أبرز تطورات اليوم 165 من الحرب الإسرائيلية على غزة
تاريخ النشر: 20th, March 2024 GMT
في اليوم الـ165 للحرب على غزة، تزايدت المخاوف الأممية من مجاعة كبيرة في القطاع وكارثة إنسانية غير مسبوقة ودعت إلى التعجيل بدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، وفي حين تحذر واشنطن ومعظم دول العالم من مخاطر عملية برية في رفح على السكان والنازحين فإن إسرائيل تعمل على قصف المدينة بدون تردد في الوقت الذي تواصل فيه استهداف مختلف مناطق القطاع وارتكاب العديد من المجازر الذي يسقط فيها عشرات الشهداء والجرحى.
أكد المفوض السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك -في فيديو على منصة إكس- أن حالة المجاعة في قطاع غزة هي نتيجة للقيود الإسرائيلية واسعة النطاق على دخول وتوزيع المساعدات الإنسانية والسلع التجارية.
وقال إن الحصار الذي فرضته إسرائيل على غزة منذ 16 عاما أثر بشكل كبير على حقوق الإنسان ودمر الاقتصاد المحلي وخلق حاجة للاعتماد على المساعدات.
كما قالت الأمم المتحدة إن الوفيات الناجمة عن المجاعة في قطاع غزة سببها القيود الشاملة التي تفرضها إسرائيل على دخول المساعدات.
وقد أكدت الناطقة باسم برنامج الغذاء العالمي، عبير عطيفة أن إدخال عدد ضئيل من الشاحنات لا يساعد في إنقاذ الأرواح بغزة، مشددة أن غزة لا تحتاج الغذاء فقط بل المكملات الغذائية وعلاج سوء التغذية للأطفال.
وقد أعرب البيت الأبيض عن قلقه العميق إزاء التقرير الأممي الذي يشير إلى مجاعة وشيكة في غزة، قائلا إنه ينبغي لإسرائيل السماح بوصول مساعدات الإغاثة من دون عراقيل. لكن وزارة الخارجية الأميركية قالت من طرفها إن واشنطن لم تر حتى الآن أدلة قاطعة تشير إلى أن إسرائيل تستخدم التجويع كسلاح في حرب غزة.
كما أعرب المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لويس ميغيل بوينو للجزيرة عن أسفه ورفضه للمجاعة بغزة ودعا إلى فتح المعابر الإضافية في القطاع أمام دخول المساعدات.
من جهتها، أكدت وزيرة التعاون والتنمية البلجيكية كارولين غينيز أن إسرائيل لا يمكنها أن تهزم حركة المقاومة الإسلامية(حماس) من خلال تجويع المدنيين في قطاع غزة، ودعت كذلك إلى فتح المعابر والتوقف عن منع دخول المساعدات إلى القطاع.
مزيد من التفاصيل
يوم دامي آخر في القطاع
على الصعيد الميداني، أفاد مراسل الجزيرة بأن الطيران الإسرائيلي شن غارات عنيفة وقصفا مدفعيا على مناطق متفرقة من غزة.
وأكد مراسل الجزيرة أن القصف الإسرائيلي استهدف تجمعا للجان شكلها الوجهاء والعشائر جنوب شرق مدينة غزة، مما أسفر عن سقوط شهداء وجرحى.
كما استشهد عدد من المواطنين وأصيب آخرون في قصف إسرائيلي لمنازل في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة.
كما أكد مراسل الجزيرة استشهاد 5 فلسطينيين بينهم أطفال، في غارة إسرائيلية استهدفت سيارة في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
وذكرت وسائل إعلام محلية أن الغارة الإسرائيلية على سيارة بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة قبل حوالي ساعتين، استهدفت مدير شرطة النصيرات محمود البيومي الذي استشهد مع مرافقيه وطفلين.
واستشهد أيضا 15 فلسطينيا في قصف إسرائيلي استهدف منزلا لعائلة مقبل وسط مدينة غزة.
واستشهد كذلك عدد من الفلسطينيين وأصيب آخرون جراء غارات شنتها قوات الاحتلال على منازل غرب مدينة غزة، وقصف مدفعي استهدف مخيم الشاطئ في القطاع.
كما قال مراسل الجزيرة إن قصفا إسرائيليا استهدف مخزنا للمساعدات تابعا لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، خلّف شهيدين وعددا من الجرحى.
