حمدان بن محمد: 4 مليارات درهم الإنفاق العام لقطاع العمل الخيري في دبي العام الماضي
تاريخ النشر: 19th, March 2024 GMT
دبي: «الخليج»
رسخت إمارة دبي برؤى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وتوجيهات سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، رئيس المجلس التنفيذي، مكانتها الرائدة في مجال العمل الخيري، ونشر قيم الإسلام السمحة المبنية على المحبة، والتسامح، والإخاء، والتعايش الإنساني.
وقال سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، رئيس المجلس التنفيذي، في منشور عبر منصة «إكس»: «في دبي، بلغت قيمة الإنفاق العام لقطاع العمل الخيري في العام الماضي، 4 مليارات درهم.. وتم إطلاق 53.9 ألف مبادرة ومشروع خيري داخل الدولة وخارجها.. واستقبلت المساجد والمصليّات البالغ عددها 2382 أكثر من 200 مليون مرتاد.. في دبي نعين المحتاج ونمدّ يد العون ويصبح فعل الخير أسلوب حياة.. دبي مدينة الخير وأهلها أهله».
تستقبل دبي سنوياً شهر رمضان الكريم بحزمة من البرامج والمشاريع التي تساهم في إحياء أيام وليالي الشهر الفضيل، وتلبية المتطلبات الإنسانية في العديد من المناطق حول العالم.
وفقاً لدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي، فقد بلغت قيمة الإنفاق العام للعمل الخيري خلال العام الماضي، 4 مليارات درهم، حيث شهد عام 2023 إطلاق 53.9 ألف مبادرة ومشروع خيري داخل دولة الإمارات، وخارجها.
كما تولي دبي عناية كبيرة بإنشاء المساجد وعمارتها وتعزيز دورها في خدمة المجتمع، وترسيخ مكانتها كمنارات للعلم ومنابر للتأصيل العلمي الصحيح.
وبلغ عدد المساجد والمصليّات التي تشرف عليها دائرة الشؤون الإسلامية في العام الماضي، 2382 مسجداً ومصلّى، منتشرة في جميع أنحاء الإمارة، بما فيها المساجد القديمة والحديثة، واستقبلت نحو 200 مليون مرتاد، الأمر الذي يؤكد أنها منارات تقدم صورة مشرقة عن حالة الإخاء السائدة في المجتمع المحلي بدبي.
كما تحرص دبي على التعرف إلى تجربة رواد المساجد عبر خدمة «المتسوق السري» من أجل تلافي الملاحظات التي قد تؤثر في قيام المساجد بدورها الديني، ورسالتها الحضارية المتمثلة في ترسيخ التعايش، والتسامح، والانفتاح على الآخر.
دور رائد
قال أحمد درويش المهيري، مدير عام دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي: «تعكس الفعاليات والمشاريع والمبادرات التي تنفذها الدائرة، الدور الرائد الذي تقوم به دبي لإظهار الصورة السمحة للإسلام والمبنية على المحبة، والتسامح، والإخاء، والتعايش الإنساني».
واستفاد في العام الماضي 13.7 مليون شخص من الدروس، والمحاضرات، والفتاوى، والاستشارات الدينية، التي تقدمها الدائرة، سواء عبر مختلف قنواتها التقليدية، أو الذكية، أو داخل المساجد.
وشهد العام نفسه تنظيم نحو 96 ألف درس ومحاضرة في مختلف مساجد الإمارة، في إطار الجهود الرامية لنشر الثقافة والوعي الديني بين مختلف فئات المجتمع بشكل عام، وبين رواد المساجد وطلاب العلم على وجه الخصوص.
فيما قدمت إدارة الإفتاء بدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري أكثر من 179 ألف فتوى، في مختلف المجالات، تنوعت بين الفتاوى الشفهية والمكتوبة، والفتاوى التي تم الرد عليها عبر الإنترنت.
