أشد من حالة الصومال وجنوب السودان.. المجاعة تنهش الجميع في شمال غزة والأطفال الأكثر تضررا منها| أيام والجوعى يموتون في الطرقات
تاريخ النشر: 19th, March 2024 GMT
أصبحت المجاعة "وشيكة" في شمال غزة، حيث لا يزال هناك حوالي 300 ألف شخص، وهي معرضة لخطر الحدوث في أي وقت من الآن وحتى مايو، وذلك وفقاً لتقرير جديد صادر عن خبراء يعتبرون السلطة الرائدة في العالم في مجال مكافحة الجوع، وذلك في الوقت الذي تزيد العمليات العسكرية ذات القصف العشوائي في شمال غزة من حجم الكارثة، خصوصا وأنها استهدفت مناطق تجمع النازحين من مساكنهم، سواء في مستشفى الشفاء، أو في المدارس التابعة للمنظمات الأممية.
والكارثي في التقرير الذي نشرته صحيفة NPR الامريكية، وجاء من ضمنه تفاصيل التقرير الأممي، أن المجاعة المشار إليها هي على بعد أيام في مناطق من غزة، وتحديدا شمال غزة، وأن الأطفال هم الفئة التي تنهشها المجاعة بشكل سريع، خصوصا مع الأصغر سنا ثم الأكبر، وحمل التقرير الاحتلال الإسرائيلي المسئولية عن تلك الجريمة، خصوصا وأن المنظمة لم تصدر هذا التصنيف إلا على وضع الصومال، وجنوب السودان.
المجاعة على بعد أيام
وخلص التقرير الصادر عن التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، أو IPC، إلى أن جميع السكان في قطاع غزة، أي أكثر من 2 مليون شخص، يواجهون بالفعل مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، ويحذر التقرير، الذي صدر أمس الاثنين، من أن ظروف المجاعة في شمال غزة قد تكون على بعد أيام أو أسابيع فقط، بينما في وسط وجنوب غزة، يمكن أن تحدث مستويات "كارثية" من المجاعة بحلول شهر يوليو.
ووفقا لما جاء بتقرير صحيفة NPR الأمريكية، فقد تم إطلاق نظام المنظمة لتحليل الجوع القائم على الأدلة قبل عقدين من الزمن لتتبع المجاعة في الصومال، وقد صنفت المجاعة مرتين فقط منذ تأسيسها في عام 2004 – الأولى في الصومال في عام 2011 وفي جنوب السودان في عام 2017.
تلك معايير المجاعة
ويحدد التصنيف الدولي للبراءات المجاعة، على أنها حرمان شديد من الغذاء، حيث تكون أو من المرجح أن تكون المجاعة والموت والعوز والمستويات الحرجة للغاية من سوء التغذية الحاد واضحة، وقالت المنظمة إنها الآلية الأساسية التي يستخدمها المجتمع الدولي لتحليل البيانات، والتوصل إلى نتيجة حول ما إذا كانت المجاعة تحدث أو من المتوقع حدوثها في مكان ما.
وهناك بالفعل تقارير تفيد بأن الأطفال في غزة يموتون بسبب نقص الغذاء والماء، وأفادت وزارة الصحة في غزة أن ما لا يقل عن 23 طفلاً في الجزء الشمالي من القطاع لقوا حتفهم بسبب سوء التغذية والجفاف في الأسابيع الأخيرة، فيما قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش أمس الاثنين ردا على النتائج: "إنها كارثة من صنع الإنسان بالكامل، ويوضح التقرير أنه يمكن وقفها، فتقرير اليوم هو الدليل الأول على الحاجة إلى وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية".
جريمة إسرائيلية
وبحسب الصحيفة الأمريكية، فقد قلصت السلطات الإسرائيلية حجم المساعدات التي تدخل غزة منذ السابع من أكتوبر، وببطء، دخلت غزة بضع شاحنات من المساعدات والطرود الجوية والمساعدات التي تم تسليمها عن طريق البحر، لكن الحاجة ما زالت تفوق بكثير الإغاثة التي تصل فعلياً إلى الأفراد في القطاع، وأظهرت مقاطع الفيديو التي التقطتها وسائل الإعلام في الأسابيع الأخيرة الناس يتدافعون للحصول على الطعام في المناسبات النادرة التي تظهر فيها شاحنات المساعدات.
