استعرض مقال للدبلوماسي "الإسرائيلي" السابق تسفي برئيل، نشرته صحيفة "هآرتس" العبرية، احتمالات نجاح المفاوضات حول الهدنة وصفقة تبادل الأسرى وما يمثله نجاحها من انتصار لحماس.

وقال برئيل، "إن الشرط الرئيسي لحماس خلال المفاوضات على صفقة التبادل هو إعلان إسرائيل عن وقف ثابت لإطلاق النار وانسحاب قوات الجيش من القطاع".



وأضاف، أن حماس طلبت أن لا تكون فقط دول المنطقة ذات العلاقة، مصر والسعودية وقطر والأردن والإمارات، هي الضامنة لتنفيذ الشرط، بل طلبت أيضا تعهدا أمريكيا بأن الولايات المتحدة ستضمن أن تنفذه اسرائيل".



وأوضح، "أن موافقة حماس على تجزئة تنفيذ هذا الشرط إلى مرحلتين، الأولى يتم فيها تنفيذ وقف إطلاق النار لشهر ونصف، سيبدأ خلالها الجيش في الانسحاب من شارع الرشيد وشارع صلاح الدين في غزة (ليس من كل القطاع مثلما طلبت حماس في البداية)، بشكل يمكن من انتقال السكان من جنوب القطاع الى الشمال". 

وتابع، "أن المرحلة الثانية، التي سيتم فيها تطبيق وقف ثابت لإطلاق النار، هي التي أحدثت الانعطافة التي مكنت من استئناف المفاوضات اليوم في قطر".

وأردف برئيل، "في غضون ذلك من غير الواضح ما هي مكانة طلب إسرائيل الحصول على قائمة بأسماء الأسرى الاحياء والاموات من حماس قبل أسبوعين تقريبا منع نتنياهو سفر الوفد الاسرائيلي إلى مصر إلى حين تسلم هذه القائمة".

ومضى قائلا، "قبل اسبوع نشر أن رئيس الـ سي.آي.ايه وليام بيرنز اقترح تطبيق وقف قصير لإطلاق النار مقابل تسلم القائمة، وهو الاقتراح الذي رفضته حماس، حيث أعلنت بأنه مقابل أي معلومة عن المحتجزين يجب على إسرائيل أن تدفع ثمنا باهظا". 

وبرأي الكاتب، "فإن هذا الشرط مثل الشروط الأخرى التي طرحتها حماس كانت جزء من تكتيك معروف باسم التفاوض على التفاوض التي أبعادها أو المرونة فيها استهدف السماح باستمرار المفاوضات في الوقت الذي فيه القضايا الرئيسية ما زالت تهدد بانهيارها".

وقال، "إن هذه القضايا توجد في ثلاث رزم مرتبطة ببعضها البعض، التي بالنسبة لحماس لا يجب فصلها الأولى هي قائمة السجناء الذين تطلب حماس إطلاق سراحهم من السجون الإسرائيلية، فإن أساس الخلاف ليس عدد السجناء بل نوعيتهم". 

وأشار "إلى أن حماس تطلب اضافة إلى السجناء الذين سيتم إطلاق سراحهم مقابل النساء والأطفال والشيوخ والمرضى، حسب معيار يبدو أنه تم الاتفاق عليه مبدئيا، تقوم اسرائيل باطلاق سراح 50 سجين مقابل كل مجندة، بينهم 30 حكم عليهم بالمؤبد".

واستدرك، "أن هذا ليس طلب غير متوقع، لكن اذا كان في صفقات سابقة لتبادل الاسرى مجرد التحرر اعترف هدف رئيس وانجاز لحماس، فانه في هذه المرة اطلاق سراح السجناء هو جزء مما تطمح حماس الى عرضه كصورة نصر استراتيجية".

وبحسب الكاتب، "فإن المتحدثين بلسان حماس وقادتها خارج القطاع يرسمون في الفترة الأخيرة الرواية التي تفيد بأن إطلاق سراح السجناء هو في الحقيقة موضوع مهم وجوهري، لكنه ثانوي بالنسبة للطلب الأساسي وهو وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب وانسحاب الجيش الاسرائيلي من القطاع".



وتابع، "لكن حتى من خلال خطة التحرير تطمح حماس إلى وضع الأسس التي ستعطيها القوة من أجل التأثير على مستقبل البنية السياسية في منظمة التحرير وفي السلطة الفلسطينية. 

وأردف، "حماس ستطلب إطلاق سراح مروان البرغوثي، وهو السجين المحكوم عليه بالمؤبد، الذي لديه تأييد واسع من الجمهور والذي من شأنه أن يرث محمود عباس. هذا ليس طلب جديد لحماس، فقد تم طرحه في السابق في صفقات لتبادل الأسرى ورفض من قبل إسرائيل دون أن يؤدي هذا الرفض الى تفجير الصفقات".

