أمريكا تُعيد رفع راية «السلام»: مناورة متجدّدة… لإلهاء اليمن
تاريخ النشر: 20th, March 2024 GMT
يمانيون – متابعات
بعد فشل لغة القوة في ثني صنعاء عن مساندة الشعب الفلسطيني، تراجعت واشنطن عن موقفها السابق من السلام اليمني، معلنةً دعمها المضيّ في «خريطة الطريق»، وهو ما رأى فيه مصدر يمني «مناورة جديدة»، باعتبار أن الولايات المتحدة ما زالت تربط بين ذلك الدعم وبين توقف العمليات التي تقوم بها صنعاء في البحر الأحمر وخليج عدن ضد الملاحة الإسرائيلية.
وبعد شهرين من تهديد المبعوث الأممي إلى اليمن، تيم ليندركينغ، بإفشال مسار السلام، رأى الممثل البديل للشؤون السياسية الخاصة في البعثة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، السفير روبرت وود، في إحاطة أمام مجلس الأمن، أن المشاركة البناءة في «خريطة الطريق» الأممية، تُعد المسار الأفضل لإنهاء الصراع في اليمن، وعبّر عن أمله في أن يؤدي ذلك إلى نهاية دائمة للصراع.
وفي تصريح مماثل، أكد السفير الأمريكي لدى الحكومة الموالية للتحالف السعودي – الإماراتي، ستيفن فاجن، خلال لقائه بتلك الحكومة في عدن قبل أيام، أن بلاده لا تسعى إلى الحرب مع «أنصار الله»، مجدّداً تأكيد التزامها بدعم العملية السياسية وخطة الأمم المتحدة، في ما يُظهر أن واشنطن تخطّط لخفض حالة التوتر في البحر الأحمر عبر عملية السلام.
وتعليقاً على تلك التصريحات رأى مصدر عسكري في صنعاء، في حديث إلى «الأخبار»، أن «القوة وحدها كفيلة بردّ واشنطن إلى صوابها»، واصفاً التغيير في الخطاب الأمريكي بـ«المناورة الجديدة التي تحاول الولايات المتحدة عبرها إعادة الشروط المرفوضة سابقاً نفسها».
وذكّر المصدر بأن «واشنطن تربط منذ انطلاق عمليات البحر الأحمر، السلام اليمني بحماية إسرائيل»، مضيفاً أن «هذه المعادلة المستحيلة تؤكد استمرار محاولات الأمريكيين استخدام السلام ورقة للمقايضة مع أنصار الله»، التي تربط من جهتها وقف عملياتها بوقف الحرب والحصار على قطاع غزة.
ومن ناحيته، أكد مصدر ديبلوماسي مطّلع، لـ«الأخبار»، أن الرياض أبلغت واشنطن معارضتها أيّ توجّه أمريكي نحو تفجير الأوضاع الداخلية في اليمن، وأن الجانب السعودي أبلغ كذلك ما يسمى «المجلس الرئاسي» الموالي للرياض رفضه أي تصعيد عسكري مع حركة «أنصار الله»، مجدّداً دعمه «خريطة الطريق» الأممية.
ويأتي الموقف الأمريكي الأخير بالتزامن مع تحرّكات تقودها المملكة المتحدة نحو الأطراف الموالية للإمارات، بهدف الاستعداد لمعركة في الساحل الغربي لليمن. إلا أن هذه التحرّكات لا تزال تصطدم بتصاعد الرفض في أوساط مسلّحي «المجلس الانتقالي الجنوبي» الموالي لأبو ظبي، للقتال بالوكالة ضد قوات صنعاء.
وأكدت مصادر مطلعة في عدن، لـ«الأخبار»، أن عدداً من القيادات العسكرية التابعة لـ«الانتقالي» رفضت دعوات التحشيد لقتال «أنصار الله»، وذلك خلال لقاء في عدن جمع تلك القيادات بعضو «المجلس الرئاسي»، المرتزق عبد الرحمن المحرمي، الذي يشغل منصب نائب رئيس «الانتقالي» ويقود «ألوية العمالقة».
ويواجه المحرمي صعوبة في تحشيد قواته للاستعداد لمعركة محتملة، كون هذه القوات سلفية، ولن يكون سهلاً على أفرادها المشاركة في القتال ضد قوات صنعاء على خلفية موقفها المساند للشعب الفلسطيني ومقاومته في قطاع غزة.
الرياض أبلغت واشنطن معارضتها لأي توجّه نحو تفجير الأوضاع الداخلية في اليمن
وفي السياق عينه، جدّدت السعودية دعمها لمسار السلام؛ وأكد سفير المملكة لدى اليمن محمد آل جابر، خلال لقائه المبعوث الفرنسي الخاص إلى القرن الأفريقي، فريدريك كلافييه، في الرياض، استمرار جهود بلاده الرامية إلى تحقيق السلام في اليمن.
وتزامن ذلك مع تلقي الحكومة الموالية للتحالف السعودي الإماراتي تحذيرات من عدة دول، أبرزها روسيا، من مغبّة تفجير حرب برية بالوكالة وتقويض مسار السلام. كما أن عدداً من سفراء دول الاتحاد الأوروبي الذين زاروا عدن مطلع الشهر الجاري، أبلغوا تلك الحكومة تمسّك الاتحاد بمسار السلام، وعبروا عن دعمهم للانخراط البناء في جهود المبعوث الأممي، هانس غروندبرغ، للتوصل إلى تسوية سياسية عادلة وشاملة في اليمن، رغم التعقيدات الناتجة من عمليات قوات صنعاء في البحر الأحمر.
