الثورة نت:
2024-09-07@04:15:45 GMT

اليمن وما يُعرف بـ “لعنة الجغرافيا”

تاريخ النشر: 20th, March 2024 GMT

 

معروف لدى الجميع مدى الأهمية الكبرى التي يتمتع بها اليمن من حيث الموقع الجغرافي الاستراتيجي سواء على مستوى البر أو على مستوى البحر، فاليمن هو قلب الجزيرة العربية وموقعه الجغرافي مهم جداً على كل المستويات العسكرية والاقتصادية والسياسية والأمنية وغير ذلك، ولأن الموقع الجغرافي اليمني بهذه الأهمية فإنه محط أطماع استعمارية خارجية منذ زمن بعيد إلى درجة أن الكثير من الخبراء وصُنَّاع القرار والمؤرخين والسياسيين وصفوا سبب ما يتعرض له اليمن من غزو خارجي استعماري عدواني يتكرر على مدى الزمان بأنه (لعنة الجغرافيا)، فالغزاة يطمعون في بسط نفوذهم على اليمن والهيمنة عليه جغرافيا وسياسيا وعسكريا وفي كل المجالات ليتمكنوا من الهيمنة الشاملة على العرب والأمة بشكل عام، ولكن الأيام والسنين تغيرت وجعلت مما تم وصفه بلعنة الجغرافيا بالنسبة لموقع اليمن الجغرافي جعلت منها لعنة على كل أعداء اليمن والعرب والأمة لعنة على إسرائيل وأمريكا وبريطانيا بعد أن كانت الجغرافيا اليمنية لعنة على الشعب اليمني بسبب الأطماع الاستعمارية الخارجية والأنظمة السابقة العميلة والفاسدة.


لا داعي للشرح المفصل عن الأهمية الاستراتيجية للموقع الجغرافي اليمني ولكن من المهم التذكير بأهمية مضيق باب المندب والمياه اليمنية التي تشمل مساحات شاسعة من البحرين الأحمر والعربي وتمتد إلى المحيط الهندي كذلك التضاريس الجغرافية اليمنية التي تضم سلسة من الجبال الشاهقة وتضم عدداً كبيراً من الجزر اليمنية، وهذا يعني أن الجغرافيا اليمنية تتمتع بأهمية كبيرة ليس فقط على المستوى الأمني والعسكري بل تشمل مختلف المجالات، وهذا ما أثبتته الأحداث الراهنة في اطار الصراع مع ثلاثي الشر المتمثل بأمريكا وإسرائيل وبريطانيا، فالجغرافيا اليمنية بأهميتها القصوى حينما تجد من يستغلها ويعمل على توظيفها بالشكل الصحيح والسليم بما يخدم مصلحة اليمن بشكل خاص ومصلحة الأمة بشكل عام على كل المستويات السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية، فلا شك أنها ستصنع وتشكل قوة عظمى لا يمكن قهرها وتخلق حالة من الاستقرار الداخلي وحالة من الردع للطواغيت.
اليوم اتحدت الأهمية الجغرافية الاستراتيجية اليمنية مع التوجه الاجتماعي اليمني والسياسي والثقافي، فشكلت عامل قوة لليمن والعرب والأمة وشكلت لعنة على كل أعداء اليمن والأمة، وهذا ما أثبتته الأحداث الأمنية والعسكرية التي تشهدها المنطقة نتيجة العدوان الصهيوني على غزة وما أحدثه الموقف اليمني العسكري الجهادي المساند لغزة في المياه اليمنية، والحقيقة الأساسية في الموضوع كله هي ان الجغرافيا لوحدها لا تستطيع ان تعمل شيئا مهما كانت أهميتها ولكن حينما يكون هناك توجه إيماني عملي ممن يسكن هذه الجغرافيا ويحكمها فتتحد الجغرافيا والشعب والجيش فمن المؤكد ان ذلك سيشكل اهم واعظم قوة خصوصا اذا كانت جميعها مرتبطة بالله تعالى وبدينه وكتابه ويتوفر معها قيادة حكيمة وشجاعة وشعب مجاهد وجيش يعد ما استطاع من قوة فإن كل هذه العوامل المهمة تخلق قوة عظمى تصلح ولا تفسد وتقارع الظلم والطغيان وتعمل على تحرير الأمة من الظلم والهوان والاستعمار.
لعنة الجغرافيا اليمنية كما يتم تعريفها من قبل الكثير من الخبراء والسياسيين والإعلاميين والمؤرخين هذه اللعنة انها اليوم عبارة عن لعنة إلهية عربية يمنية حقيقية تستهدف الطواغيت والمجرمين في هذا العالم وفي مقدمتهم ثلاثي الشر أمريكا وإسرائيل وبريطانيا وكل من يتحالف معهم ويتحرك لخدمتهم وهي كذلك بمثابة بلسم وسند للمستضعفين من أبناء هذه الأمة سواء في فلسطين وغزة أو في غيرها وهذا ما أثبتته الأحداث الراهنة من خلال مساندة اليمن لغزة حيث تمكنت القوات المسلحة اليمنية بعون الله تعالى من استهداف عشرات السفن التابعة لثلاثي الشر نصرة لغزة ليس فقط في المياه اليمنية بل وصل مداها إلى المحيط الهندي وهناك توجه قائم لتشمل استهداف مصالح الطواغيت في رأس الرجاء الصالح بل بإذن الله إلى ما هو أبعد من ذلك، إنها بالفعل لعنة للطواغيت والمجرمين وعامل قوة للمؤمنين المجاهدين الذين يتحركون من منطلق الثقة بالله والتوكل عليه والجهاد في سبيله في مواجهة المفسدين في الأرض (وما النصر إلا من عند الله).

