19 مارس، 2024

بغداد/المسلة الحدث: صمت عراقي وعناد أمريكي توضح خلاصة هذا التقرير بان كلا من  الإدارة الأمريكية وحكومة العراق يخالفان قرار الأمم المتحدة 1956 الصادر في العام 2010، بشأن الوضع الحالي لصندوق تنمية العراق، ما يعني انه يمكن تقديم شكوى ضد الحكومة العراقية من قبل مواطنين أو اعضاء برلمان عراقيين حول ذلك، وأيضا تقديم شكوى ضد حكومة الولايات المتحدة لاستيلائها على صندوق تنمية العراق وواردات صادرات العراق من النفط خلافا لقرارات الأمم المتحدة.

الحقيقة

الحقيقة المهمة التي يجب توضيحها هي أنه بخلاف ما يتم ترويجه من قبل بعض السياسيين ووسائل الإعلام في العراق، لا يوجد قرار من مجلس الأمن الدولي يلزم العراق بوضع إيراداته من صادرات النفط في “صندوق تنمية العراق” في البنك الفدرالي الأمريكي، كما تم القيام به منذ عام 2003. هذا الفعل يمثل مخالفة لقرار مجلس الأمن رقم 1956 الصادر في عام 2010، الذي يفرض إغلاق “صندوق تنمية العراق” وتحويل الودائع الموجودة فيه إلى البنك المركزي العراقي.

قرار وضع إيرادات صادرات العراق من النفط في حساب بنك الاحتياط الفدرالي جاء بواسطة الحاكم الأمريكي للعراق بول بريمر بعد الغزو في عام 2003، وتم تدعيمه بمرسوم رئاسي من الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش في نفس العام. ويعتبر هذا القرار قرارًا أمريكيًا فقط، وليس له علاقة بالقرارات الدولية، ولا يتعلق بالبند السابع الذي يتم استخدامه كوسيلة لتخويف الشعب العراقي من عواقب عدم الامتثال لرغبات الولايات المتحدة كقوة محتلة.

قضية البند السابع

لنشرح اولا من أي جاءت مسألة وضع العراق تحت البند السابع (الذي يعني استخدام القوة أو التهديد باستخدام القوة لإجبار العراق على تنفيذ قرارات الأمم المتحدة) وكيف أن العراق قد خرج من ربقة هذا البند في عام 2013.

عندما قام نظام صدام باجتياح واحتلال الكويت في يوم 2 آب / أغسطس 1990 اجتمع مجلس الأمن في ذات اليوم في نيويورك وأصدر القرار رقم 660 الذي طالب العراق بالانسحاب من الكويت ودعا الطرفين (أي العراق والكويت) الى تسوية خلافاتهما سلميا وعبر الحوار، أي لم يتضمن القرار البند السابع ولم يهدد باستخدام القوة.

ولكن بسبب عدم تنفيذ العراق للمادة الثانية من القرار 660 التي تنص على الانسحاب الفوري لكافة القوات العراقية من الكويت، أتبع مجلس الأمن ذلك بالقرار رقم 661 في يوم 6 آب / أغسطس 1990 الذي فرض على العراق تنفيذ ذلك تحت البند السابع. كما طالب القرار بوقف جميع الصادرات والواردات من والى العراق والكويت بشكل تام (أي حصار اقتصادي). وهنا دخل العراق تحت طائلة البند السابع.

خروج العراق من أسر البند السابع عام 2013 قبل إكمال دفع التعويضات للكويت ما يعني ان   اكمال دفع التعويضات لم يعد مرتبطا بالبند السابع منذ إصدار قرار مجلس الأمن رقم 2107 الذي قد اخرج العراق من ربقة البند السابع في 27 حزيران 2013، أي قبل تسع سنين من اكمال دفع التعويضات للكويت.

وقد خرج العراق من البند بسبب تعاونه التام في كل الملفات المتعلقة وتم الغاء كل المقررات في القرارات السابقة وأهمها 661 و 687 و 692 وكلها كانت تندرج تحت البند السابع.

وصدر القرار 2621 في 22 شباط / فبراير عام 2022 من مجلس الأمن الذي أكد فيه اكمال العراق لدفع جميع التعويضات للكويت وبقية المتضررين من غزو العراق للكويت، وتقرر اغلاق لجنة التعويضات وصندوق التعويضات.

السيطرة الأمريكية على واردات النفط العراقية

٠ وبعد أن اصبحت قضية الغزو الامريكي البريطاني غير الشرعي للعراق والمخالف لميثاق الأمم المتحدة الخاص بحماية سيادة واستقلال الأمم (المادة الثانية الفقرة الرابعة من ميثاق الأمم المتحدة) أمرا واقعا وبعد انهيار نظام صدام كان على مجلس الأمن القبول بالوضعية الجديدة والتأسيس لمرحلة ما بعد الغزو، لأن الولايات المتحدة وبريطانيا اصبحا مسؤولين عن الوضع في العراق باعتبارهما قوة احتلال.

