لجريدة عمان:
2025-03-07@03:14:06 GMT

كيف تتشكّل الرّياح؟

تاريخ النشر: 20th, March 2024 GMT

كيف تتشكّل الرّياح؟

الرّياح هي عبارة عن حركة لِكُتل هوائيّة في الجو. وعندما نفكّر في الريح، فإننا نفكّر في الحركة الأفقية للهواء. حينما تهبّ الرياح قادمة من الجهة المقابلة فإننا قد نواجه صعوبة في التقدّم نحو الأمام، وعندما تهبّ من خلفنا، ونحن على متن درّاجة، فيا لها من سعادة!

مما تحتفظ به ذاكرتي من أول شرحٍ أُلقي على مسامعي حول الرياح في فصلٍ دراسي، أن للرياح علاقة بالحركة الأفقية والعمودية للهواء، وأنها ترتبط باختلافٍ في درجات الحرارة.

في الصيف عند شاطئ البحر، تهبّ الرياح خلال النهار من البحر نحو الأرض، وفي الليل تهبّ من الأرض نحو البحر، فلماذا يا ترى؟ لأنه خلال النهار، تكون درجة حرارة الأرض أعلى من درجة حرارة مياه البحر. يمكن أن تكون الرّمال حارقة، لكن ذلك لا ينطبق على المياه أبدًا، أليس كذلك؟

في النّهار إذن، يسخن الهواء الملامس للأرض ويتمدّد (الكمّية نفسها من الهواء سوف تشغل مساحة أكبر)، فيصبح أقلّ كثافة ويرتفع إلى أعلى، مخلّفًا وراءه فراغًا «ينادي» على الهواء الملامس للبحر، ويترتّب على ذلك رياح تأتي من البحر متّجهةً نحو الأرض. وفي الليل تبرد الأرض وتصبح درجة حرارتها أقل من درجة حرارة البحر. وبالتالي فإن الهواء فوق البحر هو الذي يرتفع هذه المرّة، «مناديًا» على الهواء الموجود فوق الأرض.

دعونا الآن نحاول أن نلقِ نظرة شاملة على الأرض. تتلقّى المنطقة الاستوائية، الواقعة بين المدارين، في المتوسّط طاقةً شمسية أكثر مقارنةً بالمناطق الواقعة شمالا، إذ أن الإشعاع الشمسي أكبر في هذه المنطقة من الكوكب.

إن متوسّط درجة الحرارة هناك سيكون أعلى، وبالتالي فإن الكتل الهوائية ستتمدّد وتصبح أقلّ كثافة وتخضع لحركة صاعدة (نحو الأعلى)، ممّا يجتذب الهواء القادم من خطوط العرض العليا. وهكذا تتشكّل الرياح التجارية التي تتّجه نحو خط الاستواء.

يبرد الهواء مع صعوده نحو الأعلى، فتتوازن درجة حرارته وتصبح موحّدة، ويتوقف الصعود على ارتفاع خمسة عشر كيلومترا تقريبًا، وتنتشر الكتل الهوائية نحو الشمال في نصف الكرة الشمالي ونحو الجنوب في نصف الكرة الجنوبي. وبعدها تنحدر الكتل الهوائية نحو الأسفل مغلقةً بذلك الحلقة.

لكن لماذا يبرد الهواء أثناء صعوده؟ أو بالأحرى لماذا تنخفض درجة الحرارة مع الارتفاع؟

عندما يتلامس جسمان بدرجات حرارة متفاوتة، يسخن الجسم الأكثر برودة ويبرد الجسم الأكثر سخونة، وبعد فترة زمنية معيّنة تتعادل درجات حرارتيهما. وهذا ما يسمّى بالتوصيل الحراري (Thermal Conduction) في الفيزياء. لكن ليس هذا ما يحدث مع الكتل الهوائية عندما تتفاوت درجات حرارتها، لأن هناك مقياسين زمنيّين يتدخّلان هنا: مقياس التوصيل بالتأكيد، ولكن ثمّة أيضا مقياس الحمل الحراري (Convection).

لقد سبق وقلنا إن الكتل الهوائية الاستوائية، التي تكون أقل كثافة، تتعرّض لقوة تؤدي إلى تصاعدها. غير أن هذه الحركة تكون سريعة، بحيث تصعد الكتل الهوائية الدافئة نحو الأعلى دون أن تتبادل الحرارة عمليًّا مع الكتل الهوائية المحيطة الأقل حرارة.

