أشاد الرئيس المكسيكي، الثلاثاء، بفرانسيسكو فيا،  المعروف باسم "بانتشو" وبهجمومه عام 1916 على كولومبوس بولاية نيو مكسيكو الأميركية، وهي الغارة التي أسفرت عن مقتل 18 أميركيا، معظمهم من المدنيين.       

ووصف أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، الهجوم بأنه "جريء" وقال "علينا أن نشكر" فيا على ذلك.

وأردف "يجب أن نشكر فيا، من بين أمور أخرى، على العمل الجريء المتمثل في مهاجمة كولومبوس، بنيو مكسيكو، لمنع ما أعتبره أعمال خيانة".

ولطالما كرّمت المكسيك فيا، في الكتب المدرسية، ولكن ذلك، كان لدوره المحلي في ثورة 1910-1917 التي أطاحت بالديكتاتور بورفيريو دياز، بينما كان هجوم كولومبوس مرتبطا في الغالب بخلافات فيا الشخصية، وليس بالثورة، وقد ظلت الإدارات المكسيكية السابقة صامتة في الغالب حيال ذلك.

ونقل أوبرادور عن مؤرخه المفضل، بيدرو سالميرون، قوله إن الهجوم كان "رمزا للمقاومة ضد الإمبريالية". 

في المقابل تقول شبكة "آي.بي.سي" نيوز الأميركية إنه خلال مهاجمة قوات فيا لكولومبوس في الصباح الباكر من يوم 6 مارس 1916، "نهبت وأحرقت المنازل والشركات" في المدينة.

Mar 15 1916 – President Wilson sends almost 5000 US soldiers over the U.S.-Mexico border to capture Mexican revolutionary Pancho Villa. https://t.co/hcAssSHwrB pic.twitter.com/0u4nxWR0FC

— DailyRadical History (@radicaldaily) March 15, 2024

وخلال ذاك الهجوم، قُتل حوالي عشرة من سكان كولومبوس وثمانية جنود أميركيين قبل أن يقوم أفراد من فوج الفرسان الثالث عشر الأميركي بطرد المهاجمين عبر الحدود، وقتلوا ما بين 70 إلى 75 منهم.

يذكر أنه في عام 2022، حاول أوبرادور تعيين سالميرون سفيرا للمكسيك في بنما. لكن الأخيرة رفضت قبوله بعد ظهور اتهمات ضده بالتحرش الجنسي ضده. 

وانتقد أوبرادور بنما على هذا القرار ووصف سالميرون بأنه "مؤرخ عظيم".

جدل السردية حول فيا

منذ فترة طويلة، يجادل مؤرخون حول الأسباب وراء هجوم فيا. 

ويقول  أستاذ التاريخ في جامعة هيوستن، خوسيه أنجيل هيرنانديز ، للقناة الأميركية إن الهجوم، جاء في الوقت الذي كانت فيه المكسيك تخوض حربا أهلية عنيفة. 

وقال كذلك إن فيا شعر بالخيانة من قبل الرئيس الأميركي وودرو ويلسون (1913-1921)، الذي اعتقد فيا أنه سيعترف بحكومته المتمردة.

وبدلا من ذلك، اعترفت واشنطن بحكومة زعيم ثوري آخر، هو فينوستيانو كارانزا. 

On #ThisDayInHistory in 1916, the U.S. launched its first air combat mission.

The first planes in fight were sent across the border. General John J. Pershing ordered the First Aero Squadron into Mexico to find the revolutionary Pancho Villa. A Gen. Pershing is sorely needed! pic.twitter.com/259kNPj2rl

— Rep. Mike Collins (@RepMikeCollins) March 19, 2024

أثار ذلك غضب فيا، الذي ورد أنه كان ممتعضا أيضا من تاجر أسلحة في الولايات المتحدة زعم أنه باعه ذخيرة معيبة، وكان ذلك وراء هجومه على نيوميكسيكو.

من هو بانشتو فيا؟

ولد دوروتيو أرانغو الذي اشتهر باسم فرانسيسكو "بانتشو" فيا، في سنة 1877 في دورانغو بالمكسيك، وأصبح هاربا في سن السادسة عشرة. 

بداية هروبه، وهو ابن أحد المزارعين، جاءت بعد أن عاد ذات يوم من الحقول إلى المنزل ليكتشف أن مالك مزرعة كان على وشك اغتصاب أخته البالغة من العمر اثني عشر عاما. 