صدر قرار 1483 عن مجلس الأمن الدولي في 22 أيار/ مايو، 2003  بعد أن اصبح احتلال العراق امرا واقعا، ولأن  الولايات المتحدة وبريطانيا اصبحا مسؤولين عن الوضع في العراق باعتبارهما قوة احتلال.

القرار ثبت مسؤولية دول الاحتلال تحت “سلطة الإئتلاف” عن جميع نواحي الحياة في العراق باعتبارها سلطة احتلال مسؤولة عن ادارة شؤون العراق البلد المحتل. هذا يعني أنها أيضا مخولة بالتصرف بموارد العراق

ومن ضمنها  إستلام إيرادات النفط جميعها فيه .

الفقرات (12 و 13 و 14) التي أسست “لصندوق تنمية العراق” لم تذكر الاحتياطي الفدرالي الأمريكي ولا أين يكون مقره ورقم حسابه، بل يؤكد أنه “يوضع في عهدة البنك المركزي للعراق. لكن موارده يتم التصرف بها من قبل سلطة الائتلاف الحاكمة بالتشاور مع الادارة العراقية المؤقتة.

نص المادة 12 من القرار 1483:   يشير إلـى إنشاء صندوق تنمية للعـراق، يوضـع في عهــدة المصـرف المركـزي للعراق، ويقوم بمراجعة حساباته محاسبون عموميون مستقلون يقرهم المجلس الـدولي للمشـورة والمراقبة لصندوق التنمية للعـراق.

الرئيس الأمريكي يستولي على صندوق تنمية العراق مباشرة

في ذات اليوم الذي تم فيه إصدار قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1483، أي في يوم 22 ايار / مايو 2003، وقع الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش على المرسوم الرئاسي أو الأمر التنفيذي رقم 13303 وهو بعنوان “حماية صندوق تنمية العراق وممتلكات أخرى للعراق مصلحة فيها”

على هذا أصبح الرئيس الأمريكي وصيا بشكل رسمي على صندوق تنمية العراق واموال صادرات النفط.

من الذي قرّر؟

سلطة الائتلاف المؤقتة بقيادة بول بريمر التي اقترحت تأسيس الصندوق على الأمم المتحدة هي التي قررت وضع رقم حساب صندوق تنمية العراق في الإحتياطي الفيدرالي الأمريكي وليس الأمم المتحدة.
لم تقم أي من الحكومات العراقية المتعاقبة بالمطالبة بتغيير مقر صندوق تنمية العراق الى البنك المركزي العراقي في بغداد.
لكن في يوم 15 كانون الأول / ديسمبر 2010 أصدر مجلس الأمن الدولي بالاجماع (أي بموافقة الولايات المتحدة أيضا) القرار رقم 1956، وذلك بعد الرسالة التي وجهها رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إلى مجلس الأمن “التي أكد فيها التزام الحكومة العراقية بعدم طلب مزيد من التمديدات لترتيبات صندوق تنمية العراق، وأن عائدات النفط ستستخدم بشكل عادل. وأشار إلى الدور الهام لصندوق التنمية والمجلس الدولي للمشورة والمراقبة.”

وينص القرار على ان الصندوق سوف يتم الغاؤه وانهاء اشراف الأمم المتحدة عليه في مدة اقصاها 30 حزيران / يونيو 2011.

نص قرار مجلس الأمن 1956: المادة الخامسة، اشارة الى نقـــل جميـــع العائـــدات مـــن صـــندوق تنميـــة العـــراق إلى حـــساب أو حسابات الترتيبـات الخلـف الـتي تنـشئها حكومـة العـراق وإقفـال صـندوق تنميـة العـراق في موعـد لا يتجـاوز ٣٠ / حزيـران يونيـه ٢٠١١ ،ويطلـب موافـاة المجلس بإثبـات خطـي بمجـرد الانتهاء من نقل العائدات وإقفال الصندوق.

ويعني ذلك  إلغاء القرار رقم 1483 الصادر في عام 2003.

