يجد خالد الحروب وعبد الله باعبود، مقدما ومحررا كتاب "الإسلاميون والثورات العربية"، أنه بعد 12 عاما على تلك الانتفاضات تتكشف الصورة الداخلية في البلدان العربية والإقليم، وتتوفر مساحة إضافية للتحليل وإعادة النظر في تقييم تجربة مشاركة الإسلاميين فيها على تنوعهم.

ويقدم الكتاب الذي شارك فيه 14 باحثا وأكاديميا عربيا مسوغات للعودة إلى الموضوع الذي تم تناوله، بينها المنظور الزمني إذ أسهم مرور الوقت في انجلاء الغموض عن هذه التجارب بما يوفر إمكانية تقديم مقاربات جديدة.

أما المسوغ الثاني، فهو طبيعة الباحثين المشاركين في الكتاب، فهم ممن شهد الانتفاضات العربية وتابعوا دور الإسلاميين فيها عن كثب، وبعضهم كان قريبا من الحركات الإسلامية.

ويتمثل المسوغ الثالث في شمولية الحالات والتعمق فيها، ذلك أن معظم النقاشات كانت تركز على مصر وتونس، في حين تفاوت الاهتمام بتجارب سوريا واليمن والبحرين والكويت وعمان وليبيا والمغرب والأردن.

وحسب مقدمي الكتاب، فإن الأبحاث الواردة فيه تقترح عددا من الأسئلة وإشكاليات البحث على المشاركين بوصفها دليلا إرشاديا عاما تجمل النقاشات حول الارتدادات والتحولات الكبرى المرتبطة بتجارب الإسلاميين.

في التجربة المصرية

عن تجربة الإخوان في مصر، كتب محمد عفان وهبة رؤوف عزت عن المراجعات الأيديولوجية داخل الجماعة ما بعد العام 2013.

ورأى الباحثان في مقدمة استهلالية لموضوعهما أن جماعة الإخوان المسلمين جماعة أيديولوجية ويمكن النظر إليها بوصفها مثالا على نمط من الحركات الأيديولوجية الأخرى، دينية وغير دينية.

ولاحظ الباحثان أن المراجعات النقدية للحركة بدأت منذ وقت طويل، وزادها انتشارا ظهور كتابي خالص جلبي وعبد الله النفيسي حول ضرورة النقد الذاتي للجماعة، ونتج عنها خروج صامت من الحركة لقيادات شبابية في الحركة.

وخلصا إلى أن ثمة ملاحظات حول مراجعات الإخوان قد تأخرت كثيرا بعد عقد من الانقلاب، إما نتيجة الضغط الأمني من قبل الانقلاب أو الاستنزاف بسبب الأنشطة المناهضة للانقلاب.

كذلك لم يتم تقييم الأداء السياسي للجماعة خلال الفترة الانتقالية وحتى الانقلاب بشكل مؤسسي، كما يقول الباحثان.

ورأى الباحثان أنه رغم انعقاد مؤتمرين فكريين للجماعة، فإنه لا يمكن وصف أوراقهما بالمراجعات الفكرية، إذ إنها في مجملها كانت تأكيدا للمقولات السياسية للجماعة.

واعتبرا أن المهم في المرحلة القادمة متابعة المراجعات الفردية التي يمكن أن تحدث أثرا، خاصة مع تراجع الزخم الأيديولوجي ليس في الجماعة وحسب، بل في العالم كله.

السلفية وغواية السياسة

وقرأ خليل العناني في مساهمته تحولات السلفيين في مصر منذ ثورة يناير/كانون الثاني 2011 معتبرا أن الانفتاح السياسي بعد الثورة أنهى الثنائية الجامدة التي حكمت الحالة السياسية في مصر وحصرت الفاعلين الإسلاميين في جماعة الإخوان والحركات الراديكالية العنيفة.

ورأى العناني أن الخروج السلفي الكثيف إلى المجال العام كان مفاجئا لكثيرين بسبب ما عرف عن التيار من الانكفاء السياسي، وكان لافتا ما حققه في الانتخابات البرلمانية ما بعد العام 2011.

وحسب العناني، فإن تحولات السلفيين ارتبطت بالتغير في البيئة السياسية بمصر وأنهم ليسوا كتلة واحدة، معتبرا أن دمجهم في الحياة السياسية سبب مهم في حدوث تحولات مهمة داخل أطروحاتهم وأفكارهم وأن مشاركتهم أيضا في الحياة السياسية جاءت للحفاظ على مكاسبهم الشخصية.

وخلص إلى أن أداء السلفيين اتسم بالنفعية وخاصة حزب النور، وهو ما أدى إلى بقائهم على الساحة السياسية سواء بعد ثورة يناير أو ما بعد الانقلاب عليها، حسب وصفه.

