الحوثية على خطى إسرائيل.. تتعاطف مع فلسطين وتفجر منازل اليمنيين فوق رؤوسهم
تاريخ النشر: 20th, March 2024 GMT
أثارت الجريمة النكراء التي أقدمت عليها ميليشيا الحوثي الإرهابية، ذراع إيران في اليمن، بمدينة رداع محافظة البيضاء، الثلاثاء، حالة من السخط والغضب الشعبي والرسمي.
الميليشيات في تاسع أيام الشهر الفضيل فجرت منازل أسرتي (ناقوس والزيلعي) في حي الحفرة ما أدى إلى تدمير عدد من المنازل المجاورة وانهيارها فوق رؤوس ساكنيها.
وأسفرت هذه الجريمة عن استشهاد أسرة المواطن محمد سعد الريمي المكونة من تسعة أفراد بشكل كامل، فيما لا يزال آخرون أغلبهم نساء وأطفال تحت الأنقاض.
واعترفت الميليشيات عبر وزارة الداخلية التابعة لها بمسؤوليتها عن الجريمة، وقالت إنها نتائج لاستخدام القوة بشكل مفرط وغير قانوني وبدون العودة وأخذ التوجيهات من القيادة الأمنية أو علم وزارة الداخلية.
وقال بيان للأحزاب والتنظيمات السياسية: "إن هذه الجريمة النكراء مثال واضح يكشف حقيقة هذه المليشيا الإرهابية التي ما فتئت تدّعي حرصها وتعاطفها ومناصرتها للشعب الفلسطيني بينما تمارس بحق اليمنيين السلوك ذاته الذي يمارسه الاحتلال الصهيونى بحق شعبنا الفلسطيني الشقيق وبنفس الوحشية والغطرسة والاستكبار وكأنهما ينهلان من نفس المورد ويتعلمان من بعضهما فنون التنكيل والإجرام والإبادة".
فيما أشار وزير الأوقاف والإرشاد، محمد بن عيضة شبيبة، إلى أن هذه الجريمة هي صورة من إجرام هذه الميليشيات التي ستنصر غزة وتساند الفلسطينيين ضد اليهود، مؤكداً أن هذه الميليشيات فاقت الإجرام والإرهاب نفسه وخرجت عن كل القيم والأخلاق.
من جانبه وزير الإعلام والثقافة والسياحة معمر الإرياني، قال: "هذه هي حقيقة مليشيا الحوثي الإرهابية التابعة لإيران، التي تدعي كذباً وزوراً حميتها وإنسانيتها وتحركها لنصرة "غزة"، بينما تهدم مع إطلالة كل يوم بدم بارد بيوت اليمنيين على رؤوس ساكنيها من النساء والأطفال، في مشهد لا يقل إجراما وبشاعة عن ممارسات الاحتلال الإسرائيلي بحق أبناء الشعب الفلسطيني".
المتحدث باسم المقاومة الوطنية بالساحل الغربي، العميد الركن، صادق دويد، أدان الجريمة، وقال: "المثير للسخرية أن يطل عبدالملك الحوثي ليتحدث عن نصرة غزة وجرائم إسرائيل بينما ترتكب مليشياته أبشع المجازر بحق اليمنيين".
أما وكيل وزارة العدل، فيصل المجيدي، نشر صوراً للضحايا ومشاهد للجريمة، وعلق قائلاً، "هذه رداع وليست غزة... الأراذل المجرمون يطبقون عقدتهم وحقدهم على اليمنيين بهذه الصورة.. يهدمون المنازل والأطفال والنساء والشيوخ بداخلها".
يشار إلى أن تفجير المنازل وتهجير السكان قسراً هي سياسة ومنهج ميليشيا الحوثي لإرهاب المواطنين، والانتقام من المناهضين لمشروعها الانقلابي.
ووثقت منظمات حقوقية قيام الميليشيات بتفجير (900) من منازل قيادات الدولة والجيش والأمن والسياسيين والإعلاميين والمشايخ والمواطنين، لتكشف عن وجهها الحقيقي كتنظيم إرهابي، وتؤكد أنها أداة للقتل والتدمير ولا يمكن أن تكون شريكا حقيقيا في بناء السلام.
