عودة أسطوانة “تهريب السلاح إلى اليمن” تكشف مأزق تحالف حماية السفن “الإسرائيلية”
تاريخ النشر: 20th, March 2024 GMT
يمانيون – متابعات
من جديد عادت أسطوانة “تهريب السلاح إلى اليمن”، إلى الواجهة، وهي الدعاية التي لطالما لجأ تحالف العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي، ومن بعده العدوان الأمريكي البريطاني إلى ترديدها مع كل إخفاق عسكري أمام الجيش اليمني منذ العام 2015م.
أطلق تحالف العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي هذه الدعاية لأول مرة بعد مضي ستة أشهر فقط إثر فشله العسكري أمام قوات صنعاء في نهاية العام 2015م، في محاولة للتشكيك والتقليل من قدرة اليمن على الإنتاج والتصنيع الحربي.
ويرى محللون أن التشكيك في قدرة اليمنيين على الإنتاج والإبداع، نابع من موروث استعلائي مهيمن على سلوك الأنظمة الحاكمة التي تورطت في العدوان على اليمن بالنيابة عن أمريكا والغرب، وقادها هذا التهور إلى وضعية محرجة نسفت كل ما روجت له على مدى عقود عن قدراتها العسكرية وجيوشها المزعومة.
وأكدوا أن هذه الأنظمة الخاضعة والخانعة للهيمنة الأمريكية تصر على عدم الاعتراف بما يشهده اليمن من متغيرات وتحولات على كافة المستويات جعلت منه بلدا مؤثرا على المستوى العسكري، ويعتمد على ترسانة صاروخية محلية التصنيع والخبرات وقيادة شجاعة ومتحررة ودعم شعبي واسع، وتجربة طويلة في الحرب مع التحالفات الدولية.
غير أن هذه الدعاية التي اضطر العدوان الأمريكي البريطاني اليوم إلى ترديدها للتغطية على هزائمه وفشله الذريع في البحر الأحمر، لم تعد تنطلي على أحد وفي المقدمة أبناء الشعب اليمني وغيرهم من أحرار العالم، كونها تتعارض مع العقل والمنطق، وتفتقر إلى أي أدلة ملموسة.
إذ لا يمكن لذي عقل أن يصدق أن هذا الكم الكبير والمهول من الصواريخ الباليستية مختلفة المديات والطائرات المسيرة التي تستخدمها القوات المسلحة اليمنية بشكل مستمر حصلت عليها عن طريق التهريب في وقت يخضع فيه اليمن لحصار بري وبحري وجوي مشدد منذ بداية العدوان عليه قبل تسعة أعوام.
كما أن من غير المعقول أو المنطقي أن تُقدِم صنعاء على الدخول في مثل هكذا حروب مفتوحة ومتطورة تواجه فيها أعتى الدول المتقدمة في العالم كالولايات المتحدة وبريطانيا وبشكل مباشر في الوقت الذي تعتمد فيه على السلاح المهرب.
ومن بين أهم الاستنتاجات والبراهين التي تدحض هذه الادعاءات هو صعوبة تهريب أسلحة ثقيلة كونها لا تتشابه مع تهريب الأسلحة الخفيفة أو حتى المتوسطة، خصوصا وأن كافة المياه اليمنية تخضع للحصار من قبل تحالف العدوان الذي لا يسمح سوى لبعض السفن بعد تفتيشها.
وأمام كل هذا التلفيق والتدليس ينظر أبناء الشعب اليمني وقيادتهم الحرة إلى مثل هذه الدعايات بسخرية ويعتبرونها إشارة واضحة لحالة اليأس والتخبط والهزيمة التي بات يعيشها العدوان الأمريكي البريطاني، وهي نفس الحالة التي وصل إليها العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي بعد أن عجز عن مواجهة الجيش اليمني ولم يحقق أيا من أهدافه المزعومة.
لذلك عادت أكذوبة “تهريب الصواريخ والطيران المسير من إيران” بشكل أكبر هذه المرة لمحاولة التقليل من شأن التطور غير المسبوق الذي أظهرته العمليات العسكرية النوعية للقوات المسلحة اليمنية في مواجهة التحالفات البحرية الأمريكية والأوروبية، واعترافات الكثير من القادة العسكريين الأمريكيين والغربيين بصعوبة المواجهات مع اليمن.