تونس حصاد ضعيف

أما خلاصات تجربة حركة النهضة في تونس، فأجملها صلاح الدين الجورشي بأن حصادها كان ضعيفا ومستقبلها غامض، معتبرا أن انتقال الحركة من المعارضة إلى الحكم مغامرة غير مدروسة وقرار متسرع، وكان عليها أن تميز بين مرحلة المعارضة القائمة على الاحتجاج، والسلطة التي تتطلب مسؤولين من طراز خاص.

وإذا كان من حق النهضة تسلم السلطة، فإنه في المقابل عليها أن تتحمل مسؤولية النتائج، وكانت لتجربة الحكم تداعيات سلبية على الحركة ووحدتها.

وحسب الجورشي، فإن حركة النهضة اليوم تقف على مفترق طرق، وأن مؤتمرها القادم -إن تم- فرصة لتقييم التجربة وتحديد مكاسبها وخسائرها.

ومن حق الحركة أن تدافع عن نفسها بالقول إنها لم تتمكن من ممارسة الحكم، لكنها لا يمكن أن تتملص من تحمل مسؤوليتها الأخلاقية والسياسية عما حدث خلال فترة حكمها أمام الرأي العام.

التجمع اليمني للإصلاح

ومن اليمن، قرأ عاتق جار الله تجربة حزب التجمع اليمني للإصلاح، وهو الذي شكل أحد أهم الروافع السياسية والشعبية لثورة الشباب الشعبية في اليمن التي أدت في نهاية المطاف إلى إسقاط حكم الرئيس علي عبد الله صالح.

غير أن الحزب وحلفاءه لم يكونوا جاهزين لمواجهة التحديات التي أفرزتها المرحلة في البلاد، مما أدى إلى وقوع البلاد في الصراعات الأهلية.

ويرى أن ثمة تطورا شهده الحزب على مستوى الخطاب والممارسة، إلا أن التغيير الداخلي على مستوى القيادة والأفراد كان محدودا، وحجم الاستجابة للتغيير هو في قطاع الشباب، بينما يظل جامدا على مستوى القيادات.

ويلاحظ جار الله أنه كان للحرب تأثيرها المباشر في تراجع الحضور السياسي للشباب والمرأة داخل الحزب، وهو الحضور الذي تنامى في فترة الثورة.

المغرب

ومن المغرب، ناقش عبد العلي حامي الدين "دور الإسلاميين خلال الربيع العربي- حالة حزب العدالة والتنمية نموذجا".

ورأى أن نداء الدعوة في المغرب للتظاهر -تساوقا مع الهبة الثورية في مصر وتونس وليبيا- أحدث خلافا داخليا حادا بين قيادات الحزب، ولم يشارك الحزب في هذه التظاهرات، وإن ساندت بعض قياداته الدينامية الاحتجاجية.

وعلى الرغم من عدم المشاركة الرسمية في احتجاجات 20 فبراير/شباط، فقد انخرط الحزب في حملة تواصلية قوية مع الشعب، كما يقول الكاتب.

كما تفاعل مع الربيع العربي بواسطة عرض سياسي تمثل في شعار الإصلاح في ظل الاستقرار.

الإسلاميون والربيع العماني

أما سعيد سلطان الهاشمي من عُمان، فاستعرض في ورقته الطيف الإسلامي في عمان، ورأى أن أحداث الربيع العربي شجعت الشعب العماني على التعبير عن حاله بكل مكوناته الاجتماعية والطائفية والاقتصادية، وخرج إلى الميادين التي تحولت إلى منتديات فكرية عبّر فيها العمانيون عن آرائهم.

ورأى الهاشمي أنه على الرغم من مرارة التجربة التي مر بها الإسلاميون في عمان قبل العام 2011، فإن ذلك لم يثنهم عن المشاركة في الساحات، فضلا عن مشاركة المتدينين غير المنظمين في جماعات.

وفي حصاد تجربة الإسلاميين في عمان، فقد اعتبر الكاتب أنهم لم يستطيعوا فعل شيء أكثر مما حققه عموم الشعب نفسه، فقد كانوا أضعف تنظيما من أن يؤثروا في بنية النظام السياسي، وأكثر ضعفا من أن يقودوا النظام الاجتماعي إلى مشروع متكامل.

وحسب الكاتب، فقد أنهك العمل السري طاقاتهم وأفقدهم ثقة العموم، ولم يستطيعوا صياغة خطاب مقنع يضع الحاجات العصرية للإنسان من حقوق وحريات في محور اهتمامهم.

الإسلاميون والتجربة الليبية

وناقش أسامة عكبار دور التيارات الإسلامية (الإسلام السياسي) في ليبيا ما بعد الثورة لافتا إلى أن 97% من الشعب الليبي سنيون مالكيو المذهب، في حين أن 3% أمازيغ يعتنقون المذهب الإباضي، وبالتالي فإنه لا يوجد فيها أي تنافر من الناحية الدينية.

