يُعد الرسام التشكيلي الإسباني سلفادور دالي، أحد رواد المدرسة السريالية، ذلك الفنان المتعدد المواهب، فهو رسام ونحات ومصمم ديكور وكاتب، ومهتم بالعلوم والنظريات العلمية.

                

 

ولد سلفادور دالي، في مايو ١٩٠٤، في كتالونيا بإسبانيا، وسمى باسم أخيه الذي تُوفى قبل ولادته بثلاث سنوات، فهو الابن الوحيد والمدلل لعائلة ثرية، جعلت منه ثائرًا على قيم المجتمع.

عاش «دالي» مُرفهًا بين أسرة ثرية، وكان والداه يوفران له كل مطالبه، ونتيجة لدلاله المبالغ فيه عُرف عنه سلوكه الطائش، كدفعه صديقه عن حافة عالية كادت تقتله، أو رفسه رأس شقيقته آنا ماريا، التي كانت تصغره بثلاث سنوات، أو تعذيب هرّة حتى الموت، واجدًا في أعماله تلك متعة كبيرة كالتي كان يشعر بها حين يُعذب نفسه أيضًا، حيث كان يرتمي على السلالم ويتدحرج أمام نظر الآخرين، ولعل هذه التصرفات التي أوردها سلفادور دالي، في مذكراته فيما بعد هي التي شكّلت الشرارة النفسية الأولى للمذهب الفني الذي اختاره للوحاته.

حياته الفنية

بدأ رحلته مع الرسم مُبكرًا، فكانت أولى لوحاته حين كان في السابعة من عمره، ولفت نظر العائلة فشجعته على الدراسة فى كلية الفنون الجميلة فى سان فيرناندو، ولكنه تمرد عليها فتركها، واختار أسلوبه الخاص المتأثر بالمدرسة التكعيبية بابلو بيكاسو.

شارك فى أول معرض سريالي بأمريكا عام ١٩٣٢، وبدأت تتجلى الرمزية في أسلوبه، وكانت لوحاته تجسيدا لعوالم افتراضية، وتعبر عن خياله المنطلق، وانضم إلى السيراليين مجموعة كتاب وفنانين.

متعدد المواهب

لم يكتف «دالي» بالفن فقط، ولكن امتد عطاؤه ليشمل الأفلام، والنحت، وفيلم الرسوم المتحركة القصير، ومن أفلامه فيلم «دزتينو» فاز بجائزة أكاديمية.

لوحاته الأسطورية

أصبح «دالي» أشهر الفنانين العالميين السرياليين، وذلك عام ١٩٢٩ إلى ١٩٣٧، حيث رسم أشهر أعماله الفنية منها لوحته المُبهمة «إصرار الذاكرة»، والتي بها ساعات متعرجة رخوة، ولوحة «جالاتيا ذات الأفلاك»، التي أظهرت عبقريته وجنونه في رسم زوجته وحبيبته بطريقة مميزة، مما جعلت اللوحة أسطورية.

دمج الفن بالفيزياء

كان «دالي» مهووس بالعلوم، خاصة الفيزياء النووية منذ انفجار القنبلة الذرية عام ١٩٤٥، حيث وصف الذرة بـ«طعامه المفضل للفكر»، فكانت مصدر إلهامه، ظهر ذلك فى لوحاته التى كانت معظم العناصر والكائنات بها معلقة ولا تتصل ببعضها، كما فعل في عمله المميز «مادونا بورت ليجات»، وهي لوحة كانت لزوجته جالا.

أفلام سلفادور

عام ١٩٢٨ كتب «دالي» في باريس سيناريو فيلم «كلب أندلسي» والذي أخرجه المخرج الإسباني لويس بونويل، ويبلغ طول الفيلم ١٧ دقيقة، وهو مزيج حُلمي غريب، والمشاهد والأفكار لا يمكنها أن تُثير تفسيرًا عقلانيًا من أي نوع: شفرة موسى تفقأ عين فتاة، رجل ينزع فمه من وجهه، بيانو تزينه جثث حمير، نمل يزحف على يد رجل، رجل في الشارع يحمل مكنسة تنتهي إلى يد آدمية يدفع بها الفضلات، ومن الطريف أنه لايوجد في الفيلم أي كلب أو أندلس، وفي عام ١٩٣٠ كان الفيلم الثاني لدالي بعنوان «العصر الذهبي» ويتميز أيضًا بعدم إمكانية تفسيره تفسيرًا عقلانيًا، وهو من إخراج «بولونيل» أيضًا.

مؤلفات العبقري المجنون

له عدة مؤلفات أشهرها كتاب بعنوان «يوميات عبقري في باريس»، وهو مقتبس من دفتر يومياته لعام ١٩٥٣ إلى ١٩٦٣ من حياته، ويُشكّل تكملة لسيرته الذاتية التي صدرت بعنوان: «الحياة السرية لسلفادور دالي»، ليصبح أكثر كتبه إثارة للجدل.