وأكد، "أن في هذه المرة، حيث تناضل حماس على مجرد بقائها السياسي والعسكري، وعلى خلفية الجهود الأمريكية والعربية لتشكيل نظام فلسطيني مجدد، يدير الضفة والقطاع، فإنه توجد أهمية كبيرة بالنسبة لها في خروج البرغوثي إلى الحرية".

أمل حماس
وأوضح، "أنه بين قيادة حماس والبرغوثي نشأت علاقة وثيقة استمرت لسنوات كثيرة ووصلت إلى الذروة عندما تمت صياغة وثيقة السجناء في أيار 2006 في سجن هداريم وقد وقع على هذه الوثيقة السجناء الكبار الذين يمثلون الفصائل الفلسطينية الرئيسية، من بينها حماس، واعتبرت وثيقة الاتفاق الوطني التي كان يمكن أن تكون الاساس لانضمام حماس لمنظمة التحرير".

وبين، "أنه بعد سيطرة حماس على القطاع في 2007 تم تجميد المحادثات وعشرات اللقاءات والنقاشات واللجان التي تم عقدها لسنين والتي أثمرت حكومة الوحدة الوطنية في 2017، انهارت خلال سنة".

ومع ذلك، البرغوثي وعدد من القادة الفلسطينيين، بما في ذلك اعضاء في فتح، قالوا ويقولون إن منظمة التحرير لا يمكنها أن تكون الممثل الحصري للشعب الفلسطيني بدون مشاركة حماس والتنظيمات الاخرى.

ووفقا للكاتب، "فإن البرغوثي ليس فقط أمل حماس، بل هو أيضا الزعيم الذي يعتبره معظم الجمهور الفلسطيني البديل المناسب، وربما الوحيد، من أجل ترؤس نظام فلسطيني يحظى بالشرعية الدولية التي يمكن أن تؤدي إلى إقامة الدولة الفلسطينية".

وأشار، "إذا نجحت حماس في التوصل إلى إطلاق سراح البرغوثي فهذا سيكون بالنسبة لها انجاز استراتيجي تصعب المبالغة في أهميته وهذا أيضا السبب في أن إسرائيل ستعارض إطلاق سراحه والسؤال هو ما هي المسافة التي ستكون حماس مستعدة لقطعها مقابل هذا الانجاز، وهل على إطلاق سراح البرغوثي ستنجح أو ستسقط صفقة التبادل".

وقال برئيل، "إن الإجابة على ذلك تكمن، ضمن أمور أخرى، في الصورة التي ستعرضها حماس في الجزء الثاني للرزمة، إضافة إلى إطلاق سراح السجناء هي تطلب بتعهد مرفق بضمانات لانسحاب إسرائيل بشكل كامل من قطاع غزة".

وحسب تقارير في نهاية الأسبوع في وسائل إعلام عربية فإن حماس تطلب بأن تتضمن مرحلة الانسحاب الجزئي البدء بعملية إعادة الإعمار الأولى في شمال القطاع. 

وهذه المرحلة ستشمل ادخال نحو 60 ألف مبنى غير ثابت (كرفانات وحاويات) وآلاف الخيام لسكان القطاع الذين سيعودون إلى الشمال. 

وسيزداد حجم المساعدات الإنسانية بشكل كبير وسيصل إلى 500 شاحنة في اليوم وفتح جميع المعابر أمام البضائع وإعادة ترميم المستشفيات وتوفير المعدات الطبية والأدوية بالحجم المناسب، وخطة لإعادة إعمار القطاع مدتها ثلاث سنوات، وكل ذلك برعاية قطر ومصر. 

وأكد. "مثلما لاسرائيل فانه ايضا لحماس لا يوجد حتى الآن رد على سؤال من سيدير مشروع اعادة الاعمار وكيف، ليس فقط في المرحلة النهائية بل في المرحلة الاولى من وقف اطلاق النار".

ولفت إلى أنه "بالنسبة لاسرائيل ليس فقط نقل الإدارة ليد حماس هو بمثابة شرط لا يمكن الموافقة عليه أبدا، بل أيضا أي جسم فلسطيني آخر، سواء السلطة الحالية أو المجددة، غير وارد في الحسبان. 

ووفقا لحكومة نتنياهو، فإن إدارة فلسطينية تعني تعزيز حماس أو على الأقل ضمان بقائها، ولكن بالذات إمكانية أن تكون اسرائيل هي المسؤولة مدنيا وأمنيا عن القطاع يمكن أن تخدم وتغذي الكفاح المسلح لحماس، حتى لو كانت ملامح هذه المواجهة ستكون مختلفة عما كان في السابق. 

في المقابل، سيطرة السلطة الفلسطينية أو أي جسم آخر، باستثناء حماس، يقطف ثمار حرب حماس، ستعرض للخطر "صورة النصر" التي تسعى إليها حماس وفقا للكاتب.