وقصفت مدفعية الاحتلال محيط بلدة القرارة شمال مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.
واستشهد 10 مواطنين وأصيب آخرون جراء غارات إسرائيلية استهدفت منزلين وشقة سكنية بمدينة رفح.
وكان مراسل الجزيرة قال إن طائرات الاحتلال الإسرائيلي شنت 3 غارات على مناطق متفرقة بمدينة رفح وسُمع على إثرها دوي انفجارات ضخمة.
وقالت وزارة الصحة في قطاع غزة إن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 9 مجازر في القطاع خلال الساعات الـ24 الماضية راح ضحيتها 93 شهيدا و142مصابا.
وأعلن الهلال الأحمر الفلسطيني أن 14 فردا من طواقمه استشهدوا خلال أداء عملهم في قطاع غزة منذ بداية الحرب على القطاع المحاصر.
مزيد من التفاصيل
عمليات المقاومة
في المقابل، قالت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس، إنها استهدفت آليتين إسرائيليتين بقذيفتي "الياسين 105" في محيط مجمع الشفاء الطبي غربي مدينة غزة.
كما قالت سرايا القدس -الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي- إنها استهدفت بقذائف "تاندوم" و"آر بي جي" آليتين عسكريتين إسرائيليتين في محيط المستشفى.
وأعلنت سرايا القدس أنها قصفت تجمعات جنود الاحتلال غرب نتساريم (شمال المحافظة الوسطى) بصواريخ من نوع 107.
وأقر الجيش الإسرائيلي بإصابة 8 عسكريين في معارك قطاع غزة خلال الساعات الـ24 الماضية، بدون أن يضيف تفاصيل حول طبيعة المعارك التي أدت لإصابتهم.
وكان جيش الاحتلال أعلن في وقت سابق مقتل قائد في غرفة عمليات اللواء 401 ليرتفع عدد الجنود القتلى في غزة إلى 594 منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
مستشفى الشفاء
ولا تزال قوال الاحتلال تحاصر مستشفى الشفاء بمدينة غزة منذ الاثنين وتواصل استهداف مناطق في محيطه، وقد أكد المكتب الإعلامي الحكومي بغزة أن قوات الاحتلال ارتكبت مجزرة دامية وأعدمت 50 فلسطينيا، واعتقلت قرابة 200 آخرين في مستشفى الشفاء ومحيطه.
كما قالت وزارة الصحة في غزة إن المرضى والطواقم الطبية المحتجزين في مستشفى الشفاء يواصلون صيامهم لليوم الثاني على التوالي من دون إفطار، وذلك لعدم توفر الماء والطعام نتيجة حصارهم من قبل قوات الاحتلال.
واعتبرت حركة حماس أن استمرار العدوان الإسرائيلي على مستشفى الشفاء في غزة هو محاولة للتغطية على إخفاق الاحتلال في تحقيق أهدافه العسكرية ودعت الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والأمم المتحدة إلى التحرك لوقف المجزرة في مستشفى الشفاء.
وقال الصحفي الفلسطيني سائد رضوان إن الاتصال انقطع مع جميع الموجودين في مستشفى الشفاء الطبي الذين تحتجزهم قوات الاحتلال منذ مساء الاثنين.
مزيد من التفاصيل
استهداف الصحفيين
في إطار آخر، قالت مؤسسات الأسرى الفلسطينية إن 61 صحفيا اعتقلوا منذ بدء الحرب على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مشيرة إلى اعتقال 23 صحفيا دون توجيه أي تهم لهم أو محاكمتهم من قبل سلطات الاحتلال.
مزيد من التفاصيل
في المقابل، أفرج الاحتلال الإسرائيلي عن الزميل إسماعيل الغول وعدد من الصحفيين بعد اعتقالهم لمدة 12 ساعة في مستشفى الشفاء.
في الأثناء، قالت صحيفة واشنطن بوست إنها حصلت على صور كاميرا طائرة الصحفي مصطفى ثريا الذي قتله الجيش الإسرائيلي مع حمزة الدحدوح في غزة في السابع من يناير/كانون الثاني الماضي، مؤكدة أن الصور تثير تساؤلات بشأن التبرير الإسرائيلي لقتل الصحفيين.
وأكدت الصحيفة -في تقرير لها- أن صور الكاميرا الطائرة لا تظهر جنودا أو معدات رغم زعم إسرائيل بوجود استهداف "إرهابي" شكل تهديدا لقواتها.
مزيد من التفاصيل
عودة الود بين نتنياهو وبايدن
على الصعيد السياسي نقل موقع أكسيوس الأميركي عن مصادر مطلعة قولها إن بايدن أبلغ نتنياهو -خلال اتصالهما الهاتفي أمس الاثنين- أنه لا يحاول تقويضه سياسيا، بعد أن أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي عن قلقه من أن البيت الأبيض يحاول تقويضه بعد زيارة الوزير في مجلس الحرب بيني غانتس إلى واشنطن. وأضافت أن الاتصال الهاتفي ساعد في تنقية الأجواء بينهما إلى حد ما.
وبهذا الصدد قالت وزارة الخارجية الأميركية إن واشنطن لم تر حتى الآن أدلة قاطعة تشير إلى أن إسرائيل تستخدم التجويع كسلاح في حرب غزة.
مفاوضات الهدنة
وفي ما يتعلق بمفاوضات الهدنة، قال المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري في مؤتمر صحفي بالدوحة إن المفاوضات استؤنفت بكافة مساراتها في الدوحة، وعبر عن تفاؤل حذر، مشيرا إلى أن الفرق الفنية تلتقي لبحث بعض التفاصيل وأن محادثات الدوحة تركز على المساعدات الإنسانية وتحقيق وقف مؤقت لإطلاق النار.
من ناحيته، قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية إن استهداف الاحتلال للشرطة والأجهزة الحكومية يعكس مسعى قادة إسرائيل لتخريب المفاوضات التي تجري في الدوحة، ويوضح محاولتهم نشر الفوضى بالقطاع.
مزيد من التفاصيل
في المقابل، نقل موقع أكسيوس عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن نتنياهو ضيق نطاق صلاحيات وفد التفاوض الإسرائيلي ووضع خطوطا حمراء أمام ما يمكنهم قبوله.
وقال المسؤولون الإسرائيليون إن نتنياهو وضع خطوطا حمراء أكثر صرامة بشأن قائمة الأسرى الفلسطينيين بالصفقة.
عملية رفح
في هذا الشأن قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه احتراما للرئيس الأميركي جو بايدن، اتفقت تل أبيب مع واشنطن على أن تقدم الأخيرة أفكارا للمساعدات الإنسانية قبل شن عملية عسكرية في رفح جنوبي قطاع غزة.
كما صرح نتنياهو بأن هناك جهات داخل إسرائيل انضمت إلى الولايات المتحدة لمنع عملية عسكرية في رفح جنوبي قطاع غزة.
في الإطار ذاته، قال المتحدث باسم البنتاغون للجزيرة إن واشنطن لم تر حتى الآن خطة لعملية برية في رفح جنوبي قطاع غزة تضمن سلامة المدنيين وتوفير المساعدات، وشدد على أن الولايات المتحدة أوضحت للإسرائيليين أنها لا تؤيد أي عملية برية في رفح دون خطة قابلة للتنفيذ.
كذلك، أكدت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني معارضة بلادها التوغل البري المحتمل للقوات الإسرائيلية في مدينة رفح، وذلك لعواقبه الكارثية على المدنيين.
كما قال مكتب رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو إن رئيس الوزراء عبر عن قلقه إزاء الهجوم الإسرائيلي المزمع على مدينة رفح بجنوب غزة.
وبهذا الصدد، قال الرئيس الأميركي إنه طلب من نتنياهو إرسال فريق إلى واشنطن لبحث سبل استهداف حركة حماس من دون القيام بعملية برية في مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
وأعلنت رئاسة الوزراء الإسرائيلية إيفاد وزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر ورئيس مجلس الأمن القومي تساحي هنغبي لإجراء مباحثات بواشنطن حول شن عملية في رفح جنوبي قطاع غزة، ولصالح استمرار القتال. كما نقل موقع أكسيوس عن مصادر إسرائيلية وأميركية تأكيدها أن نتنياهو وافق على زيارة وزير الدفاع يوآف غالانت إلى واشنطن.
من جهته، قال وزير الزراعة الإسرائيلي آفي ديختر أن إسرائيل ليس لديها بديل عن شن عملية عسكرية برية على مدينة رفح لتقويض قوة حماس وتحقيق انتصار كامل على حد تعبيره.