وبعد استعراض للمجتمع الليبي والإسلام السياسي وتياراته ومنها جماعة الإخوان المسلمين -التي تعد أبرز هذه التيارات- والسلفية (سواء كانت جهادية أو عملية أو سياسية) والعملية السياسية، خلص إلى أن الشارع الليبي فقد في عمومه الثقة بتيار الإخوان وتيارات الإسلام السياسي عامة، إذ كان يأمل المواطن في أن يساهموا في التغيير الإيجابي وتحقيق إصلاحات اقتصادية.

ورأى الكاتب أن الانتقال من المعارضة إلى السلطة أبان عن قصور فكري وعدم النضج العملي الذي يكتسب من خلال الممارسة السياسية الطويلة التي افتقدتها التيارات الإسلامية نتيجة الاستبداد في الدول العربية.

وحسب عكبار، فإن التيارات الإسلامية في ليبيا -وفي مقدمتها الإخوان- عجزت عن اتخاذ أي خطوة في طريق الإصلاح والتجديد الداخلي لتدارك الفشل.

تحولات الإخوان في الأردن

أما محمد أبو رمان، فتناول تحولات الإخوان في الأردن بعد الربيع العربي وعلاقة الجماعة منذ تأسيسها بالنظام السياسي مرورا بالربيع العربي بوصفه محطة من المحطات.

وسجل أبو رمان أنه على صعيد العلاقة مع النظام السياسي، فإن الحركة وحزبها (جبهة العمل الإسلامي) واصلت حضورها سواء بالمشاركة في الانتخابات أو مقاطعتها.

ورأى أنه على الرغم من النشاط السياسي الملحوظ للجماعة، فإن العلاقة مع النظام شهدت قفزة كبيرة في الاتجاه السلبي بعد الربيع العربي.

ودخلت العلاقة مرحلة جديدة، أبرز معالمها إلغاء الوضع القانوني للجماعة واستبدال جمعية جديدة بالاسم نفسه بها، وتعمقت أزمة الثقة بدرجة كبيرة.

أما على صعيد الخطاب الأيديولوجي، فقد شهد تحولا جوهريا في الأعوام الأخيرة، إذ أصبح أكثر تسييسا وابتعد عن اللغة الدعوية الوعظية التي كانت سائدة سابقا.

وفي ما يتعلق بالحراك داخل الجماعة، فقد شهدت تطورات أبرزها النزوح الجماعي لقيادات وشباب ما يسمى "الجناح المعتدل" من الحركة وتأسيس تجارب جديدة.

سوريا التحولات غير المكتملة

بدوره، عرض عبد الرحمن الحاج تجربة الإسلاميين وتحدي الثورة والحكم في سوريا (التحولات غير المكتملة)، لافتا إلى أن الثورة والحرب في سوريا خلال الـ12 عاما الفائتة شكلت مختبرا غير عادي للإسلاميين لإعادة طرح الأسئلة حول الشريعة والحكم، والممارسة السياسية، وعلاقة المحلي بالعالمي، ونتائج ذلك على الحركات الإسلامية.

وناقش الكاتب تعاطي التيارات والحركات الإسلامية ونشوء بعضها في ظل الثورة، مشيرا إلى أن تنظيمات الإسلام السياسي بقيت في منأى عن التغيير وحافظت على بنيتها وخطابها السياسي، وحيث أنه لم يتح لها دور في الحكم، فلم تكن مضطرة لتقديم أي نوع من التنازلات.

وربما كان التحول الوحيد لهذه التنظيمات هو عودتها للعمل المسلح وتكوين ذراع عسكري ظل منضبطا بقراراتها طوال السنين.

ولاحظ الحاج أن التنظيمات المحلية التي بدأت جهادية سلفية قد تخلت عن خطابها السياسي الأولي، وتحولت إلى واحدة من التنظيمات الوطنية، كذلك لم يعد تنظيم (جبهة النصرة/ جبهة تحرير الشام) تنظيما أمميا جهاديا عابرا للحدود، بل صار تنظيما محليا.

ورأى أنه مع هذه التحولات، تراجع موقع الشريعة بوصفها مرجعا قانونيا للتنظيمات الإسلامية في سوريا إلى موقع المظلة الرمزية، باستثناء تنظيم النصرة الذي ما زال يستخدم الشريعة في محاكمه لتكون أداة سيطرة وقمع للخصوم.

السودان ونقد تجربة الانقلاب

ومن السودان، قرأ خالد التيجاني النور تجربة إسلاميي السودان من صناعة أول انتفاضة إلى الانتفاض عليهم.

