لجريدة عمان:
2024-11-05@19:52:32 GMT

مندوب توصيل يجري في الدم!

تاريخ النشر: 20th, March 2024 GMT

مندوب توصيل يجري في الدم!

نال الأنسولين شهرةً واسعة خلال المائة عام الماضية كعلاج ناجح لمرض السكري، وذلك بفضل جهود العالمين فريدريك بانتينغ وتشارلز بيست وأرواح الكثير من الحيوانات التي قضت خلال تجاربهما الأولى في عام 1921، ولا يزال الكثير يظن أن الأنسولين ما هو إلا دواء أو علاج خارجي يُحقن به مرضى السكري لخفض مستوى السكر في الدم، ورغم البطولة الكبيرة التي يمنحها له هذا الدور إلا أن سيرة فارسنا المغوار (الأنسولين) هي أكبر من ذلك.

يأتي الأنسولين من عائلة الهرمونات، وهي منتجات كيميائية تتكون في غالبها من البروتينات والدهون، ويتم إنتاجها في غدد الجسم، ولكل منها دوره أو أدواره الخاصة التي تساعد على التواصل بين الخلايا وتؤثر على وظائف الأعضاء والأنظمة المختلفة في الجسم.

وبالعودة إلى الأنسولين، بوصفه فارس المقال هنا، فتعود نشأته إلى غدة البنكرياس الواقعة خلف المعدة في الجزء العلوي من البطن، بالتحديد عن طريق خلايا البيتا في البنكرياس، وهو المسؤول عن تنظيم مستويات سكر الدم بمساعدة هرمونٍ آخر يدعى (الجلوكاجون).

فعندما يتناولُ الإنسان طعامه المحتوي على الكربوهيدرات كالخبز والأرز والفاكهة وغيرها، تتكسّر هذه السكريات المعقدة إلى سكريات بسيطة، مثل الجلوكوز، ويتم امتصاصها في الدم، كالبضائع التي تتكدس على أرصفة الموانئ أو الطرقات، وبهذا يرتفع مستوى السكر في الدم مما يدفعُ الجسم لإرسال إشارات للبنكرياس لإفراز هرمون الأنسولين، لذا يمكننا أن

نتخيل أن هرمون الأنسولين يعملُ كساعي بريد، أو كما نقول في أيامنا هذه (مندوب توصيل)، ويعمل على توصيل الغذاء من السكر البسيط (الجلوكوز) لخلايا الجسم المختلفة وتخفيف تراكمه في الدم، وتتناسب الكمية التي يفرزها البنكرياس من الأنسولين مع مستوى السكر المرتفعِ في الدم.

تعرفُ الخلايا هرمون الأنسولين، أنها تملك مستقبلاتٍ خاصة له، فما إن يصل ويلتصق بهذه المستقبلات حتى ترسل الخلايا إشارات خاصة تدفع بناقلات الجلوكوز إلى سطحها لإدخاله إلى داخل الخلية، وبهذا يكون الأنسولين قد أتم عملية التوصيل، واستفادت الخلية من هذا السكر، خصوصًا خلايا الدماغ التي تعتمد عليه كمصدرٍ أساسي للطاقة. ويحدثُ أن تزيد كمية السكر في الدم عن حاجة الخلايا، وعندها يقومُ الأنسولين بإيصالها إلى الكبد -الغدة الأكبر في جسم الإنسان- وتخزين هذه الكمية الزائدة على هيئة (جليكوجين)، وهو شكل سكرّي معقد، للحفاظ على احتياطي من السكر لأوقات انخفاضه في الدم كما في حال الصيام، وهنا يأتي هرمون (الجلوكاجون) لإفراز الجلوكوز للدم من المخزون مرة أخرى، أو سيتم تحويله إلى دهون لاحقًا إذا تراكم لوقتٍ طويلٍ دون استهلاك.

ولا يقوم الأنسولين بهذا العمل مع السكر فقط، ولكنه أيضًا يحفز الجسم لتخزين الدهون الزائدة، ويساعد الأحماض الأمينية -اللبنات الأساسية لبناء البروتين- لدخول الخلايا، وتحقيق أكبر استفادةٍ منها، رغم أن تنظيم معدل السكر لوحده يعد عملًا عظيمًا، حيث إن تراكم السكر البسيط في الدم يمكن أن يؤدي إلى مضاعفاتٍ خطيرة مثل أمراض القلب والأوعية الدموية، وأمراض الكلى، وأمراض العين، وغيرها. ويمكن أن يحدث هذا في بعض الحالات، كمرض السكري من النوع الأول أو الثاني أو في حالات مقاومة الأنسولين.

ففي النوع الأول من مرض السكري، ولأسباب جينية أو عوامل بيئية، يفشل البنكرياس في إنتاج كميةٍ كافية من هرمون الأنسولين، أو في إنتاجه على الإطلاق، مما يؤدي إلى تراكم السكر في الدم دون قدرةٍ على إيصاله للخلايا، فيُصاب الجسم بمضاعفات تراكمه في الدم، ومضاعفات وهن الخلايا بحرمانها من مصدر طاقتها الأساسي، مما يجعل العلاج بحقن الأنسولين ضروريًا، وغالبًا ما يظهر هذا النوع مبكرًا في عمر الإنسان، أما في الحالات الأخرى كمقاومة الأنسولين، ونتيجة -غالبًا- لأنماط الحياة غير الصحية وقلة الحركة وزيادة نسبة الدهون في الجسم، يحدث أن تضعف مستقبلات الأنسولين على الخلايا وتقل استجابتها له حتى مع موجود كمية كافية من الأنسولين في الجسم، وبهذا لا يتمكن المندوب من إيصال الغذاء للخلايا كما يجب، فتتراكم في الدم، وتُعد مقاومة الأنسولين من المؤشرات الأولى لمرض السكري من النوع الثاني الذي يغدو فيه ضعف الاستجابة للأنسولين مزمنًا ومتطلبًا لعلاج طويل وتغيير في نمط الحياة والتغذية.

