تعرض موظفو الأمم المتحدة «الأونروا» الذين يعملون مع الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة لحملة ممنهجة من العرقلة والمضايقات من قبل الجيش والسلطات الإسرائيلية، منذ 7 أكتوبر الماضي، وفقًا لوثائق الأمم المتحدة الداخلية التي حصلت عليها صحيفة «الجارديان» البريطانية.

تعصيب أعين موظفي الأمم المتحدة وضربهم عند نقاط التفتيش

وسجلت الوثائق مئات الحوادث التي تتراوح بين تعصيب أعين موظفي الأمم المتحدة وضربهم عند نقاط التفتيش، واستخدام القوات الإسرائيلية لمنشآت الأمم المتحدة كمواقع لإطلاق النار أثناء الغارات على مخيمات اللاجئين التي قُتل فيها فلسطينيون.

وجرى تجميع الوثائق من قبل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، التي قدمت الخدمات الأساسية للفلسطينيين في الأراضي المحتلة لعقود من الزمن، وكانت الوكالة في قلب جدل مرير بعد أن اتهمتها إسرائيل بالتعاون مع حماس في غزة، بينما تنفي المنظمة الأممية التهمة وتقول إنه لم يتم تقديم أي دليل قوي لدعم هذا الادعاء.

مضايقات للأونروا في الضفة الغربية والقدس

وقالت جولييت توما، المتحدثة باسم الأونروا، إن الأحداث التي وقعت في الضفة الغربية حيث تدير الوكالة 96 مدرسة و43 عيادة صحية لـ 871,000 لاجئ مسجل، كانت جزءًا من نمط أوسع من المضايقات التي نشهدها ضد الأونروا في عام 2018  في الضفة الغربية والقدس.

وكانت هناك احتجاجات أسبوعية من مستوطنين أمام المكتب الميداني للوكالة في القدس الشرقية، بالإضافة إلى حادث إطلاق نار لم يتم الإبلاغ عنه سابقًا في وقت سابق من هذا العام عندما أطلق سائق مجهول النار من مسدسه من سيارته على سائق شاحنة تابعة للأونروا في المدينة. 

قوات الاحتلال تعطل شحنات إنسانية للأونروا

وتوضح الوثائق بالتفصيل كيف نفدت الإمدادات الحيوية في المراكز الصحية التابعة للأونروا في الضفة الغربية بعد أن احتجزت الجمارك الإسرائيلية شحنة من الأدوية لأكثر من شهرين في الأردن. 

وصلت الشحنة المكونة من 42 منصة، بما في ذلك المضادات الحيوية ومضادات الهيستامين ومسكنات الألم وعلاج مرض السكري وارتفاع ضغط الدم والفصام، في يناير إلى عمان، ولكن لم يتم التصريح بها إلا يوم الأحد، بعد ساعتين من اتصال صحيفة الجارديان بالسلطات الإسرائيلية بشأن ذلك.

تسجيل انتهاكات فاضحة على نحو متزايد لامتيازات وحصانات الأمم المتحدة

وبحسب الوثائث فان موظفي الأونروا في الضفة الغربية تعرضوا للإساءة اللفظية، وخضعوا للتحقق من الهوية والتفتيش، وطُلب منهم رفع ملابسهم لإثبات عدم وجود أسلحة، كما تم تسجيل انتهاكات فاضحة على نحو متزايد لامتيازات وحصانات الأمم المتحدة، بما في ذلك دخول أفراد مسلحين إلى منشآت الأونروا كجزء من عمليات قوات الأمن الإسرائيلية، فضلاً عن الأضرار التي لحقت بمنشآت الأونروا أثناء هذه العمليات.

وفي واحدة من أخطر الحوادث الموصوفة في الوثائق، أوقف الجنود اثنين من موظفي الأونروا في مركبة تحمل علامة الأمم المتحدة عند نقطة تفتيش مؤقتة في فبراير 2024 أثناء محاولتهما مغادرة قرية فلسطينية بالقرب من بيت لحم.

وقام الجنود، الذين أخرجوا المفاتيح بالقوة وأجبروا الموظفين على الخروج تحت تهديد السلاح، بعد ذلك بتفتيش السيارة وسخروا من الموظفين في إشارة إلى الموظفين المنتمين إلى حماس،  وتزعم الوثائق أن الموظفين أُمروا بعد ذلك بالركوع، وتم تعصيب أعينهم، وتقييد أيديهم بأسلاك بلاستيكية، وتعرضوا للضرب قبل أن يتدخل ضابط كبير.

استخدام القوات الإسرائيلية لمنشآت الأونروا

وتصف الوثائق أيضًا استخدام القوات الإسرائيلية لمنشآت الأونروا خلال العمليات العسكرية في الضفة الغربية، بما في ذلك عملية واحدة على الأقل عندما قُتل عدة فلسطينيين.

ومنذ 7 أكتوبر، وفقا للوثائق، سجلت الأونروا 135 حادثا أثر على عياداتها أو مدارسها أو مكاتبها، بدءا من التوغلات وسوء الاستخدام وصولا إلى العمليات العسكرية التي أدت إلى سقوط قنابل الغاز المسيل للدموع أو الرصاص فيها.

