أصبحت المجاعة "وشيكة" في شمال غزة، حيث لا يزال هناك حوالي 300 ألف شخص، وهي معرضة لخطر الحدوث في أي وقت من الآن وحتى مايو، وذلك وفقاً لتقرير جديد صادر عن خبراء يعتبرون السلطة الرائدة في العالم في مجال مكافحة الجوع، وذلك في الوقت الذي تزيد العمليات العسكرية ذات القصف العشوائي في شمال غزة من حجم الكارثة، خصوصا وأنها استهدفت مناطق تجمع النازحين من مساكنهم، سواء في مستشفى الشفاء، أو في المدارس التابعة للمنظمات الأممية.

والكارثي في التقرير الذي نشرته صحيفة NPR الامريكية، وجاء من ضمنه تفاصيل التقرير الأممي، أن المجاعة المشار إليها هي على بعد أيام في مناطق من غزة، وتحديدا شمال غزة، وأن الأطفال هم الفئة التي تنهشها المجاعة بشكل سريع، خصوصا مع الأصغر سنا ثم الأكبر، وحمل التقرير الاحتلال الإسرائيلي المسئولية عن تلك الجريمة، خصوصا وأن المنظمة لم تصدر هذا التصنيف إلا على وضع الصومال، وجنوب السودان.

 

المجاعة على بعد أيام 

وخلص التقرير الصادر عن التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، أو IPC، إلى أن جميع السكان في قطاع غزة، أي أكثر من 2 مليون شخص، يواجهون بالفعل مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، ويحذر التقرير، الذي صدر أمس الاثنين، من أن ظروف المجاعة في شمال غزة قد تكون على بعد أيام أو أسابيع فقط، بينما في وسط وجنوب غزة، يمكن أن تحدث مستويات "كارثية" من المجاعة بحلول شهر يوليو.

ووفقا لما جاء بتقرير صحيفة NPR الأمريكية، فقد تم إطلاق نظام المنظمة لتحليل الجوع القائم على الأدلة قبل عقدين من الزمن لتتبع المجاعة في الصومال، وقد صنفت المجاعة مرتين فقط منذ تأسيسها في عام 2004 – الأولى في الصومال في عام 2011 وفي جنوب السودان في عام 2017.

 

تلك معايير المجاعة 

ويحدد التصنيف الدولي للبراءات المجاعة، على أنها حرمان شديد من الغذاء، حيث تكون أو من المرجح أن تكون المجاعة والموت والعوز والمستويات الحرجة للغاية من سوء التغذية الحاد واضحة، وقالت المنظمة إنها الآلية الأساسية التي يستخدمها المجتمع الدولي لتحليل البيانات، والتوصل إلى نتيجة حول ما إذا كانت المجاعة تحدث أو من المتوقع حدوثها في مكان ما.

وهناك بالفعل تقارير تفيد بأن الأطفال في غزة يموتون بسبب نقص الغذاء والماء، وأفادت وزارة الصحة في غزة أن ما لا يقل عن 23 طفلاً في الجزء الشمالي من القطاع لقوا حتفهم بسبب سوء التغذية والجفاف في الأسابيع الأخيرة، فيما قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش أمس الاثنين ردا على النتائج: "إنها كارثة من صنع الإنسان بالكامل، ويوضح التقرير أنه يمكن وقفها، فتقرير اليوم هو الدليل الأول على الحاجة إلى وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية". 

 

جريمة إسرائيلية 

وبحسب الصحيفة الأمريكية، فقد قلصت السلطات الإسرائيلية حجم المساعدات التي تدخل غزة منذ السابع من أكتوبر، وببطء، دخلت غزة بضع شاحنات من المساعدات والطرود الجوية والمساعدات التي تم تسليمها عن طريق البحر، لكن الحاجة ما زالت تفوق بكثير الإغاثة التي تصل فعلياً إلى الأفراد في القطاع، وأظهرت مقاطع الفيديو التي التقطتها وسائل الإعلام في الأسابيع الأخيرة الناس يتدافعون للحصول على الطعام في المناسبات النادرة التي تظهر فيها شاحنات المساعدات. 