على صعيد متصل قالت وزارة الخارجية الفلسطينية إن إسرائيل بدأت عدوانها على مدينة رفح جنوب قطاع غزة دون أن تعلن عن الخطوة أو تنتظر إذنا من أحد تفاديا لردود الفعل الدولية.
يأتي ذلك بعد تكثيف جيش الاحتلال غاراته على رفح منذ مساء الاثنين، والتي أدت إلى سقوط عدد من الشهداء وإصابة آخرين.
مزيد من التفاصيل
اقتحامات واعتقالات في الضفة
وفي الضفة الغربية أكد نادي الأسير الفلسطيني أن حصيلة حملات الاعتقال التي يشنها الاحتلال في الضفة بلغت 7670، بينهم 246 امرأة ونحو 500 طفل، منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وأضاف نادي الأسير أن سلطات الاحتلال اعتقلت 15 فلسطينيا، الاثنين الماضي في الضفة الغربية، بينهم صحفية وأسرى محررون.
والثلاثاء أكد مراسل الجزيرة إصابة شاب فلسطيني بجروح خطيرة جراء إطلاق مستوطنين النار على سيارته قرب قرية يانون شرقي نابلس بالضفة الغربية المحتلة.
من ناحية أخرى أكد الجيش الإسرائيلي إصابة اثنين من عناصر الأمن في إطلاق نار قرب مجمع عتسيون الاستيطاني جنوب بيت لحم بالضفة الغربية.
واندلعت اشتباكات عنيفة -فجر الثلاثاء- بين مقاومين فلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي بمخيم بلاطة في نابلس بالضفة الغربية، كما اقتحمت قوات الاحتلال أمس منطقة زواتا غرب نابلس وشنت عمليات دهم واعتقال داخل البنايات السكنية، واقتحمت جبل الشريف ودوار الرحمة في مدينة الخليل.
مزيد من التفاصيل
الجبهة اللبنانية
على صعيد الجبهة اللبنانية اعترف الجيش الإسرائيلي بإصابة جنديين بجروح نتيجة إطلاق صواريخ من جنوب لبنان على مواقع في الجليل الأعلى، وذلك بعد بيانات عدة من حزب الله تؤكد استهدافه تجمعات لجنود الاحتلال.
وكان حزب الله قال إنه استهدف قوة عسكرية إسرائيلية في محيط تلة الطيحات بالمدفعية والأسلحة الصاروخية، كما استهدف قوة إسرائيلية أخرى جنوب موقع برانيت، مؤكدا تحقيق إصابة مباشرة بالاستهدافين.
بدوره قال جيش الاحتلال إن طائراته قصفت مبنى عسكريا يوجد بداخله عناصر من حزب الله في بلدة العديسة جنوبي لبنان، كما شن غارة على محيط بلدتي مروحين والعدسية جنوبي لبنان.
مزيد من التفاصيل
الحوثيونمن جهتهم قال الحوثيون إنهم استهدفوا منطقة أم الرشراش (إيلات) جنوبي فلسطين المحتلة بعدد من الصواريخ المجنحة، كما استهدفوا سفينة "مادو" الأميركية في البحر الأحمر بعدد من الصواريخ.
من ناحيتها، قالت القيادة الوسطى الأميركية إن الجيش الأميركي دمر 7 صواريخ مضادة للسفن و3 طائرات مسيرة في مناطق خاضعة لسيطرة جماعة الحوثيين في اليمن.
مزيد من التفاصيل
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 حريات فی رفح جنوبی قطاع غزة الاحتلال الإسرائیلی الجیش الإسرائیلی فی مستشفى الشفاء مزید من التفاصیل دخول المساعدات مراسل الجزیرة قوات الاحتلال الضفة الغربیة عملیة بریة فی رئیس الوزراء فی قطاع غزة قالت وزارة أن إسرائیل مدینة غزة فی القطاع مدینة رفح فی الضفة کما قال فی محیط عدد من فی غزة
إقرأ أيضاً:
تعطيل الاحتلال الإسرائيلي لصفقة التهدئة وقرع طبول الحرب
مع انتهاء المرحلة الأولى من صفقة التهدئة وتبادل الأسرى بين الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة، نحن أمام سلوك انتهازي إسرائيلي غير مستغرب، ومتكرر في تعامل الكيان الإسرائيلي مع الجانب الفلسطيني والبيئة العربية.
