سند الصيادي
166 يوماً من العدوان الصهيو أمريكي على قطاع غزة وجرائم الإبادة الجماعية والتجويع المتعمد والمُستمرّ حتى الموت، في ظل خذلان عربي مهين ومخز وغير مسبوق.
وَكما كان متوقعاً بدأت ترتقع الأصوات النشاز التي كانت خافتة تنتظر النتائج، وها هي تصف (طُـوفان الأقصى) بـ(المغامرة!) التي قامت بها “حماس”.
هذه الأصوات، في معظمها صادرة عن أدوات قذرة تؤدي أدواراً مرسومة في إطار ما يُخطط له من تفتيت وشَقٍّ للصف الفلسطيني كما هو للعربي والإسلامي؛ تحضيراً لما بعد العدوان، وفي ذرائع هذه الأصوات من أنظمة وقوى تخاذلت وتوارت وقت التقاء الجمعان، شيء من بحثها عما يبرّر خِذلانها لغزة والمقاومة.
التهم هذا الطوفان تلك الذرائعَ التي كان يسوِّقُها البعض -في سياق ادِّعائه الانتماء للقضية- حول حتمية النصر دون داعٍ لمساندة أَو إسناد، وتلاشت في هديره كُـلّ تلك الجهود التي بُذِلَت بقصد تخديرنا من وسائل إعلام ناطقة بالعربية لم يكن خفياً على كُـلّ عاقل أدوارُها.
وفيما غاب عن المشهد دولٌ وَقوىً و”مشايخُ” لا يُفترَضُ غيابُهم، لا سيَّما أنهم اعتادوا المتاجَرة، وقد بدأوا مبكراً التحضيرَ لركوب الموجة والاستثمار في الحدث؛ فَــإنَّ الدهشة في هذا الواقع المؤسف هي انبراءُ كثيرٍ ممن كان يتم تصنيفهم كخصوم لحماس أَو متحفظين على بعض سياساتها؛ للدفاع عنها ومساندتها على كافة المسارات في مواجهة التشويه وحرف البُوصلة عن معركة المقاومة والمصير اليوم.
في الخطوط العريضة السوداء وَالمعتِمة للموقف العربي تضيءُ اليمنُ بقائدها وشعبها ومنهجيتها التي كسرت التوازنات العالمية، وبادرت بشجاعةٍ باتت نادرة في هذا الزمن، وهو زمنٌ منحازةٌ قاداته وشعوبه –إلَّا من رحم الله- لخيار العيش في كنف الذل وَانعدام الرؤية، ولا تزالُ هذه اليمنُ غيرَ مكتفية بما تحقّق، بل يتصاعد حضورها في سبيل الله والمستضعفين؛ سعيًا لـ “خنق إسرائيل” وتعميق المأزق الأمريكي.
غزة الكاشفة وطوفانها وَثنائية المقاومة والنزيف، أسقطت الكثيرَ من الأقنعة كما أسقطت الزيفَ التضليلي الذي كان يحاول تشويهَ بعض الوجوه والمنهجيات، وفي ملحمة الجهاد المقدس الذي تخوضُه وشلال الدم الذي ينزف من عروق أطفالها ونسائها، لم يعد هناك أيُّ عذر لمتخاذل، أَو مغفرة لمن ينسى.
والخلاصةُ أن أيةَ أُمَّـة بلا هُــوِيَّةٍ أَو مشروعٍ نضالي، وبلا إجماعٍ على قُدوة أَو مَثَلٍ أعلى في التضحية والفداء، ستتحوّل تلقائياً إلى مطيّة، وستظهر بتلك الصورة المتناقضة المهزوزة، قبل أن تغادرَ التاريخَ وتخسرَ الجغرافيا، والكثيرَ الكثيرَ من الدماء البريئة.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
حزب الله يشيد بالعملة العسكرية اليمنية ضد العدو الصهيوني ويؤكد انها كشفت ضعف كيان الاحتلال
أشادت المقاومة الإسلامية في لبنان “حزب الله”، بالضربة الصاروخية اليمنية التي استهدفت العدو الصهيوني في يافا مؤكدة انها كشفت ضعف الكيان على كافة المستويات.
وقال حزب الله في بيان اليوم الإثنين 13 ربيع الأول 1446هـ: نُشيد إشادة عالية بالهجوم الصاروخي النوعي على الكيان الصهيوني الذي نفذته القوة الصاروخية في القوات المسلحة اليمنية وحقق أهدافه بدقة بالغة في ظروف عسكرية معقدة وكشف وهن هذا الكيان المؤقت وضعفه على كافة المستويات”.
وأضاف “حزب الله”: إن القرار الشجاع الذي أخذته القيادة الشريفة في اليمن العزيز بالرد على العدوان هو تعبير حقيقي عن الموقف العام والموحد لمحور المقاومة على كافة الجبهات بمواصلة الدعم والاسناد للشعب الفلسطيني المظلوم ومقاومته الشريفة والباسلة ورفع الظلم والمعاناة عنه وإيقاف حرب الإبادة العنصرية والاجرامية”.