الأم المثالية الأولى بجنوب سيناء: " أتمنى أن أحج بيت الله "
تاريخ النشر: 20th, March 2024 GMT
وهيبة احمد حليم عبد اللطيف ٦٣ سنة الأم المثالية الاولي بجنوب سيناء قصة كفاحها منذ أن كانت طفلة لم تستكمل تعليمها واكتفت بالشهادة الابتدائية بعد وفاة والدتها للتولي مسئولية إخوتها بعد وفاة والدتها في مدينة السنطة محافظة الغربية وبعد زواجها انتظرتها رحلة كفاح اخري حيث تزوجت مدرس من بلدها كان يعمل في احد مدارس مدينة ابوزنيمة تلك المنطقة الجبليه الوعرة عام ١٩٨٢ والتي لا توجد بها آية مظاهر للحياة وسط الجبال المياه قليلة ولا يوجد محلات لبيع الخضار واللحوم او البضائع و عاشت مع زوجها في غرفة من الخشب راضية بتلك الحياة الصعبة و رزقت اربعة ابناء ولكن قست الحياة عليها اكثر عند اصيب زوجها بالكبد وتوفي تاركا لها مهمة صعبة ومعاش قليل كافحت بفتح محل صغير لتستطيع تحمل تكاليف الحياة لاربعة ابناء حتي انتهوا جميعا من تعليمهم الجامعي .
قالت وهيبة احمد حليم الام المثالية بجنوب سيناء انها جاءت من السنطة غريبة مع زوجها وانتقلت من حياة الريف الرغدة بخير الريف من خضراوات وفاكهة ومزارع خضراء إلي مكان جبلي لا توجد به مياه خضراوات، حيث كانت ابوزنيمة خالية من كل مظاهر الحياة.
مشيرة إلي انها عاشت في منزل صغير خشبي عبارة عن غرفة صغيرة وصالة ووصفت العيشة في ذلك الوقت " عيشة الرسول عليه الصلاة والسلام " التي كانت تتمني ان تعيش حياة بسيطة راضية بما قسم الله لها .
واضافت الأم المثالية إن كان الاكل يوميا معلبات او بعض السمك من البحر وتابعت الام المثالية إنه بعد سنوات من الزواج اصيب زوجها بالكبد الوبائي وتوفي منذ 18 سنة تاركا لي 4 أطفال صغار ومعاش ضئيل، مشيرة إلي انها فتحت محل صغير لبيع البقالة حتي تستطيع تعليم وتربية ابنائها.
ولكن حدث ماس كهربائي واشتعلت النيران في كل محتويات المحل وتعيش فقط علي معاش زوجها حتي تخرج ابنائها الاربعة الابن الاول وائل رجب من كلية تربية لغة إنجليزية ويعمل معلم لغة إنجليزية الابنة الثانية رانيا رجب من كلية التربية لغة عربية والابن الثالث محمد من كلية تجارة والابن الرابع احمد رجب من كلية مراقبة جودة .
وتقول الأم المثالية الأولي انها كانت تتمني أن تعيش حياة بسيطة متقشفة اقتداء بسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام وبالفعل عاشت حياة بسيطة مشيرة الي إن امنيتها الثانيه الحج إلي بيت الله الحرام .
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: محافظة الغربية جنوب سيناء الأم المثالية وفاة والدتها الشهادة الابتدائية البقالة الخضار مدينة السنطة الصلاة والسلام رحلة كفاح تابعت من تعليم خرج الأب خضر سنوات الأم المثالیة من کلیة IMG 20240319
إقرأ أيضاً:
وهج الزهد.. حين تضيء القناعة طريق الحياة الزوجية
محمد حسين الواسطي **
في زحمة الحياة المعاصرة - حيث تتشابك الأحلام مع الطموحات، وتختلط القيم بالمظاهر - يقف الإنسان حائرًا أمام سيل من المغريات المادية التي تغشي البصر عن نور البساطة والاعتدال. «حفلات الزواج» هذه المناسبات التي كان يفترض أن تكون واحة للفرح الصادق، أضحت للأسف مسرحًا للبذخ والتفاخر؛ حيث تقايض السعادة الحقيقية بمظاهر زائفة لا تدوم.
«الزهد» هو ذلك المنهج الذي يحرر القلب من التعلق بالماديات، ويجعله أكثر قربًا من القيم الإنسانية والروحية. فهو ليس فقرًا ولا حرمانًا؛ بل هو فن التوازن بين الروح والمادة، هو إدراك أن السعادة ليست فيما نملك؛ بل فيما نعيش.
