جنوب إفريقيا: الهجوم الإسرائيلي على غزة يقوّض أرفع محكمة أممية
تاريخ النشر: 20th, March 2024 GMT
اتّهمت وزيرة خارجية جنوب إفريقيا، الثلاثاء، إسرائيل بتسجيل سابقة في تحدّيها قرارات أرفع محكمة في الأمم المتحدة، وأشارت مجددا إلى أن غزة تشهد حملة "تجويع".
وتقاضي جنوب إفريقيا إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية حيث تتّهمها بارتكاب إبادة جماعية في الحرب على غزة، ردا على هجوم غير مسبوق شنّته حركة حماس على إسرائيل، وأثارت خطوة بريتوريا حفيظة إسرائيل واستدعت تنديد الولايات المتحدة.
والثلاثاء، قالت وزيرة خارجية جنوب إفريقيا ناليدي باندور إن إسرائيل تحدّت قرارا أصدرته محكمة العدل الدولية في يناير وأمرتها فيه ببذل كل ما في وسعها لمنع الإبادة الجماعية خلال قتالها حماس في غزة.
ومطلع مارس، طلبت بريتوريا من محكمة العدل الدولية فرض "إجراءات موقتة" لوضع حد لـ"مجاعة واسعة النطاق" تحدث نتيجة هجوم إسرائيل العسكري في غزة.
والثلاثاء، قالت باندور في ندوة في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي خلال زيارة لواشنطن إن "إسرائيل تجاهلت تماما الإجراءات الموقتة".
وأضافت "نشهد حاليا أمام أعيننا تجويعا جماعيا ومجاعة"، وحذّرت من تداعيات خطوة قد تشكّل مثالا يحتذى.
وأوضحت أن سلوك إسرائيل يمكن أن تفسّره دول على أنها قادرة على القيام بما تريد من دون أي محاسبة.
وقالت إن الديموقراطية السائدة في جنوب إفريقيا في مرحلة ما بعد إلغاء نظام الفصل العنصري ومن خلال اللجوء إلى مؤسسات دولية هي "ممارسة ما يعظنا كل يوم به" الغرب.
وأضافت الوزيرة "لم تُحترم محكمة العدل الدولية. وآمل حين تبدي (دولة) إفريقية ما عدم احترام (لها) بألا نتوجّه إلى زعيمها في يوم من الأيام للقول 'اسمع لقد تخطّيت الحدود، لأنك إفريقي نتوقع أن تطيع'".
وحضّت جنوب إفريقيا في التماس جديد المحكمة ومقرّها في لاهاي على إصدار أوامر لإسرائيل بوقف "التجويع الواسع النطاق" على خلفية هجومها في غزة.
وندّدت إسرائيل بالالتماس الذي قدّمته جنوب إفريقيا واصفة إياه بأنه "شائن" و"بغيض أخلاقيا"، مشيرة إلى مبادرات تتّخذها، بما في ذلك تعليق الأعمال القتالية لدواع إنسانية.
وخلص تقييم للأمن الغذائي تدعمه الأمم المتحدة إلى أن غزة تواجه مجاعة وشيكة، إذ يعاني نحو 1,1 مليون شخص، أي نصف السكان تقريبا، جوعا "كارثيا" جراء عدم السماح بإدخال المساعدات إلى القطاع.
ووصفت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن قضية الإبادة الجماعية التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بأنها "بلا جدوى".
وفي العام الماضي اتّهم السفير الأميركي لدى بريتوريا جنوب إفريقيا بانتهاك حيادها المعلن في الحرب الدائرة في أوكرانيا بالسماح لسفينة روسية بالرسو لتحميل إمدادات عسكرية، في موقف عادت وتراجعت عنه واشنطن في وقت لاحق.
وقالت باندور إن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي سيزور جنوب إفريقيا في الأشهر المقبلة.
وقالت "لطالما أردنا أن نكون في وضعية تمكّننا من أداء دور تيسيري" بين أوكرانيا وروسيا.