منصة تفاعلية
قدمت إدارة التثقيف والتوجيه الديني في الدائرة، ما يزيد على 1423 استشارة متنوعة في المجالات، الدينية والاجتماعية والعلمية، خلال عام 2023، حيث تعتبر منصة الاستشارات منصة تفاعلية مباشرة مبنية على منهجيات علمية، وتلعب الاستشارات دوراً مهماً في حل المشاكل، وحفظ استقرار الأسرة والمجتمع من الأفكار المتطرفة.
وتحرص الجهات المعنية في دبي على تقديم خدمات المتابعة والرعاية للمسلمين الجدد، لتعريفهم بمبادئ ومفاهيم الدين الإسلامي السمحاء، وفقاً للعديد من الفعاليات والأنشطة التي يتم تنظيمها.
وقد بلغ عدد المقيمين والزوار الذين أشهروا إسلامهم خلال العام الماضي، والذين استقبلهم مركز محمد بن راشد للثقافة الإسلامية التابع لدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري، في دبي، أكثر من 5298 مسلماً جديداً، ينتمون ل107 جنسيات، حيث يتيح المركز عدداً من قنوات استقبال الطلبات الخاصة بخدمة إشهار الإسلام.
تحصين الشباب
وصل عدد حلقات تحفيظ القرآن الكريم التي نظمتها الدائرة خلال العام الماضي، أكثر من 6 آلاف حلقة، استفاد منها 51 ألف دارس ودارسة للقرآن الكريم، وعلومه، في إطار حرص الدائرة على إثراء الساحة بالنماذج القرآنية، وتحصين الشباب، والإسهام في إيجاد شباب قادر على تمثيل دولة الإمارات في المسابقات القرآنية داخل الوطن، وخارجه.
ووزعت دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي أكثر من 320 ألف نسخة من «مصحف الشيخ مكتوم بن راشد»، في عام 2023، ليصل عدد النسخ التي وزعتها الدائرة خلال الفترة من 2003 وحتى عام 2023 أكثر من 3.8 مليون نسخة.
وشمل التوزيع عدداً كبيراً من الدول الإسلامية، وغيرها، تلبية لاحتياجات المسلمين في العالم، حيث استأثرت قارة آسيا بنصيب الأسد من توزيعات المصاحف ب2.1 مليون نسخة، فيما جاءت قارة إفريقيا في المركز الثاني في التوزيعات ب 1.6 مليون نسخة، وحصلت كل من قارتي أوروبا وأمريكا الشمالية على 6.2 ألف نسخة، فيما كان نصيب أوقيانوسيا نحو 5.9 ألف نسخة.
جائزة القرآن
تبذل دبي جهوداً كبيرة لخدمة القرآن الكريم، وحَفَظة كتاب الله، على المستويين، المحلي والدولي، حيث تم إنشاء جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم بتاريخ 12 رمضان 1419ه الموافق 30-12-1998، وتُعد الجائزة منارة لخدمة قراء القرآن الكريم، وحَفظته، ونشره في كل مكان، وتُعد الأهم عالمياً.
وتنظم الجائزة مسابقات، دولية ومحلية، لحفظة القرآن الكريم من شتى أنحاء العالم، ويشارك في الدورة ال27 للمسابقة للعام الجاري 70 دولة، وجالية إسلامية.
الأصول الوقفية
تحرص دبي على ترسيخ مبدأ الوقف المستدام لتحقيق أثر فعال في تنمية قطاعات المجتمع الحيوية، وقد حققت استراتيجية دبي لتعزيز الأصول الوقفية وزيادة الأوقاف الخدمية نجاحاً استثنائياً، حيث سجّلت مؤسسة الأوقاف وإدارة أموال القُصّر في دبي بنهاية عام 2023 الوقف رقم 948، لتتجاوز بذلك قيمة إجمالي أصول الأوقاف المُسجّلة لديها في الإمارة، 10.3 مليار درهم، وتعود الأوقاف إلى 532 واقفاً وواقفة، قاموا بتسجيلها لدى المؤسسة.
