الانتخابات الأميركية مهددة بغياب المناظرات «المتلفزة»
تاريخ النشر: 20th, March 2024 GMT
دينا محمود (واشنطن، لندن)
أخبار ذات صلةللمرة الأولى منذ أن أصبحت المناظرات بين المرشحين للرئاسة في الولايات المتحدة جزءاً ثابتاً من مشهد السباق الانتخابي هناك؛ قد تغيب تلك السجالات الكلامية هذه المرة، عن عشرات الملايين من الأشخاص، الذين يحرصون على متابعتها بشغف، على شاشات الشبكات التلفزيونية المختلفة، كل 4 سنوات.
فحتى هذه اللحظة، لم تؤكد حملة الرئيس الديمقراطي جو بايدن، بوضوح التزامها بالمشاركة في أي مناظرة مع سلفه دونالد ترامب.
ولا يزال الكثيرون يتذكرون الأجواء الفوضوية، التي سادت إحدى المناظرات التي جمعت بين الرجليْن، في غمار تنافسهما في الانتخابات الرئاسية الأخيرة.
أما ترامب فقد استبق حسم المنافسة رسمياً داخل الحزب الجمهوري على تمثيله في المواجهة الانتخابية المقبلة، بدعوة الرئيس الحالي علناً لمناظرته، وهو ما قابله بايدن بالسخرية من منافسه المحتمل، قائلاً إنه لا يجد ما يفعله، سوى إطلاق مثل هذه التصريحات.
غير أن الملياردير الجمهوري نفسه لم يبد متحمساً لآلية المناظرات، عندما تعلق الأمر بمواجهة منافسيه الجمهوريين في الانتخابات التمهيدية. فهو لم يشارك في أيٍ من المناظرات التي ضمت هؤلاء المترشحين بل دعا أيضاً إلى إلغائها، وسط خلافات متواصلة بينه وبين اللجنة الوطنية للحزب، المسؤولة عن الأمور التنظيمية الخاصة به.
ورغم أن موقف المرشحيْن المحتمليْن للسباق الرئاسي، الذي يبدو مبهماً حيال مسألة خوض مثل هذه المناظرات، قد يتبدل خلال الأسابيع القليلة المقبلة، فإن من المحللين من يرون أنهما قد لا يرحبان كثيراً، بالوقوف أمام الكاميرات والتبارز كلامياً، كما اعتاد كل من تنافسوا على المنصب السياسي الأرفع في الولايات المتحدة منذ عام 1976، حينما فاز بالاقتراع الديمقراطي جيمي كارتر، مُتغلباً على غريمه الجمهوري جيرالد فورد.
فاعتباراً من اقتراع ذلك العام، أصبح تنظيم ثلاث مناظرات متلفزة بين طرفيْ الانتخابات الرئاسية الأميركية حدثاً معتاداً، وذلك بعد 16 عاماً كاملة، من إجراء أول سجال من هذا القبيل قبيل مواجهة عام 1960، بين المرشح الجمهوري ريتشارد نيكسون وغريمه الديمقراطي جون كينيدي، الذي فاز بالمنصب آنذاك.
ومع أن هذه المناظرات ليست إلزامية، فإنها دوما ما تشكل -بحسب محللين سياسيين في واشنطن- اختباراً تقليدياً شبه إجباري للمرشحين، يرغب كل منهم في اغتنامه، للظهور في أفضل صورة، ودفع منافسه في الوقت نفسه، لارتكاب أخطاء أو حماقات، من شأنها تقويض ثقة الناخبين المحتملين، في كفاءته لتولي السلطة في الدولة الأكبر في العالم.
ولهذا السبب تحديداً، لا يستبعد المحللون الأميركيون، أن يتجنب بايدن وترامب، خوض تلك المناظرات المتلفزة خشية الوقوع في زلات لسان، أو مواجهة أسئلة محرجة، قد لا تسهل الإجابة عليها.
