رشان أوشي: هل حان وقت الحساب؟
تاريخ النشر: 19th, March 2024 GMT
حجز “البرهان” موقعه من التاريخ، بأن أعاد كتابة سيرة القوات المسلحة السودانية أكثر مما فعله الآباء المؤسسون، خلص السودان من أبشع كابوس وهاجس كان يجثم على صدور السودانيين، وقاد معركة التحرير الوطني التي حطمت جدار استعمار السودان على رؤوس مشيديه .
وقيادة “البرهان” هي امتداد لما قام كل جنرالات جيشه مجتمعين، من عمل وطني هائل، ونادراً ما تيسر لقائد عسكري أن يخوض معركة بهذه الشراسة، وأن يحقق النصر تلو النصر بهذه السرعة، فخلال عام فقط استطاع “البرهان” تطبيب نكبة السودانيين والتي جاءت أشد إيلاما من ذي قبل.
لا مبالغة في هذا الكلام. مذبحة الخرطوم أشد هولاً من المذابح التي واكبت الانفجار في دارفور. أكثر خطورة من مذابح رواندا لأن قطباً دولياً يديرها وينفذها جيش اقتنى تسليحه من الدولة،. لم نشاهد في أشد الحروب جرافات تجمع هذا القدر من الجثث وتهيل عليها التراب. لم نشاهد أطفالا يتزاحمون على كسرة خبز بينما يأكل الرعب عيون أمهاتهم. لم نعاين مثل هذا الخراب الهائل منذ اقتحام برلين في الحرب العالمية الثانية.
يذهب البرهان إلى التاريخ حاملاً معه رايات تأييد السودانيين، سيذهب مطمئناً لأنه قطع الطريق أمام إنجاز مهمة شطب الشعب السوداني، وأكد أنها مهمة مستحيلة، وحرم الغزاة من أن يحملوا جثة حلم الدولة السودانية المستقلة، حتى أصبح الغرب نفسه لا يرى أفقاً غير مهادنة دولة “البرهان”.
تحطمت على صخرة “البرهان” مطامع الإمارات التي تعتبر شريكاً أساسياً في هذه الجريمة المتمادية، والتي مولت ودعمت عملية غمر السودانيين على نهر الآلام، بينما اكتفى الغرب بالهدنات وإرسال الخيام والإعاشات والضمادات. لم يجرؤ على مواجهة السؤال الحقيقي: (الا تستحق جرائم آل دقلو بأن تجعلهم مطلوبين لمحكمة الجنايات الدولية؟).
خلال عام واحد فقط، نجحت المنظومة الأمنية والعسكرية السودانية (القوات المسلحة؛ قوات العمل الخاص، الاحتياط المركزي، والمقاتلون من المتطوعين الشباب) في تدمير ترسانة قتالية؛ معدة بالأسلحة الثقيلة مضادات الطائرات، ومضادات الدروع،الطائرات المسيرة والآلاف من المرتزقة الاجانب، بجانب الغطاء السياسي والدولي، ونجحت الدولة السودانية في الدفاع عن سيادتها، استقلاليتها، وصمدت في وجه العاصفة.
بينما استمرت حروب مشابهة في دول جارة إلى أعوام، وانتهت بتقسيم تلك الدول، واضعافها.
الآن يعبر “البرهان” عن تطلعات كل السودانيين، اي انه لا يحتاج لحاضنة سياسية مصنوعة، ولا يحتاج لسماسرة يبيعونه الوهم، فالشعب السوداني هو حاضنته، وقيادته هي الحقيقة.
يتجول رئيس مجلس السيادة هذه الأيام بين شعبه في المساجد ويتناول إفطاره بين الناس، فاليستمع بنفسه لأمنياتهم، دون الاستعانة بشخصيات سيئة السمعة، ستفقده كثيراً من جماهيريته أن استمرت برفقته واستمرأت نهجها الفاسد.
سيدي القائد العام، اسأل شعبك عن رجال حولك، وعن فسادهم، وعن استغلالهم لسلطتك ونفوذك لاجندات شخصية، هؤلاء يفقدونك بريق القائد الملهم الذي اكتسبته بجهدك في قيادة معركة رد اعتبار وكرامة السودانيين.
سيكتب التاريخ أن قائدا للجيش السوداني، استطاع خلال عام صد العدوان الأجنبي، وتحرير بلاده من مشروع استعمار جديد، وما زال يعمل للحفاظ على وحدة السودان.
محبتي واحترامي
رشان أوشي
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
عبد الرحيم دقلو يدفع برسالة جديدة لمواطني الشمالية ونهر النيل ويكشف تفاصيل زيارته إلى مصر
متابعات ـ تاق برس كشف قائد ثاني قوات الدعم السريع عبدالرحيم دقلو، عن زيارته الي مصر بدعوة من الجانب المصري عبر بعض” الأصدقاء “. واضاف اليوم من نيالا جنوب ـ دارفور ان الاصدقاء “اخبروه ان المصريين يريدون مقابلتنا ، قلت لهم المصريين قتلوا جماعتنا ونحن حرقنا لهم طائرات ، كيف اذهب والضمانات لعودتي قالوا لي انت حريص علي نفسك ولا السودان ، قلت لهم السودان”. واضاف : “وقد ذهبت وقابلت عباس كامل ودار حديث ، وقلت له ان حل مشكلة السودان ليس بالطريقة المصرية كما تعتقد ، لان هناك واقع جديد افرزته الثورة ، يجب التعامل معه ، وان الحرب لن تنتهي بالطريقة المصرية التي تريدها”. وتابع :”بعد أسبوعين عملو المنامة وذهبنا ووفد الحكومة برئاسة الكباشي ، وطرحت لهم الحل سودان جديد يتقدم وسودان قديم يتحطم وافق الكباشي ، وطلبت من الوفد المشارك ان نجلس لوحدنا مع الكباشي وقد وافق ، وقلت له هل انت موافق علي ما طرحته قال لي نعم ، قلت له يا كباشي انت قدره قال لي نعم والجيش معاي وتم التوقيع علي وثيقة المنامة لا فيها كيزان ولا قطط سمان ، وحددنا مواعيد للقاء ، وعندما رجع بورتسودان ، نط من الاتفاق ، ثم مفاوضات جنيف ، لم يحضروا ، وبالتالي هم ليسوا ناس سلام”. وواوضح الفريق عبد الرحيم دقلو في خطابه أمام قيادات الشرطة الفيدرالية بجنوب دارفور، كل مسارات التفاوض منذ أن” سمح بخروج البرهان من القيادة العامة من أجل التفاوض،قفلنا باب السلام تماما مع حكومة بورتسودان، لعدم حرصهم على التفاوض”. واتهم عبد الرحيم حكومة البرهان بعدم الجدية في التفاوض، وقال مدينا يدنا للصلح والسلام، وهم “كانوا محاصرين في القيادة العامة، واتصل البرهان وطلب مني السماح لهم بالخروج للذهاب إلي السعودية، وقال لي لو طلعنا تسمحون لنا قلت له اطلع وقد أخطرت كل القوة بعدم التعرض له، وقلت له اذهبوا وإن لم نتفق تعالوا ارجعوا لا أحد يتعرض لكم”. اشار دقلو :”البرهان كذاب طلع نهارا جهارا وركب الطيارة من وادي سيدنا وذهب وفدنا جدة الأولى والثانية والثالثة، وهم يراوغون بمسرحيات جديدة مرة مع كاسات، ومرة مع الكباشي، وهو الذي يحرك اللعب “. واعلن دقلو عن تعيين اللواء شرطة بشير ادم عيسي مدير عام للشرطة الفدرالية في المناطق المحررة ، وان يعمل مع الجميع لتأسيس وتجهيز شرطة فدرالية. وشدد ان الشرطة يجب ان تكون قادرة علي حفظ الامن ، واضاف “نريد منكم ثلاث أشياء أولا لا نريد الشفشفة ، ولا العمل تحت التربيزة والرشاوي ، نريد شرطة فدرالية لسودان جديد ، سودان الحق والانصاف ، بعيدا عن سلوك الكيزان”. وتعهد قائد ثانى الدعم السريع، بتوفير كل سبل الحياة الكريمة للشرطة ، واضاف :”الان جاييكم حكومة السلام والمناضلين حكومة الخلص ، لإصلاح وتنظيف السودان من الفتن والقبلية ،ولن نسمح لاي شخص التلاعب بارواح الناس واموالهم وحياتهم وترويعهم “. وطمأن دقلو مواطني نهر النيل والولاية الشمالية، وقال (عندما قلت امس الأول مروي ودنقلا وشندي ، لن نقصد المواطن لانه حقنا ، لكن زي ما هم دمروا وقتلوا ، نحن اهل دين وقيم لن تسمح لنا ابدا، و الشعب السوداني اهل إرادة ، ولا نريد ان يكونوا تحت إرادة الكيزان. ونوه بقوله :” الان الرؤية بقت واضحة من قبل المجتمع الدولي ولا الإقليمي، ومن البلطجية السياسين السابقين ، الذين يسوقون الشعب السوداني بالخلاء ، ومصاصي الدماء من الحركة الإسلامية الشيطانية” . وانتقد المجتمع الدولي وصمته حيال ما يجري في السودان من قتل والابادة الجماعية من قبل الحركة الإسلامية والكيزان ، وقال “العالم لا اخلاق لهم عالم ظالم ، كان في يوم من الأيام يحارب الارهابيين وعلي راسهم الرئيس البشير ، وبعد ثورة الوعي ، وجدنا العالم حظر السودان ، ولا يريد السلام ترك الكيزان لاشعال الحرب وارتفع معنوياتهم وادخلونا في الحرب ، ونحن ندافع عن الشعب السوداني ، واستمر الكيزان في القتل والابادة الجماعية دون ان يتدخلوا ، فقط يتحدثوا عن الانتهاكات “. واضاف :”ونحن تحدثنا معهم قبل الحرب ان البرهان جلب اكثر من 30 الف من دارفور ، حرق بهم دارفور سابقا من اجل ارتكاب المجازر ، وفعلا ارتكبوا جرائم في مدني ، وابادوا سكان الكنابي ، وبحري ، ذبحوا وقطعوا الرؤوس ، اين العالم الذي يدعي ونحن لن نعترف ولا نرجي منهم خير ابدا “. الدامر نهر النيلالشماليةعبد الرحيم دقلو