محنة الأقصى بين الأردن والفلسطينيين
تاريخ النشر: 20th, March 2024 GMT
#محنة_الأقصى بين #الأردن والفلسطينيين – #ماهر_أبوطير
يخرج وزير الأمن القومي الإسرائيلي ويطالب بدخول الإسرائيليين إلى المسجد الأقصى خلال العشر الأواخر من رمضان، فتقوم الدنيا ولا تقعد من باب ردود الفعل، وكأن القصة هنا قصة العشر الأواخر، فقط، وهكذا نتورط في الانتقائية من حيث الأزمة، والتواقيت، والاستدراجات.
الذي يمكن أن نفهمه هنا أمران، أولا أن هناك تصاعداً في الضغط الإسرائيلي من خلال برقيات التهديد، أي التهديد باقتحام رفح، أو زيادة الضغط على الأقصى، أو منع المساعدات، وغير ذلك والهدف إتمام صفقة الأسرى تحت وطأة التهديدات، وهذا يفسر كثرة هذه البرقيات، فوق العمليات العسكرية والجرائم التي يتم ارتكابها يوميا، ضد الابرياء في قطاع غزة.
ما ينبغي قوله هنا إن مواصلة التهديد في ملف الأقصى يمس الأردن مباشرة، في سياقات إسرائيلية خطيرة، تهدد مصالح الأردن، وحساباته، وهذا يفسر رد الفعل الرسمي، عند كل تهديد للأقصى، لكن هذه المرة مختلفة، لأن الأردن مع شبكة اتصالاته الدولية التي تراعي موقفه، كان يستفيد ايضا من سوار الحماية الشعبية داخل القدس للأقصى كعنصر داعم اضافي لموقفه، وهذا السوار تم إضعافه جدا خلال شهر رمضان الحالي.
مقالات ذات صلة فعل الخير دون انتظار الجزاء 2024/03/19والأردن الذي يتولى مسؤولية الأقصى ايضا، يتولى المسؤولية منفردا، ولا يبدو أن هناك أي طرف عربي أو إسلامي، يرغب بالاقتراب من هذا الملف، تهرباً من كلفته الثقيلة، أو بسبب احتمالات سوء التأويل اللاحقة، وهذا يعني في المحصلة أن إدارة الموقف من ملف الأقصى تخضع لتعقيدات كثيرة هذه الفترة، في ظل مناخات الاستفراد الإسرائيلي.
تسطيح الموقف غير مفيد من جانب أولئك الذي يهونون من نتائج المشهد الحالي، أو حتى أولئك الذين يبالغون في تقديراتهم، ونحن نقف أمام مفرق طرق في كل قصة الأقصى.
عقدة المسجد الأقصى لا ترتبط كما أسلفت بالعشر الأواخر، فقط، لكن السياق يتحدث عن كون الاقتحامات تتوقف فقط في العشر الأواخر بسبب القرار الأمني الإسرائيلي الذي يتجنب العشر الأواخر كل رمضان، ويعود إلى عاداته اليومية، من بعد صلاة العيد، وهذا يعني أن استدراجنا إلى لعبة استثناء التواقيت، يراد عبره إظهار إسرائيل بصورة التي تقدم تنازلات لمن يضغط عليها، فيما الأهم أن المسجد الأقصى مهدد طوال العام.
اعادة مراجعة الموقف في شأن الأقصى، ضرورة أردنية، وهي ليست دعوة للتخلي عن المسؤولية، بل دعوة لقراءة الأخطار والرد عليها بطريقة ثانية غير الحالية، لأن مجمل المشهد خطير، وهناك انحياز كامل لصالح إسرائيل، من الدول الغربية التي كان الأردن يعتبرها حليفته في ملف الأقصى لكنها غير مؤتمنة اليوم، إضافة إلى حالة التوحش الإسرائيلية، ومع كل هذا ضعف السوار الشعبي الذي أشرت إليه، وأيضا استنتاج إسرائيل اليقيني أن لا أحد سيوقفها فهي تقتل كل يوم في رمضان، ولا تسمع صوتا معترضا من عالم العرب والمسلمين إلا من باب تسجيل المواقف الإعلامية، فلماذا سيعترض هؤلاء على هدم الأقصى، أو تقاسم المساحات الفارغة داخل الحرم القدسي، أو هدم قبة الصخرة، أو حتى نقل السيادة في الحرم القدسي إلى إسرائيل بشكل كامل وإخراج الأردن قانونيا وإداريا من الحرم القدسي.
جدولة الأزمة في الأقصى لن تنهي الأزمة من جذورها، بل قد تؤدي إلى نتائج وخيمة، فيما لا يمكننا هنا أن نحمل الأردن وحيدا كل شيء، وهو الذي يتعرض للخذلان ومحاولات الإضعاف المتعمّد.
محنة الأقصى موزعة بين الأردن والفلسطينيين، والتحليل العميق للمشهد يقول إن على الكل توقع كل شيء خلال الفترة المقبلة، على صعيد مخططات إسرائيل.
