انتعاش الصناعات الشعبية في رمضان والتونسيون يعودون للباس التقليدي
تاريخ النشر: 19th, March 2024 GMT
يتطلع حرفيو الشاشية (الطربوش التقليدي التونسي) واللباس التقليدي في تونس خلال شهر رمضان، إلى التعويض عن سنوات الكساد التي ضربت القطاع في فترة الوباء المرتبط بجائحة كورونا.
ووجه الوباء وتدابير الإغلاق التي رافقته بدءا من العام 2020، ضربة قاصمة لمئات الآلاف من الحرفيين الذين أفلسوا وخسروا أعمالهم تحت وطأة الركود الذي استمر حتى عام 2022.
وبسبب تكدس السلع في المخازن، واجه كثير من أرباب العمل في الأسواق التقليدية دعاوى قضائية بسبب الديون وتداول شيكات بأرصدة بنكية خاوية.
حرفي تونسي يرتدي "الشاشية" يعمل بالطرق على المعادن في كشك للهدايا التذكارية بالسوق القديم في سوسة (شترستوك) انتعاش الصناعات التقليدية في رمضانوبعد عامين من انحسار الوباء، عادت الحياة بقوة إلى أسواق الصناعات التقليدية التي عادةً ما تضج بالحركة في شهر رمضان.
وينظر محمد المهدي -الذي يدير ورشة ورثها عن والده لصناعة الشاشية- إلى المستقبل بتفاؤل قائلا: "واجه السوق كسادا حتى قبل جائحة كورونا. لكن الأضرار كانت مضاعفة في فترة الوباء. والآن نحن بصدد التقاط الأنفاس".
وتقع الورشة التي تعمل منذ أكثر من قرن، في قلب مدينة تونس العتيقة المزدحمة بالزائرين لاقتناء حاجياتهم في شهر رمضان. وهناك تنتشر أيضا ورش صناعة "البلغة" (الحذاء الجلدي التقليدي)، وباعة الأواني النحاسية ومحلات المجوهرات.
ويعمل في تونس أكثر 300 ألف حرفي في 75 حرفة مصنفة من قبل ديوان الصناعات التقليدية، ومن بينها اللباس التقليدي.
حرفي عاكف على عملية تلبيد الشاشية والتي يزدهر العمل فيها خلال شهر رمضان (الجزيرة) انتعاش مبيعات اللباس التقليديورغم أن الإقبال على لباس الشاشية تضاءل بشكل كبير على مر القرون في تونس، فإن المهدي يعول على عائدات شهر رمضان الذي يشهد عادة انتعاشا في مبيعات اللباس التقليدي.
ويضيف الحرفي وهو عاكف على عملية تلبيد الشاشية، "يزدهر العمل في شهر رمضان لأسباب دينية لكن ورشتنا تقوم بتصدير الجزء الكبير من الإنتاج إلى الخارج".
وتلقى القطاع دفعة قبل أيام من حلول شهر رمضان مع الاحتفال بـ"الخرجة التونسية"، وهو تقليد سنوي يشارك فيه عارضون وجمعيات تهتم بالتراث وفرق إنشاد صوفية للاحتفال باللباس التقليدي.
ويمكن مشاهدة الشاشية منتشرة على نطاق واسع لدى الرجال والنساء في الخرجة وفي المناسبات والاحتفالات الدينية والأعراس بشكل خاص. كما تلقى رواجا لدى المصلين في المساجد والباعة في الأسواق ومرتادي المقاهي في شهر رمضان.
التونسيون يعودون إلى اللباس التقليدي
ويقول رئيس" جمعية تراثنا" زين العابدين بن علي: "التونسيون عادوا إلى اللباس التقليدي، هناك إقبال وطني في الأعراس وفي التظاهرات. لقد نجحنا في ترسيخ هذا".
وأضاف زين العابدين الذي ارتدى الشاشية بلونها الأحمر القرمزي والجبة التونسية البيضاء: "نسعى أيضا لأن يتم تخصيص يوم عالمي للاحتفال باللباس التقليدي لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو). نريد أن تحافظ الشعوب في كل منطقة من العالم على هويتها".