ورأى التيجاني في حصاد التجربة أن سيطرة الإسلاميين على السلطة 30 عاما كانت كافية على الأقل لوضع حجر أساس لوضع مشروعهم الحضاري الذي بشروا به، بيد أن حصيلة هذه الفترة الأطول في الحكم لا تكاد تتلمس فيها شيئا من هذا الطرح البديل.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 حريات الإسلامیین فی الربیع العربی إلى أن ما بعد فی مصر

إقرأ أيضاً:

الإرهاب باسم الشريعة: قراءة في الاستراتيجيات الخطابية لتنظيم داعش

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

 تعكس افتتاحية العدد 489 من صحيفة "النبأ" الصادرة عن تنظيم داعش  مساء الخميس 3 أبريل 2025، نمطًا متكرّرًا من الخطاب الأيديولوجي للتنظيم، الذي يرتكز على التكفير، والتحريض، وادعاء احتكار الحقيقة الدينية. يقدّم التنظيم نفسه في هذه الافتتاحية بوصفه الجهة الوحيدة التي تطبّق الإسلام "بصورته الصحيحة"، بينما يصنّف كل من يخالفه في دائرة الكفر أو النفاق، مما يعكس منهجًا إقصائيًا يسعى إلى نفي أي اجتهاد ديني أو رؤية مختلفة للشريعة الإسلامية.

ينطلق الخطاب الداعشي من افتراض محوري بأن نموذج الحكم الذي يتبناه هو التطبيق الحصري والصحيح للشريعة الإسلامية، متجاهلًا كل الفروقات التاريخية والاجتماعية بين العصر النبوي والواقع المعاصر. هذا التوظيف الأيديولوجي للنصوص الدينية لا يخلو من الانتقائية، حيث يتم استدعاء بعض الآيات والأحاديث بما يخدم أهداف التنظيم السياسية والعسكرية، بينما يتم تجاهل السياقات الفقهية والتاريخية الأوسع التي قدمها علماء الإسلام على مر العصور.

كما تتبنى الافتتاحية أسلوبًا هجوميًا تجاه كل من يعارض رؤية التنظيم، مستخدمةً مفردات مثل "التدليس" و"التلاعب بالمصطلحات"، وواصفةً المخالفين بأنهم "دعاة على أبواب جهنم". هذه اللغة التحريضية لا تكتفي بإقصاء الخصوم فكريًا، بل تعمل على تأليب الأتباع ضدهم، مما يساهم في تأجيج العنف وترسيخ منطق الصراع الدائم بين التنظيم وباقي مكونات المجتمعات الإسلامية.

ضمن هذا السياق، تأتي هذه الافتتاحية ليس فقط كبيان أيديولوجي، وإنما كأداة تعبئة تهدف إلى استقطاب مزيد من الأتباع، وإعادة إنتاج خطاب العداء تجاه العالم الخارجي، سواء كان ذلك الحكومات، أو الجماعات الإسلامية الأخرى، أو حتى المفكرين والفقهاء الذين لا يتبنون نفس التفسير المتشدد للنصوص. لذا، فإن تفكيك هذا الخطاب وتحليله أمر ضروري لفهم الآليات التي يستخدمها التنظيم في تبرير ممارساته العنيفة واستقطاب المزيد من الأفراد إلى صفوفه.

أولًا: بنية الخطاب وآلياته الحجاجية

يعتمد خطاب الافتتاحية على عدة أساليب حجاجية مركزية، أبرزها:

ثنائية الإيمان والكفر:

يضع النص قارئه أمام خيارين لا ثالث لهما: إما قبول نموذج الحكم الذي فرضه تنظيم داعش بوصفه "تطبيقًا كاملًا" للشريعة، أو السقوط في دائرة الكفر. لا يترك التنظيم أي مجال للاجتهاد أو النقاش الفقهي، بل يجعل من رؤيته الأحادية معيارًا للحكم على إيمان الأفراد والجماعات. ففي الافتتاحية، يتم تصوير أي معارضة لحكم داعش على أنها رفض صريح للشريعة، حيث يرد فيها: "لم تزد الدولة الإسلامية على أن حولت ما كان حبيس الكتب والمصنفات... إلى واقع عملي يحكم الناس بشريعة خالقهم"، وهو طرح يلغي إمكانية أي اجتهاد فقهي آخر.

هذه الثنائية الإقصائية تلغي أي إمكانية لوجود اجتهاد فقهي أو مقاربة عقلانية لتطبيق الشريعة الإسلامية في واقع معاصر مختلف عن سياقات القرون الأولى. فمثلًا، حين يتحدث التنظيم عن تطبيق الحدود والأحكام الفقهية، يتجاهل الفروق الجوهرية بين مجتمع المدينة في القرن السابع الميلادي والمجتمعات الحديثة اليوم، التي تقوم على أنظمة قانونية معقدة تراعي التطورات الاجتماعية والاقتصادية.