المصدر: نيوزيمن
إقرأ أيضاً:
المبروك: الميليشيات ليست مجرد جماعات مسلحة بل عامل رئيسي في تأجيج الانقسامات الوطنية
ليبيا – مواجهة أزمة سياسية معقدة وفق رؤية صبري المبروك
تحديات الميليشيات وانعكاسها على الاستقرار
رأى صبري المبروك، رئيس مكتب الإعلام بحزب الحركة الوطنية الليبية، أن الميليشيات لا تزال تُشكّل تحديًا كبيرًا للأمن والاستقرار في ليبيا، إذ تواصل بعضها العمل خارج سيطرة الدولة. وأشار إلى أن الحكومات الليبية المتعاقبة والمجتمع الدولي بذلا جهودًا لنزع سلاح هذه الجماعات ودمجها في مؤسسات الدولة، إلا أن هذه المحاولات لم تثمر بشكل ملحوظ، خاصةً وأن العديد من الميليشيات سعت للسيطرة على الموارد الطبيعية الحيوية في البلاد، مثل النفط والموانئ والمناطق الحدودية.
فراغ سياسي وأمني يعم البلاد
في حديث خاص لموقع “الوئام”، قال المبروك: “إن الميليشيات تطورت في ليبيا منذ عام 2011، حيث عانت البلاد من فراغ سياسي وأمني منح الفرصة لهذه الجماعات بالتوسع وزيادة نفوذها. لقد ساهم الانقسام السياسي والصراع على السلطة بين مختلف الفصائل في تعزيز قوة الميليشيات، إذ سعى كل طرف إلى كسب ولاء هذه الجماعات المسلحة لصالحه. هذا الوضع لم يعرقل جهود الانتقال الديمقراطي فحسب، بل أدى أيضًا إلى رفض بعض الميليشيات الانخراط في العملية السياسية أو نزع سلاحها، وارتكبت العديد من انتهاكات حقوق الإنسان مثل عمليات القتل والخطف والتعذيب والتهجير القسري.”
تردي الاقتصاد وتأثيره على الاستقرار الوطني
أضاف المبروك أن البلاد تواجه أزمة اقتصادية خانقة تجعل من الصعب إعداد موازنة موحدة تلبي احتياجات جميع الليبيين. وأوضح أن قطاعاً كبيراً من المؤسسات الليبية يعاني من الفساد وسوء الإدارة، مما يعيق جهود توحيد الموازنة العامة، رغم أهمية هذا الهدف لتحقيق الاستقرار الاقتصادي والسياسي. وأكد أن تحقيق هذا الهدف يتطلب إرادة سياسية قوية من جميع الأطراف وتكاتف جهود المجتمع الدولي.
انقسام مؤسسات الدولة وتفاقم الأزمات المعيشية
وأشار المبروك إلى أن ليبيا شهدت خلال السنوات الأخيرة انقساماً حاداً في مؤسسات الدولة، بما في ذلك المؤسسات المالية، الأمر الذي أثر سلباً على الأداء الاقتصادي للبلاد وأسهم في تفاقم الأزمات المعيشية. وأضاف أن هذا الانقسام يعكس حالة من عدم التجانس السياسي والإداري تؤثر في كافة أبعاد الحياة الوطنية.
الرؤية النهائية: الحاجة إلى حل شامل
اختتم المبروك حديثه بتأكيد أن ليبيا لا تزال تواجه أزمة سياسية معقدة تتطلب حلاً شاملاً يراعي كافة الأبعاد السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية. ودعا إلى ضرورة تجاوز الانقسامات والعمل على استفتاء شامل على الدستور وتحقيق العدالة الانتقالية، لضمان محاسبة الجناة وإنصاف الضحايا، مع إرساء أسس دولة قائمة على إرادة الشعب ومصالحه دون تدخلات خارجية تسرق منها إرادته.