وفي بعض الحالات، تحولت القوافل إلى مشاهد من مذابح بشرية، ففي فبراير، قُتل أكثر من 100 فلسطيني بعد أن هرعت حشود من الناس إلى قافلة مساعدات في مدينة غزة، واعترف المسؤولون الإسرائيليون بأن الجنود أطلقوا النار على الحشد – الذي قالوا إنه اقترب منهم بطريقة تهديدية.

 

هل يمكن تجنب الكارثة؟ 

وتقول وكالات الإغاثة إن أسرع طريقة لتجنب الجوع هي أن تفتح إسرائيل المزيد من المعابر الحدودية مع غزة وتسمح بدخول المزيد من المساعدات، وتقول إسرائيل إنها لا تضع أي قيود على المساعدات الإنسانية، لكن هناك معبر إسرائيلي واحد فقط مفتوح حاليا إلى غزة، ولا تسمح إسرائيل بدخول أي قيود على المساعدات الإنسانية، وقد أدت عمليات التفتيش على شاحنات المساعدات وانعدام الأمن في غزة إلى زيادة صعوبة توصيل المساعدات.

وفي الوقت نفسه، تواصل السلطات الإسرائيلية تحميل حماس المسؤولية عن المشاكل داخل غزة، وخلال غارة على مستشفى الشفاء في غزة أمس الاثنين، قال الجيش الإسرائيلي إنه قتل فوق المبحوح، وحددت السلطات الإسرائيلية المبحوح بأنه رئيس جهاز الأمن الداخلي في حماس، وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن المبحوح كان مسؤولا عن التنسيق بين العشائر ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) لإيصال المساعدات الإنسانية إلى شمال غزة.

 

هذا ما جاء بالتقرير

وقد وجد تقرير IPC أن هناك نقص في الغذاء وأن الجميع تقريبًا في غزة يتجاهلون وجبات الطعام. كما وجدت المنظمة أن هناك ارتفاعا كبيرا في عدد الأطفال الصغار الذين يعانون من سوء التغذية الحاد: حوالي واحد من كل ثلاثة أطفال دون الثانية من العمر في شمال غزة، ويفتقر هؤلاء الأطفال إلى إمكانية الحصول على الحليب الصناعي، ولا تستطيع أمهاتهم، اللاتي يعانين أيضاً من الجوع، إنتاج ما يكفي من حليب الثدي.

وقال التقرير أيضًا إن مناطق وسط وجنوب غزة معرضة أيضًا لخطر الوقوع في المجاعة في الأشهر المقبلة إذا لم تتحسن الظروف أو إذا ساءت – وهو ما من المتوقع أن يحدث إذا مضت السلطات الإسرائيلية في خططها لشن هجوم على محافظة رفح في عام 2018. جنوب قطاع غزة، حيث يعيش الآن ما يقرب من نصف سكان غزة، وقد دفع الوضع الفلسطينيين اليائسين إلى اتخاذ تدابير جذرية لإطعام أنفسهم وأسرهم. 

وقالت أم محمد الحمارنة، وهي جدة في مدينة غزة، لـNPR إنها تبحث عن الأعشاب الورقية لصنع الحساء، وأنها لا تستطيع العثور على حليب أطفال لحفيدها، كما أن أسعار المواد المتوفرة مرتفعة للغاية، ويبلغ سعر جوال الطحين في شمال غزة حوالي 400 دولار، وقالت إن الوضع كارثي.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: السلطات الإسرائیلیة فی شمال غزة فی عام فی غزة

إقرأ أيضاً:

تقرير أممي: مقتل وإصابة 120 مدنياً في الحديدة بالألغام الحوثية خلال آخر 12 شهراً

كشف تقرير أممي حديث، عن مقتل وإصابة ما لا يقل عن 120 ضحية من المدنيين؛ نصفهم من الأطفال والنساء، سقطوا في حوادث الألغام التي زرعتها مليشيا الحوثي في محافظة الحديدة، غربي اليمن، خلال الـ12 شهراً الأخيرة.