وتغيّب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن قمة مجموعة بريكس التي عقدت العام الماضي في جوهانسبرغ.
وبوتين مستهدف بمذكرة توقيف من المحكمة الجنائية الدولية ويتوقع نظريا من جنوب إفريقيا بصفتها عضوا في المحكمة أن تنفذّها.
وفي حين أعربت إدارة بايدن عن أملها في إبقاء التعاون قائما مع جنوب إفريقيا على الرغم من الخلافات، يجري الكونغرس مراجعة لمشروع قانون من شأنه إعادة تقييم العلاقة بأكملها.
وقال النائب الجمهوري جون جيمس لدى عرضه نص التشريع الشهر الماضي إن جنوب إفريقيا "تبني روابط مع دول وجهات فاعلة تقوّض الأمن القومي الأميركي وتهدّد أسلوب حياتنا"، في إشارة إلى الصين وروسيا وحماس.
ولفتت باندور إلى أن المشرّعين الأميركيين لم يتشاوروا مع جنوب إفريقيا وإن الديموقراطيات يجب أن تسمح بالاختلافات في الرأي.
وقالت إن "السعي لمعاقبة جنوب إفريقيا بسبب وجود خلاف حول مجالات سياسية معينة هو الرد الأسوأ".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: محکمة العدل الدولیة جنوب إفریقیا
إقرأ أيضاً:
إسرائيل ترد على جوتيريش بشأن نقص المساعدات بغزة
القدس المحتلة - الوكالات
نفت إسرائيل وجود "نقص في المساعدات في قطاع غزة" بعدما اتّهمها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش بعدم الوفاء بالتزاماتها، من خلال عدم سماحها بدخول أي مساعدات إلى غزة منذ مطلع مارس.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية أورين مارمورستين: "لا يوجد نقص في المساعدات في قطاع غزة".
وتابع: "أكثر من 25 ألف شاحنة دخلت قطاع غزة خلال (...) وقف إطلاق النار.
وأضاف أن حماس "استخدمت هذه المساعدات لإعادة بناء آلتها الحربية"، متّهما جوتيريش بـ"نشر افتراءات ضد إسرائيل"، حسب تعبيرها.
وكان جوتيريش رفض، الثلاثاء، مقترحا إسرائيليا جديدا للتحكم في إيصال المساعدات إلى غزة، قائلا إنه ينذر "بمزيد من التحكم في المساعدات وتقييدها بشدة حتى آخر سعر حراري وحبة دقيق (طحين)".
وأضاف لصحفيين: "لأكن واضحا.. لن نشارك في أي ترتيب لا يحترم المبادئ الإنسانية احتراما كاملا.. الإنسانية والنزاهة والاستقلال والحياد".
ولم تصل أي مساعدات إلى الجيب الفلسطيني الذي يقطنه نحو 2.1 مليون نسمة منذ الثاني من مارس.
وقالت إسرائيل إنها لن تسمح بدخول أي سلع أو إمدادات إلى غزة حتى يفرج مسلحو حركة حماس عن جميع الأسرى المتبقين لديها.
واجتمعت وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق، وهي الوكالة العسكرية الإسرائيلية المسؤولة عن تنسيق المساعدات، قبل أيام مع وكالات للأمم المتحدة وجماعات إغاثة دولية وقالت إنها اقترحت "آلية هيكلية للمراقبة ودخول المساعدات" إلى غزة.
وقالت الوحدة -على منصة "إكس"- يوم الأحد: "الآلية يراد بها دعم منظمات الإغاثة وتعزيز الرقابة والمساءلة وضمان وصول المساعدات إلى السكان المدنيين المحتاجين بدلا من تحويل مسارها وسرقتها من حماس".
وقال جوناثان ويتال، القائم بأعمال مدير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في غزة والضفة الغربية، قبل أيام، إنه لا يوجد دليل على تحويل المساعدات عن مسارها.