يُذكر أن غروندبرغ حذر في إحاطته الأخيرة أمام مجلس الأمن، من عودة الحرب إلى اليمن، مؤكداً تمسّك الأمم المتحدة بالتقدم المحرز في عملية السلام، وداعياً المجتمع الدولي إلى الدفع بالأطراف اليمنية إلى تنفيذ التدابير التي تمّ التوصل إليها، والتي تشمل وقف إطلاق النار، ومباشرة تنفيذ إجراءات لتحسين الظروف المعيشية في اليمن، والانخراط في الترتيبات الخاصة باستئناف عملية سياسية جامعة برعاية الأمم المتحدة.
وعلى أي حال، يرى مراقبون في الموقف الأمريكي الأخير، انعكاساً لإخفاق تحالف «حارس الازدهار» في تأمين الملاحة الإسرائيلية، وفشل العمليات الجوية التي شنها الطيران الأمريكي والبريطاني على مناطق واقعة تحت سيطرة صنعاء في إضعاف قدرات اليمن العسكرية، فضلاً عن ارتفاع كلفة العمليات العسكرية البحرية والجوية التي تنفّذها الولايات المتحدة.
وكان قائد القيادة المركزية الأمريكية، الجنرال مايكل كوريلا، قد اعترف بفشل قواته في حماية الملاحة الإسرائيلية، وارتفاع مستوى التهديدات اليمنية لبوارج ومدمرات البحرية الأمريكية في البحر الأحمر، وذلك خلال جلسة استماع جرت في مجلس الشيوخ، خلصت فيها لجنة القوات المسلّحة إلى صعوبة المعركة في البحر الأحمر وارتفاع كلفتها، كما جرى خلالها اتهام إدارة الرئيس جو بايدن، بتبديد مخزون الولايات المتحدة الصاروخي الخاص بردع الصين والدفاع عن مصالح الولايات المتحدة في مسارح أخرى، وفي مقدمته صواريخ «توماهوك». ودافع كوريلا، وفقاً للصحافة الأمريكية، بأن القيادة المركزية «مهتمة بالدفاع عن جنودنا وبحارتنا وطيارينا ومشاة البحرية الموجودين قرب اليمن»، مشدّداً على أن استخدام الصواريخ الباهظة الثمن، والتي تُراوح قيمة الواحد منها بين مليونين و5 ملايين دولار، أمر ضروري، لردع الطائرات المسيّرة التي تُطلق من اليمن وتهدّد السفن الحربية الأمريكية التي تبلغ كلفة الواحدة منها ملياري دولار وعلى متنها 300 بحار أمريكي.
وفي ما يتعلق بالتطورات الميدانية، أعلن متحدث باسم جيش العدو الإسرائيلي، ليل الأحد – الإثنين، أن هدفاً جوياً آتياً من البحر الأحمر، سقط في منطقة مفتوحة شمال إيلات وتتم مراقبته من قبل القوات الجوية، مؤكداً أن الهدف الجوي تمكّن من اختراق «الأراضي الإسرائيلية».
كذلك شنّ طيران العدوّ الأمريكي – البريطاني أربع غارات على منطقة الفازة في مديرية التحيتا، وغارتين على منطقة الجبانة غرب الحديدة.
– الاخبار اللبنانية/ رشيد الحداد
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: الولایات المتحدة فی البحر الأحمر الأمم المتحدة أنصار الله فی الیمن التی ت
إقرأ أيضاً:
الحوثيون يشنون أكبر عدد من الهجمات على السفن
يمن مونيتور/ بلومبرج/ ترجمة خاصة:
شن الحوثيون في اليمن أكبر عدد من الهجمات على السفن التجارية حتى الآن في عام 2024 في يونيو/حزيران ، وهو دليل جديد على أن تهديد الجماعة للتجارة اشتد في الأسابيع الأخيرة.
ووقع 16 هجوما مؤكدا على السفن في يونيو حزيران وفقا للأرقام التي نشرتها القوات البحرية العاملة في المنطقة. هذا هو الأكثر لأي شهر واحد في عام 2024 ، ولم يتم تجاوزه إلا في ديسمبر عندما كانت المزيد من السفن لا تزال تبحر عبر المنطقة. وتظهر أرقام منفصلة نشرها معهد واشنطن اتجاها مماثلا.
وتصاعدت هجمات الحوثيين في يونيو حزيران بعد أن أظهرت علامات على التراجع في الأشهر السابقة. وشملت الحوادث ثاني غرق مؤكد لسفينة، فضلا عن أول هجوم ناجح بزورق مفخخ. وتساعد الهجمات على المساهمة في ثاني أكبر زيادة في مقياس النقل البحري العالمي على الإطلاق حيث تبحر السفن آلاف الأميال الإضافية حول إفريقيا.
قد يكون تتبع العدد الدقيق للحوادث أمرا صعبا حيث تستخدم الوكالات المختلفة تعريفات مختلفة للهجمات. وقد لا يتم الإبلاغ عن بعضها.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق أخبار محليةالمذكورون تم اعتقالهم قبل أكثر من عامين دون أن يتم معرفة أسب...
ليست هجمات الحوثي وانماالشعب اليمني والقوات المسلحة الوطنية...
الشعب اليمني يعي ويدرك تماماانكم في صف العدوان ورهنتم انفسكم...
موقف الحوثيون موقف كل اليمنيين وكل من يشكك في مصداقية هذا ال...
What’s crap junk strategy ! Will continue until Palestine is...