وفي بعض الحالات، تحولت القوافل إلى مشاهد من مذابح بشرية، ففي فبراير، قُتل أكثر من 100 فلسطيني بعد أن هرعت حشود من الناس إلى قافلة مساعدات في مدينة غزة، واعترف المسؤولون الإسرائيليون بأن الجنود أطلقوا النار على الحشد – الذي قالوا إنه اقترب منهم بطريقة تهديدية.
هل يمكن تجنب الكارثة؟
وتقول وكالات الإغاثة إن أسرع طريقة لتجنب الجوع هي أن تفتح إسرائيل المزيد من المعابر الحدودية مع غزة وتسمح بدخول المزيد من المساعدات، وتقول إسرائيل إنها لا تضع أي قيود على المساعدات الإنسانية، لكن هناك معبر إسرائيلي واحد فقط مفتوح حاليا إلى غزة، ولا تسمح إسرائيل بدخول أي قيود على المساعدات الإنسانية، وقد أدت عمليات التفتيش على شاحنات المساعدات وانعدام الأمن في غزة إلى زيادة صعوبة توصيل المساعدات.
وفي الوقت نفسه، تواصل السلطات الإسرائيلية تحميل حماس المسؤولية عن المشاكل داخل غزة، وخلال غارة على مستشفى الشفاء في غزة أمس الاثنين، قال الجيش الإسرائيلي إنه قتل فوق المبحوح، وحددت السلطات الإسرائيلية المبحوح بأنه رئيس جهاز الأمن الداخلي في حماس، وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن المبحوح كان مسؤولا عن التنسيق بين العشائر ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) لإيصال المساعدات الإنسانية إلى شمال غزة.
هذا ما جاء بالتقرير
وقد وجد تقرير IPC أن هناك نقص في الغذاء وأن الجميع تقريبًا في غزة يتجاهلون وجبات الطعام. كما وجدت المنظمة أن هناك ارتفاعا كبيرا في عدد الأطفال الصغار الذين يعانون من سوء التغذية الحاد: حوالي واحد من كل ثلاثة أطفال دون الثانية من العمر في شمال غزة، ويفتقر هؤلاء الأطفال إلى إمكانية الحصول على الحليب الصناعي، ولا تستطيع أمهاتهم، اللاتي يعانين أيضاً من الجوع، إنتاج ما يكفي من حليب الثدي.
وقال التقرير أيضًا إن مناطق وسط وجنوب غزة معرضة أيضًا لخطر الوقوع في المجاعة في الأشهر المقبلة إذا لم تتحسن الظروف أو إذا ساءت – وهو ما من المتوقع أن يحدث إذا مضت السلطات الإسرائيلية في خططها لشن هجوم على محافظة رفح في عام 2018. جنوب قطاع غزة، حيث يعيش الآن ما يقرب من نصف سكان غزة، وقد دفع الوضع الفلسطينيين اليائسين إلى اتخاذ تدابير جذرية لإطعام أنفسهم وأسرهم.
وقالت أم محمد الحمارنة، وهي جدة في مدينة غزة، لـNPR إنها تبحث عن الأعشاب الورقية لصنع الحساء، وأنها لا تستطيع العثور على حليب أطفال لحفيدها، كما أن أسعار المواد المتوفرة مرتفعة للغاية، ويبلغ سعر جوال الطحين في شمال غزة حوالي 400 دولار، وقالت إن الوضع كارثي.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: السلطات الإسرائیلیة فی شمال غزة فی عام فی غزة
إقرأ أيضاً:
مراسلة الجزيرة بموسكو تكشف عن الفندق الذي نزل به الأسد والأموال التي بحوزته
كشفت مراسلة الجزيرة في موسكو رانيا دريدي عن الفندق الذي أقام فيه الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد وأفراد أسرته، في الأيام الأولى لهروبه من سوريا، مؤكدة أن لا أحد يعرف مكانه حاليا.