كان الخرق الإسرائيلي لاتفاق التهدئة فاضحا بإغلاق المعابر ومنع دخول البضائع، بالرغم من أن انتهاء المرحلة الأولى يلزم الجانب الإسرائيلي بمتابعة المفاوضات والاستمرار في فتح المعابر، وصولا للترتيبات النهائية للمرحلتين الثانية والثالثة.
هدف نتنياهو من إغلاق المعابر وتعطيل الصفقة إلى:
1- ابتزاز المقاومة الفلسطينية، ووضع مزيد من الضغوط عليها لمحاولة تحقيق مكاسب غير منصوص عليها في الصفقة المتوافق عليها، وخصوصا في أجواء يسعى فيها أبناء قطاع غزة إلى لملمة أنفسهم وتضميد جراحهم، وتوفير الحد الأدنى لمتطلباتهم الحياتية.
2- الحفاظ على تماسك الحكومة الإسرائيلية، وخشية نتنياهو من انهيارها، بسبب تهديد سموتريتش بالانسحاب من الحكومة إذا ما دخلت الحكومة في استحقاقات المرحلة الثانية.
خبرة الجانب الإسرائيلي في التعامل مع السلطة الفلسطينية ومع الجانب العربي، لن تُسعفه كثيرا في تعامله مع المقاومة. فقد أثبتت المقاومة صلابتها خلال 18 عاما من الحصار، وفي خمس حروب على قطاع غزة، وقدمت عشرات الآلاف من الشهداء وفي مقدمتهم قادتها، دون أن تتنازل عن أهدافها. و"الفهلوة" الإسرائيلية لن تجدي نفعا في التعامل مع المقاومة
3- الاستفادة من الغطاء الأمريكي الذي لا يحترم الاتفاقات والمواثيق، والذي بدا متقدما حتى على الجانب الإسرائيلي في طرح أفكار باستملاك قطاع غزة وتهجير أهله؛ وكذلك الاستفادة من الأفكار التي طرحها مبعوث الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط ستيفن ويتكوف (Steven Witkoff) بشأن إطلاق سراح الأسرى لدى حماس؛ ومحاولة استثمار ذلك في وضع مزيد من الضغوط على المقاومة.
4- محاولة استعادة زمام المبادرة في الحرب الإعلامية والنفسية مع المقاومة، وتقديم خطاب متشدد للبيئة الداخلية الإسرائيلية، بعد أن كسبت المقاومة الجولات الإعلامية في عمليات تبادل الأسرى، ومحاولة الإيحاء بوجود تطورات وإعادة تموضع وتجهيزات وترتيبات إسرائيلية متعلقة باستئناف الحرب على قطاع غزة، خصوصا في ضوء تولي رئيس الأركان الجديد إيال زامير منصبه، وتغيير عدد من المواقع القيادية، والإعلان عن نتائج بعض التحقيقات في أحداث 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023؛ وبالتالي، محاولة الإيحاء بقدرة الجانب الإسرائيلي هذه المرة على حسم المعركة.
* * *
يبدو أن خبرة الجانب الإسرائيلي في التعامل مع السلطة الفلسطينية ومع الجانب العربي، لن تُسعفه كثيرا في تعامله مع المقاومة. فقد أثبتت المقاومة صلابتها خلال 18 عاما من الحصار، وفي خمس حروب على قطاع غزة، وقدمت عشرات الآلاف من الشهداء وفي مقدمتهم قادتها، دون أن تتنازل عن أهدافها. و"الفهلوة" الإسرائيلية لن تجدي نفعا في التعامل مع المقاومة؛ خصوصا أننا أمام صفقة موقّع عليها لها "ضامنون" دوليون؛ وبالتالي فإصرار المقاومة على موقفها له سنده وشرعيته الثابتة.
هل معنى ذلك أن نتنياهو سيلجأ للحرب؟!
ليس بالضرورة، فالمعطيات التي بين يديه ربما تدفعه للابتزاز التكتيكي ولكن ليس في الولوغ في مستنقع الحرب. فبعد تجربة 471 يوما من الحرب الهمجية الوحشية التي استخدم فيها كل ما يمكن تخيُّله من وسائل القتل والدمار، ثم خرج بهذه الصفقة، ليس ثمة ما في الأفق ما يشجعه على حرب مماثلة تؤدي إلى نتائج أفضل. ثم إن المزاج العام للجمهور الإسرائيلي الصهيوني لا يميل للحرب، ويفضل الدخول في المرحلة الثانية من الصفقة.