التقط فيا مسدسا وأطلق النار على صاحب الأرض وهرب على ظهر خيل. 

لا يُعرف سوى القليل عن أنشطته خلال السنوات التالية باستثناء أنه انخرط مع بعض سارقي الماشية.

في عام 1910 خرج من مخبئه للانضمام إلى حركة فرانسيسكو ماديرو للإطاحة بحكومة الرئيس بورفيريو  دياز. 

استخدم فيا "سحره الطبيعي" وفق تعبير موقع "نوبل بانديتس" لإقناع الآلاف من الرجال بالانضمام إلى القضية وتأسيس فرع (ديل نورتي) División del Norte. 

Pancho Villa, um dos generais e comandantes mais conhecidos da Revolução Mexicana pic.twitter.com/f6ZwyMOqEW

— Viagem ao Passado (@viagempassado) March 11, 2024

يقول تقديمُ للموقع بالخصوص "كانت حملاته العسكرية منتصرة في جميع أنحاء المكسيك". وخلال تلك الفترة أصبح يعرف بكونه قائدا ثوريا وزعيم حرب العصابات. 

خلال الاشتباك مع حليفه السابق، فينوستيانو كارانزا، قتل فيا، أكثر من 30 أميركيا في هجومين عام 1916، وفق موقع قناة "هيستوري".

شنت الولايات المتحدة على إثر ذلك حملة عسكرية في المكسيك، لكن فيا أفلت من القبض خلال مطاردة استمرت 11 شهرا. 

حافظ فيا على سيطرته على شمال المكسيك طوال الثورة، وقام بتمويل جيشه من خلال سرقة الماشية. 

وقدمت المدن الحدودية في الولايات المتحدة أسواقا لفيا، بينما قام بعض التجار ببيعه الأسلحة. 

ولم يعق الاقتصاد المكسيكي المتدهور عمل فيا، إذ أنتج عملته الخاصة وهدد بقتل أولئك الذين يترددون في أخذها. 

وعندما دعمت حكومة الولايات المتحدة علنا مسعى فينوستيانو كارانزا للوصول إلى السلطة، غضب فيا وانتقم بمداهمة البلدات على طول الحدود، بما في ذلك كولومبوس، نيو مكسيكو. 

وبينما أثار الهجوم الدامي غضبا واسعا وسط الأميركيين، رأى العديد من المكسيكيين أن الغارات كانت بمثابة انتقام مبرر ضد "مضطهديهم من الأميركيين".

في نهاية الثورة المكسيكية، بعد أن تضاءل جيشه، تفاوض فيا على عفو مع الحكومة المكسيكية برئاسة أدولفو دي لا هويرتا وتقاعد عن مساعيه العسكرية في عام 1920، ليتم اغتياله في كمين بعد ثلاث سنوات في عام 1923.

لخص سيرته الذاتية الكاتب جيمس كارلوس بلايك في مؤلف بعنوان "أصدقاء بانتشو فيا" حيث يروي قصة حياته عبر  أعين أصدقائه والمرأة التي أحبها.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الولایات المتحدة فی عام

إقرأ أيضاً:

كوبا أمريكا.. المكسيك تغادر والإكوادور تتأهل

كوبا أمريكا.. المكسيك تغادر والإكوادور تتأهل

مقالات مشابهة

  • 3 تموز 1988- سفينة حرب أمريكية تسقط طائرة ركاب مدنيين إيرانية في الخليج العربي
  • أميركا والمكسيك.. الفشل بعد 70 عاماً!
  • بوعياش ترد على انتقادات "البيجيدي" لمذكرة إصلاح مدونة الأسرة وتتهمه بـ"تخيل" أشياء غير موجودة (فيديو)
  • مصرع طفل يلعب أمام منزله وإصابة 5 مدنيين بحادثي سير في كركوك
  • مادورو يعلن قبوله استئناف المحادثات مع أميركا
  • إصابة تسعة أشخاص جراء القصف الأوكراني لمقاطعة بيلغورود الروسية
  • رئيس داغستان: مقتل 22 شخصًا جراء الأعمال الإرهابية التي شهدتها البلاد مؤخراً
  • الأورومتوسطي: وثقنا عشرات الحالات التي تثبت استخدام الاحتلال مدنيين فلسطينيين دروعاً بشرية
  • كوبا أمريكا.. المكسيك تغادر والإكوادور تتأهل
  • مقال في ناشونال إنترست: أميركا هي الخاسر الأكبر من مناظرة بايدن وترامب