يمانيون – متابعات
قالت مجلة “نيوزويك” الأمريكية، إن القوات المسلحة اليمنية “تصنع التأريخ” وإن عملياتها البحرية أثبتت نجاحاً كبيراً، في مقابل فشل الاستراتيجية الأمريكية لمواجهتها.

ونشرت المجلة تقريراً قالت فيه إن اليمنيين “يصنعون التأريخ بأخطر الطرق” وذكرت فيه أن القدرة على تنفيذ عمليات بحرية ذات تأثيرات واسعة “كانت حكراً على القوى التي تمتلك ترسانة كبيرة ومتطورة من السفن الحربية” لكن القوات المسلحة اليمنية “التي ليس لديها أسطول بحري تمكنت فعلاً من السيطرة على أحد أهم ممرات الشحن في العالم حيث استولت على سفينة شحن وأطلقت وابلاً شبه يومي من الصواريخ والطائرات بدون طيار على عشرات السفن في البحر الأحمر وخليج عدن خليج عدن خلال الأشهر الخمسة الماضية”.

وأضاف التقرير أن “أنصار الله يتطلعون اليوم إلى توسيع حملتهم غير المسبوقة في عمق المحيط الهندي الشاسع، مطالبين إسرائيل بإنهاء حربها في قطاع غزة” مشيراً إلى أن هذا التصعيد سيؤدي إلى تأثيرات جيوسياسية.

ونقلت المجلة عن إيان رالبي خبير الأمن البحري الذي يشغل منصب الرئيس التنفيذي لشركة “آي آر كونسيليوم” الاستشارية قوله إن ما يفعله اليمن “غير عادي” وإن “أنصار الله يختلفون عن أي جهة أخرى هاجمت السفن”.

وأشار التقرير إلى أن “مما يميز أنصار الله عن الجهات الفاعلة الأخرى التي لديها الرغبة والقدرة على مهاجمة السفن التجارية، هو سلسلة متسقة من الانتصارات التي تعود إلى عقد من الزمن على الأقل في تحدي القوى الإقليمية والعالمية”.

ونقل التقرير عن رالبي قوله: “إنهم يظهرون أنهم لم يحققوا سوى النجاح ويعيشون الفترة الأكثر نجاحاً في تاريخهم بأكمله في الوقت الحالي”.

وذكر التقرير أن “أنصار الله لم ينجحوا فحسب في مقاومة الحملة التي تقودها السعودية في اليمن فحسب، بل تمكنوا أيضًا من نقل القتال إلى المملكة المجاورة نفسها من خلال إطلاق وابل من الصواريخ والطائرات بدون طيار”.

وأضاف أن “أنصار الله” قاموا بإعادة ضبط قواتهم للرد على حرب أخرى اندلعت على بعد1000 ميل عندما شنت حركة حماس الفلسطينية هجوماً مفاجئاً كاسحاً ضد إسرائيل في أكتوبر الماضي، وأعلنت جماعة أنصار الله أن هجماتها على السفن ستنتهي إذا أوقفت إسرائيل حملتها المتواصلة في قطاع غزة”.

وبخصوص التحالف الذي شكلته الولايات المتحدة لمواجهة الهجمات اليمنية البحرية، أوضح تقرير “نيوزويك” أنه “حتى الآن، لم يتمكن حتى هذا التحالف، ولا عدة جولات من الغارات الجوية المشتركة بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة على المواقع العسكرية لأنصار الله في اليمن، من ردع موجة الهجمات المستمرة في البحر الأحمر وخليج عدن”.

ونقل التقرير عن ألبرت فيدال المحلل في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، قوله إن التميز في الهجمات اليمنية ملحوظ “على مستوى استخدام صواريخ بالستية ضد السفن لأول مرة” مشيراً إلى أن القوات المسلحة اليمنية “استخدمت هجمات موجية بأكثر من عشرين طائرة بدون طيار، بالإضافة إلى مزيج من أنظمة الطائرات بدون طيار، والقوارب سطحية، والمركبات تحت الماء”.

وبخصوص التشكيك في قدرة اليمن على توسيع المعركة ضد السفن المرتبطة بإسرائيل إلى المحيط الهندي نقل التقرير عن رالبي قوله: “سواء صدقناهم أم لا، فإننا بحاجة إلى الاستعداد لذلك”.

وأضاف رالبي: “إنهم يقولون إنهم في حالة حرب مع الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، والآن أصبح علينا أن نجد طريقة لإخراج أنفسنا من هذا الوضع، لأنه لا يفيدنا، ولا يفيد المنطقة، ولا يفيد التجارة العالمية أن تكون الولايات المتحدة هي الواجهة لأن هذا ما يريده الحوثيون” حسب تعبيره.