وإن الدعوة إلى تطبيق مفهوم الزهد الذي دعانا الله ورسوله إليه لا تعني التقشف، ولا البخل، ولا التقتير، ولا التضييق على الأهل والعيال، فهذه صفات مذمومة في منظومتنا الأخلاقية؛ بل المقصود هو التحرر من التعلق المفرط بالماديات، والبعد عن الإسراف والتبذير، مع التمتع بنعم الله باعتدال وحكمة.
نحن اليوم أمام واقع يشهد فيه الزواج تحولًا من رباطٍ مقدسٍ إلى منافسة اجتماعية؛ حيث تنفق الأموال الطائلة على ليلة واحدة، وتثقل كاهل الأسر بأعباء الديون. كم من شاب أضناه البحث عن الاستقرار، وكم من عروس تألمت لأن فرحتها أحيطت بأعباء مالية لا تنتهي!
علينا أن نذعن بأن جوهر الزواج يكمن في النفوس المتآلفة، لا في الموائد المترعة، وفي المحبة الصادقة، لا في البريق الخادع. فليست حفلات الزواج مقياسًا لقيمة الحب؛ بل هي انعكاس لحالة من التفاهم والانسجام بين روحين اختارتا أن تسيرا معًا في درب الحياة. وما أجمل أن نعود إلى جوهر هذه المناسبات؛ حيث يكون الفرح في القلوب لا في الأضواء، وحيث تكون البساطة عنوانًا للبركة.
وكما قال الله تعالى: ﴿وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ﴾ [القصص: 77] وقال أيضًا: ﴿إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا﴾ [الإسراء: 27] فكيف لمن يسرف ويبذر في ليلة واحدة أن يحسن كما أحسن الله إليه وكيف له أن يبرر هذا التبذير وهو يعلم أن الله لا يحب المفسدين.
نعم؛ السعادة الحقيقية لا تقاس بما نملك؛ بل بما نحمله من رضا وقناعة. وكما قال أبو العتاهية (130هـ -211 هـ):
لَيسَ عَلى المَرءِ في قَناعَتِهِ // إِن هِيَ صَحَّت أَذىً وَلا نَصَبُ
مَن لَم يَكُن بِالكَفافِ مُقتَنِعًا // لَم تَكفِهِ الأَرضُ كُلُّها ذَهَبُ
لذلك نؤكد أن القناعة هي الأساس لحياة مليئة بالبركة والسكينة. ومن الضروري أن نؤمن بأن العودة إلى النظرة الزاهدة المعتدلة إلى الحياة وتطبيقها في حفلات الزواج ليست رجعية؛ بل هي استعادة للتوازن، وإحياء لقيم فطرية تجعل الحياة أكثر سكينةً وبهجة. فالزواج ليس استعراضًا للأموال؛ بل هو ميثاق غليظ، وأساسه المودة والرحمة، لا الإسراف والتفاخر. إنه فن تحقيق السعادة الداخلية من خلال القناعة والرضا، لا من خلال الخيلاء والتفاخر.
والمعنى الحقيقي للزهد قد اختصرته هذه الآية العظيمة: ﴿لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ﴾ [الحديد: 23] فكم من إنسان يبالغ في الإنفاق، لا لأنه بحاجة إلى ذلك؛ بل لأنه يريد أن يظهر للناس مظهر الغنى والتفاخر، فيسرف في حفلات الزواج والمناسبات فقط ليقال إنه فعل، ولكن هل حقًا هذا ما يجلب السعادة أم أن السعادة تكمن في البساطة والرضا.
لنتأمل في حقيقة أن الحياة الحقيقية لا تقاس بما نجمعه من أموال أو مظاهر؛ بل بما نزرعه في قلوب الآخرين من خير وحب فما أجمل أن نجعل من حفلات زواجنا نموذجًا للاعتدال؛ حيث تكون كل لحظة فيها شهادة على قيمنا، وكل تفصيل فيها انعكاسًا لروحنا لنخرج من قيد الإسراف إلى رحابة الزهد، ومن عبودية المظاهر إلى حرية الجوهر.
الفرح الحقيقي لا يشترى، والبركة لا تباع، والسعادة الحقيقية تبنى على أرضية من الحب الصادق، والاحترام المتبادل، والاعتدال في كل شيء فلنكن نحن التغيير الذي نريد أن نراه في مجتمعنا، ولنجعل من حفلات الزواج فرصة لإظهار قيمنا النبيلة، لا لتكريس عاداتنا المرهقة لأن السعادة الحقيقية هي تلك التي تنبع من الداخل، وتضيء طريقًا طويلًا من الحياة المشتركة، بعيدًا عن وهج الأضواء الزائل.
** كاتب عراقي