امتدحه الرئيس المكسيكي وتتهمه أميركا بقتل مدنيين.. من هو بانتشو فيا؟
تاريخ النشر: 20th, March 2024 GMT
أشاد الرئيس المكسيكي، الثلاثاء، بفرانسيسكو فيا، المعروف باسم "بانتشو" وبهجمومه عام 1916 على كولومبوس بولاية نيو مكسيكو الأميركية، وهي الغارة التي أسفرت عن مقتل 18 أميركيا، معظمهم من المدنيين.
ووصف أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، الهجوم بأنه "جريء" وقال "علينا أن نشكر" فيا على ذلك.
وأردف "يجب أن نشكر فيا، من بين أمور أخرى، على العمل الجريء المتمثل في مهاجمة كولومبوس، بنيو مكسيكو، لمنع ما أعتبره أعمال خيانة".
ولطالما كرّمت المكسيك فيا، في الكتب المدرسية، ولكن ذلك، كان لدوره المحلي في ثورة 1910-1917 التي أطاحت بالديكتاتور بورفيريو دياز، بينما كان هجوم كولومبوس مرتبطا في الغالب بخلافات فيا الشخصية، وليس بالثورة، وقد ظلت الإدارات المكسيكية السابقة صامتة في الغالب حيال ذلك.
ونقل أوبرادور عن مؤرخه المفضل، بيدرو سالميرون، قوله إن الهجوم كان "رمزا للمقاومة ضد الإمبريالية".
في المقابل تقول شبكة "آي.بي.سي" نيوز الأميركية إنه خلال مهاجمة قوات فيا لكولومبوس في الصباح الباكر من يوم 6 مارس 1916، "نهبت وأحرقت المنازل والشركات" في المدينة.
Mar 15 1916 – President Wilson sends almost 5000 US soldiers over the U.S.-Mexico border to capture Mexican revolutionary Pancho Villa. https://t.co/hcAssSHwrB pic.twitter.com/0u4nxWR0FC
— DailyRadical History (@radicaldaily) March 15, 2024وخلال ذاك الهجوم، قُتل حوالي عشرة من سكان كولومبوس وثمانية جنود أميركيين قبل أن يقوم أفراد من فوج الفرسان الثالث عشر الأميركي بطرد المهاجمين عبر الحدود، وقتلوا ما بين 70 إلى 75 منهم.
يذكر أنه في عام 2022، حاول أوبرادور تعيين سالميرون سفيرا للمكسيك في بنما. لكن الأخيرة رفضت قبوله بعد ظهور اتهمات ضده بالتحرش الجنسي ضده.
وانتقد أوبرادور بنما على هذا القرار ووصف سالميرون بأنه "مؤرخ عظيم".
جدل السردية حول فيامنذ فترة طويلة، يجادل مؤرخون حول الأسباب وراء هجوم فيا.
ويقول أستاذ التاريخ في جامعة هيوستن، خوسيه أنجيل هيرنانديز ، للقناة الأميركية إن الهجوم، جاء في الوقت الذي كانت فيه المكسيك تخوض حربا أهلية عنيفة.
وقال كذلك إن فيا شعر بالخيانة من قبل الرئيس الأميركي وودرو ويلسون (1913-1921)، الذي اعتقد فيا أنه سيعترف بحكومته المتمردة.
وبدلا من ذلك، اعترفت واشنطن بحكومة زعيم ثوري آخر، هو فينوستيانو كارانزا.
On #ThisDayInHistory in 1916, the U.S. launched its first air combat mission.
The first planes in fight were sent across the border. General John J. Pershing ordered the First Aero Squadron into Mexico to find the revolutionary Pancho Villa. A Gen. Pershing is sorely needed! pic.twitter.com/259kNPj2rl
أثار ذلك غضب فيا، الذي ورد أنه كان ممتعضا أيضا من تاجر أسلحة في الولايات المتحدة زعم أنه باعه ذخيرة معيبة، وكان ذلك وراء هجومه على نيوميكسيكو.
من هو بانشتو فيا؟ولد دوروتيو أرانغو الذي اشتهر باسم فرانسيسكو "بانتشو" فيا، في سنة 1877 في دورانغو بالمكسيك، وأصبح هاربا في سن السادسة عشرة.
بداية هروبه، وهو ابن أحد المزارعين، جاءت بعد أن عاد ذات يوم من الحقول إلى المنزل ليكتشف أن مالك مزرعة كان على وشك اغتصاب أخته البالغة من العمر اثني عشر عاما.
التقط فيا مسدسا وأطلق النار على صاحب الأرض وهرب على ظهر خيل.
