دبي: «الخليج»

رسخت إمارة دبي برؤى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وتوجيهات سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، رئيس المجلس التنفيذي، مكانتها الرائدة في مجال العمل الخيري، ونشر قيم الإسلام السمحة المبنية على المحبة، والتسامح، والإخاء، والتعايش الإنساني.

وقال سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، رئيس المجلس التنفيذي، في منشور عبر منصة «إكس»: «في دبي، بلغت قيمة الإنفاق العام لقطاع العمل الخيري في العام الماضي، 4 مليارات درهم.. وتم إطلاق 53.9 ألف مبادرة ومشروع خيري داخل الدولة وخارجها.. واستقبلت المساجد والمصليّات البالغ عددها 2382 أكثر من 200 مليون مرتاد.. في دبي نعين المحتاج ونمدّ يد العون ويصبح فعل الخير أسلوب حياة.. دبي مدينة الخير وأهلها أهله».

تستقبل دبي سنوياً شهر رمضان الكريم بحزمة من البرامج والمشاريع التي تساهم في إحياء أيام وليالي الشهر الفضيل، وتلبية المتطلبات الإنسانية في العديد من المناطق حول العالم.

وفقاً لدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي، فقد بلغت قيمة الإنفاق العام للعمل الخيري خلال العام الماضي، 4 مليارات درهم، حيث شهد عام 2023 إطلاق 53.9 ألف مبادرة ومشروع خيري داخل دولة الإمارات، وخارجها.

كما تولي دبي عناية كبيرة بإنشاء المساجد وعمارتها وتعزيز دورها في خدمة المجتمع، وترسيخ مكانتها كمنارات للعلم ومنابر للتأصيل العلمي الصحيح.

وبلغ عدد المساجد والمصليّات التي تشرف عليها دائرة الشؤون الإسلامية في العام الماضي، 2382 مسجداً ومصلّى، منتشرة في جميع أنحاء الإمارة، بما فيها المساجد القديمة والحديثة، واستقبلت نحو 200 مليون مرتاد، الأمر الذي يؤكد أنها منارات تقدم صورة مشرقة عن حالة الإخاء السائدة في المجتمع المحلي بدبي.

كما تحرص دبي على التعرف إلى تجربة رواد المساجد عبر خدمة «المتسوق السري» من أجل تلافي الملاحظات التي قد تؤثر في قيام المساجد بدورها الديني، ورسالتها الحضارية المتمثلة في ترسيخ التعايش، والتسامح، والانفتاح على الآخر.

دور رائد

قال أحمد درويش المهيري، مدير عام دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي: «تعكس الفعاليات والمشاريع والمبادرات التي تنفذها الدائرة، الدور الرائد الذي تقوم به دبي لإظهار الصورة السمحة للإسلام والمبنية على المحبة، والتسامح، والإخاء، والتعايش الإنساني».

واستفاد في العام الماضي 13.7 مليون شخص من الدروس، والمحاضرات، والفتاوى، والاستشارات الدينية، التي تقدمها الدائرة، سواء عبر مختلف قنواتها التقليدية، أو الذكية، أو داخل المساجد.

وشهد العام نفسه تنظيم نحو 96 ألف درس ومحاضرة في مختلف مساجد الإمارة، في إطار الجهود الرامية لنشر الثقافة والوعي الديني بين مختلف فئات المجتمع بشكل عام، وبين رواد المساجد وطلاب العلم على وجه الخصوص.

فيما قدمت إدارة الإفتاء بدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري أكثر من 179 ألف فتوى، في مختلف المجالات، تنوعت بين الفتاوى الشفهية والمكتوبة، والفتاوى التي تم الرد عليها عبر الإنترنت.