كما أن التنظيم يستخدم هذه الثنائية لتبرير العنف ضد المخالفين، فهو لا يميز بين المسلمين الذين قد يكون لهم اجتهاد فقهي مختلف، وبين من يعارض الإسلام نفسه. في هذا السياق، يُصر النص على أن كل من لا يقبل نموذجهم هو "كافر ببعض الكتاب"، في تجاهل تام لحقيقة أن المسلمين على مر العصور قد اجتهدوا في تأويل الشريعة بما يتناسب مع أحوال مجتمعاتهم، دون أن يُخرجهم ذلك من دائرة الإسلام

شيطنة الآخر:

يعتمد خطاب الافتتاحية على آلية التشويه المعنوي للمخالفين، إذ يصور كل من يعارض تنظيم داعش على أنه مضلل أو متآمر أو عدو صريح للشريعة. يتجلى هذا بوضوح في استخدام تعبيرات مثل "التدليس" و"التلاعب بالمصطلحات"، حيث يتهم التنظيم خصومه بأنهم يحرفون النصوص الشرعية عن معانيها الحقيقية لخداع الناس، في حين أن التفسير الوحيد المقبول لديهم هو تفسيرهم الحرفي للنصوص.

ولا يقتصر التشويه على الأفراد، بل يتعداه إلى المؤسسات والجماعات الإسلامية المنافسة، التي يتم اتهامها ضمنيًا بأنها "تحارب الشريعة" أو "تروج لنسخة مشوهة من الإسلام". على سبيل المثال، يشير النص إلى أن "الدعاة على أبواب جهنم" يسعون لإبعاد الناس عن تطبيق الشريعة، في محاولة لإضفاء صبغة دينية على خصوماتهم السياسية مع الحركات الإسلامية الأخرى.

كما يوسّع التنظيم دائرة العداء لتشمل ليس فقط الحكومات، بل حتى الفصائل الإسلامية المنافسة التي لا تتبنى منهجه المتشدد. فالتنظيم يضع الجميع في سلة واحدة، سواء كانوا مفكرين إسلاميين، فقهاء، أو حتى قادة جماعات إسلامية أخرى، مدعيًا أنهم جميعًا يروجون "لإسلام مشوه" يخدم مصالح "الطواغيت"، كما ورد في قوله: "وقد استفاد الطواغيت على اختلاف أصنافهم، حكاما وقادة حركات وفصائل جاهلية، ودعموا هذه الأصناف المجادِلة بالباطل كلٌّ حسب حاجته".

هذا النمط من الشيطنة لا يهدف فقط إلى إقصاء المخالفين، بل يسعى أيضًا إلى تبرير العنف ضدهم، من خلال تصويرهم على أنهم خصوم للشريعة الإسلامية ذاتها. وهذا ينعكس في الطريقة التي يتحدث بها النص عن المعارضين، حيث لا يتم الاكتفاء بوصفهم بالمخالفين، بل يُتهمون صراحة بالكفر أو النفاق، مما يشرعن استهدافهم واعتبارهم أعداءً يجب القضاء عليهم.

الاحتجاج بالنصوص الدينية

يوظف التنظيم بعض الآيات القرآنية لتبرير منطقه الإقصائي، لكنه يفعل ذلك بطريقة انتقائية، متجاهلًا السياقات التاريخية والتفسيرية المتعددة التي قدمها علماء الإسلام على مر العصور. فمثلًا، يستشهد التنظيم بالآية: }أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ{، ليصور مخالفيه على أنهم وقعوا في ذات الانحراف العقدي الذي اتُّهم به بنو إسرائيل.

لكن ما يتجاهله التنظيم هو أن هذه الآية نزلت في سياق معين، وكانت تتعلق بأحكام محددة تجاه بني إسرائيل، ولا يمكن إسقاطها بشكل مباشر على أي خلاف فقهي أو سياسي في العصر الحديث. هذا النهج في التأويل يُهمل التفسيرات التقليدية التي قدمها العلماء المسلمون، والتي تراعي الفروق بين الأحكام العقدية والأحكام الفقهية القابلة للاجتهاد.

كما أن التنظيم يغفل تمامًا المقاصد الكلية للشريعة، والتي تشمل تحقيق العدل والمصلحة ودرء المفاسد. فالفقه الإسلامي لم يكن يومًا جامدًا أو محصورًا في تأويل واحد، بل ظل عبر التاريخ فضاءً للاجتهاد والتطور، وهو ما يتناقض مع الطرح الداعشي الذي يفرض فهمًا واحدًا متصلبًا، لا يقبل أي نقاش أو مراجعة.

استخدام العاطفة والتخويف

يلجأ الخطاب إلى إثارة مشاعر الرعب والخوف لدى القارئ من مغبة مخالفة "دولة الإسلام"، وذلك عبر تصوير المعارضين على أنهم يواجهون "الخزي في الدنيا وأشد العذاب في الآخرة". يتم ذلك من خلال اقتباس آيات قرآنية تتحدث عن العقاب الإلهي، وإسقاطها مباشرة على الواقع السياسي المعاصر، مما يوحي بأن كل من يرفض نهج التنظيم محكوم عليه بالعذاب حتمًا.

فعلى سبيل المثال، يستخدم التنظيم الآية: }فَمَا جَزَاءُ مَن يَفْعَلُ ذَٰلِكَ مِنكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ{، ويقدمها كدليل على أن كل من يرفض سلطته الشرعية سيعاني في الدنيا قبل الآخرة. هذه الطريقة في استخدام النصوص تهدف إلى بث الذعر في نفوس المخالفين، ودفعهم إلى الامتثال خوفًا من العواقب.