طبيعة عمل مختلفة

خلال الصيام

أما خلال فترات الصيام، فإن الجسم يقوم بتعديل عملياته الحيوية بشكل مختلف لضمان استمرار توفير الطاقة للأنشطة الحيوية الأساسية، ويشمل هذا هرمون الأنسولين كذلك، إذ ينخفض إنتاجه من البنكرياس، ويتجه الجسم لإفراز السكر المخزن في الكبد إلى الدم لتعويض الفاقد، وفي بعض الأحيان، يقوم الجسم بتحويل بعض الدهون المخزنة إلى سكر بسيط (جلوكوز) لتأمين حاجة الخلايا منه وتزويدها بمصدر طاقتها الأساسي، حتى يحين موعد الإفطار وحصول الجسم على الغذاء مرة أخرى، بينما يحتاج مرضى السكري بنوعيه لتعديل أنظمتهم العلاجية وفقًا لنمط الحياة والتغذية المختلفين خلال أيام الصيام.

وهكذا، يعمل الأنسولين، مع بقية الهرمونات المنظمة للسكر، دورًا عظيمًا طوال حياة الإنسان للمحافظة على مستويات السكر في الدم، وضمان وصوله للخلايا بحسب حاجتها إليه، ويعملُ الجسم جاهدًا على تعديل هذه العمل وتنظيمه باختلاف أطوار الإنسان وحاجاته، وتغيرات حياته اليومية، وأنماطه الاستهلاكية، ما دامت ضمن المستويات المقبولة والمحمية بالقرارات اليومية السليمة تجاه النشاط البدني والتغذية.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: هرمون الأنسولین السکر فی الدم

إقرأ أيضاً:

طبيبة توضح علامات اختلال التوازن الهرموني لدى النساء

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

كشفت الدكتورة جايمي خبيرة الصحة النفسية في مستشفى سانت جون دي ديو عن علامات اختلال التوازن الهرموني التي تظهر غالبا لدى النساء وطريقة التعامل معها وفقا لما نشرته مجلة ميرور .

وتقول الطبيبة: تنتج الهرمونات عن جهاز الغدد الصماء وتطلق في مجرى الدم وعندما تكون مستوياتها مرتفعة أو منخفضة بشكل مفرط، يحدث الخلل وتلعب الهرمونات دورا حيويا في تنظيم العديد من العمليات في الجسم بما في ذلك الشهية والتمثيل الغذائي ودورات النوم والدورة الإنجابية والوظيفة الجنسية ودرجة حرارة الجسم والمزاج.

وتقول جايمي  أن انعدام التوازن الهرموني يمكن أن يؤدي إلى مجموعة من الأعراض غير المرغوب فيها مثل التعب وزيادة الوزن وحكة الجلد وانخفاض الحالة المزاجية أن هناك بعض العلامات التي قد تدل على وجود خلل هرمونية وهذا أمر يستدعي المعالجة.

وأشارت إلى أن أحد الأعراض الشائعة لخلل الهرمونات هو ارتفاع مستوى هرمون الإستروجين وانخفاض هرمون البروجسترون فعندما تشعر المرأة بألم وتورم في الثديين قبل الدورة الشهرية أو تعاني من الانتفاخ فهذا يدل على ارتفاع هرمون الإستروجين كما قد تلاحظ صداعا أو مشاكل في النوم خلال الفترة السابقة للدورة الشهرية أما بالنسبة لانخفاض مستوى البروجسترون فقد تلاحظ المرأة بقع دم قرب فترة التبويض أو في الأيام التي تسبق الدورة الشهرية ما يدل على نقص البروجسترون.

وأن علامات اختلال التوازن الهرموني تتمثل فى الاتى ( تقلبات المزاج- فترات الحيض الغزيرة أو المؤلمة- انخفاض الرغبة الجنسية- الأرق وسوء نوعية النوم - زيادة الوزن غير المبررة- مشاكل في الجلد- مشاكل في الخصوبة- الصداع- ضعف في العظام- جفاف في المهبل)

وتعتبر هذه العلامات بمثابة إشارات هامة يجب أخذها بعين الاعتبار والتوجه إلى مختص للحصول على الدعم والعلاج المناسبين.

مقالات مشابهة

  • التعرق والإرهاق.. 10 علامات خطرة تؤشر بنقص السكر في الدم
  • تكرار الهبات الساخنة مؤشر خطر على السكري
  • تشخيص حالات نقص افراز الغدة الدرقيه خلال الحمل
  • بعض أدوية السكري تقلل خطر حصى الكلى والنقرس
  • كيف تدعم هرمون الذكورة؟ 7 خطوات بسيطة يكشفها لك الطب
  • تدشين إعادة توصيل التيار الكهربائي لمحطة جنوب غرب مدينة إب
  • الكرياتين والحلبة وفيتامين دي منها.. تعرف على السترويدات الطبيعية التي تحاكي عمل التستوستيرون الطبيعي
  • علامات اختلال التوازن الهرموني لدى النساء
  • طبيبة توضح علامات اختلال التوازن الهرموني لدى النساء
  • لخفض الكولسترول وتجنب أمراض القلب.. احرص على تناول هذا النبات