عبدالله بن بيه يؤكد أهمية بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية
تاريخ النشر: 20th, March 2024 GMT
أكد معالي العلّامة عبد الله بن بيّه، رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، رئيس منتدى أبو ظبي للسلم على أهمية بناء جسور بين المذاهب الإسلامية والسعي في توحيد المسلمين والتقريب بينهم، وقال إن “الإسلام دين التوحيد ودين الوحدة، وحدة الشعور والشعائر”.
جاء ذلك خلال مشاركة معاليه في الجلسة الافتتاحية لأعمال المؤتمر الدولي “بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية”، الذي عقد، تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ملك المملكة العربية السعودية الشقيقة، وبتنظيم من رابطة العالم الاسلامي، بمكة المكرمة.
شهد المؤتمر الذي ترأسه معالي الشيخ الدكتور محمد عبد الكريم العيسى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، مشاركة دولية واسعة لعدد كبير من ممثلي المذاهب والطوائف الإسلامية؛ قصد العمل على تعزيز المشتركات، وإطلاق “وثيقة بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية”، التي ترسمُ معالمَ مضيئةً ودَلالاتٍ إرشاديةً مهمَّةً وتَبني جُسورًا من الإِخاءِ والتعاوُنِ بين المذاهب الإسلامية، لخير الأمة في مواجهة التحديات.
وفي مستهل كلمته، ذكّر معالي العلامة ابن بيّه بأن الوحدة ضرورة عقلية وواجب ديني ومبدأ أساسي بالنسبة للمجتمعات للإنسانية عامة والمجتمعات الإسلامية خاصة، مشيرا إلى أن الوحدة في الإسلام «مفهوم عظيم يشمل بسماحته جميع دوائر الوجود الإنساني، ويغطي جميع العلاقات الفردية والجماعية والدولية، فالإسلام هو دين التوحيد ودين الوحدة، وحدة الشعور والشعائر».
كما نبّه معاليه إلى أن الوحدة لها عدة أسس، هي المشتركات الدينية الكبرى بين جميع المسلمين، وعلى رأسها شهادة التوحيد، شهادة أن لا إلهَ إلاَّ الله وأن مُحَمَّداً رَسُولُ الله، معتبرا بأن “هذه الشهادة هي المحطة الجامعة، وهي أعلى درجات الوحدة التي تجمع كافة الطوائف والمذاهب الإسلامية على إله واحد، ورسول خاتم”.
وأضاف معاليه أن من الأسس المهمة كذلك إقامة شعائر الإسلام الظاهرة التي يجتمع عليها المسلمون، مذكرا بما جاء في الحديث الصحيح: ” مَن صَلَّى صَلَاتَنَا واسْتَقْبَلَ قِبْلَتَنَا، وأَكَلَ ذَبِيحَتَنَا فَذلكَ المُسْلِمُ الذي له ذِمَّةُ اللَّهِ وذِمَّةُ رَسولِهِ، فلا تُخْفِرُوا اللَّهَ في ذِمَّتِهِ”. وخلص رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي إلى أن “هذا الحديث يعتبر أصلاً جامعاً وبرهاناً قاطعاً على استصحاب ظاهر أحوال الناس دون البحث في ضمائرهم ولا التفتيش عن سرائرهم”.
وقدّم معالي الشيخ ابن بيّه معالم التجسير المنشود لتحقيق الوحدة الإسلامية من خلال جملة من الجسور المقترحة. الجسر الأول، أدب الخلاف وحسن التعامل مع المخالف، والثاني: إعمال سدّ الذرائع في بناء جسور الوحدة، وذلك بإغلاق الباب أمام المفاسد العظيمة الواقعة من كلام بعض المسلمين في بعضهم، وبخاصة مع كثرة وسائل نشر المعلومات والتواصل، وإذاعة ما يؤدي إلى التنافر والتباغض. والجسر الثالث هو القول اللين والشفقة على أهل الملة، وهذا الجسر يحمل المسلم على حسن الظن بالآخرين، والتلطف في النصح ومحبة الخير للغير. والجسر الرابع: تفعيل آلية الحوار إذ به يتحقَّق التعارف والتعريف، التعرف على الغير والتعريف بالنفس. وقد أَصّل الإسلام للحوار، وجعله مبدأ أساسياً للتواصل مع الآخر، القريب أو الغريب، المشابه أو المغاير. والجسر الخامس تعزيز قيمة التسامح؛ فالشريعة الإسلامية حنيفية سمحة، أي السهلة الميسّرة، حنيفية في التوحيد، سمحة في العمل، بعيدة عن التشدُّد، مرفوع فيها الحرج.