لا يُعرف سوى القليل عن أنشطته خلال السنوات التالية باستثناء أنه انخرط مع بعض سارقي الماشية.
في عام 1910 خرج من مخبئه للانضمام إلى حركة فرانسيسكو ماديرو للإطاحة بحكومة الرئيس بورفيريو دياز.
استخدم فيا "سحره الطبيعي" وفق تعبير موقع "نوبل بانديتس" لإقناع الآلاف من الرجال بالانضمام إلى القضية وتأسيس فرع (ديل نورتي) División del Norte.
Pancho Villa, um dos generais e comandantes mais conhecidos da Revolução Mexicana pic.twitter.com/f6ZwyMOqEW
— Viagem ao Passado (@viagempassado) March 11, 2024يقول تقديمُ للموقع بالخصوص "كانت حملاته العسكرية منتصرة في جميع أنحاء المكسيك". وخلال تلك الفترة أصبح يعرف بكونه قائدا ثوريا وزعيم حرب العصابات.
خلال الاشتباك مع حليفه السابق، فينوستيانو كارانزا، قتل فيا، أكثر من 30 أميركيا في هجومين عام 1916، وفق موقع قناة "هيستوري".
شنت الولايات المتحدة على إثر ذلك حملة عسكرية في المكسيك، لكن فيا أفلت من القبض خلال مطاردة استمرت 11 شهرا.
حافظ فيا على سيطرته على شمال المكسيك طوال الثورة، وقام بتمويل جيشه من خلال سرقة الماشية.
وقدمت المدن الحدودية في الولايات المتحدة أسواقا لفيا، بينما قام بعض التجار ببيعه الأسلحة.
ولم يعق الاقتصاد المكسيكي المتدهور عمل فيا، إذ أنتج عملته الخاصة وهدد بقتل أولئك الذين يترددون في أخذها.
وعندما دعمت حكومة الولايات المتحدة علنا مسعى فينوستيانو كارانزا للوصول إلى السلطة، غضب فيا وانتقم بمداهمة البلدات على طول الحدود، بما في ذلك كولومبوس، نيو مكسيكو.
وبينما أثار الهجوم الدامي غضبا واسعا وسط الأميركيين، رأى العديد من المكسيكيين أن الغارات كانت بمثابة انتقام مبرر ضد "مضطهديهم من الأميركيين".
في نهاية الثورة المكسيكية، بعد أن تضاءل جيشه، تفاوض فيا على عفو مع الحكومة المكسيكية برئاسة أدولفو دي لا هويرتا وتقاعد عن مساعيه العسكرية في عام 1920، ليتم اغتياله في كمين بعد ثلاث سنوات في عام 1923.
لخص سيرته الذاتية الكاتب جيمس كارلوس بلايك في مؤلف بعنوان "أصدقاء بانتشو فيا" حيث يروي قصة حياته عبر أعين أصدقائه والمرأة التي أحبها.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الولایات المتحدة فی عام
إقرأ أيضاً:
أميركا وأوروبا وأستراليا تتخذ إجراءات ضد ديب سيك
حذرت البحرية الأميركية أعضاءها من استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي "ديب سيك" الصينية بسبب المخاوف الأمنية والأخلاقية المرتبطة بها، في وقت تتوالى فيه التحذيرات من دول ومنظمات دولية بشأن حماية البيانات والخصوصية على هذا التطبيق.
البحرية الأميركية تحذر من استخدام "ديب سيك"أبلغت البحرية الأميركية أعضاءها بتجنب استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي من شركة "ديب سيك" الصينية في تحذير عبر البريد الإلكتروني ينص على عدم استخدام النموذج الصيني بأي شكل من الأشكال بسبب المخاوف الأمنية والأخلاقية المحتملة المرتبطة بأصل النموذج واستخدامه، وفقا لتقرير نشره موقع "سي إن بي سي".
وأكد متحدث باسم البحرية الأميركية صحة البريد الإلكتروني، في إشارة إلى سياسة الذكاء الاصطناعي التوليدي لرئيس تكنولوجيا المعلومات في وزارة البحرية، حيث جاء في رسالة البريد الإلكتروني "نود أن نلفت انتباهكم إلى تحديث بالغ الأهمية يتعلق بنموذج ذكاء اصطناعي جديد يسمى (ديب سيك)".
ومن جهته، صرّح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأن الارتفاع المفاجئ لنموذج "ديب سيك" الصيني بمنزلة جرس إنذار لشركات التكنولوجيا الأميركية، في الوقت الذي يحاول فيه إبقاء تطبيق "تيك توك" ساري المفعول في بلاده.