وأشار رالبي إلى أنه يتعين على الولايات المتحدة تغيير استراتيجيتها.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الولایات المتحدة أنصار الله بدون طیار

إقرأ أيضاً:

تقرير أمريكي يرصد سيناريوهات ما بعد نصر الله

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

شكل اغتيال الأمين العام لـ "حزب الله" حسن نصرالله على يد إسرائيل لحظة مفجعة للحزب، يمكن أن تغير المشهد السياسى اللبنانى وكذلك الديناميات فى جميع أنحاء المنطقة.
جاء مقتل نصرالله فى نهاية أسبوع وحشى لـ "حزب الله"، الذى فقد الآن معظم قياداته العسكرية، بالإضافة إلى نظام اتصالاته ومجموعة من مستودعات الأسلحة والمرافق الأخرى. وكل هذا أصبح ممكنًا بفضل اختراق المخابرات الإسرائيلية قيادة "حزب الله" وبنيته العسكرية. ولأسباب متعددة، بما فى ذلك النمو الهائل لـ "حزب الله"، سيكون مستقبل الخلافة اليوم أكثر تعقيدًا مما كان عليه قبل ثلاثة عقود عندما قُتل سلف نصرالله، عباس الموسوي.
وبحثا عن مستقبل الحزب فى ظل الوضع الراهن قدمت الباحثة بمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى لبنانية الأصل " حنين غدار' قراءة فى كف الحزب المبتورة من خلال السيناريوهات المحتملة سياسيا وعسكريا وإقليميا. 


الخلافة السياسية

تقول حنين على الورق على الأقل، لن يكون استبدال نصرالله صعبًا، وسيتولى "حزب الله" هذه المهمة إلى جانب "الحرس الثورى الإسلامي" الإيراني. ومن بين الخلفاء المحتملين نائب الأمين العام للحزب نعيم قاسم ورئيس "المجلس التنفيذي" هاشم صفى الدين - الذى هو أيضًا ابن شقيق نصرالله. 
ومع ذلك، فعلى مستوى أعمق، سيكون من الصعب جدًا استبدال هذا الزعيم الكاريزماتى الذى استمر بمنصبه لفترة طويلة. فقد أصبح نصرالله لا ينفصل عن العلامة التجارية للحزب، ويُعرف بنجاحات مثل انسحاب إسرائيل من لبنان فى عام ٢٠٠٠ و"النصر الإلهي" المفترض ضد إسرائيل فى صيف عام ٢٠٠٦. وكان نصرالله بمثابة شخصية الأب للعديد من الشيعة اللبنانيين، الذين اعتبروه مزوّدهم وحاميهم. ومن يخلفه سيكون فى موقف لا يُحسد عليه نظرًا للحالة المتدهورة للحزب والأيام المظلمة المحتملة التى تنتظره. ومع ذلك، فإن الفراغ الناتج عن ذلك سيوفر فرصًا للمجتمع الدولى للدعوة إلى قيادة أفضل للشيعة اللبنانيين وللأمة بأكملها.


الآفاق العسكرية

منذ أكتوبر ٢٠٢٣، عندما التزم "حزب الله" بدعم قتال "حماس" ضد إسرائيل، تم قتل ثلاثة من قادته من الصف الأول، وهم فؤاد شكر، وإبراهيم عقيل، وعلى كركي، بالإضافة إلى معظم قادته من الدرجة الثانية. ونظرًا لهذه الخسارة فى الأفراد، إلى جانب الضربات التى لحقت بالبنية التحتية وضعف الثقة المرتبط بها، فسوف تكون مهمة إعادة بناء القدرات العسكرية للحزب شاقة وستستغرق سنوات. وعلاوة على ذلك، لعب نصرالله نفسه دورًا رئيسيًا فى إعادة هيكلة الأنشطة العسكرية لـ "حزب الله" والتنسيق مع المرشد الأعلى الإيرانى على خامنئي. وبالتالي، تم الآن قطع النسيج الرابط بين لبنان وإيران.


التحركات الإقليمية

تقول حنين إنه فى وقت مبكر من الحرب الأهلية فى سوريا، التى بدأت فى عام ٢٠١١، دعم "حزب الله" نظام بشار الأسد، حيث عمل مباشرة تحت قيادة قائد "فيلق القدس" التابع "للحرس الثوري" الإيراني، قاسم سليماني. وبعد ذلك، برز "حزب الله" كذراع إقليمية "للحرس الثوري"، حيث قدم الدعم اللوجستى والتدريب والقيادة للميليشيات فى العراق وسوريا واليمن. وعندما قُتل سليمانى فى أوائل عام ٢٠٢٠، توسع دور "حزب الله" فى المنطقة بشكل أكبر، وحتى وقت قريب أمضى قادته وقتًا أطول فى تلك البلدان فى الخارج مما قضوه فى لبنان. ومع تعرض "حزب الله" لأضرار جسيمة الآن، يجب على "فيلق القدس" أن لا يستبدل قيادة "حزب الله" فى لبنان فحسب، بل أيضًا الدور الذى لعبه فى جميع أنحاء المنطقة. وبالنسبة للولايات المتحدة وحلفائها، توفر هذه الفترة الانتقالية فرصة كبيرة للتخفيف من التهديد فى المنطقة الذى تقوده إيران.