منصة تفاعلية

قدمت إدارة التثقيف والتوجيه الديني في الدائرة، ما يزيد على 1423 استشارة متنوعة في المجالات، الدينية والاجتماعية والعلمية، خلال عام 2023، حيث تعتبر منصة الاستشارات منصة تفاعلية مباشرة مبنية على منهجيات علمية، وتلعب الاستشارات دوراً مهماً في حل المشاكل، وحفظ استقرار الأسرة والمجتمع من الأفكار المتطرفة.

وتحرص الجهات المعنية في دبي على تقديم خدمات المتابعة والرعاية للمسلمين الجدد، لتعريفهم بمبادئ ومفاهيم الدين الإسلامي السمحاء، وفقاً للعديد من الفعاليات والأنشطة التي يتم تنظيمها.

وقد بلغ عدد المقيمين والزوار الذين أشهروا إسلامهم خلال العام الماضي، والذين استقبلهم مركز محمد بن راشد للثقافة الإسلامية التابع لدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري، في دبي، أكثر من 5298 مسلماً جديداً، ينتمون ل107 جنسيات، حيث يتيح المركز عدداً من قنوات استقبال الطلبات الخاصة بخدمة إشهار الإسلام.

تحصين الشباب

وصل عدد حلقات تحفيظ القرآن الكريم التي نظمتها الدائرة خلال العام الماضي، أكثر من 6 آلاف حلقة، استفاد منها 51 ألف دارس ودارسة للقرآن الكريم، وعلومه، في إطار حرص الدائرة على إثراء الساحة بالنماذج القرآنية، وتحصين الشباب، والإسهام في إيجاد شباب قادر على تمثيل دولة الإمارات في المسابقات القرآنية داخل الوطن، وخارجه.

ووزعت دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي أكثر من 320 ألف نسخة من «مصحف الشيخ مكتوم بن راشد»، في عام 2023، ليصل عدد النسخ التي وزعتها الدائرة خلال الفترة من 2003 وحتى عام 2023 أكثر من 3.8 مليون نسخة.

وشمل التوزيع عدداً كبيراً من الدول الإسلامية، وغيرها، تلبية لاحتياجات المسلمين في العالم، حيث استأثرت قارة آسيا بنصيب الأسد من توزيعات المصاحف ب2.1 مليون نسخة، فيما جاءت قارة إفريقيا في المركز الثاني في التوزيعات ب 1.6 مليون نسخة، وحصلت كل من قارتي أوروبا وأمريكا الشمالية على 6.2 ألف نسخة، فيما كان نصيب أوقيانوسيا نحو 5.9 ألف نسخة.

جائزة القرآن

تبذل دبي جهوداً كبيرة لخدمة القرآن الكريم، وحَفَظة كتاب الله، على المستويين، المحلي والدولي، حيث تم إنشاء جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم بتاريخ 12 رمضان 1419ه الموافق 30-12-1998، وتُعد الجائزة منارة لخدمة قراء القرآن الكريم، وحَفظته، ونشره في كل مكان، وتُعد الأهم عالمياً.

وتنظم الجائزة مسابقات، دولية ومحلية، لحفظة القرآن الكريم من شتى أنحاء العالم، ويشارك في الدورة ال27 للمسابقة للعام الجاري 70 دولة، وجالية إسلامية.

الأصول الوقفية

تحرص دبي على ترسيخ مبدأ الوقف المستدام لتحقيق أثر فعال في تنمية قطاعات المجتمع الحيوية، وقد حققت استراتيجية دبي لتعزيز الأصول الوقفية وزيادة الأوقاف الخدمية نجاحاً استثنائياً، حيث سجّلت مؤسسة الأوقاف وإدارة أموال القُصّر في دبي بنهاية عام 2023 الوقف رقم 948، لتتجاوز بذلك قيمة إجمالي أصول الأوقاف المُسجّلة لديها في الإمارة، 10.3 مليار درهم، وتعود الأوقاف إلى 532 واقفاً وواقفة، قاموا بتسجيلها لدى المؤسسة.

