الثورة نت:
2024-12-17@07:03:22 GMT

رمضان وغزة وخذلان الحكام لها!

تاريخ النشر: 20th, March 2024 GMT

 

ما بين الدعاء والرجاء والتمني لأهل غزة استقبل بعض ملوك الدول العربية رمضان هذا العام 1445هـ كملك الأردن والعاهل السعودي وكأن دورهم لما يحدث لأهلنا في غزة من عدوان صهيوأمريكي غاشم لأكثر من خمسة أشهر قد اقتصر على ذلك الدعاء والتمني وليس أكثر من ذلك!!
طال الوقت أو قصر فلن يسلم رؤساء وملوك وزعماء الدول العربية من الحساب والمسألة عن تقصيرهم تجاه ما يحدث اليوم لأبناء غزة وتركهم فريسة ولقمة سائغة للعدو الصهيوني يتعربد ويقتل ويفتك بهم كيفما شاء بالسلاح والحصار معا.


أما تلك الجيوش العربية الجرارة وترسانة الأسلحة الفتاكة التي تمتلكها تلك الدول فقد تأكد لكل الشعوب أنها ليست إلا لقمعها وقتلها؟! وثالثة الأثافي التي يعانيها أهل غزة في العدوان عليهم فهي مرارة الحرب والعدوان الوحشي الصهيوأمريكي من جهة، والحصار المطبق عليهم من كل جهة لمنع دخول الدواء والغذاء والماء من جهة ثانية، وخذلان قادة الدول العربية والإسلامية من جهة ثالثة، كل تلك المعاناة قد فاقمت الوضع وحولته إلى كارثي قد لا يقدر على تحمله الجبال الرواسي، غير أن إيمان أهل غزة بخالقهم وعدالة قضيتهم ووقوف من تبقى من شرفاء الأمة وعلى رأس الجميع محور المقاومة هو ما يصبر أهلنا في غزة ويمدهم بالعزيمة والإصرار على المقاومة والمواجهة حتى يتحقق لهم النصر المبين، مع أنه وبكل المقاييس والحسابات العسكرية والسياسية فإن إسرائيل قد خسرت عدوانها على غزة رغم ما تمتلكه من قوة سلاح وبالرغم كذلك من يقف خلفها ويدعمها بالسلاح والمال والإعلام والموقف السياسي العالمي كأمريكا والغرب المنحط، ومع كل ذلك لم تحقق إسرائيل سوى التدمير وقتل الأبرياء الآمنين في منازلهم.
وتتجه أنظار كل اليمنيين صغيرهم وكبيرهم صوب غزة وما يحدث فيها من قتل وتدمير شبه كلي وتجويع مفض للموت كل ذلك ينغص على اليمنيين فرحتهم برمضان هذا العام غير أن عزائنا الوحيد علمنا الأكيد أن ضحايا العدوان الوحشي الصهيوني على إخواننا في غزة أنهم شهداء، والشهداء مع الأنبياء والصديقين، لأن الشهداء هم صفوة المجتمع وخيار الناس وهم الأساس للحاضر والمستقبل، ولولا تضحية الشهداء لساد الظلم وعم الشر أنحاء المعمورة، وصلافة العدو الصهيوني تحتاج من يقارعها ويقف في وجهها بكل قوة وحزم بصرف النظر عن حجم التضحيات والخسائر، وما تقوم به المقاومة داخل غزة وخارجها من اليمن ولبنان والعراق هو لأجل وقف تلك الغطرسة الصهيونية وظلمها المتمادي يوما بعد آخر على مدى خمسة وسبعين عاماً ولأجل طرد الصهاينة الغاصبين من الأراضي الفلسطينية المحتلة وتحرير المقدسات من دنس أولئك الأنجاس، فالمقاومة لا تدافع عن فلسطين الأرض المحتلة وشعبها المكلوم وإنما تدافع عن شرف الأمة العربية والإسلامية بأسرها، شرف الأمة الذي اهدره حكامها بجبنهم المعهود، وعمالتهم للصهاينة والغرب المشهود، والذين لم تحرك فيهم كل جرائم الإبادة الجماعية والمجازر الوحشية التي ارتكبت بحق أهلنا في غزة وازعاً من الإنسانية ناهيك عن الواجب الديني والقومي، فتخاذل حكام العرب والمسلمين وصمة عار في جبينهم وسيسألون عن تواطؤهم فالتاريخ لا يرحم أحد.
والشاهد أن تخاذل الحكام في نصرة إخوانهم الفلسطينيين مكن الصهاينة الغاصبون ومعهم الغرب الحاقدون من بقاء الصهاينة في جسد الأمة العربية حتى اليوم، والأكيد كذلك أن التدمير الذي لحق بقطاع غزة منذ بداية طوفانه المبارك في السابع من أكتوبر من العام المنصرم ليس له مثيل منذ بداية الاحتلال لأكثر من خمسة وسبعين عاماً ماضية وهو أشبه بما حدث لألمانيا في الحرب العالمية الثانية، ألمانيا التي تقف اليوم مع الجلاد ضد الضحية!
أما أهل غزة وفلسطين عموما فيكفي ما قال عنهم من لا ينطق عن الهوى سيد الخلق محمد صل الله عليه وآله وسلم : “ لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين، لعدوهم قاهرين، لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء، حتى يأتيهم أمر الله وهم كذلك، قالوا : يا رسول الله وأين هم؟ قال ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس” فقدر الفلسطينيين أن يقفوا في وجه العدو الصهيوني وأن يقدموا قوافل من الشهداء، وأن يضحوا بالغالي والنفيس من أجل دين الله والدفاع عن المقدسات ومقارعة الظلم والظلمة ولهم بذلك كل الشرف والرفعة والعزة في الدنيا والآخرة.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

