي ممارسة اليقظة الذهنية والانخراط في ثقافات مختلفة عن ثقافتك، ويوصي (بيتي) بتجربتها. ويقول: «إنها تساعدك على الاستفادة من التجارب المختلفة وتجميع الأشياء بطرق جديدة ومثيرة للاهتمام».
هل هناك حالات مختلفة للوعي؟
-كتابة: كارميلا بادافيك-كالاهان
ما هو الوعي؟ يمكن القول إن هذا هو اللغز الأكبر للدماغ البشري الذي لم يحل بعد، ولذلك لا عجب أن يطلق عليه «المشكلة الصعبة»، فنحن لا يمكننا حتى أن نتفق على ما إذا كان الوعي شيئًا واحدًا أم مجموعة متنوعة من الحالات المختلفة. ومع ذلك، فإن الطرق الجديدة لإيجاد حلّ لهذا السؤال تلقي بعض الضوء على هذه المفاهيم الغامضة.
على الرغم من أننا نستعمل لغة مثل «فقدان الوعي» للإغماء أو النوم، فقد أدرك الباحثون منذ فترة طويلة أن الوعي أكثر تعقيدًا من مجرد ضغط مفتاح للتحول من زر «تشغيل» إلى زر «إيقاف». ومع ذلك، لا يزال هناك الكثير من الجدل حول ما إذا كان الوعي ظاهرة واحدة لها عدة أوجه مستمرة قد تتخيلها كمفتاح غير واضح، أم هو مجموعة من الحالات غير المتصلة، مثل قنوات تلفزيونية منفصلة.
إن التفكير في الوعي من منظور عالم الفيزياء قد يساعد في حل السؤال، ذلك أن الدماغ يتحول باستمرار بين الحالات التي تحددها أنماط الإشارات الكهربائية، ولدى الفيزيائيين مقاييس لفحص مثل هذه الأنظمة المزدحمة والمتغيرة باستمرار. في عام 2014، افترض (روبن كارهارت هاريس) وزملاؤه من جامعة كاليفورنيا بسان فرانسيسكو أن مقياس الإنتروبيا قد يكون مفيدا، وهو مقياس لوغاريتمي لمعدل نقل المعلومات في رسالة أو لغة معينة. يصف الإنتروبيا مدى اضطراب النظام. أحد مقاييس الإنتروبيا هو عدد المكونات المجهرية المختلفة (مثل ترتيب جزيئات الماء في كوب) الموجودة في خاصية مجهرية معينة (مثل حجم ذلك الزجاج). اقترح الباحثون أن حالات الدماغ ذات الإنتروبيا الأكبر تكون أكثر ثراءً بالمعلومات، والتي يتم قياسها من خلال تنوع وعدد الإشارات الكهربائية والاتصالات بين أجزاء مختلفة من الدماغ. يشير هذا إلى وجود طيف من الوعي مع حد أدنى من إنتروبيا الدماغ اللازمة لأي وعي على الإطلاق.
يميل المراهقون إلى التفوق على البالغين في المواقف الغامضة أو المتقلبة.
اختيرت بعض جوانب هذه الفرضية عن طريق حساب إنتروبيا الدماغ من خلال فحوصات الدماغ. على سبيل المثال، تُظهِر العديد من الدراسات أن تناول المخدر يمكن أن يزيد من إنتروبيا الدماغ. ويكشف آخرون أن أدمغة الناس لديها إنتروبيا أقل أثناء النوم العميق مما هي عليه أثناء الاستيقاظ.
استخدم (جوستافو ديكو) من جامعة بومبيو فابرا في إسبانيا وزملاؤه فكرة أخرى من الفيزياء لاستكشاف الوعي، وهي التوازن، إذ يكون النظام الفيزيائي في حالة توازن عندما يكون في أكثر حالاته استقرارًا. أراد الباحثون معرفة مدى اقتراب الحالات الكهربائية للدماغ من التوازن أثناء قيام الأشخاص بمهام مختلفة. وباستخدام نظرية رياضية ابتكرها ألبرت أينشتاين إلى جانب معلومات من التصوير العصبي، وجدوا أن الدماغ يكون أقرب إلى حالة التوازن عند إقدام الناس على المخاطرة أكثر منه عندما يتعاونون. مرة أخرى، يبدو أن نهج التوازن يشير إلى وجود العديد من أوجه الوعي.
ربما ليس من المستغرب ألا يوافق الجميع على ذلك. يقول (دان لويد) من كلية ترينيتي في كونيتيكت: «إن فكرة وجود مقياس واحد لقياس الوعي، وهي فكرة المفتاح الغامض، فكرة مبالغ فيها». ويضيف بأن الحالات الواعية من المرجح أن تتوافق مع مقياس متعدد الأبعاد لأن الوعي يرتبط بشكل أساسي بالتجربة الذاتية، وتجربة الفرد لها العديد من الجوانب المختلفة اعتمادًا على حواسه وبيئته. ويعطي مثالا على الأدوية المخدرة، حيث يقول «إن هذه الأدوية ستعمل على تغيير شعورك، لكن الأمر ليس كما لو أنني الآن أكثر وعيًا أو أقل وعيًا مما كنت عليه من قبل، فأنا واعٍ ولكن بشكل مختلف». ويضيف أن زيادة الإنتروبيا في الدماغ عند تناول هذه الأدوية المخدرة تشير إلى شيء من هذا الاختلاف، ولكن ليس لدينا حتى الآن نظرية جيدة بما فيه الكفاية عن الوعي لتكتسب قوة وصلاحيّة أكبر.
