جلست أم نائل تقرأ القرآن فوق ما تبقى من ركام منزلها، حيث اختارت وعائلتها البقاء بدلا من النزوح الى مكان آخر في القطاع الذي أحالت الحرب مساحات شاسعة منه، دمارا كاملا.

الأمم المتحدة: قيود إسرائيل على دخول المساعدات لغزة "قد تشكل جريمة حرب"

وتسأل المرأة "إلى أين نذهب؟"، مضيفة "فوجئنا وصعقنا عندما وجدنا البيت كله مهدما، الطوابق الخمسة كلها.

نصبنا خيمة وقعدنا فوق الردم".

وتروي أم نائل لوكالة "فرانس برس" كيف قررت مع زوجها سعيد إسماعيل بناء مأوى لهما فوق الأنقاض، في تجربة ستبقى على صعوبتها، أقل مرارة من تجربة النزوح والتشرد.

وتوضح أثناء جلوسها على أريكة أنقذتها من تحت الركام في هذا الملجأ المفتوح الذي يؤويها مع زوجها وأطفالهما الأربعة "كان أحد الطوابق عبارة عن استوديو مجهز بالكاميرات والمعدات وأجهزة الكمبيوتر.. كل شيء صار تحت الردم".

وأضافت المرأة البالغة من العمر ستين عاما "لا أحد يستطيع ترك ذكرياته وبيته. تعبنا فيه، ثلاثون سنة ونحن نبني فيه". وأشارت الى أن العائلة قررت عدم النزوح لأنه "لا يوجد مأوى. كل البيوت مدمرة"، معددة أسماء أقاربهم الذين دمرت منازلهم أيضا.

وفي المأوى المؤقت، رتبوا بعض كتل الحجارة على شكل سلالم. وعلقوا واجهة ساعة محطمة على عمود نجا من القصف. وظهر حوض من النباتات الخضراء، وعلقوا على حبل قطعا بلاستيكية حمراء لإضفاء القليل من البهجة على مشاهد الخراب المحيط بهم من كل حدب وصوب.

وقد أدت الحرب الإسرائيلية والقصف المكثف التي اتبعته إسرائيل بهجوم بري واسع النطاق إلى مقتل نحو 32 ألف شخص في قطاع غزة، غالبيتهم من المدنيين، وإصابة قرابة 80 ألفا معظمهم من النساء والأطفال.

وتقول وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) إن "الدمار في قطاع غزة خلف 23 مليون طن من الركام" في هذه المنطقة الساحلية الضيقة، وأضافت عبر منصة "إكس" يوم الجمعة الماضي: "سيستغرق التخلص من الركام عدة سنوات".

وفي مأواهم المكشوف على الريح والمطر، تتمثل المهمة الأصعب بالنسبة لأم نائل وزوجها يوميا في العثور على ما يقتاتون به. وتقول: "لا يوجد مساعدات. لم تصلنا أي مساعدات. نأخذ من حشائش الأرض ونحضر الشوربة (الحساء)".

بدوره، يوضح زوجها سعيد إسماعيل: "نذهب إلى التكية وإلى الجمعيات ونقف في طابور ربما نحصل على صحن خبيزة أو أي صحن آخر.. كله خبيزة، لا نأكل شيئا آخر".

وبلغ الوضع الإنساني مستوى كارثيا بشكل خاص في شمال قطاع غزة، حيث يعيش الزوجان. فقد بقي في هذه المنطقة نحو 300 ألف من سكان غزة البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة، والذين تقدر الأمم المتحدة أن أكثر من 1.7 مليون شخص نزحوا عن منازلهم للإقامة في مدارس أو مقرات تابعة لمنظمات دولية، أو نصبوا الخيام في مساحات عامة في القطاع.

وحذرت وكالات أممية متخصصة من مجاعة يصعب تلافيها في شمال غزة خلال أسابيع ما لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة لإيصال ما يكفي من المساعدات وتوزيعها.

المصدر: فرانس برس

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: الجيش الإسرائيلي الحرب على غزة تل أبيب جرائم حرب جرائم ضد الانسانية حركة حماس طوفان الأقصى قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

استشهاد مسنة فلسطينية برصاص الاحتلال في شمال الضفة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

لقيت مسنة فلسطينية (60 عامًا) حتفها صباح اليوم الثلاثاء، إثر إطلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي الرصاص عليها عند حاجز الجلمة العسكري في شمال الضفة الغربية، في استمرار لوتيرة التصعيد الإسرائيلي ضد الفلسطينيين.

وأكدت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، في بيان نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا"، أن طواقمها قامت بنقل الشهيدة إلى مستشفى جنين الحكومي بعد استهدافها برصاص الاحتلال. فيما أفادت مصادر طبية داخل المستشفى بوصول جثمان الشهيدة إلى قاعة الطوارئ.

بالتزامن مع حادثة إطلاق النار، اقتحمت القوات الإسرائيلية الحي الشرقي في جنين فجر اليوم، حيث حاصرت منزلًا وهاجمته بالقذائف المضادة للدروع "الإنيرجا"، مما أسفر عن إصابة شاب، في حين منعت قوات الاحتلال طواقم الإسعاف من تقديم العلاج أو نقله إلى المستشفى.

كما فرض جنود الاحتلال حصارًا على بناية سكنية في منطقة خلة الصوحة قرب مخيم جنين، حيث أجبروا سكانها على مغادرتها واحتجزوهم في الشارع، بينما خضعوا لاستجواب ميداني.

و اصلت القوات الإسرائيلية عملياتها العسكرية، حيث حاصرت قاعة "لافندر" في شارع حيفا غرب جنين، وأطلقت باتجاهها قذائف الإنيرجا، دون توفر معلومات حول وجود أشخاص بداخلها.

يأتي هذا التصعيد في سياق حملة عسكرية مستمرة منذ 50 يومًا على مدينة جنين ومخيمها، خلفت حتى الآن 31 شهيدًا وعشرات المصابين، وفقًا لما أوردته وكالة "وفا".

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة: وضع صحي مزرٍ للغاية في شمال دارفور، و200 منشأة صحية في الفاشر لا تعمل
  • الأمم المتحدة: استمرار الاشتباكات والعنف في الكونغو الديمقراطية له تأثير مدمر على المدنيين
  • استشهاد مسنة فلسطينية برصاص الاحتلال في شمال الضفة
  • اليونيسف: 90% من سكان غزة لا يستطيعون الحصول على المياه
  • فلسطينيو شمال غزة يصومون على وقع التهديدات ويفطرون فوق الركام
  • الأمم المتحدة تحذر من العواقب الإنسانية لتوقف دخول المساعدات إلى غزة
  • الأمم المتحدة تؤكد أن قطع الكهرباء عن غزة يعد إبادة جماعية
  • عائلة مكية تحول فناء منزلها إلى مطعم شعبي مفتوح .. فيديو
  • نزوح 1476 عائلة سورية إلى شمال لبنان
  • نظر محاكمة دعوى الامتناع عن تسليم الميراث لطبيبة بالشيخ زايد اليوم