وتنقسم الأوقاف ال948 بين 857 وقفاً عقارياً، و91 وقفاً مالياً (أصول مالية وأسهم ورخص وشركات)، وتوزعت على الوقف الخيري بنصيب 798 وقفاً، والوقف الذُريّ بواقع 99 وقفاً، والوقف المشترك 51 وقفاً من إجمالي الأوقاف.
وتوزّع المساهمون في الأوقاف بين 647 وقفاً قدمها رجال، و169 وقفاً قدمتها نساء، فيما بلغ عدد الأوقاف التي قدمتها جهات ومؤسسات 132 وقفاً.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الشؤون الإسلامیة والعمل الخیری القرآن الکریم العام الماضی محمد بن راشد أکثر من فی دبی عام 2023
إقرأ أيضاً:
مفتي الجمهورية يلقى محاضرة متخصصة لمفتشي وزارة الأوقاف
ألقى الأستاذ الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، محاضرة متخصصة ضمن برنامج «المعايشة المهنية» للسادة مفتشي وزارة الأوقاف، بالتعاون مع معهد البحوث الجنائية والتدريب التابع لمكتب النائب العام، بهدف تعزيز كفاءاتهم المهنية وتطوير معارفهم في مختلف المجالات، حول الرقابة الإدارية في الفكر الإسلامي.
تناولت المحاضرة قضايا متنوعة تجمع بين الجوانب الإدارية والقانونية والاقتصادية التي تؤثر بشكل مباشر على أداء المفتشين ودورهم في تحقيق رسالة الوزارة.
وتطرق المفتي إلى مفهوم الرقابة في الإسلام كأداة رئيسة لضمان النزاهة وتحقيق الشفافية في العمل الإداري، وأكد أن الرقابة ليست مجرد إجراءات إدارية، بل هي التزام ديني وأخلاقي يتطلب الإحساس العميق بالمسؤولية تجاه المجتمع، كما أوضح أن الفكر الإسلامي وضع ضوابط دقيقة للرقابة الإدارية تشمل الأمانة، والعدل، والمحاسبة الذاتية، وهو ما يؤكد نظرة الإسلام الشاملة للإدارة باعتبارها أمانة في عنق كل مسؤول.
أضاف أن الرقابة الإدارية في الإسلام تهدف إلى حماية المال العام ومنع التلاعب والفساد، مشددًا على أن للمال العام مكانة خاصة في تنمية وازدهار اقتصاديات الأمم وبناء مستقبل أبنائها، وقد أمر الإسلام بحماية المال العام والدفاع عنه، ومحاسبة كل من يتعدى عليه ومعاقبته، سواء كان هذا المال ملكًا للدولة بصفتها المعنوية، أو لمجموعة من الناس مثل مال الجمعيات والهيئات والمراكز الأهلية والنقابات وأمثالها، ويترتب على الاعتداء على المال العام جرائم خطيرة، أبرزها الفساد بمختلف أشكاله.
وأوضح أن الرقابة الإدارية تسهم في الحفاظ على المال العام بتطبيق العقوبات الرادعة التي أقرتها القوانين بهذا الشأن.
وشدد نظير عياد على أن الرقابة تسهم أيضًا في تحسين أداء المؤسسات لتحقيق التنمية والنهضة، مشيرًا إلى أن تحقيق الجودة في المؤسسات الإدارية أحد الغايات الأساسية التي يقوم عليها علم الإدارة الحديث، والدين الإسلامي لم يعتبر من العمل إلا ما كان جيدًا وصالحًا، قال تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا} [الكهف: 110]، وقال تعالى: {إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ} [الفرقان: 70].
وأشار إلى أن مطلق العمل وحده غير كافٍ لتحقيق الأهداف المرجوة من ذلك العمل، بل يجب أن يكون ذلك العمل متقنًا وجيدًا حتى يتم قبوله وينال المسلم عليه الجزاء المراد، وأضاف أن الرقابة الإدارية هي الأداة الأكثر فاعلية لضمان تحقيق الجودة في العمل المؤسسي داخل المنشآت الإدارية.