لا حوار في بكركي بل وثيقة تحرج المعطلين دفعاً لانتخاب رئيس
تاريخ النشر: 20th, March 2024 GMT
كتبت سابين عويس في "النهار":أسئلة كثيرة ترافق حركة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ومواقفه في الآونة الاخيرة، ولا سيما بعدما كُشف النقاب عن وثيقة يجري تحضيرها في بكركي، ويشارك في إعدادها ممثلون عن الاحزاب والتيارات والكتل المسيحية والمستقلين. عدم الكشف عن مضمون الوثيقة واعتصام المشاركين في إعدادها بالصمت رفع وتيرة الاسئلة حول ما يمكن ان تحمله من مقترحات أو توجهات تعتزم بكركي تبنّيها وقيادة المجتمع المسيحي نحو تطبيقها.
لا يبدو الصرح البطريركي قريباً أو منسجماً مع ايّ من هذه الطروحات الحوارية في الشكل الذي تُقدم به او الشروط المرافقة لها. وبحسب زوار الصرح، ثمة اقتناع بأن سيده يذهب في تفكيره إلى ما هو أبعد من كل النقاش الجاري اليوم، منطلقاً من قناعته بأن الهواجس التي يعبّر عنها الشارع المسيحي، وإنْ بلغات مختلفة، باتت هواجس الشارع السنّي والدرزي ايضاً، ما يجعل الحاجة ملحّة إلى تفكير من خارج البُعد الطائفي إلى البُعد الوطني الذي يعيد إلى الشراكة الوطنية موقعها في الحياة السياسية.
يسعى البطريرك إلى تحصين صرحه وطائفته بورقة ثوابت مستندة إلى الدستور والى القرارات الدولية، وإنْ كان، في مكان ما، يدرك انه قد يتم الانقلاب عليها بالأداء السياسي، وهذا ما يجعل ضمانات نجاحها ضعيفة جداً. لكنه في المقابل، يدرك ان وثيقة كهذه، ذات بُعد وطني يقوم جوهرها على استعادة التوازن الطائفي والشراكة بين المكونات الوطنية واحترام الدستور، وتحظى بمباركة الطوائف الأخرى، ستحرج الفريق الذي لا يزال يمارس التعطيل عبر طروحات تعجيزية لا تنتج رئيساً. من هنا، يمكن فهم الرسالة الواضحة وإن غير المباشرة التي وجهها البطريرك في مواقفه الأخيرة الى رئيس المجلس ومن ورائه إلى "حزب الله"، والتي اسقط فيها الدعوة إلى مبادرات حوارية، إذا ما صدرت وثيقة عن كل القوى المسيحية. حتى المرشح سليمان فرنجية الذي يغيب ممثلوه عن اجتماعات بكركي لن يكون قادراً على التغريد خارج سرب الصرح.
في ايّ حال، المشاورات مستمرة، معززة بغطاء غربي وعربي، ولا يُستبعد ان تشهد الأسابيع القليلة المقبلة بلورة للوثيقة تمهيداً للإعلان عنها.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
المسيحية الصهيونية.. كيف تحولت إلى أداة سياسية؟
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
سلط الدكتور لؤي محمود سعيد، مدير مركز الدراسات القبطية بمكتبة الإسكندرية، الضوء على جذور أيديولوجية المسيحية الصهيونية، مؤكداً أن دعم الغرب المطلق لإسرائيل لا يرتبط فقط بالمصالح السياسية، بل يعود أيضاً إلى تبني فكر ديني يخلط بين المسيحية والصهيونية. وأوضح أن هذه الفكرة ظهرت في الغرب قبل حتى أن يتبناها اليهود، حيث بدأ الترويج لها منذ عام 1844، أي قبل أكثر من نصف قرن على إصدار وعد بلفور.
وأشار خلال الندوة التي عقدتها نقابة الصحفيين إلى أن هجرة مليوني يهودي من روسيا إلى الولايات المتحدة مطلع القرن العشرين أسهمت في تعزيز نفوذهم السياسي والاقتصادي، ما جعلهم يستغلون هذه الأيديولوجية لتحقيق مكاسب سياسية. ورغم أن اليهود لا يعترفون بالسيد المسيح، فإنهم قبلوا بفكرة المسيحية الصهيونية، لأنها تتوافق مع طموحاتهم التوسعية في فلسطين.