موقع النيلين:
2024-11-26@19:01:33 GMT

عزمي عبد الرازق: راجي مِنك بس”إشارة”

تاريخ النشر: 20th, March 2024 GMT


الصمود الأسطوري لسلاح الإشارة في وجه أخطر هجمات التمرد، المدّعم، هذه المرة، بكبار الضباط والأسلحة الثقيلة والعتاد الخارجي، هو دليل على أن الجيش يتحكم، بصورة ما، في إدارة المعركة، وأنه بالفعل ينسحب من مواقع يستطيع البقاء فيها، ويحافظ على مواقع يستطيع مغادرتها دون خسائر!

ولذلك صمدت حطاب والإشارة في بحري، والمهندسين وكرري في أم درمان، والمدرعات والقيادة في الخرطوم، في أوج عنفوان الدعم السريع، إلى جانب بابنوسة والفاشر غرباً، وهى خطوط ترابط في مناطق جغرافية لها رمزيتها وأهميتها الاستراتيجية، بينما سقطت الاستراتيجية واليرموك والاحتياطي وقاعدة جبل أولياء ومن ثم مدني بعد ذلك.

.

وهنا يدور السؤال المهم لماذا سقطت هذه المناطق وبقيت مناطق أخرى كان يمكن لها أن تسقط أيضاً؟ الإجابة على هذا السؤال تأخذنا إلى التسليم بأن الجيش يتعامل مع هذه الحرب بخطط مرنة، يمكنك فقط التمعّن في الظهور المفاجئ لرئيس الأركان وكبار ضباطه داخل القيادة العامة، وهم يوزعون فرحة الصائم للجنود، دون أي أثر عنيف للحصار، وسوف تشدك بالطبع، لقطات سرامس الشاي والمقاعد الوثيرة، والأريحية على وجوه الجنرالات، إلى جانب سقوط قيادة الدعم السريع في أمدرمان، على نحوٍ مفاجئ، رغم قوتها والرهان عليها قِبل حلفاؤهم، فضلًا على هروب كبار قادة المليشيا من الخرطوم تقريبًا، أو تخفيهم حتى لا تتصيدهم المسيّرات،

ويبدو أن الجيش عمل_عن قصد_ على تجاهل ذلك التفوق الخادع للمليشيا، أو ما يمكن تسميته بوهم القوة، مع الأخذ في الاعتبار أيضًا إمكانية قيام الدعم السريع بمغامرة جديدة تضخ الروح في شرائينهم، وترمم نفسياتهم المتصدعة، وقد بدأت بالدعاية لدخول أسلحة نوعية إليهم، وتحركات خارجية بين أنجمينا وأبوظبي لإنقاذ ما تبقى من المليشيا، لكنها صعب ان تفلح في مواجهة المقاومة الشعبية التي أدركت خطورة المؤامرة واصطفت في خندق الدفاع مع الجيش، هذا إن لم يكن لزيارة الفريق أول ركن ياسر العطا واللواء اللبيب اليوم إلى القضارف وسنار علاقة بتحركات ميدانية مختلفة للجيش، أو ايذاناً “بالإشارة” المرجوءة و”كلمة تدينا البشارة”، على قول المُغني.

عزمي عبد الرازق

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

هزائم الدعم السريع

يبدو أن الجيش السوداني يسير وفق خطة استراتيجية محكمة لاستعادة جميع المدن من قوات الدعم السريع المتمردة بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، فبعد تمكن الجيش في عملية خاطفة من استعادة جبال موية الاستراتيجية، عاد السبت الماضي لبسط سيطرته على مدينة سنجة الاستراتيجية، عاصمة ولاية سنار.

في هذا الإطار، أكد الجيش السوداني عبر موقعه الرسمي، سيطرته على قيادة الفرقة 17 مشاة، ومداخل ومخارج ووسط المدينة، وهو ما يعكس إصراره على استعادة المدن، والمناطق الرئيسية من قوات التمرد.

وجاءت هذه الخطوة بعد معارك عنيفة اعتمدت فيها القوات على استخدام الطائرات المسيّرة والقصف المدفعي. وقد تقدم الجيش تدريجيًا من مناطق عدة، مثل الدندر والسوكي، حتى أحكم قبضته على سنجة، مشيرًا إلى نيته مواصلة التقدم نحو المناطق المجاورة مثل الدالي والمزموم وأبو حجار لاستكمال العملية العسكرية.

الانتصار العسكري في سنجة كان له صدى واسع بين السكان المحليين، حيث نظمت احتفالات في المدينة، لتحية الجيش ودعمه، كما شهدت مدينة الحواتة بولاية القضارف، التي لجأ إليها سكان سنار، احتفالات مماثلة، مما يعكس التفاف الشعب السوداني حول جيشه، وتوحد الجميع على هدف تحرير البلاد في حرب الكرامة.