كما أن الخطاب لا يكتفي بالتحذير الديني فحسب، بل يصوّر كل معارضة للتنظيم على أنها نوع من الخيانة التي تستوجب العقاب الشديد. فالمخالف ليس فقط عرضة للعذاب الإلهي، بل هو أيضًا متهم بالتآمر ضد الإسلام، مما يشرعن استهدافه بالقتل أو العقوبات القاسية.

هذا النمط من التخويف العاطفي ليس جديدًا في خطابات الجماعات المتطرفة، لكنه في حالة داعش يُستخدم بمهارة لتشكيل هوية جماعية قائمة على الطاعة المطلقة، حيث يُدفع الأتباع إلى الالتزام خوفًا من العقاب، وليس عن قناعة حقيقية. وهذا ما يعزز مناخ الإرهاب الفكري داخل التنظيم، ويمنع أي محاولات للنقد أو التفكير المستقل.

ثانيًا: تناقضات الخطاب وتوظيف التاريخ

يتناقض خطاب افتتاحية الصحيفة مع الواقع التاريخي والاجتهاد الفقهي الإسلامي، إذ يقدم تنظيم داعش نفسه على أنه الامتداد الشرعي للدولة الإسلامية الأولى، مدعيًا أنه يطبق الشريعة بنفس الصورة التي طُبقت في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة. لكن هذا الادعاء يتجاهل الفروق الجوهرية بين طبيعة المجتمع الإسلامي في ذلك العصر، الذي بُني على الدعوة والتدرج في تطبيق الأحكام، وبين ممارسات التنظيم التي تتسم بالإكراه والتكفير المطلق للمعارضين، دون مراعاة لاعتبارات الفقه الإسلامي التي وضعها العلماء على مدار القرون.

يدّعي التنظيم أن رفض مشروعه يعني رفض الإسلام نفسه، متجاهلًا أن التاريخ الإسلامي شهد تنوعًا في تطبيق الشريعة وفقًا للسياقات الزمنية والجغرافية المختلفة. فالنموذج الإسلامي لم يكن ثابتًا عبر العصور، بل تأثر بالاجتهادات الفقهية التي راعت مصالح الناس وظروفهم. وفي المقابل، يعتمد خطاب التنظيم على طرح جامد يختزل الإسلام في تصوره الخاص، ويقصي كل الاجتهادات الأخرى التي شكلت تطور الفقه الإسلامي.

ومن أبرز الأدلة على هذا التناقض، استدعاء التنظيم لأحداث تاريخية مثل غزوة بني قريظة، ليبرر أعمال العنف التي يمارسها ضد خصومه. ففي الافتتاحية، يطرح الكاتب سيناريو متخيل لنقل خبر هذه الغزوة عبر وسائل الإعلام المعاصرة، في محاولة لاستفزاز مشاعر القراء وإيصال رسالة مفادها أن ما قام به الرسول صلى الله عليه وسلم هو ذاته ما يقوم به التنظيم اليوم. لكن هذا الطرح يتجاهل السياق التاريخي للغزوة، حيث كانت جزءًا من صراع عسكري أوسع، وليس قاعدة عامة تُسقط على كل زمان ومكان.

إن انتقائية التنظيم في توظيف التاريخ تعكس منهجًا خطيرًا، حيث يتم اقتطاع الأحداث من سياقاتها لتبرير سياسات الإقصاء والعنف. فمثلًا، في حين يستخدم التنظيم غزوة بني قريظة لتبرير القتل الجماعي، فإنه يتجاهل مواقف النبي صلى الله عليه وسلم الأخرى التي اتسمت بالحلم والعفو، كما حدث في فتح مكة عندما عفا عن قريش رغم ما اقترفوه بحقه وبحق أصحابه. وهذا يوضح أن التنظيم يختار من التاريخ ما يخدم مصالحه الأيديولوجية، متجاهلًا القيم الأوسع التي قام عليها الإسلام.

كما أن إصرار التنظيم على إعادة إنتاج وقائع الماضي بشكل حرفي يُظهر عدم إدراكه لتعقيدات العصر الحديث. فالمجتمعات اليوم تخضع لنظم سياسية وقانونية مختلفة، والتعامل مع القضايا الشرعية يستلزم اجتهادًا يراعي هذه المتغيرات. ولكن التنظيم يتجاهل هذه الحقائق، ويطرح رؤيته بوصفها التطبيق الوحيد المقبول للشريعة، مما يجعله في تناقض مستمر مع التراث الإسلامي الغني بالتنوع والاجتهادات المختلفة.

