جاء (تسفاك) ليكمل طريقاً وينسق طروحات (وايز هاوبت)، حيث جعلها على شكل مجلد منتظم، عنوانه بالألمانية “المخطوطات الأصلية الوحيدة”، الذي كشفته الحكومة البافارية، ونشرت تفاصيل المؤامرة التي تضمنها، في وثيقة رسمية اصدرتها 1788م، باسم “الكتابات الأصلية لمذهب وتنظيم النورانيين”، وأرسلت نسخاً منها إلى مختلف دول أوروبا، ورجال الدولة الأوروبية المسيحية، لكن تغلغل النورانيين وأعوانهم، من كبار المرابين وسادة المال اليهود، كان قد بلغ من النفوذ، ما مكنهم من خنق القضية، وطيها تحت ستار الصمت المطبق.


استمرت مرحلة النظريات في مسارها التصاعدي، وتطورها الأيديولوجي والاستراتيجي، إلى أن ظهرت النظريات الشيوعية والصهيونية والنازية، التي وضع طروحاتها، المحفل الماسوني الأعلى للكنيس اليهودي، وعملاؤه من المرابين العالميين، وكان رواد تلك النظريات؛ أمثال (كارل ماركس) و(إنجلز) (ولينين) وغيرهم، يهوداً ماسونيين صهاينة، في المقام الأول، تم ترميزهم إعلامياً، وتقديمهم بوصفهم فلاسفة ومفكرين، وأصحاب فلسفات وطروحات تنويرية نهضوية تقدمية، بينما الحقيقة عكس ذلك تماماً، حيث أسهمت طروحاتهم – بشكل كبير – في هدم المجتمعات، وتدمير القيم والثوابت، ونسف التدين الحقيقي، أو ما تبقى منه، وتأليه المادة والمال والقوة، فسادت الفوضى والحرب والدمار والاضطراب، والفساد بكل صوره، في حياة المجتمعات المخدوعة بتلك النظريات، ظناً منها أن فيها خلاصها.
اتصلت جهود زعماء المحفل النوراني الماسوني، حتى وصلت إلى الجنرال (بايك)، الذي تميز عن سابقيه، بأن مرحلته كانت مرحلة التنسيق والتخطيط العسكري، والتلاؤم مع العلم الحديث، ضمن مسارين؛ تخطيطي وعلمي، وقد عمل الجنرال (بايك) على تنصيب الجزء الأكبر من هذه المؤامرة، ضد الإسلام والمسلمين رأسا، بوصف الإسلام القوة الأخيرة، التي ستقف في وجه هذا المشروع التدميري الشيطاني الهدام.
اتخذ مخطط (بايك) مسارين رئيسيين هما:-
1 – إقرار مخططات النظم – التي تبناها النورانيون سلفاً – لحركات التخريب العالمية الثلاث، القائمة على الإلحاد المطلق، والتفسخ الأخلاقي، وتدمير المجتمعات الإنسانية، وهي:-
1 – الشوعية ب- الفاشيستية (الفاشية) جـ – الصهيونية السياسية.
2 – إعداد الخطط التفصيلية، والتدابير اللازمة، الكفيلة بإشعال حروب عالمية ثلاث، تحقق النتائج الآتية:-
1 – الإطاحة بالحكم الملكي في روسيا، كنتيجة طبيعية للحرب العالمية الأولى، وتحويل تلك المنطقة الشاسعة من العالم، إلى معقل مركزي للحركة الشيوعية الإلحادية، وهذه الحركة بدورها، ستقوم بتصدير أسسها ومبادئها إلى العالم كله، لتنسف بذلك كل ما يمكن نسفه وتخريبه، من القيم والمثل والمعتقدات الدينية.
2 – توسيع دائرة الصراع والعداء بين القوى العالمية الكبرى، الكفيلة بإشعال الحرب العالمية الثانية، الأمر الذي يؤدي إلى اجتياح (الشيوعية) نصف العالم، ووصولها إلى درجة من القوة، تعادل مجموع قوى العالم الغربي، وفي هذه المرحلة، تصل الحركة العالمية الهدامة (الصهيونية السياسية)، إلى هدفها الرئيس، وهو إقامة دولة صهيونية في فلسطين.
1 – تقوم (الصهيونية السياسية)، بإشعال فتيل الحرب العالمية الثالثة، التي ستكون كارثة إنسانية شاملة، حيث تشن (الصهيونية السياسية) وحلفاؤها، حرباً عالمية شعواء ساحقة، ضد الإسلام والمسلمين في كل مكان، بهدف توجيه الضربة القاضية للإسلام، بوصفه القوة الأخيرة، التي ستقف في وجه تحالف قوى الشر العالمية.
مما لا شك فيه أن المرابين اليهود، كانوا عبارة عن كيانات وظيفية، عملت – عبر التاريخ – على خدمة الأنظمة الحاكمة، في أوروبا وغيرها، مالياً واستخباريا وسياسياً، كما عملت في مجال الارتزاق كقتلة مأجورين، وعصابات غزو وقتل وإجرام وتدمير، تشن الحروب الخاطفة، لصالح من يدفع لها الأموال، سواء كان ملكاً أو جماعة أو طائفة أو قبيلة أو شخصاً مرموقاً.
وتجدر الإشارة إلى أن اليهود – بوصفهم جماعات وظيفية – لم يكونوا مخلصين لأسيادهم أبداً، بل كانوا يكنون العداء والحقد والكراهية، لكل من حولهم، وينتظرون لحظات الانتقام بفارغ الصبر، ويرون أنهم “شعب الله المختار” وأفضل المخلوقات، وأما غيرهم من البشر، ليسوا إلا حيوانات بشرية، أو حيوانات في صورة البشر، خُلقوا لخدمة اليهود فقط، ويحق لليهود قتلهم وإبادتهم مطلقاً، إن استطاعوا ذلك، لا بأس عليهم ولا أدنى ذنب، وذلك ما يفسر دمويتهم عبر التاريخ، ونزعتهم الانتقامية التوحشية، ورفضهم التعايش مع غيرهم، من (الغوييم) حسب تعبيرهم.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