إحباط تهريب الأسلحة وتأمين الحدود

ويبدو أن الجيش السوداني، والحركات المسلحة المتحالفة معه ينتظرهما جهد كبير لتحض قوات الدعم السريع المتمردة، التي تمتاز بسرعة العمل والحركة في المناطق الحدودية، إضافة إلى نجاحها في عقد تحالفات إقليمية ودولية لإمدادها بالأسلحة الحديثة بشكل مستمر، حيث كشفت تلك الحركات الخميس الماضي عن نجاحها في إحباط عملية كبرى، لتهريب الأسلحة إلى قوات الدعم السريع عبر الحدود الليبية- التشادية- السودانية.

وأوضح بيان لحركة جيش تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي، أن العملية تمت بالتنسيق بين الحركات المسلحة، والجيش السوداني لحماية حدود البلاد، مما يعكس تقدمًا كبيرًا في هذا الاتجاه، وتطور على مستوى التنسيق العسكري والاستخباري بين الطرفين.

وأظهرت الحركات المسلحة في تسجيلات مصورة عددًا من المركبات القتالية، بالإضافة إلى صناديق ذخيرة ومدافع "كورنيت"، وهو سلاح مضاد للدروع.

وتظهر نوعية الأسلحة مدى التحدي الذي يواجهه الجيش السوداني في تحقيق أهدافه الخاصة بطرد التمرد من داخل المدن، وتأمين حدوده المتسعة مع سبع دول جوار.

مسيرات الدعم

وفي اتجاه موازٍ، لا تزال هجمات الطائرات المسيرة التابعة لقوات الدعم السريع تشكل تحديات تقنية وعسكرية للجيش السوداني، حيث نفذت قوات التمرد هجمات موسعة ومنسقة بالمسيرات على مطار عطبرة الدولي بولاية نهر النيل، ورغم تصدي دفاعات الجيش للهجوم، إلا أن تكرار هذه يبرز حجم الدعم والإصرار الإقليمي والدولي على إمداد التمرد بتلك التقنيات الحديثة، ومحاولة حصار الجيش وحرمانه من الحصول على الأسلحة.

وكانت أجهزة الأمن السودانية قد كشفت كميات كبيرة من الأسلحة المهربة للتمرد في شاحنات المواد الإغاثية للنازحين واللاجئين السودانيين، وهو ما يظهر أيضًا تورط منظمات الإغاثة الدولية في دعم التمرد، وإشعال الحرب بغرض تقسيم السودان وخاصة فصل ولايات دارفور الخمسة عن السودان، حيث يسيطر الدعم على أربعة منها، ويحاصر ما تبقى من ولاية شمال دارفور، وعاصمتها الفاشر.

ويتبقى أمام الجيش السوداني فرصة تاريخية لاستعادة أراضيه والحفاظ على وحدة بلاده مستغلاً انشغال التحالف الاستعماري الجديد في الحرب مع روسيا من ناحية، وحتى انتهاء مرحلة البطة العرجاء في أمريكا والتي تنتهي في العشرين من يناير المقبل.

مقالات مشابهة

  • مباحثات سعودية أمريكية بخصوص السودان وتداعيات المواجهات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع
  • شاهد بالفيديو.. الناشط الذي اشتهر بتقليد أفراد الدعم السريع يعود بمقطع ساخر ويكشف ردة فعل “الدعامة” عندما تأتيهم تعليمات بدخول الفاشر ومتابعون: (الله يجازي محنك قطعت مصارينا بالضحك)
  • أدان جماعة قحت/ تقدم بشدة كل ما يدعم الجيش، وامتنعوا عن إدانة كل ما يدعم الدعم السريع
  • “الدعم السريع” تتهم الجيش السوداني بالاستعانة بخبراء من «الحرس الثوري» الإيراني .. أعلنت تدمير طائرات ومسيّرات حربية شمال أم درمان
  • هزائم الدعم السريع
  • الجيش السوداني يقصف مواقع الدعم السريع في الخرطوم
  • الجيش السوداني يحرر «سنجة» وعينه على ولاية «الجزيرة» وسط تقهقر الدعم السريع
  • الجيش السوداني يكثف ضرباته على مواقع الدعم السريع في الخرطوم وبحري
  • الجيش السوداني يسيطر على مدينة سنجة ويلاحق عناصر الدعم السريع
  • الجيش السوداني يحقق انتصارًا ساحقًا على قوات الدعم السريع.. واحتفالات شعبية واسعة (فيديو)