ومنذ تلك اللحظة، أصبحت الأمم المتحدة غير مشرفة على الصندوق ولا تستطيع التدقيق في أموره، وأصبح فقط تحت السيطرة الكاملة للولايات المتحدة. فهل كان ذلك هدف رئيس الوزراء العراقي من طلبه من مجلس الأمن ان لا يتم التجديد للصندوق؟

على هذا تكون الإدارة الأمريكية وأيضا حكومة العراق مخالفان لقرار الأمم المتحدة 1956 الصادر في عام 2010، مما يعني انه يمكن من ناحية تقديم شكوى ضد الحكومة العراقية من قبل مواطنين أو اعضاء برلمان عراقيين حول ذلك، وأيضا تقديم شكوى ضد حكومة الولايات المتحدة لاستيلائها على صندوق تنمية العراق وواردات صادرات العراق من النفط خلافا لقرارات الأمم المتحدة.

تلخيص عدنان ابوزيد

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: مجلس الأمن الدولی الولایات المتحدة الرئیس الأمریکی قرار مجلس الأمن الأمم المتحدة تقدیم شکوى ضد البند السابع القرار رقم العراق من فی العراق الصادر فی فی یوم فی عام من قبل

إقرأ أيضاً:

مجلس النواب يوافق على انضمام مصر لعضوية صندوق تنمية صادرات إفريقيا

وافق مجلس النواب  خلال جلسته العامة المنعقدة الآن  برئاسة المستشار الدكتور حنفي جبالي قرار رئيس جمهورية مصر العربية رقم 83لسنة 2024، بشأن الموافقة على انضمام جمهورية مصر العربية إلى عضوية صندوق تنمية الصادرات في أفريقيا (FEDA)، في ضوء تقرير اللجنة المشتركة من لجنة الشئون الاقتصادية ومكتب لجنة الشئون الإفريقية.

مجلس النواب يوافق على تعديلات قانون المرافعات المدنية والتجارية من حيث المبدأ مجلس النواب يوافق على اتفاقية لتطوير خط سكة حديد أبوقير 

ووفقا للأتفاق، سيقوم صندوق تنمية الصادرات في إفريقيا بمباشرة أنشطته في الدول الأعضاء التي صدقت على اتفاقية التأسيس، وذلك تحقيقا لعدد من الأهداف، في مقدمتها مساندة المشروعات المتوسطة والصغيرة العاملة في سلاسل قيمة التصدير، وزيادة صادرات السلع والخدمات ذات القيمة المضافة، ودعم البنية التحتية الصناعية.   يأتي ذلك إلي جانب زيادة التجارة البينية بين الدول الإفريقية، وتنمية مهارات الأعمال المحلية والتطور التكنولوجي، وزيادة الدخل من العملات الأجنبية الناتجة عن زيادة حجم الصادرات، وزيادة الاستثمارات المباشرة، خلق المزيد من فرص العمل لمواطني الدول الأعضاء، توطين التصنيع من خلال المناطق الصناعية والمناطق الاقتصادية الخاصة.

وتري اللجنة المشتركة أن انضمام جمهورية مصر العربية إلى عضوية صندوق تنمية الصادرات في إفريقيا (FEDA) يعد بمثابة إضافة ذات أهمية تدعم خطط التنمية، والأولويات الوطنية لجمهورية مصر العربية، وتعزز من قدرة مصر على تحقيق مستهدفاتها الاقتصادية والسياسية؛ عن طريق العمل على مساندة المشروعات المتوسطة والصغيرة العاملة في سلاسل قيمة التصدير ، وزيادة حجم التجارة البينية بين مصر والدول الإفريقية، علاوة على زيادة الصادرات المصرية من السلع والخدمات ذات القيمة المضافة.

وتشير اللجنة، إلي دعم الصندوق التواجد المصري في القارة الإفريقية، وما يحققه ذلك من مكاسب سياسية عديدة للدولة المصرية

 

مقالات مشابهة

  • مجلس النواب يوافق على انضمام مصر لعضوية صندوق تنمية صادرات إفريقيا
  • واشنطن تدعو نظام الأسد لعدم عرقلة وصول المساعدات الإنسانية لمخيم الركبان
  • عُمان تؤكد: الاعتراف بالدولة الفلسطينية شرط أساسي لإنهاء الصراع بالشرق الأوسط
  • سلطنة عمان لجميع أعضاء مجلس الأمن: أعيروا القضية الفلسطينية الاهتمام الكامل والعادل
  • سلطنةُ عُمان: إنهاء الصراع في الشرق الأوسط لا يتم إلّا بالاعتراف بالدولة الفلسطينية
  • إسرائيل والأمم المتحدة.. قرارات غير ملزمة وليس لها أي أهمية
  • لبنان يطالب مجلس الأمن بتمديد عمل اليونيفيل عاما جديدا
  • مجلس الأمن يعقد اليوم جلسة بشأن فلسطين
  • الأمم المتحدة تنشر مبادئ عالمية لمكافحة التضليل عبر الإنترنت
  • الأمم المتحدة تنشر مجموعة مبادئ لمكافحة التضليل عبر الإنترنت