نصائح لمرضى قرحة المعدة أثناء الصيام
تاريخ النشر: 20th, March 2024 GMT
وكالات:
يعاني بعض الناس من القرحة المعدية التي تتسبب لهم بآلام شديدة وأعراض صحية مزعجة، وقد تتفاقم هذه الأعراض أثناء فترة الصيام في حال لم تتم مراعاة بعض الأمور لضمان سلامة المعدة.
ويرى العديد من أطباء التغذية أن تناول وجبات كبيرة أثناء فترة السحور أو الإفطار قد يفاقم مشكلات المعدة للذين يعانون من القرحة، كون الكميات الكبيرة من الطعام ستزيد من إفرازات المعدة وترفع نسبة الحموضة فيها.
كما ينصح الأطباء بالابتعاد عن الأطعمة الدسمة والغنية بالدهون والزيوت، وكذلك الأطعمة المقلية التي تزيد من حموضة المعدة وتبطئ عملية الهضم وتساهم في تفاقم أعراض القرحة المعدية.
كما يشدد خبراء التغذية على ضرورة الامتناع عن الطعام قبل النوم بساعتين على الأقل للذين يعانون من مشكلات قرحة المعدة ومشكلات جهاز الهضم.
وخلال فترتي السحور والإفطار ينصح الأطباء بعدم شرب كميات كبيرة من الماء دفعة واحدة كونها قد تتسبب بارتباك في المعدة، لذا يجب توزيع كميات الماء خلال اليوم.
ومن الأمور المهمة التي يركز عليها خبراء التغذية أيضا بالنسبة للمصابين بقرحة المعدة، تجنب الأطعمة التي تحوي على التوابل والفلفل الحار والتي تتسبب بتهيج جدران المعدة والأمعاء.
وينصح المصابون بمشكلات القرحة المعدية أيضا بتجنب الأطعمة الجاهزة والمشروبات الغازية والمشروبات التي تحوي على نسب عالية من الكافيين مثل القهوة، وكذلك الابتعاد عن التدخين الذي يساهم في ظهور القرحات المعدية وتطورها.
المصدر: شمسان بوست
إقرأ أيضاً:
أرمينيا.. أرض العجائب الخفية ونكهات الأطعمة المتوارثة
يريفان "د.ب.أ": ترتفع كتل من أعمدة الصخور البركانية جنبا إلى جنب وفوق بعضها البعض، لتصل إلى عنان السماء عموديا من قاع الوادي لمسافة مئة متر أو أكثر، وتبدو ملتصقة معا مثل مجموعات عملاقة من أنابيب آلة الأرغن الموسيقية.
قد يشعر الأشخاص الذين يقفون في الأسفل، ويمدون رؤوسهم لأعلى بنوع من الاستغراق في حالة من التأمل.
تسمى الظاهرة الجيولوجية في مضيق جارني "سيمفونية الحجارة"، وهي أعمال فنية جادت بها الطبيعة، وتعد مثالا لما تحفل به دولة أرمينيا الكائنة بمنطقة القوقاز الجبلية، والتي تسوق نفسها على أنها أرض "العجائب الخفية"، وهي تجذب الزوار بمعالم مذهلة من الجبال والأديرة والأطلال وبساتين العنب. وهي لا تعاني من احتياح حشود السياح لها.
والعاصمة يريفان هي بوابة أرمينيا، وهذه المدينة تحلق في أجواء تجمع في توازن عجيب ما بين القديم والحديث، وبين العمارة الروسية الرصينة والحانات التي تجذب جيل الشباب العصري.
وتبدأ خارج حدود المدينة معالم أرمينيا الأخرى، تتدحرج فوق رقعة من مدرج المطار، عبر المناظر الطبيعية الجبلية المتعرجة والوديان الخصبة، وعلى طول الطريق يبيع السكان المحليون التي تعمر قلوبهم بمشاعر الود محاصيلهم الصغيرة التي تملأ السلال وصناديق الورق المقوى، والتي تتنوع بين التفاح والطماطم والبطيخ والبطاطس.
وهم بحاجة إلى كل درام (وهو العملة الأرمينية ويساوي ربع بنس أمريكي)، حيث أن الدخول منخفضة وعلى سبيل المثال يساوي المرتب الشهري لمعلم، ذات المبلغ الذي يدفع لقضاء ليلة واحدة في فندق فاخر في يريفان، وهذا يوضح السبب في أن كثيرا من سكان أرمينيا ي يعيشون في الخارج، مقارنة بمن هم موجودين في الداخل الذين يبلغ عددهم ثلاثة ملايين نسمة.
وتتميز أرمينيا بالكثير من المعالم الدينية، ويؤكد المرشد السياحي أراميس مناتساكانيان قائلا، "لدينا 70 ألفا من الصلبان الحجرية وثلاثة آلاف دير وكنيسة".