إيطاليا تُرسل أول طلب لمراقبة البيانات إلى "ديب سيك"قدمت منظمة "يوروكونسمرس" (Euroconsumers) وهي ائتلاف يضم مجموعات المستهلكين في أوروبا، شكوى إلى هيئة حماية البيانات الإيطالية تتعلق بكيفية تعامل نماذج "ديب سيك" مع البيانات الشخصية، وركزت الشكوى على لائحة حماية البيانات العامة "جي دي بي آر" (GDPR) وهي الإطار التنظيمي لحماية البيانات في أوروبا.
إعلانوأكدت هيئة حماية البيانات الإيطالية أنها أرسلت كتابا إلى "ديب سيك" تطلب منها الحصول على معلومات، إذ تشير الهيئة إلى أن بيانات ملايين الأشخاص في إيطاليا في خطر، وقد منحت الشركة الصينية 20 يوما للرد على الكتاب.
وأحد التفاصيل الرئيسية حول "ديب سيك" التي لاحظها كثيرون هي أن الخدمة تعمل من الصين وفقا لسياسة الخصوصية الخاصة بها، ويشمل ذلك المعلومات والبيانات التي تجمعها الشركة وتخزنها، وتفيد التقارير أن "ديب سيك" تُخزن البيانات في بلدها الأصلي أي في الصين.
وتُشير الشركة الصينية باختصار في سياستها إلى أنه عند نقل البيانات إلى الصين من البلد الذي يُستخدم فيه "ديب سيك"، فإنها تفعل ذلك وفقا لمتطلبات قوانين حماية البيانات المعمول بها، ولكن "يوروكونسمرس" وهيئة حماية البيانات الإيطالية تحتاجان مزيدا من التفاصيل، فهما تريدان معرفة البيانات الشخصية التي تُجمع -ومن أي مصادر- ولأي أغراض، بما في ذلك المعلومات المستخدمة في تدريب نظام الذكاء الاصطناعي، حتى إنهما تريدان معرفة الأساس القانوني لمعالجة البيانات، وتحتاجان مزيدا من التفاصيل حول الخوادم في الصين.
وعلاوة على ذلك، فقد ذكرت المنظمة في شكواها أنها تريد إجابات حول طريقة إعلام المستخدمين -سواء كانوا مسجلين أو غير مسجلين في الخدمة- بكيفية معالجة بياناتهم الشخصية التي تم أو يتم جمعها عبر أنشطة جمع البيانات من الويب.
ويذكر أن منظمة "يوروكونسمرس" نجحت في قضية ضد "غروك" (Grok) العام الماضي حول سياستها في استخدام البيانات لتدريب نموذج الذكاء الاصطناعي الخاص بها.
ومن المثير للاهتمام أن سياسة العمر الخاصة بشركة "ديب سيك" تشير إلى أنها غير مخصصة للمستخدمين الذين تقل أعمارهم عن 18 عاما، رغم أنها لا توفر طريقة لفرض ذلك. وبالنسبة لأولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و18 عاما، فإن "ديب سيك" تقترح عليهم قراءة سياسة الخصوصية مع شخص بالغ.
إعلانوعلى مدى الأيام القليلة الماضية كان "ديب سيك" موضوعا رئيسيا في مؤتمر صحفي في المفوضية الأوروبية، إذ سُئل توماس رينيه المتحدث باسم المفوضية لشؤون سيادة التكنولوجيا عما إذا كانت هناك مخاوف متعلقة بالأمن والخصوصية والرقابة على المستوى الأوروبي بشأن "ديب سيك". ومع ذلك، كانت رد رينيه "من السابق لأوانه قول أي شيء عن أي تحقيقات".
وأشار رينيه إلى أن الخدمات المقدمة في أوروبا ستحترم القواعد الأوروبية، مضيفا أن قانون الذكاء الاصطناعي ينطبق على جميع خدمات الذكاء الاصطناعي المقدمة في المنطقة، ولكنه رفض الإفصاح عما إذا كانت شركة "ديب سيك" في تقدير الاتحاد الأوروبي تحترم تلك القواعد أم لا.
أستراليا تُحذر مواطنيها من النموذج الصينيحث وزير الخزانة الأسترالي جيم تشالمرز الأستراليين على توخي الحذر عند استخدام نموذج الذكاء الاصطناعي الصيني "ديب سيك" ليكون بذلك أول حكومة تحذر من استخدامه، حسب رويترز.
وقال تشالمرز في مؤتمر صحفي: "نود أن نحث الأستراليين على توخي الحذر بشأن هذه التكنولوجيا الجديدة، فمن الواضح أننا نتلقى باستمرار نصائح حول هذا الأمر".