ويشير (ديفيد بابو) من المعهد الإيطالي للتكنولوجيا إلى أنه حتى العلماء من مختلف المجالات لديهم مفاهيم مختلفة حول ماهية الوعي. متسائلا: «كيف يمكن للمرء أن يجد محددًا كميًا مناسبًا لبعض المفاهيم المحددة بشكل غامض؟»
يعترف (ديكو) أن أيا من تجاربه لم تختبر فكرة مفتاح التبديل بشكل كامل لأنها مصممة لمراقبة حالة واحدة في كل مرة لجعل النتائج لا لبس فيها. إن كيفية انتقال الدماغ بين الحالات غير واضحة. ومع ذلك، فهو يعتقد أن الأساليب المستوحاة من مفاهيم في الفيزياء مثل التوازن والإنتروبيا لديها القدرة على قياس خصائص الوعي وستكون حاسمة في تحديد ما إذا كان الوعي عبارة عن سلسلة متصلة أو مجموعة من القنوات المنفصلة.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: على سبیل المثال ما إذا کان فی الدماغ من جامعة الدماغ ا یمکن أن ومع ذلک
إقرأ أيضاً:
وجبة خفيفة تحميك من «الخرف».. تعرّف عليها؟
عادةً ما ترتبط الإصابة بـ”الخرف” بالتقدم في العمر، حيث تزداد احتمالية الإصابة به كلما تقدم الشخص في السن، وهو لا يعتبر مرضاً بحد ذاته لكنه يتمثّل بمجموعة من الأعراض، مثل ضعف الذاكرة، وانخفاض القدرة على التواصل والتفكير، فكيف نقوّي ذاكرتنا ونتجنب هذه الحالات؟
وفي هذا السياق، أكد “علماء الأعصاب أن نمط الحياة الصحي بشكل عام هو مفتاح صحة الدماغ، وأن النظام الغذائي يشكل جزءا كبيرا من ذلك”.
وبحسب دراسة حديثة نشرت في مجلة “جيرو ساينس”، “فإن تناول المكسرات يوميا يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بالخرف”، ووفق الباحثين “فإن الأشخاص الذين يتناولون المكسرات بانتظام لديهم خطر أقل بنسبة 12 بالمئة للإصابة بالخرف، حتى بعد مراعاة العوامل الأخرى، مثل العمر والجنس والتعليم وأسلوب الحياة”.
وبحسب الدراسة، “فإن النساء وكبار السن وغير المدخنين والأفراد الذين يمارسون سلوكيات أخرى تعزز الصحة يبدو أنهم يستفيدون أكثر من تناول المكسرات بانتظام”.
وقال الدكتور ديفيد بيرلموتر، وهو طبيب أعصاب معتمد: “من المعروف أن المكسرات تحتوي على مستويات عالية من الدهون الصحية ومضادات الأكسدة والألياف والمركبات المضادة للالتهابات، والتي يمكن أن تدعم صحة الدماغ وتقلل من الالتهابات والإجهاد التأكسدي، بالإضافة إلى ذلك، من المعروف أن استهلاك المكسرات له تأثير إيجابي على ميكروبيوم الأمعاء، وهذا يؤثر على صحة الدماغ أيضا”.
وأوضح “أن هذه العوامل قد تمنع التنكس العصبي، وتعزز الأداء الإدراكي، وتحسن الصحة القلبية الوعائية والأيضية التي تعد ضرورية للحد من خطر الخرف”.
وقال الدكتور بيرلموتر، هناك أنواع متعددة من المكسرات منها: الجوز: غني بأحماض أوميغا 3 الدهنية، وهي مفيدة لصحة الدماغ، اللوز والبندق: يحتوي كل من البندق واللوز على مستويات عالية من فيتامين هـ، وهو مضاد للأكسدة يحمي خلايا الدماغن الفستق والكاجو: يحتويان على مضادات الأكسدة والمغذيات المختلفة التي يمكن أن تدعم الوظائف الأيضية والإدراكية”.
وأضاف: “هناك أطعمة أخرى يمكنها خفض خطر الإصابة بالخرف، منها التوت، الخضروات الورقية مثل الكرنب والسبانخن الأسماك الدهنية مثل السلمون، زيت الزيتون، الشوكولاتة الداكنةن الحبوب الكاملة الخالية من الغلوتين”.
من جانبها، قالت أخصائية التغذية شيري جاو: “المكسرات غنية بالدهون الصحية والفيتامينات، وخاصة فيتامين هـ، الذي يدعم صحة الدماغ والأوعية الدموية ويخفض ضغط الدم والالتهابات الجسدية”.