وفي ختام كلمته، لفت معالي الشيخ ابن بيه إلى أن هذه الوحدة التي يتحدث عنها المؤتمر ليست وحدة طاردة أو إقصائية تجاه الانتماء إلى أفق الإنسانية الرحب، بل هي وحدة تتعايش مع عموم البشر بمختلف أديانهم وأعراقهم، وفقاً لقاعدة المشتركات الإنسانية وطبقاً لقانون المصالح والمفاسد الذي هو أصل مقرّر من أصول الشريعة.وام
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
«استشاري الشارقة» يؤكد مواصلة نقل تطلعات المواطنين
الشارقة: «الخليج»
عقدت هيئة مكتب المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة، أمس، اجتماعها الرابع، ضمن أعمالها دور الانعقاد العادي الثاني من الفصل التشريعي الحادي عشر، وذلك في مركز واسط للأراضي الرطبة، التابعة لهيئة البيئة والمحميات الطبيعية، التي تمثّل أحد المعالم البيئية الرائدة بالإمارة.
ترأس الاجتماع الدكتور عبدالله بلحيف النعيمي، رئيس المجلس، في حضور نائب رئيس المجلس، حليمة حميد العويس، وعدد من رؤساء اللجان المتخصصة في المجلس، منهم محمد علي جابر الحمادي، رئيس لجنة الشؤون التشريعية والقانونية والطعون والاقتراحات والشكاوى، وراشد عبدالله بن هويدن، رئيس لجنة الشؤون المالية والاقتصادية والصناعية، وجاسم محمد الهناوي النقبي، رئيس لجنة إعداد مشروع التوصيات، والهندسة جميلة الفندي الشامسي، رئيس لجنة المرافق العامة، وشيخه علي النقبي، رئيس لجنة شؤون التربية والتعليم والثقافة والإعلام والشباب، والدكتورة هند صالح الهاجري، مقررة لجنة الشؤون الصحية والعمل والشؤون الاجتماعية، وأحمد سعيد الجروان، أمين عام المجلس ومقرر هيئة المكتب، ومعاونوه من الأمانة العامة للمجلس.
واستهل الاجتماع بجولة تفقدية في أرجاء المحمية، اطلع خلالها رئيس المجلس والأعضاء على مرافقها الفريدة، وما تضمه من تنوّع بيئي وطبيعي يعكس رؤية الشارقة في حماية التنوع الحيوي، حيث أثنى رئيس المجلس على جهـــود هيئة البيئة في تطـــوير هــذا الصرح البيئي المتميز.
واستعرضت هيئة المكتب خلال الاجتماع عدداً من البنود المهمة، من بينها التصديق على محضر الاجتماع الثالث الذي عُقد بتاريخ 17 فبراير 2025، إلى جانب تحديد مواعيد الجلسات العامة القادمة ومواضيعها المتبقية خلال دور الانعقاد الحالي، بما يضمن استمرارية العمل الرقابي والتشريعي وفق رؤية واضحة.
كما ناقش الاجتماع السؤال البرلماني المقدم من العضو راشد عبدالله بن هويدن الكتبي، حيث جرى بحث محاوره وأهدافه ضمن إطار تعزيز الأداء المؤسسي وتجويد بيئة العمل بالإمارة.
وتناول المجتمعون استعدادات المجلس لمناقشة سياسة دائرة التنمية الاقتصادية في الشارقة، المقرر عقدها خلال جلسة الخميس الموافق 24 إبريل/نيسان 2025، وجرى التباحث حول آليات مناقشة السياسة والتوصيات المتوقع تقديمها، بما يعزز البيئة الاقتصادية ويحقق الاستدامة.
وفي ذات السياق، اطلعت هيئة المكتب على مجموعة من الاقتراحات الواردة للمجلس، سواء من الأعضاء أو الجمهور، بما يعكس حرص المجلس على فتح قنوات التواصل الفعّال مع المجتمع، وإشراكه في صنع القرار المحلي.
واختُتم الاجتماع ببحث ما استجد من أعمال، حيث أكد الدكتور عبدالله بلحيف، أن المجلس سيبقى منصة برلمانية حيّة تعبّر عن نبض المواطنين، وتعكس تطلعاتهم، وتدعم منظومة العمل المؤسسي في إمارة الشارقة تحت ظل القيادة الرشيدة لصاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة.
وأشاد بما يشهده المجلس من تفاعل متواصل بين أعضائه واللجان المتخصصة، مؤكداً أن المرحلة المقبلة ستشهد مزيداً من النقاشات الجادة والمبادرات البناءة، بما يخدم المصلحة العامة، ويعزز مسيرة التنمية الشاملة في الإمارة.
عقدت هيئة مكتب المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة، أمس، اجتماعها الرابع، ضمن أعمالها دور الانعقاد العادي الثاني من الفصل التشريعي الحادي عشر، وذلك في مركز واسط للأراضي الرطبة، التابعة لهيئة البيئة والمحميات الطبيعية، التي تمثّل أحد المعالم البيئية الرائدة بالإمارة.