لباس تقليدي تونسي يلبسه الصبيان ليلة الختان (الجزيرة) تاريخ ظهور الشاشيةوهناك تضارب بشأن بداية ظهور الشاشية في تونس؛ إذ يقول مؤرخون إن صناعتها بشكلها الحالي يعود إلى الأجداد القادمين من بلاد الأندلس بعد سقوط غرناطة آخر معاقل المسلمين في إسبانيا عام 1492.
في حين تحدثت مراجع أخرى عن أن بداية ظهور حرفة الشاشية كانت في مدينة القيروان التاريخية بوسط تونس منذ القرن الثاني للهجرة في التقويم الإسلامي، أي نحو القرن الثامن للميلاد.
وحتى بدايات القرن الـ20 تصنف صناعة الشاشية كحرفة الأثرياء؛ لازدهارها في السوق، لكن تراجع الإقبال عليها بسبب التغييرات الثقافية خاصة في المدن الكبرى.
وقالت ريم بلطي وهي مصممة أزياء تقليدية: "عملنا يقوم على تطوير اللباس التقليدي حتى تقبل عليه الأجيال الجديدة. والنتيجة اليوم أنه عاد بقوة في المناسبات وغير المناسبات أيضا".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 حريات اللباس التقلیدی فی شهر رمضان فی تونس
إقرأ أيضاً:
"المدهن".. الإناء الحجري تتوارثه الأسر لتقديم الأكلات الشعبية في نجران
تتميز منطقة نجران بإرثها المتنوع الفريد الممتد عبر التاريخ، والمتجذر من ماضيها الأصيل، الذي تتوارثه الأجيال، لكي يبقى راسخًا على مرّ السنين، ورمزًا ثقافيًا ملهمًا لأهالي المنطقة.
وارتبط ذلك الإرث ارتباطًا وثيقًا لدى الأسر في منطقة نجران، من خلال الكثير من العادات والتقاليد المتنوعة، التي تحاكي الهوية النجرانية المتأصلة عبر الزمن.
أخبار متعلقة نجران.. حرس الحدود يحبط تهريب 29 كيلوجرام من الحشيش المخدرضبط 3 مخالفين لنظام البيئة لقطعهم الأشجار ونقل الحطب المحلي في نجرانالأسواق النسائية الشعبية بالباحة.. ملتقى لتسويق منتجات الحِرَف التراثية .article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } الإناء الحجري "المدهن" - واسالإناء الحجري "المدهن"ومن تلك العادات والتقاليد المتوارثة المفضلة والمحببة لديهم، اقتناء الأواني القديمة، ومنها الإناء الحجري أو ما يسمى بالعامية "المدهن"، وهو أيقونة الأواني، وتُقدم فيه أشهى وألذ الأكلات الشعبية التي تشتهر بها المنطقة، وتوجَد في كل منزل، مثل "الرقش" وهو الطبق الذي اختارته هيئة فنون الطهي ليكون طبقًا مناطقيًا خاصًا لمنطقة نجران، لأهميته التاريخية ولإبراز القيمة التراثية والثقافية للمنطقة.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } الإناء الحجري "المدهن" - واس
و"للمدهن" الذي يصنع من الحجر الصابوني، مقاسات متعددة حيث تختلف أشكاله وأحجامه واستخداماته وزخارفه المختلفة، وتتراوح أسعارها من 100 ريال إلى أن تصل 700 ريال، كما أنها تلقى رواجًا كبيرًا، سواء من أهالي المنطقة أو الزائرين إليها، وذلك لشرائها، نظرًا لجودتها، وجمال أشكالها، ولقيمتها التراثية.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } الإناء الحجري "المدهن" - واس
عدسة هيئة وكالة الأنباء السعودية خلال جولتها على السوق الشعبي بحي أبا السعود، بين ردهاته العتيقة، وعبق الماضي يفوح من "دكاكينه"، وثقت "المداهن" بأحجامها المختلفة، وأشكالها المميزة.