قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" إن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ينتقد الرئيس الحالي جو بايدن، بشأن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، دون تقديم رؤية للحل.

وأضافت الصحيفة في تقرير ترجمته "عربي21"، أن ترامب راقب الأحداث المستمرة منذ خمسة أشهر، والتي تلاحق حملة إعادة انتخاب بايدن، لكنه عبّر عن دعم عام للعملية العسكرية الإسرائيلية ضد حماس، وقال إنها لم تكن لتحدث لو كان رئيسا، وتجنب الحديث عن الكيفية التي ستتوقف فيها الحرب وما سيحدث بعدها.



ودعا ترامب في مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" الاحتلال الإسرائيلي إلى إنهاء عمليته العسكرية سريعا، متطرقا إلى الخلافات الواسعة بين الديمقراطيين ورئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو.

وقدم ترامب تصريحات مثيرة للجدل بشأن الديمقراطيين وإسرائيل، قائلا إن "أي شخص يهودي يصوت للديمقراطيين هو كاره للدين اليهودي، ويكرهون أي شيء عن إسرائيل ويجب أن يخجلوا من أنفسهم، لأنها ستدمر".

وكان دعم إسرائيل أساس سياسة ترامب الخارجية أثناء وجوده في البيت الأبيض، ومع تراجع علاقته مع نتنياهو فإنه قدم ومنذ اندلاع الحرب في تشرين الأول/ أكتوبر رسائل مزيجة.

ففي الأشهر الماضية، قال ترامب إنه "سيدعم إسرائيل لهزيمة وتفكيك وتدمير دائم للجماعة الإرهابية، حماس"، مقترحا منع اللاجئين الفلسطينيين من دخول الولايات المتحدة، ودعا لخفض تمويل الفلسطينيين.



في المقابل، انتقد ترامب القيادة الإسرائيلية وقال إنها خسرت معركة الرأي العام في الحرب، وزعم أن 7 تشرين الأول/أكتوبر لم تكن لتحدث لو كان في البيت الابيض، وهو نفس التاكيد الذي أطلقه بشأن حرب فلاديمير بوتين ضد أوكرانيا.

ومن الناحية العامة، عبرت إدارة ترامب السابقة عن تردد في التدخل بالنزاعات الخارجية، ما يثير الشك حول تدخل إدارة ترامب في المستقبل في الحرب في غزة وبنفس النشاط الذي أبدته إدارة بايدن.

ولم ترد حملة ترامب على سلسلة من الأسئلة من "وول ستريت جورنال" والتي شملت على أسئلة ضرورة وقف إطلاق النار، وإن كان ترامب سيفكر في اشتراط الدعم الأمريكي لإسرائيل، وإن كان يدعم حل الدولتين وما هي خطته لغزة ما بعد الحرب.

وقالت المتحدثة باسم ترامب، كارولين ليفيت: "لقد فعل الرئيس ترامب لإسرائيل وأكثر  من أي رئيس أمريكي في التاريخ. واتخذ تحركات تاريخية في الشرق الأوسط وأقام سلاما غير مسبوق"، مضيفة أن كل السلام الذي تم في الشرق الأوسط ضيعته إدارة بايدن، وعندما سيعود الرئيس ترامب إلى المكتب البيضاوي ستتم حماية إسرائيل مرة أخرى وستتحطم إيران وستتم ملاحقة الإرهابيين وينتهي سفك الدم".

ويرى البعض في غياب ترامب النسبي عن الحرب، كاستراتيجية يستثمر من خلالها أخطاء بايدن عند الذهاب لصناديق الاقتراع في تشرين الثاني/نوفمبر.


وواجه بايدن ردة فعل من القواعد الديمقراطية بسبب دعمه لإسرائيل وحربها المتواصلة في غزة، وهي التي أدت لمقتل 31,000 شخصا معظمهم من الأطفال والنساء، حسب وزارة الصحة في غزة.