وتنقسم الأوقاف ال948 بين 857 وقفاً عقارياً، و91 وقفاً مالياً (أصول مالية وأسهم ورخص وشركات)، وتوزعت على الوقف الخيري بنصيب 798 وقفاً، والوقف الذُريّ بواقع 99 وقفاً، والوقف المشترك 51 وقفاً من إجمالي الأوقاف.

وتوزّع المساهمون في الأوقاف بين 647 وقفاً قدمها رجال، و169 وقفاً قدمتها نساء، فيما بلغ عدد الأوقاف التي قدمتها جهات ومؤسسات 132 وقفاً.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الشؤون الإسلامیة والعمل الخیری القرآن الکریم العام الماضی محمد بن راشد أکثر من فی دبی عام 2023

إقرأ أيضاً:

كيف حارب الشيخ محمد رشيد رضا انحطاط الأمة الإسلامية؟

(الجزيرة)

هو رائد الإصلاح الشيخ محمد رشيد رضا الذي سلطت حلقة (2025/4/9) من برنامج "ّموازين" الضوء على حياته وعلى مشروعه الفكري والإصلاحي، الذي لم يقتصر تأثيره على العالم العربي بل امتد إلى دول إسلامية أخرى.

ولد الشيخ رضا في قرية القلمون عام 1865، وهي قرية تقع على شاطئ البحر المتوسط من جبل لبنان. وينتمي إلى أسرة شريفة يتصل نسبها بالحسين بن علي رضي الله عنه. وكان أبوه علي رضا شيخا للقلمون وإماما لمسجدها، فعني بتربية ولده وتعليمه فحفظ القرآن، وتعلم مبادئ القراءة والكتابة والحساب ونبغ في صباه.

وبعد مرحلة التكوين في لبنان رحل الشيخ رضا إلى القاهرة، حيث رأى أن مصر ميدانا فسيحا للإصلاح والعمل مع شيخه الإمام محمد عبده، الذي بقي بصحبته 7 سنين.

التأثر بالشيخ محمد عبده

احتدمت في عصره المعارك الفكرية بين تيارين، تيار يقاوم الدعوة إلى التجديد والإصلاح، وآخر يدعو إلى تجاوز التعليم الديني واللحاق بالحداثة الغربية، فاتخذ الشيخ رضا صحيفة المنار منبرا لمقاومة التيارين وبيان الخلل الذي يكتنفهما.

وحول مساره الفكري، يقول أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر في جامعة قطر الدكتور أحمد إبراهيم أبو شوك إن التقاء الشيخ رضا بالشيخ حسين الجسر الذي كان يعتبر من علماء تلك الفترة الأجلاء أعطاه مساحة أن يفكر في الجانب الذي يختص بعلاقة العلوم الدينية أو الإسلامية بالعلوم الدنيوية أو العلوم التي أتت إلى المشرق من الغرب الأوروبي.

إعلان

وجمع الشيخ رضا بين الجانب الفقهي والجانب الصوفي، وانتقل من تزكية النفس إلى القضايا المرتبطة بالجانب الشرعي وبالتشريع السياسي، الذي يرتبط بالشيخين محمد عبده وجمال الدين الأفغاني، كما يوضح أبو شوك.

ويشير أستاذ الدراسات العربية والإسلامية في جامعة لوفان الدكتور عمر رياض إلى أن الشيخ رضا ذهب إلى مصر والتقى الشيخ محمد عبده في منطقة عين شمس في القاهرة، وتحدث معه عن فكرة الإصلاح وفكرة إنشاء مجلة، وكتب أول عدد من مجلة المنار في المسجد المجاور لمنزل الشيخ محمد عبده.

ويقول أبو شوك إن مصر كانت حاضنة لعدد من المجلات، لكن الشيخ رضا كان يرى أن هناك فراغا يجب أن يملأ، لأن المجلات الموجودة في مصر كلها ذات توجهات علمانية، ومعظم المحررين لا ينتمون للفكر الإصلاحي الإسلامي، فكان يعتقد أن مجلة المنار يمكن أن تسد هذا الفراغ.