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

شهداء طوباس فرّقتهم الجغرافيا وجمعتهم الكتيبة واغتالهم الاحتلال

نابلس– "كل الذين فقدتهم لم أودعهم ولم أدفنهم" عبارة يتناقلها الفلسطينيون منذ فجر اليوم الخميس عبر مواقع التواصل الاجتماعي، على لسان الأسير زكريا الزبيدي، بعد سماعهم خبر استشهاد نجله محمد.

وبحسب العبارة المتداولة، يقول الزبيدي "أبي توفي حين كنت في سجن جنين، وسمعت نعيه بسماعة المسجد، وأمي استشهدت بمعركة المخيم 2002 ودفنها الصليب الأحمر، وأخي طه دفنوه وأنا تحت حطام المخيم والبيوت المهدمة، ومن ثم استشهد شقيقي داود، ولم أستطع توديعهم جميعاً، ولم أتمكن من العزاء، لا أعرفه ولم أجربه ولم أمارسه بشكل شخصي".

وكأن الفلسطينيين -بهذه العبارات- يخبرون الأسير الزبيدي داخل معتقله أنه أضيف لقائمة شهداء عائلته ابنه محمد، وأنه لن يراه أو يشارك بتشييعه أيضا كمن سبقه.

وفي قصف جوي عنيف تزامن وعملية اقتحام واسعة للجيش الإسرائيلي لمخيم الفارعة، استهدف طيران الاحتلال المسيَّر مجموعة من المقاومين في حي العقبة بمدينة طوباس شمال الضفة، مما أسفر عن استشهاد 5 مواطنين هم محمد الزبيدي ومحمد أبو زاغة (مخيم جنين) وأحمد أبو دواس وقصي عبد الرازق (مدينة طوباس) ومحمد أبو جمعة (30 عاما) من مخيم الفارعة جنوب طوباس.

معا وتحت اسم كتائب المقاومة (جنين وطوباس ومخيم الفارعة) استشهد المقاومون الخمسة وإن تفرقت مواقعهم الجغرافية، فقد التقوا بمدينة طوباس داخل منشأة من الصفيح (بركس) اتخذوها سترا لهم، لتمر عتمة الليل الدامس ومن ثم يواصلون مقاومتهم، لكن الاحتلال لم يمهلهم، فباغتهم بُعيد الثالثة فجرا بصواريخه القاتلة.

ويوصف المقاومون الخمسة بأنهم الأشرس في مقارعة الاحتلال الذي طاردهم عبر عمليات عسكرية كثيرة، كان آخرها "المخيمات الصيفية" التي أطلقها قبل 9 أيام ضد مدن طوباس وطولكرم وجنين.

شهيدا مخيم الفارعة محمد أبو جمعة وماجد أبو زينة (الجزيرة) الشهيد محمد نجل القائد الزبيدي

ينتمي الشهيد الزبيدي إلى عائلة مضحية ومناضلة، فهو نجل الأسير زكريا الزبيدي أحد مؤسسي كتائب شهداء الأقصى المحسوبة على حركة التحرير الوطني (فتح) وأحد أبطال "نفق الهروب" من سجن جلبوع الإسرائيلي مطلع سبتمبر/أيلول 2021.

وقد تزوج زكريا عام 2002 بعد مشاركته بمعركة "نيسان" إبان الاجتياح الإسرائيلي لمخيم جنين والتي وصف بأنه أحد أبطالها، وأنجب 3 أبناء: محمد وسميرة وحملا تيمنا اسميْ والديه، ومن ثم أنجب أصغرهم أيهم (12 عاما).

وفي حارة الفلوجة وسط مخيم جنين، ولد محمد عام 2003، وبالمدارس التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) تلقى تعليمه الأساسي، ثم انتقل لمدارس جنين الحكومية وبها أنهى الثانوية العامة، وعمل لاحقا في صيانة زجاج المركبات، وظل كذلك حتى طارده الاحتلال قبل بضعة أشهر.

وواصل محمد صعود سلم المقاومة أسوة بوالده وعائلته، فلاحقه الاحتلال وفشل في اعتقاله وحتى اغتياله مرات عدة، وقبل أيام "اقتحم الجنود الإسرائيليون منزل عائلته بالمخيم وعاثوا به دمارا وخرابا، وهددوا ذويه بقتله" كما يقول عمه جمال الزبيدي (أبو أنطون) للجزيرة نت.

وبالرغم من توقعهم استشهاد محمد، فإن الهم والحزن رافق العائلة منذ اللحظات الأولى لمطاردته. وعبر اتصال هاتفي من أحد أصدقائه تلقى أبو أنطون خبر استشهاده، ويقول "تلقينا أنا وعمه يحيى خبر استشهاد محمد عبر اتصالات هاتفية، ووالدته عرفت بذلك عبر صديقة ابنتها".

وكأبيه وجده وأعمامه، خاض محمد دروب النضال من صغره، فجده لأبيه (محمد) توفي متأثرا بمرضه بالسرطان بعد الإفراج عنه من سجون الاحتلال عام 1993، ثم استشهدت جدته سميرة قبيل اجتياح مخيم جنين عام 2002، ليتوالى بعدها استشهاد أعمامه طه (عام 2002) وجبريل وداود ومن ثم أبناء عمه نعيم ومحمد خلال الأعوام الثلاثة الماضية.

ومنهم من استشهد أو بقي على قيد الحياة، أفنى أبناء عائلة الزبيدي سنوات طويلة من أعمارهم في سجون الاحتلال، ولا يزال زكريا يعزل داخل سجن ريمون منذ هروبه من سجن جلبوع. ويقول أبو أنطون "منذ احتلال إسرائيل للضفة عام 1967 ونحن نضحي، هذا قدر الناس الأوفياء لهذا الوطن ولن نحيد عن الطريق".

وعلى درب محمد الزبيدي سار صديقه وابن مخيمه الذي استشهد معه محمد نظمي أبو زاغة (23 عاما) الذي ولد في حارة السمران بمخيم جنين، وتعلم بمدارسه. وكغيره من أبناء المخيم وشبابه، تأثر بالمقاومة ورجالها الذين استشهدوا أمام ناظريه ومنهم ابن عمه.

المحرران المؤسسان

ولد أحمد فواز فايز أبو دواس (24 عاما) الملقب بـ"السرديني" بمدينة طوباس لعائلة مناضلة، فوالده أسير سابق وأحد قيادات العمل الوطني وانتفاضة الحجارة أواخر ثمانينيات القرن الماضي، وتعلم في مدارسها، ولم يكمل دراسته الجامعية نتيجة اعتقاله من قبل الاحتلال، حيث قضى في سجونه عدة سنوات خلال أكثر من عملية اعتقال.

وطورد أبو دواس منذ نحو 3 سنوات من سلطات الاحتلال الإسرائيلي، وذلك بعد ظهور كتيبة طوباس المقاومة التي عرف بأنه أحد أبرز مؤسسيها، وحاول الاحتلال عبر اقتحامات كثيرة لمنزله ولمدينة طوباس اعتقاله طوال تلك الفترة، لكنه لم ينجح.

وفي مقابلة صحفية، يقول أبو دواس "المقاومة لن تتوقف، ونحن في كتيبة طوباس لن يردعنا الخوف أو اغتيال الاحتلال لأي منا، وهدفنا الشهادة ومهما لاحقتنا إسرائيل لن تنال منا".

ومثل أبو دواس، طاردت إسرائيل صديقه قصي مجدي عبد الله عبد الرازق (26 عاما) منذ عدة سنوات، حيث يتهمه الاحتلال بأنه أحد المؤسسين لكتيبة طوباس المقاومة.

وقد ولد قصي في طوباس بين 5 أشقاء وشقيقات، حيث يشتغل والده بالأعمال الحرة، وأنهى تعليمه المدرسي الأساسي والثانوي بها، ومن ثم تعرض للاعتقال في سجون الاحتلال مرات عدة، ومع ظهور المقاومة في المدينة التحق بصفوفها ولاحقه الاحتلال وحاول اعتقاله مرات كثيرة إلى أن تمكن من اغتياله فجر اليوم.

القائد المثقف

وغير بعيد من طوباس، ولد الشهيد الخامس محمد سالم أبو جمعة (30 عاما) الملقب بـ"الأحتي" في مخيم الفارعة للاجئين جنوب المدينة في حارة النادي، وقد ترعرع بين 6 أشقاء (3 ذكور ومثلهم إناث) وتلقى تعليمه الأساسي والثانوي بمدارس المخيم، ومن ثم واصل تعليمه الجامعي بالتربية الابتدائية وأنهى دراسته واشتغل في أحد محال السوبر ماركت، وعرف بعلاقاته الاجتماعية المميزة.

وبينما نفت عائلة الشهيد أبو جمعة للجزيرة نت أن يكون الاحتلال قد أخبرهم بأن نجلهم "ملاحق ومطلوب " نقلت مواقع التواصل صورا للشهيد عنونتها بأنه "قائد كتيبة الفارعة" في وقت تداول ناشطون مقاطع مصورة له وهو يشتبك مع جيش الاحتلال بمواقع عدة شمال الضفة.

وبينما شيعت جثامين شهداء الفارعة وطوباس، لا تزال عائلة الزبيدي تنتظر -لتشييع جثمان نجلها محمد وكذلك عائلة صديقه أبو زاغة- انسحاب الاحتلال من مخيمي جنين.

مقالات مشابهة

  • وقفة احتجاجية تطالب الرئاسي اليمني بالعمل الجاد لكشف مصير السياسي “محمد قحطان”
  • “الأرصاد اليمني” يقدم 10 نصائح احترازية لتجنب خطر البرق والرعد
  • “الأرصاد اليمني” يشدد على ضرورة الاحتماء من العواصف الرعدية
  • قدمت خصومات 50% لأبنائنا.. الجالية اليمنية بمصر تعقد اتفاق مع مدارس اليمن الدولية لتسهيل العملية التعليمية
  • حلف قبلي في حضرموت يعلن “تصعيداً جديداً” ضد الحكومة اليمنية
  • شهداء طوباس فرّقتهم الجغرافيا وجمعتهم الكتيبة واغتالهم الاحتلال
  • الإعلان عن ”تعاون عسكري استراتيجي” بين اليمن والإمارات واستقبال رسمي لوزير الدفاع اليمني في أبوظبي
  • “الأرصاد اليمني” يتوقع هطول أمطار رعدية متفاوتة
  • اليمن: افتتاح “مركز أيوب الطبي” بتمويل كويتي في زنجبار عاصمة محافظة أبين
  • “الأرصاد اليمني” يحذر من أمطار متفاوتة الشدة خلال الساعات القادمة