نعم، ثمة غُصَّة لدى الجانب الإسرائيلي أنه لم يحقق أهدافه من الحرب، وأن حماس استرجعت تموضعها القوي في القطاع، وملأت مباشرة سؤال "اليوم التالي" للحرب؛ ولكن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية كانت تدرك قبل أكثر من سبعة أشهر على نهاية الحرب أنها وصلت إلى أقصى مدى ممكن وأنها استنفذت أدواتها.. وأنها دفعت أثمانا هائلة في "الوقت الضائع" إلى حين وصول القيادة السياسية لقناعة بتوقيع الاتفاق.. ولذلك فإن قرع طبول الحرب يظل في إطار التكتيك.
وصحيح أن ثمة مخاوف لدى نتنياهو من انسحاب سموتريتش من الحكومة ومن انهيار حكومته، ولكن في المقابل فإن الاستحقاق الانتخابي للكنيست لم يتبقَّ عليه أصلا في توقيته الدوري سوى بضعة أشهر (نحو 8 أشهر)؛ وبالتالي فلن يُحدث انسحابه فرقا كبيرا. ثم إن أطرافا من المعارضة مستعدة لإعطاء الحكومة نوعا من شبكة الأمان لإنفاذ المرحلة الثانية من الاتفاقية، بما يمنع سقوط الحكومة.
تهديدات ترامب للمقاومة، فيجب التعامل معها في ضوء معرفة الطبيعة الشخصية لترامب وطريقته في الحكم والإدارة. ويدخل في ذلك تهديداته الأخيرة لحماس بوجوب إطلاق سراح جميع الأسرى فورا، وخروج قيادات حماس من القطاع
أما تهديدات ترامب للمقاومة، فيجب التعامل معها في ضوء معرفة الطبيعة الشخصية لترامب وطريقته في الحكم والإدارة. ويدخل في ذلك تهديداته الأخيرة لحماس بوجوب إطلاق سراح جميع الأسرى فورا، وخروج قيادات حماس من القطاع، وإلا فسيكون الثمن "جحيما".. فترامب نفسه يمارس براجماتية التاجر الانتهازي، بينما ينظر بنرجسية وفوقية للآخرين؛ غير أنه شخصية مُتقلّبة لا يمكن التنبؤ بسلوكها، ثم إن سعيه لسرعة الإنجاز مع عدم ميله لخوض الحروب، يجعله ينتقل من موقف إلى آخر. وقد سبق لترامب أن هدد المقاومة بإطلاق سراح الأسرى في توقيت محدد، ولم تستجب له، وهو من طرفه لم يفعل شيئا.
ثم إن ترامب نفسه تجاوز "المحرمات" الأمريكية على مدى نحو ثلاثين عاما، وعقد محادثات مباشرة مع حماس، بشأن إطلاق سراح الأسرى الأمريكان. وهو نفسه يعمل الشيء ونقيضه في دعمه لمسار التسوية السلمية والتطبيع، بينما يدعم ضمّ أجزاء من الضفة الغربية وتهجير أهل قطاع غزة وتهديد الأمن القومي للبلاد العربية.
* * *
حماس من طرفها، أوضحت أنها غير قابلة للابتزاز، وأنها لا تخشى تهديدات نتنياهو وترامب، وأنها مع إنفاذ الاتفاقية، لكنها لا تخشى من الحرب إن فُرضت عليها، وأن تهديدات ترامب (من ناحية منطقية) يجب أن تُوجَّه إلى من يُعطّل الاتفاق ويرفض تنفيذه (الطرف الإسرائيلي)، وليس إلى من يلتزم به.
وتظل المعضلة الإسرائيلية أن حماس ما تزال تملك ورقة الأسرى، وأن الاحتلال الإسرائيلي الذي فشل في تحرير أي من أسراه طوال هذه الحرب المريرة، لن يحصد إلا الفشل إذا ما أعاد المحاولة.
ولذلك، فقد يتابع الاحتلال الإسرائيلي لعبة الضغوط والابتزاز وتضييع الوقت، لكن يقظة المقاومة وحكمتها وحزمها المعتاد، سيجبر الاحتلال في النهاية على تنفيذ الاتفاق.
x.com/mohsenmsaleh1