وأوضح تقرير لبعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة (UNMHA)، أن حوادث الألغام الأرضية والمتفجرات من مخلفات الحرب (ERW) التي اندلعت إثر انقلاب مليشيا الحوثي الإرهابية في سبتمبر 2014، أوقعت ما لا يقل عن 120 ضحية مدنية بين قتيل وجريح في الحديدة.

وأفاد التقرير بأن 10 مديريات في محافظة الحديدة الساحلية شهدت خلال الفترة يونيو 2023 وحتى مايو 2024، وقوع 84 حادث انفجار لعناصر متنوعة من مخلفات الحرب، أسفرت عن مقتل 55 مدنياً، وإصابة 65 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة.

ووفقا للتقرير، هناك 52 قتيلا وجريحا من الأطفال والنساء، وبنسبة 43 بالمئة من بين إجمالي الضحايا المسجلين خلال الفترة المشمولة بالتقرير، وهو ما يعني أن كل 4 من بين 10 ضحايا أطفال ونساء.

وأوضح التقرير في إحصائيته أن عدد الضحايا الأطفال بلغ 44 طفلاً، بينهم 19 لقوا حتفهم فيما تعرض 25 آخرون لإصابات متفاوتة الخطورة، بينما سقطت 8 نسوة جراء انفجارات الألغام؛ بينهن 5 قتيلات و3 مصابات.

وتصدرت مديرية "الحالي" قائمة المديريات الأكثر تسجيلاً للضحايا المدنيين في حوادث الألغام خلال هذه الفترة، حيث سقط فيها 31 شخصاً، تليها الدريهمي بـ25 ضحية، بينما تأتي مديرية "التحيتا" في المرتبة الثالثة بـ23، ورابعاً حيس بـ12، ثم بيت "الفقيه" 10 ضحايا، فيما شملت الحوادث مديريات الخوخة والجراحي والحوك والمراوعة والمخا وبنسب متفاوتة.

ويصنّف التقرير الأممي، محافظة الحديدة ضمن واحدة من أكثر المحافظات اليمنية تلوثاً بالمتفجرات من مخلفات الحرب.

ويشير إلى أنها شهدت منذ يناير 2022 وحتى مايو 2024 سقوط 502 ضحية مدنية، وبواقع 192 قتيلا، و310 جرحى نتيجة حوادث انفجارات الألغام، بينهم ما نسبته 43.5 بالمئة من الأطفال والنساء.

وسبق وذكرت تقارير حكومية وأممية، زراعة مليشيا الحوثي منذ بداية الحرب التي اندلعت عقب انقلابها في 21 سبتمبر/ أيلول 2014م، أكثر من مليوني لغم متعددة الأغراض.

مقالات مشابهة

  • مختص يوضح الفئات الأكثر تضررا من حرارة الشمس
  • كارثة جوع غير مسبوقة.. أكثر من نصف سكان السودان يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد
  • منظمة كورية تتبرع لأطفال السودان وأسرهم بـ200 ألف دولار
  • صحيفة سعودية تكشف دوافع فتح الطرقات مؤخرا في اليمن
  • تقرير أممي: مقتل وإصابة 120 مدنياً في الحديدة بالألغام الحوثية خلال آخر 12 شهراً
  • كاتب إسرائيلي يتحدث عن مدن أشباح شمال وجنوب فلسطين.. مساحتنا تتقلص
  • تحذيرات من مجاعة وشيكة في وسط وجنوب قطاع غزة
  • السودان.. مرصد دولي للجوع يحذر من خطر المجاعة في 14 منطقة
  • فولكر بيرتس: (4 – 5) أطفال يموتون يومياً من الجوع في السودان
  • مجلس الامن يناقش أوضاع الأطفال أثناء الصراعات المسلحة