رحيله

توفى «دالى» فى ٢٣ يناير ١٩٨٩، بكتالونيا عن عمر ناهز ٨٤ عامًا، تاركًا إشارة استفهام ضخمة حول حجم الإرث الذي خلّفه، بجانب قائمة من الفضائح التى تشكل تراثًا شعبيًا حسب قوله.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: السريالية فن تشكيلي

إقرأ أيضاً:

"الشارقة للخط" ينطلق 2 أكتوبر ويكرّم 3 مبدعين

تنظم دائرة الثقافة بالشارقة فعاليات النسخة الـ 11 من ملتقى الشارقة للخط، في 2 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، تحت رعاية عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي.

وتتضمن الفعاليات تكريم 3 مبدعين في فنّ الخطّ العربي، هم الخطّاط الإماراتي خالد علي الجلّاف، والباحث والأكاديمي العراقي إدهام خالد حنش، والباحث التاريخي في الفن الإسلامي والأندلسي الإسباني خوسيه ميغيل بويترا.
وفي ساحة الخطّ في قلب الشارقة، خلال اليوم الأول من الافتتاح، ستُعرض أعمال المكرمين في معارض شخصية، على أن تواصل المعارض الثلاثة، عرض الأعمال الخطّية أمام الجمهور طيلة فترة الملتقى.
وصرح مدير إدارة الشؤون الثقافية في دائرة الثقافة، مدير ملتقى الشارقة للخطّ، محمد إبراهيم القصير إنه لطالما استمد الملتقى نجاحه من رؤى حاكم الشارقة، التي تهدف إلى الاهتمام بالثقافة والفنون، باعتبارهما ركيزتين أساسيتين في بناء الحضارات والمجتمعات، وتأتي عالمية الملتقى تأكيداً على تلك الرؤى العميقة، حيث يحرص الملتقى على تجسيدها سعياً لترجمة نهجه ورؤاه.
وذكر أن تكريم المبدعين من الخطاطين والمشتغلين بهذا الفن الإنساني الجامع لفرادة المعنى وبلاغة التصوير، هو امتداد لتوجيهات حاكم الشارقة، واستمرار لرسالة الملتقى في الاهتمام بمبدعي هذا الفن الأصيل، مبيناً أنه في هذه النسخة سيتم تكريم 3 مبدعين، ممن كانت لهم اسهامات بارزة في فنّ الخطّ العربي، سواء على صعيد الممارسة أو على صعيد البحث والتأريخ.
وختم إبراهيم القصير، أن الملتقى منذ تأسيسه في 2004، مستمر بتواصله مع المبدعين واليوم يصل لمحطته الحادية عشرة، منطلقاً لأفكار جديدة ومتجددة، لافتاً إلى أن النسخة المقبلة للملتقى، ستضم سلسلة من المعارض الجماعية والشخصية، وهي نسخة مشغولة بتفان عال، أنجزها عدد من الفنّانين بمهنية المحترف، ويتجلّى ذلك في المعرض العامّ الذي سيقدّم أعمالاً متنوّعة في الخطوط الأصيلة لفنانين من كافة دول العالم، فضلاً عن عدد من المعارض الأخرى مثل المعارض المعاصرة، ومعرض "في حب الإمارات"، لمجموعة من الخطاطين والخطاطات الإماراتيين، يقدّمون سلسلة أعمال تعكس في موضوعاتها حبّ الوطن.
وكذلك يقام معرض "إحياء الخطوط"، الذي يعيدنا إلى خطوط أصبحت منسية، فيما يقدّم الفنّانان التركي داوود بكتاش والإيراني صادق شافعي، معرضيهما الشخصيين، حيث يأتي الأول بعنوان "حروف ذهبية" لبكتاش و"تراقيم على القلم" لشافعي إضافة إلى مشاركة ثرية لعددٍ من المؤسّسات المحلّية.

مقالات مشابهة

  • نجوم الفن يشيدون بدور إيمان العاصي في مسلسل «برغم القانون»
  • 5 معلومات عن حسن فؤاد بعد وفاة والده.. ترك الفن بعد رحيل علاء ولي الدين
  • زمن الببغاوات
  • الفن والحقيقة
  • "العلاج بالفن".. دور الفن كقوة ناعمة في محاربة التطرف وتنمية المراهقين
  • مليارديرات هوليود.. من أين جنى أغنى مشاهير الفن ثرواتهم؟
  • فنانون تحدثوا عن الموت قبل وفاتهم (تقرير)
  • عودة السبعينيات| ألوان زاهية وقصات واسعة تهيمن على أسبوع لندن للموضة
  • "الشارقة للخط" ينطلق 2 أكتوبر ويكرّم 3 مبدعين
  • ملتقى الشارقة للخط يكرّم 3 مبدعين في الدورة 11