وفي بداية الحرب حقق بايدن شعبية أكبر في الاستطلاعات من ترامب، لكن الشعبية تراجعت مع زيادة النقد الأمريكي لطريقة إدارة حكومة بنيامين نتنياهو الحرب، حيث نظر إليه اليمين الإسرائيلي بأنه لا يقف مع تل أبيب.

ودعا بايدن لوقف إطلاق نار مؤقت وزيادة الدعم الإنساني لغزة، والإفراج عن الأسرى لدى حماس، وفي الوقت نفسه، واصلت الإدارة الدعم العسكري لإسرائيل والدفاع عن العملية وإن بشكل عام.

ولكن التوتر زاد وسط تباين في المواقف الأمريكية والإسرائيلية من مسار الحرب، ووجد استطلاع لوول ستريت جورنال أن نسبة 66% من الناخبين لم توافق على طريقة إدارة بايدن للحرب، أي بزيادة 8 نقاط عن استطلاع كانون الأول/ديسمبر، و مقارنة مع 70% من الديمقراطيين، قالت نسبة 16% من الناخبين الجمهوريين إن إسرائيل بالغت في ردها على هجوم حماس.

وقدم ترامب أثناء وجوده في السلطة عددا من الهدايا لإسرائيل مثل الاعتراف بالقدس كعاصمة، حيث ألغى سياسة أمريكية مضى عليها سبعة عقود، ثم نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس.

كما وقرر الاعتراف بالمستوطنات في الضفة الغربية وأنها لا تخرق القانون الدولي. هذا إلى جانب تخفيض الدعم عن أونروا، الوكالة التابعة للأمم المتحدة لدعم اللاجئين، وكذلك أغلق بعثة منظمة التحرير في واشنطن.

وكانت اتفاقيات التطبيع التي رعتها إدارة ترامب بين إسرائيل وخمس دول عربية بمثابة بصمته في الشرق الأوسط، وقصد منها توجيه ضربة للفلسطينيين وإيران.

وتدهورت علاقة ترامب مع نتنياهو الذي كان أقرب حلفائه بعد انتخابات 2020، ففي مقابلة أجراها ترامب عام 2021 عبر فيها عن غضبه من تهنئة نتنياهو لبايدن بالفوز في الانتخابات، ووصفها بـ "الخطأ الرهيب".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية ترامب بايدن الحرب غزة غزة بايدن الحرب ترامب صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

رئيس مجموعة ضغط يحذر من خطر نتنياهو على مستقبل إسرائيل

أكدت تصريحات رئيس جهاز الأمن الإسرائيلي العام "الشاباك" رونين بار، في إفادته أمام المحكمة العليا التي جاء فيها أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو حاول تفعيل جهازه ضد المتظاهرين، بل طالبه بطاعته وليس المحكمة في حالة حدوث أزمة دستورية، أنها دليل قاطع يثبت مدى خطورته على مستقبل دولة الاحتلال.

وقال رئيس الفرع الاسرائيلي لمجموعة الضغط "جي ستريت" نداف تامير: إنه "في لقائهما الأخير في البيت الأبيض، جلس نتنياهو مُهانا بجانب الرئيس دونالد ترامب الذي أعلن للعالم استئناف المحادثات مع إيران، وحينها أشاد بالرئيس التركي أردوغان، وكأنه يعلن أن ما هو جيد لإسرائيل لا يعني ما هو جيد لنتنياهو".


وأضاف تامير في مقال نشره موقع "زمن إسرائيل"، وترجمته "عربي21"، أن نتنياهو يخشى تعميق التمييز بينه وبين دولة إسرائيل، رغم أنه منذ سنوات، يرى نفسه الملك "لويس نتنياهو" (لويس السادس عشر هو آخر ملوك فرنسا) وهي ذريعة يقوم من خلالها بالإضرار بالدولة برمّتها".