وأكدت الوثائق أن قوات الأمن الإسرائيلية شنت، في 8 ديسمبر، غارة استهدفت مسلحين في مخيم الفارعة للاجئين في شمال الضفة الغربية، حيث اقتحمت بوابة المركز الصحي التابع للأونروا هناك وأنزلت علم الأمم المتحدة.

 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الأمم المتحدة الأونروا الاحتلال جيش الاحتلال فی الضفة الغربیة الأمم المتحدة

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تعتقل 8 من مواطني الضفة الغربية

قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي، في الساعات الأولى من صباح اليوم الثلاثاء، باعتقال 8 مُواطنين فلسطينيين في الضفة الغربية. 

اقرأ أيضاً: صحافة أمريكا تُبرز دور مصر في إنهاء مُعاناة غزة

وأكدت مصادر وكالة الأنباء الفلسطينية على أن الجيش الإسرائيلي اعتقل في فجر اليوم ستة مواطنين من محافظة نابلس.

وجاء ذلك بعد أن اقتحمت تلك القوان المدينة واعتقلت الشابين رضا عوادة من منطقة التعاون وعبد الكريم أنور منى من حي النمساوي في المدينة، وجاء ذلك عقب مداهمة المنزلين وبعثرة المهتويات وتخريبهما. 

وذكرت مصادر فلسطينية أن قوات الاحتلال أيضاً اقتحمت قرية تل غرب المدينة، واعتقلت أربعة مواطنين وهم: ناصر عبدالله عرايشة، ونجله صلاح، ومحمد حسن رمضان، ويزن سعيد رمضان، عقب مداهمة منازلهم وتفتيشها

وفي هذا السياق، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي شابين من رام الله. 

وذكرت مصادر الوكالة أن قوات الاحتلال اعتقلت الشابين صالح يعقوب موسى من بيت لقيا، وخالد حسين عبد المجيد، من عابود، بعد دهم وتفتيش منزلي ذويهما.

ويأتي ذلك في إطار الاعتداء الإسرائيلي المُتواصل الذي يتضمن اقتحام عدة بلدات وقرى في محافظة رام الله والبيرة، منها: ترمسعيا، واللبن الغربي، وكفر عين، وبرقا، ودير دبوان، وقراوة بني زيد، وحي أم الشرايط في البيرة، دون ان يبلغ عن مداهمات، أو اعتقالات.

حقوق الفلسطينيين في الضفة الغربية تعد من أبرز القضايا التي تستدعي اهتمام المجتمع الدولي، نظرًا للتحديات الكبيرة التي يواجهها الشعب الفلسطيني في هذه المنطقة. يعيش الفلسطينيون في الضفة الغربية تحت وطأة الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 1967، حيث تعاني المناطق الفلسطينية من فرض قيود على حرية التنقل، من خلال الحواجز العسكرية والجدار الفاصل، مما يحد من قدرتهم على الوصول إلى أراضيهم، أماكن عملهم، ومدارسهم. إضافة إلى ذلك، يواجه الفلسطينيون عمليات تهجير قسري بسبب التوسع الاستيطاني الإسرائيلي الذي يلتهم الأراضي الفلسطينية بشكل مستمر. الاستيطان، الذي يُعد مخالفًا للقانون الدولي، يؤدي إلى فقدان الفلسطينيين لمنازلهم وأراضيهم، ويعزز من تعميق الفصل العنصري بين المناطق الفلسطينية والمستوطنات الإسرائيلية.

على صعيد الحقوق السياسية، يعاني الفلسطينيون في الضفة الغربية من عدم الاستقلال السياسي في اتخاذ القرارات، حيث تتحكم السلطات الإسرائيلية في العديد من القضايا الأساسية مثل الأمن والاقتصاد. كما أن الفلسطينيين في الضفة الغربية يعانون من نقص الخدمات الأساسية في بعض المناطق بسبب القيود المفروضة من قبل الاحتلال على بناء المشاريع التنموية. رغم وجود السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، إلا أن حدود سلطتها محدودة في الكثير من القضايا المهمة، حيث يظل الاحتلال الإسرائيلي هو السلطة الفعلية المسيطرة. ومع ذلك، يواصل الفلسطينيون في الضفة الغربية نضالهم من أجل استعادة حقوقهم في تقرير المصير، وإنهاء الاحتلال، وقيام دولتهم المستقلة وفقًا لقرارات الشرعية الدولية.

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة: عيادات أونروا مفتوحة في الضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية
  • تصل إلى القدس.. الأمم المتحدة: عيادات أونروا مفتوحة في الضفة الغربية
  • فتح: الاحتلال الإسرائيلي مستمر في ممارسة القتل والعدوان بالضفة الغربية
  • الاحتلال يُصعّد عدوانه بالضفة ويرتكب مجزرة في بلدة طمون
  • إعلام فلسطيني: قوات الاحتلال تقتحم مدينة البيرة بالضفة الغربية
  • فلسطين.. قوات الاحتلال تخلي محيط منازل في قلقيلية بالضفة الغربية تمهيدا لتفجيرها
  • إسرائيل تعتقل 8 من مواطني الضفة الغربية
  • اعتقال عشرات الفلسطينيين في مداهمات بالضفة الغربية
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل تشديد إجراءاتها العسكرية في نابلس بالضفة الغربية
  • قوات الاحتلال تشدد إجراءاتها العسكرية بنابلس في الضفة الغربية