موقع النيلين:
2025-02-24@08:11:44 GMT

حسان الناصر: وفي رمضان، أمل!

تاريخ النشر: 20th, March 2024 GMT


إن قيمة رمضان في هذا البلاد لا من جوع النفس ولا عطش، ولكنه من قيمة التضحيات التي تقدم في سبيل الناس وفي تحمل همومهم، وفي مساعدتهم لا لشيء سوى لأننا صرنا دياراً واصبحنا بيوتاً لبعضنا البعض، نتقاسم الألم و الأمل.

فكم من بيت قد فتحت أبوابه لعابر وكم من دابة سخرت لمسافر، وكم من رزق تقاسمه الناس فيما بينهم عن طيب معشر، فكان رمضان في عطاء الناس و تراحمهم طوال عام الحرب.


في دماء الشهداء وهي تروي طرقات الخرطوم و دروب القرى البعيدة، شباب خرجوا في سبيل الوطن و الناس يدافعون عن حق قد أستبيح في ليل الغدر و الخيانة من مليشيا الخُبث.
نفتقد المنازل و تفتقدنا! الدور و السوح ورائحة البهارات المعتقة، أوجه النساء المزينة بنور الشمس في أسواق الخرطوم، و بسطاء الناس في تراحمهم اليومي.

إزداحم الخلق في منتصف الظهيرة، ومفاصلة الناس للباعة، وتحميدهم ومباركتهم الشهر، في طرقات تتسع وتضيق، سابحة في عطاء الله!

كانت الخرطوم، وكان النزوح، اخرجوا من ديارهم بغير حق، تعب سنواتهم، وعرق إغتراب العمر! و الآن في شتاتهم العظيم، لن تكون للسودانيين القاهرة خرطوماً، ولن تكون لهم طرقات مدن النفط منزلاً، ولن تصبح غابات افريقيا ملاذاً.

جاء رمضان ورائحة الدم تزكم الأنوف، و قطرات دماء من دفنا من أصدقاء ورفاق فاضت رحمهم الطاهرة في سبيل العرض و الأرض، وجوه يكسوها بهاء النور من عظيم التضحية.
يأتي رمضان هذا العام، و الفقد كبير وفي النفس حنين الوالد، كدعاء الأم في آخر سجدة من وتر العشاء، أو دعوات معتمر إلى بيت الله يشكو هم الحياة، و الفقد عظيم لن تدركه الكلمات ولن تسعفه الأحرف.

ولكن في عظيم الصيام و التعبد آية، تساوي الفاجعة، و المأساة، فتكون الحكمة في تذكر المواقف قد مرت! يوم أن ضاقت الأرض بما رحبت و حُبسنا في المنازل لأيام، تستبيح طرقاتنا أقدام التتار الجدد.

فكم كان الله رحيماً بنا إذ أخرجنا من هذا الضيق، وربما يذكرنا إذ كنا أعزاء في منازلنا ننظر للناس وهم في نزوح وتشرد والآن المقام واحد، ولنتعلم أنه لا شيء مستمر، وأن لا عزيز باقٍ إلا طيب الأخلاق و المكارم.

في تراحمنا إذ يعود بنا رمضان إلى قيمة التضامن و التكافل بيننا فلكم غريب قد انقطع به الحال ففتح البيوت له و ولكم محتاج ضاق به الوضع فوجد الأيدي مسرعة.

يقيني أن هذا الحال زائل وأن الغلبة للمظلومين، الذين وجدوا أنفسهم أمام الموت الذي بذلته يد المليشيا و الخونة، ولكن حكمة الله أن دروس التاريخ مبذولة، العبرة لمن إعتبر.

حسان الناصر

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

وما ذنب المساجد تحرقونها وتمنعوا الناس الصلاة فيها ؟!!

وما ذنب المساجد تحرقونها وتمنعوا الناس الصلاة فيها ؟!!
مسجد بحري الكبير الذي كان عامرا بالمصلين، حرقوا المسجد ودمروها وكانهم جاء لتدمير المساجد، حريق كامل داخل المسجد وبالرغم من ذلك نجد ان المصاحف لم تحترق ليريهم عجائب قدرته، في انه يحفظ من يشاء ويعذب من يشاء، ومع كل ذلك يطلب مستشارهم عمران عبدالله يطلب من افراد الميليشيا ان يصلوا الصبح حاضر ويسألوا الله ان يحفظهم، والله كتب في كتابه المسطور ان الله لا يهدي القوم المجرمين والظالمين وما في أظلم عند الاه ممن يخرب المساجد ويمنع الناس من اداء الشعائر (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَىٰ فِي خَرَابِهَا ۚ أُولَٰئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ ۚ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيم) وان شاء الله ما سترونه من الجيش لا يسوى شئ مما سترونه من الله.

د. عنتر حسن

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • متى رمضان 2025 السودان؟.. تعرف على عدد ساعات الصيام في الخرطوم
  • ترامب في أول تعليق على فوز المحافظين بألمانيا: يوم عظيم
  • دعاء لنفسي بالشفاء.. «اللهم اذهب البأس رب الناس»
  • حكومة جعفر حسان وثقافة الإستهلاك…
  • طرقات مغلقة بسبب إرتفاع منسوب المياه
  • في رمضان 2025| زيادة قيمة منحة العمالة غير المنتظمة .. إيه الحكاية؟
  • دعاء عظيم للتوبة من الذنب.. احرص عليه بعد صلاة الظهر
  • خطيب الجامع الأزهر: تقوى الله أقوم سبيل للطمأنينة في الدنيا والسعادة بالآخرة
  • وما ذنب المساجد تحرقونها وتمنعوا الناس الصلاة فيها ؟!!
  • نائب أمير الشرقية: "يوم التأسيس" شاهد على مسيرة وطن عظيم