ويضيف المرشد السياحي "إننا أقدم دولة مسيحية في العالم"، ويقدر أن عدد أتباع الكنيسة الرسولية الأرمينية بما يزيد على 90% من السكان، مشيرا إلى أن المسيحية أصبحت ديانة الدولة عام 301.
ويعد دير خور فيراب الكائن جنوب شرقي العاصمة يريفان، أكثر المعالم شهرة لهواة التقاط الصور التذكارية، حيث يطل على جبل أرارات المقدس الذي رست على قمته سفينة النبي نوح بعد أن غاض الفيضان العظيم الذي ذكر في التوارة.
ومع ذلك فإن قمة الجبل التي يبلغ ارتفاعها خمسة آلاف متر فوق مستوى سطح البحر، تقع في الجانب التركي أي في "الجانب الخطأ" وفقا لتعليق مناتساكانيان، الذي يشير إلى الفظائع التي ارتكبت بحق الأرمن في عهد الإمبراطورية العثمانية منذ 110 أعوام.
ومن الأديرة الشهيرة هاجرتسين الذي يعده الناظر جزءا لا يتجزأ، من المناظر الطبيعية الخلابة المحيطة به في الشمال، وهناك أيضا دير نورافانك في الجنوب ودير جيجارد في وسط أرمينيا.
ويلاحظ أن جدران الكنيسة في دير جيجارد الذي ادرجته منظمة اليونسكو في قائمة التراث العالمي، تحولت إلى اللون الأسود بفعل الأدخنة المنبعثة من الشموع على مدار الأعوام، بينما نحتت بعض غرف الدير داخل الجبل.
وإذا حالفك الحظ فستتمكن من حضور حفل موسيقي صغير، بقاعة منحوتة داخل الجبل.
ويقول المغني السوبرانو كالاشيان المشارك في الحفل، "إن المكان هنا مذهل، ومثير للعواطف الجياشة، ويجعلني أشعر بقشعريرة في كل مرة".
وتستمر جولة التراث الثقافي في أرمينيا لتمر بمعبد جامي الذي يرجع إلى العصر الهيليني، وأطلال كاتدرائية زفارتنوتس التي ترجع إلى القرن السابع، وبلدة ديليجان الصغيرة القديمة والتي كانت تعد منتجعا صحيا.
وتتداخل جماليات الطبيعة والثقافة في شبه جزيرة سيفان، وتتيح بحيرة سيفان التي تشتهر بأنها "لؤلؤة أرمينيا الزرقاء" مشاهدة دير سيفانافانك، الذي يمثل جائزة رائعة تنتظر من يصعد 240 درجة حجرية.
يمر الزائر في طريق الصعود لأعلى بأكشاك تحفل بلوحات ورموز للتعبد وقطع فنية تستخدم في التزيين، وعندما تصل لن تكون أول سائح في هذا المكان.
يصور صليب حجري في مجمع الدير ما يسمى بالمسيح المنغولي، الذي تبدو عيناه كحبتي االوز بينما تسترسل ضفائر شعر رأسه حتى فدميه.
ويقول المرشد السياحي مناتساكانيان محاولا توضيح فكرة الفنان الذي أبدع الصورة، إن "السبب في طول شعر رأسه أنه لم يفقد حيويته على الصليب".
وتعكس المسيحية ومعها أيضا فن الطهي الأرمني، شخصية هذا البلد وشعبه.
ويحتاج الناس البسطاء على الدوام إلى طريقة رخيصة لملء البطون، وفي مطعم بقرية تساجكونك يوضح كل من جوهار جارجينيان وآنا ياسيان طريقة إعداد خبز مسطح يطلق عليه اسم لافاش، يتم خبزه داخل فرن مصنوع من الطين.
ونجح خبز لافاش في أن يجد له مكانا في قائمة التراث الثقافي غير المادي، ويتم تناول كل قطعة منه بعد حشوها في الغالب بالجبن والأعشاب الطازجة.
وتقدم زارا كاراببتيان في "بيت الضيافة شهي المذاق" التابع لها، والكائن في غربي يريفان أطباقا رائعة المذاق، ابتداء من الخبز الحلو إلى المكرونة الأرمنية، وهي تسعى إلى إحياء واستمرار تراث الطهي في أرمينيا.
لم تحصل كارابيتيان التي تبلغ من العمر 51 عاما على دورة تدريبية في الطهي، ولكنها تعلمت فنون الطهي من أمها وجدتها.
وتلقت في الأصل دراسات في فقه اللغه، لتصبح واحدة من المفاجآت غير المتوقعة التي تقدمها أرمينيا.