ولأن ضغط الهواء ينخفض كلما ارتفعنا، فإن الكتل الهوائية الصّاعدة تتعرّض للتمدّد، ويؤدي هذا إلى تبريدها. يحدث هذا التمدّد دون تبادل الحرارة مع البيئة المحيطة. وعندما تنحدر الكتل الهوائية نحو الأسفل عند المدارين يحدث العكس: يصبح الهواء مضغوطا بسبب زيادة الضغط المحيط به، مما يؤدي إلى تسخينه.

وهكذا يكون التدرّج الحراري (Temperature Gradient)، أي التغيّر الحاصل في درجة حرارة الغلاف الجوي كلّما ارتفعنا نحو الأعلى، محكومًا بحركات الغلاف الجوي: 9.5 درجة مئوية لكل كيلومتر بالنسبة إلى الهواء الجاف، و 6.5 درجة مئوية لكل كيلومتر بالنسبة إلى الهواء الرطب. يرجع هذا الاختلاف إلى أن الهواء عندما يكون رطبا، يتكثّف بخار الماء في قطرات أثناء صعود هذا الهواء نحو الأعلى، مما يؤدي إلى إطلاق الحرارة (وهذا على عكس عملية التبخّر التي تحتاج إلى الحرارة).

من الجدير بالإشارة أن سرعة الرياح يمكن أن تصل إلى قيم عالية جدّا قد تبلغ 200 كم/ساعة. وكلّما كانت كتل الهواء أكبر، كانت تيّارات الهواء المرتبطة بحركتها العمودية أقوى، وكانت الرياح الناتجة عنها أكثر عنفًا.

- المصدر: موقع The Conversation

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الکتل الهوائیة نحو الأعلى درجة حرارة

إقرأ أيضاً:

تراجع قياسي لجليد البحر بالقطب الشمالي في فبراير الماضي

برلين - العُمانية: ذكر مرصد "كوبرنيكوس" التابع للاتحاد الأوروبي والمعني بالتغيّر المناخي أن مستويات الجليد في بحر القطب الشمالي كانت الأدنى على الإطلاق في فبراير 2025م منذ بدء التسجيل في عام 1979.

وأفاد "كوبرنيكوس" بأن فبراير هو الشهر الثالث على التوالي الذي يُسجّل فيه مستويات متدنية، مضيفًا أن مدى جليد البحر في القطب الشمالي كان أقل بواقع 8 بالمائة من المتوسط طويل الأمد.

وفي القارة القطبية الجنوبية، بلغ مدى جليد البحر رابع أدنى قيمة في فبراير الماضي وكان دون المتوسط بواقع 26 بالمئة.

ويشير مدى جليد البحر العالمي إلى المنطقة المجمعة المغطاة بجليد البحر في كلتا المنطقتين القطبيتين، إذ يعتمد مرصد التغيّر المناخي بالاتحاد الأوروبي على بيانات من الأقمار الاصطناعية والسفن والطائرات ومحطات الطقس حول العالم وكذلك حسابات معيارية.

وكان شهر فبراير ثالث أكثر شهر دفئًا بواقع 0,63 درجة مئوية من المتوسط من عام 1991 إلى 2020م، بينما كان أعلى بواقع 1,59 درجة مئوية فوق المتوسط المقدّر لدرجات الحرارة لعام 1850 إلى 1900.

وبحسب "كوبرنيكوس"، كان 19 شهرًا من أصل الـ 20 شهرًا الماضية أعلى بأكثر من 1,5 درجة مئوية من الفترة ما قبل الثورة الصناعية.

الجدير بالذكر أن اتفاق باريس للمناخ لعام 2015 هدف إلى تقييد الاحتباس العالمي إلى ما يقرب من 1,5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية قدر المستطاع.

مقالات مشابهة

  • أمطار غزيرة في آخر نوات الشتاء.. ماذا تعرف عن نوة الحسوم؟
  • تراجع قياسي لجليد البحر بالقطب الشمالي في فبراير الماضي
  • الدمام 23 مئوية.. بيان درجات الحرارة العظمى على بعض مدن المملكة
  • حالة الطقس في الإسكندرية.. آخر تطورات «نوة الحسم » و درجات الحرارة المتوقعة
  • طقس بارد مع فرص لتساقط الأمطار والثلوج اليوم الأربعاء
  • طقس الأربعاء: أجواء باردة وزخات رعدية بعدد من الجهات
  • الدمام 24 مئوية.. بيان درجات الحرارة العظمى على بعض مدن المملكة
  • مفاهيم مناخية.. ما العلاقة بين الاحتباس الحراري وتغير المناخ؟
  • الأرصاد: طقس بارد جداً وأمطار رعدية في هذه المناطق!
  • أمطار متفرقة وموحلة غدا وثلوج على ارتفاع 1800 متر... اليكم حال الطقس