روى طبيبان فرنسيان عائدان من قطاع غزة -حيث أمضيا أسابيع عدة في المستشفى الأوروبي- الوضع المروع فيه مع إجراء عمليات جراحية في ظروف فظيعة وسط نقص حاد في المواد المطهرة وعويل المرضى والمصابين وحالات الوفاة التي لا مفر منها.

ولخص الطبيب خالد بن بوطريف المختص بطب الطوارئ من تولوز "لم يعد هناك أي وسيلة لتطهير أقسام المستشفى".

وكان الطبيب توجه إلى جنوب قطاع غزة من 22 يناير/كانون الثاني إلى 6 فبراير/شباط مع جمعية "بالميد" الطبية التي تعنى بمساعدة الفلسطينيين.

وإلى جانب ضحايا القصف، أوضح بن بوطريف أنه استقبل في قسم الطوارئ "الكثير من ضحايا القناصة".

ورأى الطبيب "من الواضح أنهم كانوا يطلقون النار على أطفال. فالإصابة محددة جدا ومحتسبة جدا"، ذاكرا حالة طفلة في الحادية عشرة أصيبت بشلل ثلاثي بعدما أصابتها رصاصة في العنق.

وأضاف الطبيب الستيني خلال مؤتمر صحفي في مرسيليا "كنا نجد صعوبة في معالجة المرضى والمصابين لم يكن هناك من حمالات (..) كنا نضطر إلى معالجة المصابين بجروح خطرة على الأرض".

ورصد زميله باسكال أندريه الخبير في الالتهابات بين 8 و22 فبراير/شباط "أن الكثير من المرضى يصابون بالتهابات خطرة بعد العمليات الجراحية"، لأن القسم "ليس نظيفا بما يكفي" في غياب المواد المطهرة.

وأكد الطبيب الفرنسي "الوضع مريع ولا مبرر له".

وأوضح باسكال أندريه "تجرى الجراحات في ظروف مريعة، إذ لا يمكن للناس الحصول على المطهرات المناسبة قبل ذلك".

ورأى بن بوطريف أن النزاع مستمر منذ فترة طويلة و"لم يعد واردا" للفرق الطبية في المستشفى الأوروبي "المحافظة على أي نوع من التنظيم".

وقال الطبيب "المختبر يعاني من مشاكل كثيرة (..) وأي تحليل ضروري لتشخيص إصابة أو متابعة مرض لم يعد ممكنا".

وفيات يمكن تجنبها

وأكد بن بوطريف أن إحدى الصعوبات تتمثل في العدد الكبير من النازحين الذين لجؤوا إلى المستشفى وباتوا "ينتشرون في الممرات وفي قاعات الانتظار والسلالم" وفي "بعض المصاعد أيضا… أينما كان".

وأضاف "رغم ذلك يجب الاستمرار في تقديم الرعاية للمرضى في ظل فوضى تامة".

وروى الطبيب أندريه وقد بدا عليه التأثر "رأيت في قسم الإنعاش مرضى مع أنابيب في الفم يحصلون على تنفس اصطناعي وأعينهم مفتوحة بسبب غياب المنوم"، موضحا أن بعض شاحنات المساعدات الإنسانية تبقى عالقة عند الحدود بين مصر والقطاع.

وتتحكم إسرائيل بدخول المساعدات البرية إلى قطاع غزة والتي تبقى غير كافية نظرا إلى الحاجات الهائلة للسكان البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة تهدد غالبيتهم المجاعة، بحسب الأمم المتحدة.

وأكد الطبيب أن بعض المرضى "كانوا يصرخون من الوجع بسبب غياب المواد المخدرة"، مشددا على أن نقص الأدوية يؤثر أيضا على الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة.

وقال إنه شهد في فبراير/شباط وفاة أم شابة "بسبب عدم تلقيها علاج السكري"، مشددا على أنها "وفيات يمكن تجنبها بالكامل لكن لا يتم الحديث عنها ولا تحتسب".

