كتبت سابين عويس في "النهار":أسئلة كثيرة ترافق حركة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ومواقفه في الآونة الاخيرة، ولا سيما بعدما كُشف النقاب عن وثيقة يجري تحضيرها في بكركي، ويشارك في إعدادها ممثلون عن الاحزاب والتيارات والكتل المسيحية والمستقلين. عدم الكشف عن مضمون الوثيقة واعتصام المشاركين في إعدادها بالصمت رفع وتيرة الاسئلة حول ما يمكن ان تحمله من مقترحات أو توجهات تعتزم بكركي تبنّيها وقيادة المجتمع المسيحي نحو تطبيقها.

ومردّ الاسئلة انها تأتي في وقت ترتفع الأصوات المنادية باعادة النظر بالنظام السياسي في البلاد.
لا يبدو الصرح البطريركي قريباً أو منسجماً مع ايّ من هذه الطروحات الحوارية في الشكل الذي تُقدم به او الشروط المرافقة لها. وبحسب زوار الصرح، ثمة اقتناع بأن سيده يذهب في تفكيره إلى ما هو أبعد من كل النقاش الجاري اليوم، منطلقاً من قناعته بأن الهواجس التي يعبّر عنها الشارع المسيحي، وإنْ بلغات مختلفة، باتت هواجس الشارع السنّي والدرزي ايضاً، ما يجعل الحاجة ملحّة إلى تفكير من خارج البُعد الطائفي إلى البُعد الوطني الذي يعيد إلى الشراكة الوطنية موقعها في الحياة السياسية.
يسعى البطريرك إلى تحصين صرحه وطائفته بورقة ثوابت مستندة إلى الدستور والى القرارات الدولية، وإنْ كان، في مكان ما، يدرك انه قد يتم الانقلاب عليها بالأداء السياسي، وهذا ما يجعل ضمانات نجاحها ضعيفة جداً. لكنه في المقابل، يدرك ان وثيقة كهذه، ذات بُعد وطني يقوم جوهرها على استعادة التوازن الطائفي والشراكة بين المكونات الوطنية واحترام الدستور، وتحظى بمباركة الطوائف الأخرى، ستحرج الفريق الذي لا يزال يمارس التعطيل عبر طروحات تعجيزية لا تنتج رئيساً. من هنا، يمكن فهم الرسالة الواضحة وإن غير المباشرة التي وجهها البطريرك في مواقفه الأخيرة الى رئيس المجلس ومن ورائه إلى "حزب الله"، والتي اسقط فيها الدعوة إلى مبادرات حوارية، إذا ما صدرت وثيقة عن كل القوى المسيحية. حتى المرشح سليمان فرنجية الذي يغيب ممثلوه عن اجتماعات بكركي لن يكون قادراً على التغريد خارج سرب الصرح.
في ايّ حال، المشاورات مستمرة، معززة بغطاء غربي وعربي، ولا يُستبعد ان تشهد الأسابيع القليلة المقبلة بلورة للوثيقة تمهيداً للإعلان عنها.

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

المالكي: لا وجود لشيء اسمه الامم المتحدة ولا مجلس الأمن

15 فبراير، 2025

بغداد/المسلة: حذر زعيم ائتلاف دولة القانون، نوري المالكي، السبت، من “فوضى تكون تبعاتها خطيرة”.

وقال المالكي في كلمة له بمناسبة الذكرى التاسعة لتأسيس حركة البشائر، إنه “لا وجود لشيء اسمه الأمم المتحدة أو مجلس الأمن”، مشيرا إلى أن “العالم اليوم يدار بفوضى حيث القوي يأكل الضعيف”.

وأضاف، في حديثه عن الأوضاع الدولية الحالية، أن “ما يحدث في منطقتنا والعالم هو فوضى كبيرة وخطيرة ستظل تبعاتها كبيرة”.

وكما تطرق المالكي إلى انتفاضة 15 شعبان 1991، التي وصفها بأنها “كادت أن تسقط النظام السابق”، مؤكدا أن “هذا الشعب الذي استطاع أن يتمرد على صدام حسين قادر على أن يحقق الإنجازات في مواقع أخرى، كما حصل خلال فترة دخول تنظيم داعش الإرهابي”.

وشدد المالكي على أهمية الدستور، قائلاً: “الدستور هو المرجع الأعلى الذي ينظم الحياة التي نعيش فيها، فدولة بلا دستور لا يمكن أن تبني وتؤسس لدولة مستقرة”.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

مقالات مشابهة

  • قادير: “غويري لاعب متكامل ولا يدرك حجم الامكانيات التي يتمتع بها
  • فرنجية من بكركي: إعطاء الثّقة للحكومة غير مرتبط بتمثيلنا فيها من عدمه
  • الميثاقية: مفاهيم التحولات
  • حلقة نقاش عن الرجاء في العائلة المسيحية في كنيسة مار مارون - الجميزة
  • فيصل القاسم يكتب .. دساتير أكلتها الحمير
  • المالكي: لا وجود لشيء اسمه الامم المتحدة ولا مجلس الأمن
  • الاتحاد الأفريقي يستعد لانتخاب رئيس جديد لمفوضيته
  • استحواذ وكالة الهومي للمياه والغابات على أراضي المواطنين تحرج البواري بالبرلمان
  • فرنجية في ذكرى الحريري: نفتقده رجل حوار واعتدال والأمل مستمر بسعد الحريري
  • أمين عام مجلس كنائس مصر: الخدمة هي تجسيد المحبة المسيحية