التهديد الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية.. 56 صراعا دوليا والشرق الأوسط الأكثر سخونة

أصدر معهد الاقتصاد والسلام «IEP» مؤشر السلام العالمي الـ18، والذي يرصد مستوى السلام في 163 دولة حول العالم، متضمنًا مفاجأة حول حالة السلام العالمي والذي وصل لمستوى صراعات غير مسبوق.

56 صراعًا في جميع أنحاء العالم

ورصد التقرير 56 صراعًا في جميع أنحاء العالم، والذي يعتبر الأكبر منذ نهاية الحرب العالمة الثانية، وتدهور الأوضاع السلمية داخل 97 دولة، وهو العدد الأكبر الذي رصده المعهد منذ إطلاقة لمؤشر السلام العالمي عام 2008.

واعتبر التقرير أن اليمن هي الدولة الأقل سلمية في العالم يليها السودان وجنوب السودان وأفغانستان وأوكرانيا.

ورصد التقرير مشاركة 92 دولة في صراعات خارج حدود أراضيها، وهو ما يعتبر العدد الأكبر منذ انطلاق المؤشر مع رصد تزايد المنافسة بين القوى العظمى وصعود القوى المتوسطة.

الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هو الأكثر سخونة عالميًا

واعتبر التقرير أوروبا هي المنطقة الأكثر سلمية حيث تحتوي على 8 دول ضمن أكثر 10 دول سلمية في العالم، بينمل ظل الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المرتبة الأولى كأقل المناطق سلمية في العالم. 

كما رصد التقرير حدوث ارتفاع كبير في معدلات الوفيات نتيجة لهذه الصراعات خلال العقدين الماضيين، ووصول الوفيات لأعلى مستوى لها خلال 20 عامًا.

وأكد المعهد في تقريره أن التحول من عالم أحادي القطب تهيمن عليه الولايات المتحدة إلى عالم متعدد الأقطاب أدى إلى اشتداد المنافسة وإطالة أمد الصراعات، وأن التحولات الجيوسياسية أدت إلى زيادة تعقيد إدارة الصراع العالمي في الوقت الذي تعاني فيه الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي من ضغوط شديدة، مما يحد من قدرتها على إدارة التوترات العالمية بفعالية.

مقالات مشابهة

  • “دبي الإنسانية” و”نقودي” توحدان جهودهما بأنظمة دفع أكثر ذكاء
  • مسيرة الغموض وراء ضياع ثورة ديسمبر
  • جواهر القاسمي تعلن إطلاق أعمال “مؤسسة الشيخ خالد بن سلطان القاسمي الإنسانية” لحماية الأطفال المستضعفين
  • قراءة اشتراكية لمداخلة فياض: الصيغة اللبنانية ليست هشة والكيان، لا الطوائف، يواجه التحديات الوجودية
  • بعض أساليب الحرب الناعمة
  • كتاب House of Beckham يكشف تفاصيل “إنتقام” ديفيد بيكهام من الأمير هاري وميغان ماركل
  • قراءة في كتاب: محمود محمد طه وقضايا التهميش في السودان «4- 5»
  • التهديد الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية.. 56 صراعا دوليا والشرق الأوسط الأكثر سخونة
  • وزير الثقافة: من يحب الحياة ينبري لمواجهة أعداء الإنسانية
  • قراءة في كتاب: محمود محمد طه وقضايا التهميش في السودان (4/5)