المدينة التي تبكي بأكملها.! (2)

صادق سريع

هذه الرواية تصف الحال بدقة: “تسقط قطرات المطر كدموع أهل غزة، الأطفال تصرخ من شدة البرد، والبطون تتألم من الجوع، والخيام تتطاير من عواصف الريح، وهكذا وضع كل من في غزة خائفا، جائعا، بردانا، متعبا، ومنهكا”.

ما يريد القائل قوله: “إن غزة تقاتل المستعمرين القدامى والجدد نيابة عن العرب والمسلمين المتفرجين، بينما عجز العالم عن تدفئة طفل رضيع يرتجف من البرد تحت خيام غزة!”.

وهكذا قالت نازحة – في حالة غضب: “إن رجفة الطفل برداً في غــزّة، أشرف وأكرم من رجفة عبداً متخاذل أمام سيّده!”.

في الخيمة المقابلة، لم تتمكن طفلة من إيجاد رغيف تسد به رمق الجوع، فرسمت قرص الخبز، لكن هل الرسم يُشبع!؟ يا الله ما هذا البلاء.

طفلة أخرى طلبت من أمها حبة فاكهة تأكلها، فردت الأم بحسرة – حاولت أن تخفي ملامحها عن الأبنة الصغيرة: “سنأكلها فى الجنة”، فأخرجت طفلتها قلما مكسورا، وقالت لأمها بلهجة براءة الطفولة: “بدي أكتب على الورقة كل الفواكه، وأطلبها من ربنا لمن نروح الجنة”، لا حول ولا قوة إلا بالله..

في غزة فقط، الناس تنصح أولادها: “يا بابا متلعبوش، وتجروا كثير، عشان ما تجوعوا”.. وتباع وتشترى الخضروات والطحين بالجرام، وينام الناس بالشوارع في برد الشتاء، وتحت سعير نيران القذائف التي تسقط في كل مكان، وتقام ولائم العزاء بلا توقف بكل الأوقات في كل البيوت المدمرة والخيام الممزقة ونحيب بكاء المدينة بأكملها، كأنها تعيش أكبر مآتم التاريخ.

كل شيء في غزة يدعوك للبكاء، نازحة في شمال غزة حصلت على كيس خبز ؛ يا الله ما هذه الفرحة التي غيرت ملامح وجهها العابس مُنذ سنة !؟ كأنها حصلت على كنز ثمين بعد عام كامل!!

يقول قائل من غزة، عن قول أمه (وأمه امرأة لا تكذب) إنها قالت له: “ستفرج ذات يوم”.

وهكذا يستغيث أهل غزة، أيها العالم الأصم : “تجمدنا في الخيام؛ هل تسمعون صرخات الأطفال والنساء؟”.

ويخاطبون أمة محمد – عليه الصلاة والسلام: “من يحمل الهم عنا، ومن يقاسمنا الثِقل؟ سامحونا -يا معشر المسلمين- فلن نسامحكم ولن نغفر خذلناك وخيانتكم وصمتكم يوم الحساب”.

وأنا أقول: “تحدثوا – يا أمة الإسلام – أن غزْة تُباد، تحدثوا ليكون كلامكم شاهداً لكم لا عليكم يوم الحساب”.

سلاماً على غزة حتى يطمئن أهلها، وتبرد نارها، ويدفأ بردها، وتطيب جراحها، وينتصر رجالها، ويخرج غزاتها.

* المقال يعبِّر عن رأي الكاتب

مقالات مشابهة

  • التحديات التي تواجه لقاحات كورونا الجديدة
  • البرلمان العربي يشيد بالجهود والإنجازات التي حققتها سلطنة عمان في مجال حقوق الإنسان تحت قيادة السلطان هيثم
  • المدينة التي تبكي بأكملها.! (2)
  • فلكيا.. موعد أول أيام شهر رمضان 2025
  • مجموعة دول غرب أفريقيا "الإيكواس" تمنح مهلة أخيرة للدول الثلاث التي شب انقلابيوها عن الطوق
  • الأردن ومصر يجددان رفضهما تهجير الفلسطينيين في الضفة وغزة
  • عبدالله النجار: الحروب والتقنيات التكنولوجية تتطلَّب فتاوى مرنة ومتجددة
  • هل يشكل تراجع معدلات الإنجاب خطرا على الدول العربية؟
  • “استطلاع” الإسناد الشعبي لغزة إرادة شعب ومشروع أمة
  • حتى لا تقع الفأس بالرأس