خيارات إيران

جمهورية الملالى لديها خياران واسعان للرد على ضربة نصرالله، وهما: التصعيد أو التراجع.
إذا اختارت إيران التصعيد، فقد تتبنى نهجًا مباشرًا فى قيادة قوات "حزب الله" القتالية، وهو مسار غير فعال فى أفضل الأحوال نظرًا لغياب القيادة العسكرية المتمركزة فى لبنان حاليًا. أو بدلًا من ذلك، يمكن أن تسهل إيران إطلاق صواريخ "حزب الله" الموجهة بدقة قبل أن تدمرها إسرائيل، أو توجّه وكلاء مثل الميليشيات الشيعية المتمركزة فى العراق والحوثيين فى اليمن للاشتباك عسكريًا مع إسرائيل. ولكن هذا الخيار أيضًا يواجه تحديات، بما فى ذلك المخاطر الشخصية التى يتعرض لها القادة الإيرانيون المتمركزون فى لبنان، والذين على أى حال ليسوا على دراية بالبلاد وتعقيداتها الأمنية والسياسية. وقد يؤدى التصعيد فى النهاية إلى حملة إسرائيلية أوسع نطاقًا ضد أصول إيران فى المنطقة.
التراجع.. بدلًا من ذلك، قد تتراجع إيران فى الوقت الحالى للحفاظ على وكيلها من تكبد المزيد من الخسائر. وقد يستلزم ذلك قبول المبادرة الدبلوماسية الأمريكية-الفرنسية، وتوجيه "حزب الله" للانسحاب عسكريًا إلى شمال نهر الليطاني. كما يعنى هذا التراجع الفصل بين جبهتى الحرب فى لبنان وغزة. وكل هذا من شأنه أن يوفر "للحرس الثوري" الإيرانى الوقت والمساحة لإعادة بناء ترسانة "حزب الله" وإعادة هيكلة قيادته العسكرية. ومع ذلك، فإن التراجع يحمل مخاطر أيضًا، بما فى ذلك التعرض لحملة عسكرية إسرائيلية مستمرة تشمل إضعاف أو القضاء على صواريخ "حزب الله" الموجهة بدقة.


كيف يمكن للجهات الفاعلة الغربية ملء الفراغ؟

مع مقتل نصرالله وتضرر جماعته، سوف يشعر "حزب الله" والمجتمع الشيعى اللبنانى - فضلًا عن جميع اللبنانيين - بالانكشاف وعدم الحماية. وحتى الآن، لم يهب أى طرف فعليًا لمساعدة "حزب الله"، سواء من النظام الإيرانى أو من أى جهات فاعلة متعاطفة أخرى فى المنطقة.
تختم حنين غدار تحليلها بالقول إن هناك فرصة للمجتمع الدولى للاستثمار بجدية فى مستقبل لبنان، وهو التعهد الذى سوف ينطوى على أكثر كثيرًا من إرساء إطلاق النار أو إعادة تنفيذ "قرار مجلس الأمن رقم ١٧٠١" الذى أنهى حرب لبنان فى عام ٢٠٠٦. وتتمتع الولايات المتحدة بالفعل بنفوذ قوى على لبنان من خلال برنامجها للمساعدة للجيش اللبناني، ولكن على الجيش اللبنانى أن يكون مسئولًا أمام حكومة لبنانية مستقلة، وليس لحكومة خاضعة لسيطرة "حزب الله". وبعد وقف إطلاق النار يجب أن يكون لبنان مرتكزًا فى المقام الأول على سيادة الدولة واستقلالها. علاوة على ذلك، بإمكان المجتمع الدولى الآن أن يعمل على دعم ائتلاف موثوق وشامل من الشخصيات والقوى المعارضة - والذى يجب أن يشمل المجتمع الشيعى بكل تنوعاته - لمواجهة "حزب الله"وحلفائه والنفوذ الإيرانى فى لبنان.

مقالات مشابهة

  • رئيس الدولة يستقبل المشاركين في ورشة “أداء شرطة الأمم المتحدة” الـ3 التي تستضيفها وزارة الداخلية
  • اتفاق أمريكي-إسرائيلي على “تفكيك البنى التحتية الهجومية” لحزب الله
  • البحرية البريطانية تتلقى بلاغًا بحادث غربي ساحل الحديدة
  • قيادي في “أنصار الله” يحذر: الحرب مفتوحة مع “إسرائيل” ورد اليمن سيكون مزلزلاً
  • تقرير أمريكي يرصد سيناريوهات ما بعد نصر الله
  • الحوثيون يسقطون مسيرة أمريكية “MQ-9” في صعدة (فيديو)
  • “العقوري” يطلع على مسودة تقرير حقوق الإنسان التي أعدها الفريق المُشكل من ديوان مجلس النواب
  • “تحذيرات من مجموعة الأمن الصناعي بشأن تهديدات الحوثيين للسفن في البحر الأحمر وخليج عدن”
  • شرطة دبي توقع مذكرة تفاهم مع ” وترايدنت لتجارة السفن والقوارب “
  • صنعاء تفتتح مسار “إسناد لبنان”: تل أبيب تحت النار… والمعركة البحرية قائمة