الغد
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: الأردن العشر الأواخر
إقرأ أيضاً:
المتغيِّراتُ كلُّها بيد الله
زياد الحداء
(سيكون الأمر غيرَ مختلف عما هو في الميدان). نقولها للكل على سواء، فلن يتغيَّرَ شيءٌ سواءٌ أكانت حربنا مع إدارة بايدن أَو ترمب أَو حتى لو كانت إدارة الشيطان نفسه.
تمر الأيّام لتراكم على الأمريكي ثقلَ العبء الذي تحمله في سبيل الحفاظ على الكيان الصهيوني ويزيد كُـلّ يوم حجم السقوط والتعري الذي تتعرض له الولايات المتحدة الأمريكية وتبدو كُـلَّ يوم أعجز وأضعف أمام العالم بكله خَاصَّة أمام “إسرائيل” التي تراهن دائمًا على الحضن الأمريكي الذي يضمن لها بقاءها وغطرستها، لكنها اليوم ترى هذا الحضن الدافئ وهو يهان ويهزم؛ ما يزيد قلق الصهاينة يومًا بعد يوم ونرى ذلك جليًّا في وسائل إعلامهم.
الغريب في الموضوع هو حال البعض الذين يتهدّدون بقدوم الإدارة الأمريكية الجديدة وأنها ستكون نهاية المحور خَاصَّة اليمن على يد هذه الإدارة، كذلك ما تتجه إليه بعض وسائل الإعلام وعدد من المسؤولين الأمريكيين بالكلام عن التهديد وأنه يجب التعامل بحزم.
هذا كلام يبعث على السخرية الشديدة جِـدًّا ويدل أَيْـضًا على واقع النفاق الشديد الذي وصل إليه من يقول ويفعل مثل هذا، وهذا يشمل أَيْـضًا الحسد والحسرة والشعور بالصغار والدنو في الواقع.
كذلك مستوى التخبط الأمريكي نفسه عندما نرى تصريح يقول بأن القوات المسلحة اليمنية باتت تهديدا خطيرا وأنها تمتلك أسلحة وتقنيات تصنيع لا تمتلكها إلَّا دول متقدمة حسب أوصافهم وأنهم يواجهون معها أشد المعارك ضرواه ويعترفون بتلقي الضربات ثم يتجهون للكلام عن أنهم لن يتسامحوا مع ذلك وأنه سيأتي الحسم. هذه سخافة مع تخبط وانبهار وعدم قدرة في التعامل مع حجم التغير والمستجد.
الأمريكي لم يترك أي خيار متاح له إلا استخدمه، حاول الاقتراب فطرد مذعورا عاود بحاملتَي طائرات ففرت كأنها حُمُرٌ مستنفرة، استخدم جميع ما يملك من أنواع المقاتلات ولم ينجح وتلقى درسًا قاسيًا جِـدًّا في المعارك الجوية بخسارة عدد كبير من المسيّرات الأغلى والأعلى في التصنيف العالمي ثم حاول باستخدام قاذفات B2 التي تمثل بالنسبة له رمز القوة ولكنه فشل، وهذا يمثل هزيمة كبيرة وخسارة رهيبة حتى لسمعة السلاح الأمريكي المطلوب عالميًّا.
هم تحدثوا أنه لا بُـدَّ من ابتكار وسيلة حربية جديدة ومتطورة للحرب مع القوات المسلحة اليمنية وهذا يدل على الفشل الكامل لديهم ولما يمتلكون من ترسانة تسليح ضخمة لا يمتلكها أحد غيرهم.
ثم يأتي البعض من هنا وهناك ليتبجح بكلام لا جدوى منه، نقول اليوم لأُولئك: حاملة الطائرات الأمريكية الثالثة تفر اليوم من البحر بعد هزيمة منكرة لأمريكا على أيدي المؤمنين الصادقين ذوي البأس اليماني، فبمَ تهدّدون؟؟؟
هل سيأتي ترمب ليخرج بسلاح جديد لم يسبق لأحد امتلاكه؟؟!! أم هل يستطيع ترمب أن يغلب الله وقوته؟!! ما الذي تمتلك الإدارة الجديدة لتتميز به عن الحالية؟!!
إن حال البعض اليوم في أوساطنا كحال هؤلاء ((وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَا أهل يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا))
وهي حالة مزرية تدل على مدى التراكم في الأوساخ التي تجمعت ورانت على قلوبهم حتى تجسدت في هيئة نفاق شديد ((فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إلى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ)).
أما نحن فنقول: إن الله هو وحده القادر على إحداث التغيرات في واقع الصراع وإن العاقبة بيده وإن الامور ترجع إليه وهذا ما تراه الأعينُ المستنيرة اليوم من نصر عزيز مؤزر للقلة المؤمنة على الفئة الطاغية المستكبرة، وإن المحور المجاهد بكله يردّد ((رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ))، وإن الله هو وحدَه من يصنع المتغيرات على أيدي عباده المخلصين.