وأردف، "أن مواقف حماس ومواقف إسرائيل من إدارة قطاع غزة تعيد بناء القاسم المشترك بين إسرائيل وحماس، القاسم المشترك الذي جمعهما خلال سنوات التصور الذي قام بتغذية شبكة العلاقات الدموية".

وختم، "أن هذه الاعتبارات هي التي ستوصل حماس الى المرحلة الثالثة في صفقة التبادل على فرض أن المرحلتين الاولى والثانية ستعملان على تطهير حقل الألغام الموجود فيهما، وأن توافق إسرائيل على مناقشة إدارة القطاع إلى جسم فلسطيني، وأن يكون جسم فلسطيني يوافق على تحمل المسؤولية".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية المفاوضات حماس غزة حماس غزة الاحتلال المفاوضات تبادل الاسرى صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة إطلاق النار إطلاق سراح

إقرأ أيضاً:

وول ستريت جورنال: إطلاق سراح الأسرى تحول إلى مشهد مهين لـ إسرائيل

وفي هذا الإطار، قالت "وول ستريت جورنال" الأميركية إن حماس أرادت إرسال رسالة إلى العالم مفادها أنها لا تزال تتولّى القيادة في قطاع غزة، مشيرة إلى أنّ وسيلتها لتحقيق ذلك هي "تحويل عملية إطلاق سراح الأسرى الصهاينة إلى مشهد لا يستطيع كيان الاحتلال إسرائيل إيقافه".

وبدأ هذا الأمر قبل نحو أسبوعين، عندما أطلق سراح أول دفعة من الأسرى الصهاينة بموجب اتفاق وقف إطلاق النار، الذي يتضمّن الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين المحتجزين لدى الاحتلال.

وبحسب الصحيفة فإنّ وتيرة هذا الاتجاه زادت أمس الخميس بإطلاق سراح الأسيرين من أمام أنقاض منزل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشهيد يحيى السنوار.

 

ولكن هذه المرّة، واجه الأسرى صعوبة في الخروج من المركبات التابعة لحماس، مع تجمّع الحشود ومحاولات التقاط صور لهم، كما لم تكن سيارات الصليب الأحمر متوقّفة في منطقة قريبة هذه المرة، الأمر الذي اضطر الأسرى لمحاولة المرور بين تلك الحشود.

ووفقاً لمحللين إقليميين، تحرص حماس على جعل كلّ دفعة من دفعات إطلاق سراح الأسرى داخل غزة، مناسبة مدروسة بدقة متزايدة، حيث تستعرض قوتها وتحرص على إهانة وإذلال عدوها – ولكن في الوقت ذاته، تعرّض وقف إطلاق النار الهشّ للخطر، بحسب تعبيرهم.

وذكرت الصحيفة أنّ "ردّ فعل إسرائيل على هذا الاستعراض كان غاضباً"، حيث أكدت أنها لن تطلق سراح الأسرى الفلسطينيين الـ110، الذين كان من المفترض الإفراج عنهم ضمن الاتفاق، لكنّ الوسطاء، بمن فيهم المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، حاولوا الحفاظ على تماسك الاتفاق، وفي النهاية، أطلقت "قوات الاحتلال" سراح الأسرى كما كان متفقاً عليه.

وأشارت الصحيفة إلى أنه في ظلّ إسكات بنادقها وتمركز جنودها على أطراف غزة "لا تستطيع إسرائيل أن تفعل الكثير لمنع حماس من استعراض تسليم الأسرى".

يأتي ذلك مع سماع الكثير من الأصوات الغاضبة من المسؤولين الصهاينة على مشهد القوة والتعافي اللذين أظهرتهما المقاومة الفلسطينية في قطاع غزّة.

مقالات مشابهة

  • ضابط إسرائيلي سابق: استعراض حماس لقوتها يدحض ادعاءات قادة إسرائيل بسحقها
  • عميد إسرائيلي سابق: استعراض حماس لقوتها يدحض ادعاءات قادة إسرائيل
  • قلق إسرائيلي من عروض حماس العسكرية.. كيف جرى تفكيكها؟
  • جنرال إسرائيلي: عروض حماس العسكرية تؤكد أنه لم يتم سحقها وتفكيكها
  • بعد الإفراج عن 3 رهائن في غزة..إسرائيل تبدأ الإفراج عن 183 سجيناً فلسطينياً
  • بعد الإفراج عن 3 رهائن..إسرائيل تستعد لإطلاق سراح دفعة جديدة من الفلسطينيين
  • مسؤول إسرائيلي لـCNN: معبر رفح لن يُفتح إذا تكررت الفوضى مع إطلاق سراح الرهائن
  • وول ستريت جورنال: إطلاق سراح الأسرى تحول إلى مشهد مهين لـ إسرائيل
  • "فرنسي إسرائيلي" ضمن الرهائن الثلاثة التي ستفرج عنهم حماس غدا
  • إسرائيل تكشف شروطها لاستئناف الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين