مستغلا تعرضه لانتقادات أميركية.. هل نجح نتنياهو في ليِّ ذراع واشنطن؟
تاريخ النشر: 20th, March 2024 GMT
تباينت آراء محللي برنامج "غزة.. ماذا بعد" -في حلقته بتاريخ (2024/3/19)- حول نجاح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في لَي ذراع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، واستغلاله انتقادات واشنطن المتصاعدة بحقه.
وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الفلسطينية الدكتور حسن أيوب، إن ما يحدث حاليا هو تفاوض بين إدارة بايدن ونتنياهو على ما هو مسموح وغير مسموح، كاشفا عن 3 مواضيع يتم التفاوض بشأنها، واعتبر الأمر بحد ذاته انتصارا لرئيس الوزراء الإسرائيلي.
وأوضح أيوب، أن هناك توافقا تاما بين الجانبين حول مفاوضات إطلاق سراح الأسرى المحتجزين بغزة، خلال هدنة مؤقتة وليس وقفا دائما لإطلاق النار، إضافة إلى التصور الأميركي لترتيبات ما بعد الحرب حيث تريد واشنطن دورا للسلطة الفلسطينية أو أطرافا إقليمية بينما ترفض تل أبيب.
أما النقطة الثالثة -وهي الخلاف الأكبر بين الطرفين- تخص الجزء الفلسطيني ضمن ترتيبات إقليمية تريدها أميركا، في إطار إعادة مسار التطبيع العربي – الإسرائيلي بحيث يكون سياسيا للفلسطينيين وأمنيا لإسرائيل، بحسب أيوب.
بدوره، لا يعتقد المسؤول السابق في الخارجية الأميركية وليام لورانس، أن نتنياهو نجح بلي ذراع واشنطن، مبينا أن الأخيرة غير سعيدة وتفضل وقفا دائما لإطلاق النار بغزة ولكنها تدرك عجزها عن تحقيق ذلك.
ولفت إلى أن المعضلة تكمن في أن إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) عادتا إلى نقطة البداية وخطوطهما الحمراء، مشيرا إلى غياب التوافق بين واشنطن وتل أبيب حول اجتياح رفح.
وكانت صحيفة واشنطن بوست قد نقلت عن مسؤولين في الإدارة الأميركية أن إستراتيجية بايدن بشأن إسرائيل "تتجه نحو الإخفاق"، وأن الرئيس الأميركي وجد نفسه بعد أكثر من 5 أشهر "متورطا بشدة في حرب لا يريدها".
ما البديل لنتنياهو؟وحول خيارات الولايات المتحدة، شدد الدكتور أيوب، على أن واشنطن تحاول الالتفاف على ما يجري من خلال التمييز بين إسرائيل كدولة احتلال وقوة استعمار استيطاني، وحكومة نتنياهو والضغط لاستبدالها.
لكنه رأى صعوبة ذلك لأن نتنياهو يمسك جيدا بخيوط اللعبة خاصة بعد انشقاق جدعون ساعر عن كتلة الوزير بمجلس الحرب بيني غانتس واستغلاله هجوم وزيري الأمن القومي والمالية إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش ضد المؤسسة العسكرية.
وفي محاولة لقراءة السيناريو المتوقع لخلافة نتنياهو، قال أيوب، إنه لن يكون بمقدور أي قائد سياسي إسرائيلي سواء غانتس أو غيره، تشكيل حكومة سوى بائتلاف وغالبا مع الكتلة اليمينية بما فيها أحزاب اليهود المتشددين.
ويتفق لورانس مع الأكاديمي الفلسطيني في وجود تمييز في واشنطن بين نتنياهو ودعم إسرائيل، بينما يحاول بايدن إقناع اليهود بضرورة الضغط أكثر على إسرائيل، ويسعى أيضا لإرضاء العرب قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة.
ويعتقد أن نتنياهو نجح في تحجيم دور غانتس إذ لم يعد ورقة أميركية مغرية، لكنه في الوقت عينه شدد على أن الأخير لا يزال يتفوق في استطلاعات الرأي، موضحا أن أكبر خطأ ترتكبه أميركا هو محاولة إقناع إسرائيل بحل الوضع بدلا من فرضه عليها.
ونبه إلى ضرورة تغيير السياسة الأميركية مع حكومة فلسطينية جديدة وأخرى إسرائيلية ستفرزها الانتخابات المقبلة، مع تأكيده أن الولايات المتحدة بحاجة للتعامل مع الحكومة الإسرائيلية القائمة والمؤسسة العسكرية، رغم أن حكومة نتنياهو -بحسب بايدن- تفعل عكس ما تحتاجه إسرائيل، وكل ما تقوم به خطأ.
وأشار إلى أن نتنياهو يخسر الدعم الأميركي يوميا، حيث يُنتقد بأريحية في مجلس الشيوخ وهو أكثر المسؤولين الإسرائيليين تعرضا تاريخيا للانتقادات في واشنطن، معتقدا أن بايدن سيستمر بالتصعيد ويحاول إقناع اليهود والإسرائيليين بضرورة عدم الدخول لرفح وإنهاء الأزمة الإنسانية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 حريات أن نتنیاهو
إقرأ أيضاً:
مسؤولون سابقون يهاجمون نتنياهو: تصرفاته تشبه الأنظمة الظلامية وتهدد ديمقراطية إسرائيل
القدس (CNN)-- قال مسؤولون سابقون كبار في أجهزة الأمن القومي الإسرائيلية في إعلان صحفي تم نشره، الجمعة، إن تصرفات رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو "تشبه الأنظمة الظلامية" و"تشكل تهديدا للنظام الديمقراطي في إسرائيل".
ويشير الإعلان إلى إفادة خطية قدمها هذا الأسبوع رونين بار، رئيس جهاز الأمن الداخلي (الشين بيت)- الذي صوتت حكومة نتنياهو على إقالته، يقول فيها إن نتنياهو طالب "بالولاء الشخصي" وأراد مراقبة المواطنين الإسرائيليين الذين شاركوا بالاحتجاجات المناهضة للحكومة.
وكتب المسؤولون السابقون: "هذه التصرفات التي قام بها رئيس الوزراء، والتي تتعارض مع الدور القانوني للشين بيت، هي من سمات الأنظمة الظلامية وتمثل تهديدا خطيرا وملموسا للنظام الديمقراطي في إسرائيل. إن سلوك رئيس الوزراء يشكل انتهاكا واضحا لقسمه بالولاء لدولة إسرائيل وقوانينها".
ووصف مكتب رئيس الوزراء إفادة بار تحت القسم بأنها "إفادة كاذبة".
وجرى نشر الإعلان في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أبرز الصحف الإسرائيلية، وشارك فيه رؤساء سابقون للشرطة، ورؤساء سابقون للشين بيت، ومدراء لجهاز الموساد وآخرون. ومن أبرز الأسماء الموجودة في القائمة رئيس الوزراء الأسبق، إيهود باراك، والرئيسان السابقان للموساد، تامير باردو وداني ياتوم.
وأعرب هؤلاء المسؤولون عن "ثقتهم الكاملة في إفادة" رونين بار، الذي أصبح هدفا لنتنياهو وحكومته اليمينية. وتصاعدت حدة التوتر في أعقاب ما بات يعرف بقضية "قطر غيت" في وقت سابق من هذا العام، والتي طالت 2 من المقربين من نتنياهو.
وقال نتنياهو الشهر الماضي إنه فقد الثقة في رونين بار، رغم أنه كان قد أشاد به في السابق. وفي 21 مارس/آذار الماضي، صوت مجلس الوزراء الإسرائيلي، بالإجماع على إقالته من منصبه، ليصبح بذلك أول رئيس للشين بيت يتم إقالته من قبل الحكومة على الإطلاق.