ثالثًا: التأثيرات السياسية والاستراتيجية للخطاب

إن خطاب افتتاحية الصحيفة لا يعكس فقط رؤية دينية متشددة، بل يخدم أهدافًا سياسية واستراتيجية محددة، حيث يسعى التنظيم من خلاله إلى تحقيق مكاسب تتجاوز الجانب العقائدي، ليصل إلى تبرير ممارساته العنيفة، وزرع الانقسامات داخل المجتمعات الإسلامية، واستقطاب أتباع جدد.

تبرير العنف:

يعمل التنظيم على شرعنة ممارساته الوحشية من خلال تأطيرها دينيًا، بحيث تصبح أفعاله، مهما بلغت من قسوة، جزءًا من التزامه المزعوم بتطبيق الشريعة. ففي الافتتاحية، يتم استدعاء مشاهد من التاريخ الإسلامي، مثل غزوة بني قريظة، ليس لإعادة فهمها وفق سياقاتها، بل لتقديمها كدليل على أن العنف الذي يمارسه التنظيم اليوم هو امتداد للفتوحات الإسلامية. هذه المقاربة تهدف إلى تحييد أي نقد لأعماله، بحيث يبدو كل معترض وكأنه يعترض على سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، مما يمنح ممارساته غطاءً دينيًا يصعب على البسطاء دحضه.

إلى جانب ذلك، يتبنى التنظيم خطابًا يقسم العالم إلى معسكرين متصارعين: معسكر الإيمان الذي يمثله، ومعسكر الكفر الذي يضم كل من يعارضه. وهذا التصنيف المطلق لا يترك مجالًا لأي حلول وسط أو تفاهمات، بل يجعل العنف هو الخيار الوحيد المتاح. وحين يبرر التنظيم عمليات الإعدام الجماعية وقمع المخالفين بحجة "تنقية الصف الإسلامي"، فإنه بذلك يؤسس لنموذج سياسي قائم على الرعب، حيث تصبح القوة والبطش أدوات أساسية للحكم.

الأخطر من ذلك، أن هذا الخطاب يسهم في تعطيل أي نقاش ديني جاد حول مشروعية أفعال التنظيم، إذ يتم استغلال النصوص الدينية بطريقة انتقائية لمنح صبغة شرعية لأعمال العنف، في حين يتم تجاهل القيم الإسلامية التي تدعو إلى الرحمة والعدل والتدرج في تطبيق الأحكام. وهكذا، يصبح الإرهاب مشروعًا ومقدسًا في أذهان أتباع التنظيم، مما يعزز دائرة العنف المستمرة.

خلق انقسامات داخل المجتمعات الإسلامية:

يستخدم التنظيم خطابًا تكفيريًا حادًا يجعل من كل من يخالفه في الرأي خصمًا دينيًا يجب إقصاؤه أو قتاله. فمن خلال وصف المخالفين بأنهم "يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض"، ومن خلال اتهامهم بأنهم "يتلاعبون بالمصطلحات" و"يتبعون الدعاة على أبواب جهنم"، يسعى التنظيم إلى نزع الشرعية عن أي تيار إسلامي لا يتبنى تفسيره الحرفي والمتشدد للنصوص.

هذه الاستراتيجية تؤدي إلى تعميق الانقسامات داخل الأمة الإسلامية، إذ يتم تصنيف المسلمين إلى فئتين: مؤيدون لداعش، وهم "المسلمون الحقيقيون" وفقًا لمنطق التنظيم، ومعارضون له، وهم إما "مرتدون" أو "منافقون" يجب التعامل معهم بوسائل الردع والعنف. وبهذا، لا يصبح التنظيم فقط في صراع مع الأنظمة السياسية، بل يدخل في مواجهة شاملة مع كافة التيارات الإسلامية، بما في ذلك تلك التي تدعو إلى تطبيق الشريعة بوسائل سلمية أو إصلاحية.

كما أن هذا الخطاب يساعد التنظيم في عزل المجتمعات المسلمة عن محيطها العالمي، إذ يتم تقديم أي تفاعل مع الدول أو المؤسسات الدولية على أنه "مؤامرة ضد الشريعة". وهذا يعزز حالة العزلة والانغلاق الفكري، مما يسهل على التنظيم فرض سيطرته الأيديولوجية على أتباعه، ويمنع أي محاولات للمراجعة أو النقد الداخلي.

استقطاب الأتباع:

يلعب الخطاب الإعلامي للتنظيم دورًا حاسمًا في تجنيد الشباب، خصوصًا أولئك الذين يفتقرون إلى المعرفة الدينية العميقة. فمن خلال تصوير العالم على أنه في حالة "حرب" ضد الشريعة، يسعى التنظيم إلى خلق إحساس بالمظلومية بين الشباب المسلمين، مما يدفعهم إلى البحث عن "الخلاص" في مشروعه.

في الافتتاحية، يتم تصوير المعارضين على أنهم ليسوا فقط ضد التنظيم، بل ضد الإسلام نفسه، مما يجعل أي مسلم يشعر بالحيرة إزاء موقفه من التنظيم أقرب إلى الانضمام إليه بدافع الخوف من الوقوع في دائرة "الكفر". هذه الاستراتيجية النفسية تعتمد على التخويف والإقصاء، بحيث يصبح التنظيم الملاذ الوحيد لمن يريد أن يكون "مسلمًا حقيقيًا" وفقًا لروايته.