وأوضح أنه "في كل مرة يحاول فيها نتنياهو تعريف نفسه بالدولة، والعكس صحيح، يأتي ترامب بدبّوس حادّ ويفجر على الفور بالون أنا الدولة، الذي أطلقه نتنياهو، ولم يكن الأمر يحتاج سوى طفل واحد ليصرخ بأن "الملك عارٍ"، لكن الدعوة في هذه الحالة لم تأتِ من طفل، بل من رئيس الولايات المتحدة، الذي نقل رسالة دقيقة للعالم أجمع: أن نكون جيدين مع إسرائيل لا يعني بالضرورة الاستماع لنتنياهو، وغالبا ما يكون العكس".

وذكر أنه "ليس سهلا الاعتراف بأن ترامب الذي يفتقر للقيم الإنسانية على حق، لكن مناسب الآن أن يصل نداءه لكل من لم يدركوا بعد أن نتنياهو يتصرف في كثير من الأحيان بطريقة تتعارض مع مصالح الدولة، ومن أجل اعتباراته الشخصية والسياسية، يقود سياسة حرب لا نهاية لها تخدم حكومته على حساب أمن الدولة، وعلى حساب حرية المخطوفين، وربما حتى على حساب حياتهم، ولنفس الأسباب التي تؤدي لتآكل الأسس التي بنيت عليها الدولة، فإنه يسحق نظامها السياسي، ويقاتل "حرّاس البوابة" لإخراج نفسه ورفاقه من السجن".


وأشار إلى أن "ترامب أثبت أنه تعلم درس نتنياهو، على أمل استمراره بالتمسك بهذه الرؤية الحيوية، والآن جاء دور المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة وحول العالم، وكثيرين غيرهم في المجتمع الدولي، الأصدقاء الحقيقيين لإسرائيل كي يفهموا أن من يقودها رجل يتعارض مساره مع مسار الدولة، ويحرفها عن مصالحها الأساسية، وبالتالي يُعرّضها لخطر داهم وكبير، ولذلك فإن دعمها الحقيقي لا يعني دعمه، بل معارضته، وتعزيز البدائل لسياساته،ـ سواء فيما يتصل بإيران، أو إنهاء الحرب وإعادة الرهائن، أو ترويج بديل فلسطيني لحكم حماس في غزة، كأساس لتسوية سياسية شاملة تقوم على تطبيق حل الدولتين".

وختم بالقول إن "كل هذه الأهداف تتجه الآن نحو اتجاه واحد، وهو الاتجاه المعاكس للاتجاه الذي يقوده نتنياهو، وتظهر استطلاعات الرأي أن الغالبية العظمى من الإسرائيليين أدركوا مدى الضرر الذي يسببه لهم وللدولة، والآن جاء دور أنصارها حول العالم للوقوف بجانبها، وليس بجانب زعيم فاسد حوّل الدولة أداة لخدمة مصالحه الشخصية ومصالح عائلته".

مقالات مشابهة

  • ترامب ينتقد دعم أمريكا لأوكرانيا: نضخ الأموال دون مقابل
  • زيلينسكي: نرفض تقديم أراضينا "كهدايا" إلى بوتين بهدف إنهاء الحرب
  • نتنياهو: إعادة الرهائن من غزة أولوية قصوى لإسرائيل
  • البيت الأبيض: ترامب يركز على تراجع معدلات التضخم التي خلفتها إدارة بايدن
  • رئيس مجموعة ضغط يحذر من خطر نتنياهو على مستقبل إسرائيل
  • صندوق النقد والبنك الدولي ينهيان اجتماعات الربيع دون رؤية واضحة بشأن رسوم ترامب
  • زاخاروفا: إدارة بايدن كانت تجهز أوكرانيا للذبح منذ البداية
  • مصدر أمني إسرائيلي يدعي رغبة نتنياهو بإنهاء حرب غزة في أكتوبر
  • انتهاء اجتماعات الربيع دون رؤية واضحة بشأن رسوم ترامب
  • سوليفان يكشف تجاهل نتنياهو مسألة الأسرى الإسرائيليين لأشهر خلال مفاوضات عهد بايدن