عمليات تلاعب
ويشدد المحللون، على أن أهمية التمسك بإجراء هذه المناظرات، تتزايد في العصر الحالي، في ظل ما يسوده من عمليات تلاعب باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، ما يستلزم من المرشحين الظهور أمام ناخبيهم بشكل مباشر، وإظهار قدراتهم، والتعبير عن توجهاتهم.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الولايات المتحدة الانتخابات الأميركية
إقرأ أيضاً:
40 متناظرًا يقدمون أداءً فكريًا ومهاريًا متميزًا في "البطولة المفتوحة للمناظرات"
مسقط- العُمانية
اختتمت أمس منافسات النسخة الرابعة من البطولة المفتوحة للمناظرات التي نُظمت ضمن فعاليات معرض مسقط الدولي للكتاب، بقاعة الفراهيدي بمركز عمان للمؤتمرات والمعارض، بمشاركة 40 متناظرًا قدموا أداءً فكريًا ومهاريًا متميزًا على مدار ثلاثة أيام.
وشهدت هذه النسخة تحديثات نوعية، حيث تنافس المشاركون في ثلاث فئات رئيسية: مناظرات الأطفال التي استُحدثت هذا العام لغرس فنون الحوار الراقي وقيم النقاش المسؤول لدى النشء، والمناظرات القيادية التي استقطبت موظفين من مختلف القطاعات، بالإضافة إلى المناظرات الفردية التي نُظمت هذا العام باللغتين العربية والإنجليزية، في خطوة تعكس التطور المستمر للبطولة وتوسعها.
وأسفرت نتائج البطولة عن فوز أحمد العوفي بالمركز الأول وشهد بكري بالمركز الثاني في فئة المناظرات الفردية باللغة العربية، بينما فاز كل من محمد الريامي بالمركز الأول وعمران السبتي بالمركز الثاني في فئة المناظرات القيادية.
وفي فئة المناظرات الفردية باللغة الإنجليزية، حصل على المركز الأول كل من مصعب بن محمد الكندي وأحمد البلوشي، فيما جاء في المركز الثاني كل من عقيلة بنت علي العجمية وبسمة بنت عبدالله الشيادية.
وأكد إبراهيم بن سعود الغريبي، رئيس البرامج بمركز مناظرات عُمان، أن تنظيم البطولة المفتوحة للمناظرات يأتي ضمن الفعاليات السنوية المصاحبة لمعرض مسقط الدولي للكتاب، مشيرًا إلى أن النسخة الحالية شهدت استحداث مناظرات قيادية وفردية باللغة الإنجليزية، بالإضافة إلى مناظرات مخصصة للأطفال، مما ساهم في توسيع قاعدة المشاركة وزيادة التنافس.
من جانبه، أوضح مختار بن محمد السالمي، مدير البطولة المفتوحة للمناظرات، أن هذه النسخة جاءت محدثة ومطورة ضمن بنية مرنة تقبل التجديد المستمر، مشيرًا إلى أنه تم اختيار المتناظرين وفق معايير واضحة وخضوعهم لورش تدريبية متخصصة قبل انطلاق المنافسات. وأضاف أن المناظرات هذا العام عكست تنوعًا في المواضيع، حيث تناولت قضايا محلية وعالمية ومستجدات مرتبطة برؤية عُمان 2040، مما أبرز قدرة المتناظرين على تبني أساليب حوار ممنهجة تقوم على الحجج والأدلة.
وبيّن السالمي أن من أبرز مكتسبات البطولة تبادل الخبرات بين المشاركين والاستفادة من ملاحظات المحكمين والمدربين المعتمدين، لافتًا إلى أن البطولة رصدت عددًا من المقترحات التطويرية التي ستُدرس لتطبيقها في النسخ القادمة لتعزيز مستوى البطولة ومحتواها.
وفي ختام تصريحه، توجه بالشكر لإدارة معرض مسقط الدولي للكتاب على استضافة البطولة، مثمنًا جهود فريق العمل الذي ساهم في تنظيم هذا الحدث وإنجاحه.
وتُعد البطولة المفتوحة للمناظرات من أبرز الفعاليات الحوارية السنوية التي تجمع مختلف الفئات العمرية والمهنية في سلطنة عُمان، بما يسهم في تعزيز ثقافة الحوار البنّاء وتنمية المهارات الفكرية والنقدية.