وكان الشيخ محمد عبده -يضيف نفس المتحدث- حريصا على ألا تدخل المنار في مجال السياسة، لذلك مالت الأعداد الأولى منها إلى قضايا محاربة البدع والخرافات والعودة إلى العقيدة التوحيدية، إضافة إلى قضايا وحدة الأمة والتعليم، لكن بعد وفاة الشيخ محمد عبده أخذت المنار منحا آخر ومالت للحديث عن السياسة وعن تأثير الاستعمار وقضايا الخلافة لاحقا.

ويذكر أن العدد الأول من مجلة المنار صدر عام 1898، واستمرت إلى سنة 1935، وجرى جمعها في 33 مجلدا، وضمت 160 ألف صفحة. وقد حرص الشيخ رضا على تأكيد هدفه من المنار، وهو "الإصلاح الديني والاجتماعي للأمة وبيان أن الإسلام يتفق والعقل والعلم ومصالح البشر وإبطال الشبهات الواردة على الإسلام".

ملامح المشروع

وعن ملامح المشروع الفكري للشيخ رضا، يلفت الدكتور رياض إلى أن الراحل كان مشغولا بفكرة انحطاط العالم الإسلامي، وكان يرى مثل ما كان الشيخان جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده يريان أن انحطاط العالم الإسلامي يتلخص في 3 محاور: الاستعمار، فساد الحكام، وجمود العلماء، وكان يحارب على هذه الجبهات. كما أن المشروع الفكري للشيخ رضا لم ينطبق على مصر أو العالم العربي، بل كان يمتد للعالم الإسلامي، مثل إندونيسيا ودول جنوب شرق آسيا.

إعلان

وعن مدى امتداد الحركة الإسلامية المعاصرة اليوم للمشروع الفكري للشيخ رضا، يؤكد الدكتور رياض أنه لا يوجد أي ذكر في مجلة المنار لحسن البنا ولا لجماعة الإخوان المسلمين، لكنه يكشف أن والد حسن البنا، الشيخ عبد الرحمن البنا الساعاتي نشر مسند الإمام أحمد في مطبعة المنار، وهناك مراسلات في الأرشيف بين الشيخ رضا ووالد البنا.

ويضيف أن الشيخ رضا حينما ذهب إلى مصر جاب القرى لتكوين نواة لحركة إسلامية إقليمية في مصر، وأن "حسن البنا قد أخذ بعض هذه الأفكار وهذه التفاعلات والتحركات ووضع بها نواة الإخوان المسلمين".

9/4/2025

مقالات مشابهة

  • 10.3 مليارات جنيه تمويلات ممنوحة لنشاط التأجير التمويلي في يناير الماضي
  • 742.9 مليار درهم استثمارات بنوك الإمارات نهاية يناير الماضي
  • كيف حارب الشيخ محمد رشيد رضا انحطاط الأمة الإسلامية؟
  • بنك نزوى يوقع مذكرة تفاهم لتعزيز إدارة الأوقاف وأطر المالية الإسلامية
  • فرنسا تجمد 5 مليارات يورو من الإنفاق العام
  • «البحوث الإسلامية»: برنامج إلكتروني شامل لمنظومة الابتعاث بالأزهر
  • 1700 مليونير غادروا إسرائيل العام الماضي بسبب حرب غزة
  • مدير مكتب الأوقاف بأبين يوجه خطباء وأئمة المساجد بتخصيص خطبة الجمعة لنصرة الشعب الفلسطيني وإحياء سنة القنوت
  • 306 مليارات درهم التجارة الخارجية غير النفطية لإمارة أبوظبي
  • وكيل الأزهر يتفقد «البحوث الإسلامية» لمتابعة سير العمل واحتياجات العاملين