جاءت هذه الحملة أيضا للتغطية على فشل تحالف حماية السفن الإسرائيلية في البحرين الأحمر والعربي، وتزامنا مع إعلان القيادة اليمنية منع السفن الإسرائيلية والمرتبطة بالكيان الصهيوني من المرور في المحيط الهندي وطريق رأس الرجاء الصالح، وهو القرار الذي اعتبره مراقبون “رصاصة الرحمة على تحالف حماية السفن الإسرائيلية، ورسالة لكيان العدو أنه لن ينقذه شيء من الصواريخ والمسيرات اليمنية سوى كف عدوانه وحصاره عن غزة”.
كما أن مثل هذه الترهات والأكاذيب لن تغير شيئا في الواقع اليمني، ولن يكون لها أي تأثير على قدرات اليمن العسكرية وما وصلت إليه القوات المسلحة اليمنية من تطور كبير في الإنتاج والتصنيع الحربي المحلي، لمختلف الأسلحة والذخائر والعتاد وكل ما تتطلبه المعركة مع أعداء الأمة.
ونظرا لكثرة ترديد هذه الاسطوانة من قبل وسائل الإعلام التابعة لدول العدوان والمرتزقة طيلة الأعوام الماضية، فقد سئم الشعب اليمني من سماعها وأصبح ينظر بازدراء وانتقاص إلى كل من يرددها أو يحاول إقناعه بها، في الوقت الذي تزيد احترامه وثقته بالقوات المسلحة اليمنية.
لم يكن وصول اليمن إلى هذا المستوى المتطور والنوعي في المجال العسكري وليد اللحظة بل كان نتاج تجارب وخبرات تراكمية تمتد لأكثر من تسع سنوات من الحرب والمواجهة والتصدي لمكائد الأعداء، والتي ساعدت البلد على الابتكار وتحويل التحديات إلى فرص بأيدي وخبرات يمنية.
وتؤكد القيادة في صنعاء أن اليمن بات ينتج كل أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، وحتى الأسلحة والصواريخ المتطورة وبعيدة المدى.. لافتة إلى أنه يتم إنتاج كل الأسلحة ابتداء من المسدس والكلاشنكوف والمدفع إلى الصواريخ البالستية والطائرات المسيرة بمختلف مدياتها.
وذكرت القيادة أكثر من مرة أن اليمن بات يصنع كل أسلحة المشاة والأسلحة المتوسطة وحتى الأسلحة المتطورة.. مؤكدة أن مستقبل التصنيع في اليمن عسكريا ومدنيا واعد ومبشر، وأن اليمن يصنع ما تعجز الكثير من الدول عن تصنيعه.
– سبأ / يحيى جارالله
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: العدوان الأمریکی المسلحة الیمنیة
إقرأ أيضاً:
هكذا نقلت إيران السلاح إلى لبنان.. تفاصيل مثيرة!
نشرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية تقريراً جديداً تحدثت فيه عن "شبكة إيران المتطورة من طرق التهريب" في الشرق الأوسط، مشيرة إلى أن هذه الشبكة مخصصة لتهريب الأسلحة إلى وكلاء طهران. ويقولُ التقرير الذي ترجمهُ "لبنان24" إنَّ إيران تُدير منذ سنوات، وبقيادة الحرس الثوري وفيلق القدس، نظاماً لتهريب الأسلحة والأموال لصالح وكلائها في الشرق الأوسط وعلى رأسهم "حزب الله" وحركة "حماس"، وأضاف: "إلى لحظة إسقاط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد، كانت سوريا بمثابة طريق تهريبٍ رئيسي ساعد حزب الله في لبنان على تسليح نفسه بأسلحة متطورة ودقيقة استُخدم بعضها في القتال ضدَّ إسرائيل". وأوضح التقرير أن هناك وثائق كثيرة لحركة "حماس" عُثر عليها في قطاع غزة خلال الحرب الأخيرة، قدّمت وصفاً شاملاً للطرق التي تستخدمها إيران لتهريب الأسلحة براً وبحراً وجواً إلى سوريا ولبنان والضفة الغربية. وأشار التقرير إلى أنّ دراسة جديدة أجراها مركز معلومات الاستخبارات والإرهاب في إسرائيل، تُعطي لأول مرة لمحة عن نشاط تهريب الأسلحة من إيران إلى كل أنحاء الشرق الأوسط، موضحاً أن هذه الدراسة تكشف طرق إمداد الأسلحة بالإضافة إلى الشخصيات التي تقف وراء صناعة التهريب. وعرضت الدراسة، وفق "معاريف"، محاولات الولايات المتحدة وإسرائيل والأردن لمنع التهريب، إلى جانب التدخل الروسي الذي عمل سراً على تخفيف التهريب في المثلث الحدودي بين سوريا والأردن وإسرائيل. وبحسب الصحيفة، فإن هذه الدراسة تستند إلى العديد من الوثائق التي عثر عليها الجيش الإسرائيلي خلال عملياته في غزة، إذ جرى تحليلها من قبل جهاز الشاباك وشعبة الإستخبارات. ويكشف البحث الجديد أن "إيران قد تفتح طرقاً جديدة للتهريب، في حين سيعوض السودان المسار السوري الذي انهار عقب الثورة في سوريا"، موضحاً أنَّ "قادة محور المقاومة اعترفوا علناً بأن الثورة في سوريا أغلقت خطوط الإمداد التي كانت تمر عبر سوريا، لكنهم حاولوا التقليل من أهمية الضرر الاستراتيجي". وذكّرت "معاريف" بخطاب الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم الذي قال قبل أيّام إن "حزب الله فدق محور إمداده العسكري بسبب سقوط نظام الأسد"، مشيراً إلى أن "المقاومة مرنة وسيكون من الضروري إيجاد طرق أخرى لتمرير الأسلحة". "معاريف" تقولُ إنَّ الأحداث في سوريا يمكن أن تضر أيضاً بجهود "حزب الله" للقيام بعملية الإعمار في لبنان بعد الحرب مع إسرائيل، موضحة أنَّ "حزب الله يعتمدُ على إيران في تقديم الدعم الإقتصادي والمساعدات اللوجستية مثل المواد الأولية والبناء"، وأضافت: "أما الآن، فإنَّ المُعارضة السورية هي التي تُسيطر على الحدود والمعابر وتقطع طريق الإمداد من إيران عبر العراق ودمشق". كذلك، يكشف البحث الجديد أنَّ "إيران عملت على جعل حزب الله والمنظمات الفلسطينية بمثابة تهديدٍ مباشر لإسرائيل، ولهذا الغرض تم تزويدهم بالأسلحة والمساعدات العسكرية والمالية براً وجواً وبحراً لسنوات".3 خطوط للتهريب ويُحدّد البحث الجديد طرق التهريب المركزية من إيران إلى غزة ولبنان وإسرائيل، موضحاً أن خطوط الإمداد البرية من إيران إلى سوريا ولبنان تعمل من خلال 3 خطوط، الأول يمر عبر مدينة بغداد في العراق ثم بمدينة الرمادي ويصل إلى معبر البوكمال على الحدود السورية العراقية ثم يأتي بمدينة دير الزور السورية ومن ثم إلى تدمر ومن هناك إلى دمشق ومن بعدها إلى لبنان. أما الخط الثاني، بحسب البحث الذي تتحدث عنه "معاريف"، فيبدأ من طهران إلى البصرة في العراق ومن هناك إلى بغداد ومن بعدها إلى معبر التنف على الحدود السورية العراقية ومن هناك إلى دمشق. أما الخط الثالث فيبدأ من إيران إلى مدينة الموصل العراقية ومن هناك إلى مدينة الحسكة السورية ومن ثم إلى منطقة اللاذقية في سوريا. ويلفت التقرير أيضاً إلى أن إيران طورت أساليب عديدة يتم استخدامها لتجاوز الإجراءات الأمنية على الحدود السورية الأردنية والعراقية السورية، إذ يجري استخدام الطائرات بدون طيار لنقل الأسلحة، واستخدام خطوط أنابيب النفط القديمة بالإضافة إلى استخدام اللاجئين الذين يعملون على الحدود بين سوريا والعراق. المصدر: ترجمة "لبنان 24"