إلى جانب ذلك، يوظف التنظيم فكرة "التمكين"، حيث يقدم نفسه على أنه القوة الوحيدة القادرة على إعادة مجد الإسلام، مستغلًا مشاعر الإحباط لدى الشباب تجاه الأنظمة الحاكمة، التي يعتبرونها فاسدة أو عاجزة عن تحقيق العدالة الاجتماعية. وهكذا، يصبح الالتحاق بالتنظيم ليس مجرد خيار ديني، بل طريقًا لتحقيق الذات والانتصار على الظلم، وهو ما يفسر نجاح التنظيم في استقطاب مقاتلين من خلفيات جغرافية واجتماعية متنوعة.

وبهذا، يتضح أن خطاب التنظيم ليس مجرد طرح ديني متشدد، بل هو جزء من استراتيجية أوسع تهدف إلى فرض العنف كأمر واقع، وإحداث انقسامات داخل الصف الإسلامي، واستقطاب أتباع جدد عبر خلق حالة من الاستقطاب الحاد بين "المؤمنين" و"الكافرين"، وهي ثنائية خطيرة تؤدي في النهاية إلى مزيد من الفوضى والدمار.

خاتمة

تعكس هذه الافتتاحية نموذجًا كلاسيكيًا لخطاب التنظيمات المتطرفة، حيث يتم توظيف النصوص الدينية بطريقة أيديولوجية لخدمة مشروع سياسي عنيف. من خلال استغلال آيات قرآنية وأحاديث نبوية خارج سياقاتها، يسعى التنظيم إلى خلق شرعية دينية زائفة لعملياته، ما يجعل تفكيك هذا الخطاب ضروريًا لوقف تمدد الفكر الإرهابي.

إن تأثير هذه الافتتاحية يتجاوز مجرد التنظير الفكري، ليصل إلى مستوى التعبئة والتحريض المباشر على العنف، مما يساهم في إنتاج أجيال جديدة من المتطرفين المستعدين لتنفيذ أجندة التنظيم دون تردد. فحين يتم تصوير كل من يخالف التنظيم على أنه كافر محارب، يصبح العنف ضدهم مبررًا بل وواجبًا دينيًا، وهو ما يغذي دوامة الإرهاب المستمرة.

لمواجهة هذه التحديات، لا بد من تعزيز الوعي الديني العميق، الذي يقوم على فهم شامل ومتزن للشريعة الإسلامية، بعيدًا عن التفسيرات الأيديولوجية الضيقة. يتطلب ذلك دورًا نشطًا من المؤسسات الدينية والعلماء المستقلين في تقديم قراءات عقلانية ومنفتحة للنصوص، تراعي تعقيدات الواقع وتطور المجتمعات.

وأخيرًا، فإن تفكيك هذا الخطاب لا يمكن أن يقتصر على الجوانب الدينية فقط، بل يجب أن يشمل تحليلًا سياسيًا واجتماعيًا يكشف عن الأهداف الحقيقية لهذه الجماعات، ويبين كيف يتم توظيف الدين كأداة للسيطرة وبسط النفوذ، وليس كوسيلة لتحقيق العدل والسلام. من خلال هذا النهج الشامل، يمكن الحد من تأثير هذه الأيديولوجيات المتطرفة، وقطع الطريق أمام استغلالها في صناعة الإرهاب والتطرف.

مقالات مشابهة

  • لجنة التواصل المشتركة لمجلسي النواب والدولة تؤكد ان تباطؤ المركزي في انتهاج سياسة نقدية حازمة أمر غير مقبول
  • بالرابط.. خطوات تسجيل قراءة عداد الغاز بتروتريد 2025
  • الإرهاب باسم الشريعة: قراءة في الاستراتيجيات الخطابية لتنظيم داعش
  • "عمومية صحار الدولي" توافق على توزيع أرباح نقدية وتخصيص 500 ألف ريال للمسؤولية الاجتماعية
  • مديرية الإعلام في حلب لـ سانا: معظم ما يصدر من إشاعات على هذا الاتفاق، مصدره قوى وجهات تريد تعكير الأجواء السياسية، وهي متضررة من حالة الاستقرار التي يهدف إلى تحقيقها هذا الاتفاق
  • حكم قراءة سورة الفاتحة وأول سورة البقرة بعد ختم القرآن
  • الكشف عن الدولة العربية التي قدمت دعما لحملة القصف على اليمن
  • بدء محاكمة 22 متهمًا في قضية الهيكل الإداري لـ «الإخوان الإرهابية»
  • إيران وحماس بين لُغة المقاومة وخطاب المصالح.. قراءة في كتاب
  • شافعي صوفي يعادي داعش والقاعدة وقريب من الإخوان (بورتريه)