وأعرب الطبيبان عن أسفهما لغياب الاهتمام بشهادتهما منذ عودتهما إلى أوروبا، وأكد أندريه "أشعر بالألم من هذا الصمت".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 حريات

إقرأ أيضاً:

معرض فني للأطفال في الخرطوم لتخفيف آثار الحرب عليهم

نظمت غرفة طوارئ منطقة بري في وسط العاصمة السودانية الخرطوم، الخميس الماضي، المعرض الفني الأول للرسم لطلاب مركز "متطوعي بري أبوحشيش التعليمي"، بهدف إخراج الأطفال من أجواء الحرب التي تشهدها المنطقة منذ أكثر من 20 شهرًا.

ونشرت الغرفة مقطع فيديو عبر صفحتها على "فيسبوك" يُظهر مشاهد من فعالية المعرض، والتي تضمنت كلمات ألقاها ممثل الأطفال وممثلو الحي، بالإضافة إلى لقطات توثق لحظات توزيع الجوائز على الأطفال المشاركين.

وقالت ممثلة الأطفال بالمركز، ريتان رامي، خلال كلمة ألقتها في الفعالية التي حملت شعار "ضحكة في وجه الهموم": "عامنا الدراسي كان مفيدًا وممتعًا ومليئًا بالتحديات".

وأوضحت أن المعلمين واجهوا صعوبة في التعامل مع التلاميذ في سبيل استيعاب الدروس، بسبب الظروف التي فرضتها الحرب، لكنهم كانوا على قدر التحدي.

وأشارت إلى أن التلاميذ واجهوا صعوبات في الدراسة بسبب انقطاع التيار الكهربائي عن المنطقة، خاصة في فترة الامتحانات، قائلة "لكن الحمد لله، صبرنا واجتهدنا ونجحنا".

من جانبه، قال ممثل الحي، عادل إبراهيم مرحوم، إن نجاح مركز "متطوعي بري أبوحشيش التعليمي" كان لافتًا للنظر، بفضل تكاتف الشباب منذ اندلاع الحرب، حيث استطاعوا إخراج الأطفال من جو الرعب الذي تسببت فيه الحرب.

إعلان

وتشهد أحياء بري والمناطق المجاورة لها، المتاخمة لقيادة الجيش السوداني في وسط الخرطوم، انقطاعًا للتيار الكهربائي منذ أكثر من 11 شهرًا على التوالي، مما زاد من معاناة المواطنين العالقين في تلك الأحياء، بالإضافة إلى "ارتفاع غير مسبوق في سعر السلع الاستهلاكية"، حسبما أفادت غرفة طوارئ المنطقة.

ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع نزاعا مسلحا خلّف أكثر من 20 ألف قتيل وما يزيد على 14 مليون نازح ولاجئ، وفق تقديرات الأمم المتحدة والسلطات المحلية.

وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء النزاع المسلح بما يجنب السودان كارثة إنسانية بسبب القتال الذي امتد إلى 13 ولاية من أصل 18.

مقالات مشابهة

  • العدو الصهيوني يُواصل استهداف منظومة صحة شمال غزة
  • مستشفى كمال عدوان إخلاء تحت الظلام والنار
  • جمعية إسرائيلية تلجأ للقضاء لوقف استهداف مستشفى "كمال عدوان"
  • معرض فني للأطفال في الخرطوم لتخفيف آثار الحرب عليهم
  • الاحتلال يُجبر مرضى "المستشفى الإندونيسي" على الإخلاء
  • الصحة الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي يواصل استهداف المنظومة الصحية في شمال غزة
  • سقوط سقف غرفة العمليات على طبيب مستشفى جامعة سوهاج.. ماذا حدث؟
  • برلمانية بـ"الشيوخ": قانون المسؤولية الطبية متوازن ويحقق مصلحة المريض ويعطى الطبيب الحماية
  • آخرها استهداف مستشفى كمال عدوان.. جيش الاحتلال يواصل جرائمه في غزة
  • حسام الخولي: مشروع قانون المسؤولية الطبية متوازن ويحقق مصلحة الطبيب والمريض