الثورة نت:
2025-03-17@21:44:26 GMT

جبر الخواطر من هدي القرآن

تاريخ النشر: 20th, March 2024 GMT

جبر الخواطر من هدي القرآن

الدكتور/ خالدعبدالله الهادي*

مِن أجمل الصفات البشرية وأكثرها ملائمة للتربية الأخلاقية، وعلى مرَّ التأريخ تجد كُل الرسائل التي أُرسِلت إلى الناس هي تعتمد في مضمونها على المحاكاة والمُداواة لمشاكل الذين لا يجدون سبيلاً في فهم معنى تواجدهم في هذه الحياة.
فلذلك كُل التصرفات التي من شأنها الارتقاء إلى قمة الإنسانية هي لها أثر إيجابي فيه الخير الكثير لمن يبحث عن السلام في هذه الحياة…
ومن تلك الأخلاقيات السعي بين الناس بجبر الخواطر والكلمة الطيبة ومهما كان بسيطا فأثره في النفس لا يقدَّر بثمن .

.
أجبروا الخواطر وراعوا المشاعر وانتقوا كلماتكم وتلطفوا بأفعالكم ولا تؤلموا أحباءكم فهذا نهج الأنبياء ومن أعظم العبادات عند الله سبحانه وتعالى هي جبر الخواطر.

*من سار بين الناس جابرًا للخواطر أدركه الله في جوف المخاطر*
فلو تعرف معنى جبر الخواطر وقضاء حاجات الناس وما أعظمها عند الله فالكلمة الطيبة صدقة وان من المعروف أن تلقى أخاك بوجه طلق.
وأحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على أخوك المسلم وإنك عندما تمشي مع أخوك المسلم في حاجته.
وجبر الخواطر من عظيم النعم لا ينالها إلا من احبه الله رب العباد .
*فكلمتك الطيبة جبر خاطر*
*وابتسامتك جبر خاطر*
*وسؤالك على أهلك وأقاربك وجيرانك جبر خاطر*
*واهتمامك بمن حولك جبر خاطر*
*ودعاءك لمن حولك جبر خاطر*
*ووجودك بجوار من الناس وقت الضيق جبر خاطر*
*فسبحان من جعل أعظم العبادات تكمن في أبسط التصرفات*
وجعلها هي جواز مرور للقلوب وتملكها فكن بالحياة جابرا للخواطر يجبر خاطرك رب العباد.
وجبر الخواطر في لحظة كسر وضعف ووجع لا يستطيع أحد أن ينساها لك ولمجرد أن تمسح على رأس يتيم وتجعله يبتسم تعتبر في نظرة قيمة أخلاقية عالية أو تقول كلمة طيبة تهون على وجع اللي قدامك هذه نعمة عظيمة أن سخرك الله لهذا العمل بجبر خاطر لاحد ما.
*وجبر الخواطر في لحظة الضعف عمرها ما تنسى*
والكلمة الطيبة تفعل في الإنسان مالا تفعله الأدوية والمهدئات فأنها تخترق القلوب وتسعد النفوس والاهتمام والاحتواء والسند والمواساة والكلمة الطيبة .. فكلها جبر خاطر وأفعال جميلة ما أحوجنا إليها وهي عبادة سهلة وميسرة ولو بأقل الكلمات تطمأن الروح المتعبة وجبر الخواطر بالكلام الطيب مهما كان بسيطا فأثرها في النفس لا يقدَّر بثمن وأخيرا وليس آخر:-
سلامًا لمن إذا لاحظ انكسارنا رمَّمَه بالمحبة وإذا رأى تقصيرَنَا عذرَهُ بالرحمة وإذا رأى منا عيبًا ستره وإذا رأى منا خيرًا شكرَه..
سلامًا لمن إذا تكلَّمْنَا انصت وإذا صمتنا سمِع وفهم وقدَّر .
سلامًا لمن إذا غبنا سأل وإذا حضرنا هلَّلَ واستبشرْ.
سلامًا لمن لهم في القلب مكانةُ الملوك ولم ولن يتنازلوا عنا مهما عصفت رياحُ التغيير وتقلباتُ الأزمان
*وسلاما لكل القلوب البيضاء الرحيمة من تسعى في الخير والسلام بين الناس*

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: جبر الخواطر جبر خاطر

إقرأ أيضاً:

القرآن..البوصلة الحقيقة للأمّة

الانشغال بالقران في شهر القرآن هو تجديد العهد بأيام نزوله

المجتمعات المسلمة بحاجة ملحّة إلى العودة إلى القرآن الحكيم كمنهج وطريقة حياة، لهذا وجب لنا فقه "قراءة القرآن" بمعنى أن نفطِن أو ندرِك حقيقة الفضل والثواب لقارئ القرآن، وفضل من رزِق العمل به، وما ينتظره في الآخرة من عاقبة طيّبة وحسن مآب، لأنّه من أعظم الطّاعات، وأجلّ القربات، فيجب تعويد النفس- قبل رمضان- قراءة القرآن، فهو حبل اللّه المتين، وحامله من أهل اللّه وخاصّته، ويأتي القرآن شفيعًا لصاحبه، الذي يجيد فهم القرآن وتلاوته مع السّفرة الكرام البررة، وتنزل عليه السّكينة، وتغشاه الرّحمة، وتحفّه الملائكة، وله به في كلّ حرف حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، ويقال له يوم القيامة اقرأ واصعد في درجات الجنّة فمنزلك عند آخر آية تقرأها من القرآن، وكثير من الفضائل الجليلة.
كما وصف الله القرآن بأوصاف عديدة هي أسماء لها دلالات ومغزى تدلّ على عظيم فضل القرآن وعلوّ منزلة قارئه وعاقبة التلذذ بتلاوته، وهي أنفع الطرق لصلاح القلب وذهاب القسوة عنه، ولا بد من وقفة أو لحظات متأنّية متأمّلة ومتدبرة كي نهّذب نفوسنا ونزكّيها ونطهرها، وتتجسد ذواتنا في هذه الخصال والمناقب، وصف اللّه القرآن بأنه "روح" "وبشرى"، وبأنّه" نور" و "حق"، ويهدي إلى "الرشد"، والتي «هي أقوم» أي أعدل وأصوب الطرق، وصفه بأنه "شفاء" و"هدى" و"بصائر" "كتاب عزيز" كلّ هذا الوصف الحافل الجامع لفضائله لحث المسلم على تعظيمه والاهتداء بآياته، والالتفات إلى أحكامه، والتفكر في محكم بيانه، والالتزام بما اشتمل عليه من تعاليم .
والاحتفاء بهذه النعم الجزيلة والشكر عليها لا يكمل إلا من خلال الإجادة أو القراءة -هناك قلم مصحح للتلاوة- والاعتماد على تفسير واضح وسهل؛ لتحقيق التدبر والإنصات، وإتقانه أو فهمه حتمًا عبادة كاملة، والالتفات إلى العلوم والمعارف المعاصرة لتحقيق فهم عميق للقرآن ليشمل الإعجاز التشريعي والأخلاقي والعلمي أو شتى ميادين العلوم.. الخ أصل الذكر تلاوة القرآن، فحين نفهم القرآن ونتعلمه ونتدارس أحكامه ورسالته سنقوّي صلتنا بالله تعالى، وأنّ القرآن ميسّر لمن أراد أن يحفظه أو يفهمه أو يسترشد به، من قرأ القرآن ليتذكر ويتفكر به ويتدبر وينصت لآياته سهل عليه ذلك، أفلا نعتبر ونتعظ وقد يسر الله القرآن للذكر؟ بدليل قوله: { فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ {.
قراءة القرآن وشهر رمضان احتفاء بشهر انزل فيه القرآن، ومن ابتغى الهدى في غيره أضلّه وأضاعه اللّه، لهذا فإن الانشغال بالقران في شهر القرآن هو تجديد العهد بأيام نزوله، كي نرزق العمل به، والشكر على نعمه وأفضاله أن أنزل علينا كتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
ومن ليس في قلبه شيء من حفظ القرآن كالبيت المهجور الخرب، الخالي من الخير والصلاح، أو القلب الفارغ يحتاج إلى ملء جوانبه بالنور والحق كي يستنير القلب، وينشرح الصّدر ليصل إلى مرحلة التذوق والتلذّذ بذكر الله، وهو علاج لأمراض العصر مثل: الوحشة والقلق والاكتئاب، ويشكّل عقلية الإنسان المسلم ويصوغ حياته حاضرًا ومستقبلًا.
لهذا ذمّ الله الذين لا يتدبّرون مواعظه وآياته ويتفكرون في معانيه ومحكم تنزيله، بأنها "قلوب مقفلة" لا تقبل الخير وفهم آياته ( أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالهَا ) بمعنى أم أقفل الله على قلوبهم فلا يعقلون، ويؤكّد هذا الزركشيّ بقوله: "مَن لم يكن له علمٌ وفهمٌ وتقوى وتدبر، لم يدرك من لذّة القرآن شيئاً".
ما يحدث الآن في مجتمعاتنا الإسلامية من الفتن والنزاعات والحروب الدمويّة، ملزم للمسلم بالرجوع إلى القرآن، هناك أئمة الضلال الذين يبغون الفتنة وفيهم سماعون لهم، ويتبعون متشابهه بتأويلات محرّفة ابتغاء الإيقاع بالشباب في تديّن معوّج يحمل شعارات حزبيّة وسياسيّة تتستر تحت مظلّة الدين، فيوقعونهم في شراك الضلالة تحت مسمّى أنه طريق الجهاد والجنة والصلاح، للنجاة من الفتن ما ظهر منها وما بطن، والحل لهذه الإشكالية هو بالرجوع إلى البوصلة الحقيقة للأمّة "القرآن الكريم" والاستهداء بنوره لتمييز الحق من الباطل والهدى من الضلال، وفي الحديث: (ألا إنها ستكون فتنة. فقلت: ما المخرج منها يا رسول الله؟ قال: كتاب الله، فيه نبأ ما كان قبلكم، وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم(.

مقالات مشابهة

  • القرآن..البوصلة الحقيقة للأمّة
  • الخميس.. نور النبى للإنشاد الدينى بأوبرا دمنهور
  • صلاح عبد الله: شخصية عبد العزيز أبو العزم مليئة بالتحولات بين الطيبة والشر.. جلوسي على كرسى متحرك كان أمرا صعبا.. وظهوري في سيد الناس وقبائل الصخرة مجرد ضيف شرف.. حوار
  • أيمن أبو عمر: بر الوالدين عبادة وقربى إلى الله
  • سحر البيان في تناسب آي القرآن
  • هل هذا هو إسلامكم ؟
  • قصص الصحابة والتابعين في رمضان
  • قرأ كتابين.. وأفتى!
  • التكافل الاجتماعي.. والتسوُّل على المنصات
  • دعاء ختم القرآن مكتوب كامل .. ردده وتضرع إلى الله به