ومن أمام فندق "فور سيزن/ الفصول الأربعة" الواقع قرب الساحة الحمراء في موسكو، قالت رانيا إن الأسد وعائلته كانوا قد نزلوا بهذا الفندق في الأيام الأولى من هروبهم، وإن أحد أبناء الجالية السورية التقى صدفة في بهو الفندق بزوجة بشار، أسماء وابنها وابنتها، وكانوا تحت حماية أمنية مشددة.
وحسب مراسلة الجزيرة، فإنه بعد أن ترك الأسد وأسرته الفندق، فإن مكان إقامتهم الحالي ما زال مجهولا، مشيرة -أي المراسلة- إلى أن معلومات تداولتها العديد من الصحف والمواقع الروسية تؤكد أن الرئيس المخلوع اقتنى مع عائلته عددا من العقارات في موسكو وفي المراكز الإستراتيجية المهمة، من بينها المركز التجاري والسكني "موسكو سيتي"، مشيرة إلى أن هذه العقارات تقدر بملايين الدولارات.
وحول موضوع الأموال التي بحوزة الرئيس المخلوع، نقلت صحيفة "فايننشال تايمز" عن تحليل سجلات مصرفية أن نظام الأسد نقل حوالي 250 مليون دولار نقدا إلى موسكو بين عامي 2018 و2019، بينما كانت عائلته تشتري سرا أصولا في روسيا.
إعلانوقالت فايننشال تايمز إن الأموال المنقولة إلى موسكو تم تسليمها إلى البنك الروسي للمؤسسة المالية، وإن كبار مساعدي الأسد واصلوا نقل الأصول إلى روسيا رغم العقوبات الغربية.
وفي سياق متصل، قالت رانيا دريدي إن مدير الاستخبارات الخارجية الروسية سيرغي ناريشكين رفض التعليق على موضوع الحماية الروسية للرئيس السوري المخلوع وأفراد أسرته، بعد هروبهم من سوريا.
ولم يقدم المسؤول الروسي أي معلومات حول ما إذا كانت السلطات الروسية قد وفرت أم لم توفر الحماية للأسد وعائلته.
وأقرت السلطات الروسية على لسان سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي -خلال مقابلة سابقة أجرتها معه شبكة "إن بي سي" الأميركية- بأن بشار بضيافة روسيا، في أول تأكيد حكومي روسي لذلك.
يذكر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان قد منح اللجوء لبشار بعد وصوله إلى موسكو هاربا من سوريا، وقال إنه فعل ذلك لدواع إنسانية، وتقول مراسلة الجزيرة إنه بالنسبة لبوتين فقد أصبح الأسد خارج المعادلة السياسية، ولذلك لم يمنحه اللجوء السياسي.
إجلاء ومباحثاتومن جهة أخرى، أشارت المراسلة إلى شح المعلومات بشأن عملية إجلاء موظفي البعثات الخارجية الروسية لدى دمشق، وقالت إنه تم الإعلان عن إجلاء عدد من هؤلاء، بالإضافة إلى إجلاء موظفي البعثات الدبلوماسية التابعة لبيلاروسيا وكوريا الشمالية وأبخازيا من سوريا.
وكانت السلطات الروسية قد أكدت أن سفارتها في دمشق تواصل عملها بشكل طبيعي، وتزامن ذلك مع تصريحات لميخائيل بغدانوف، نائب وزير الخارجية الروسي والمبعوث الروسي الخاص إلى الشرق الأوسط بشأن تعويل موسكو على استمرار عقد اجتماعات مع تركيا وإيران لبحث تطورات الملف السوري، واصفا الاجتماعات بالمهمة وأن موسكو مهتمة بها.
وفي وقت سابق أعلنت الخارجية الروسية أن موسكو تقوم حاليا بعقد مشاورات وحوارات ومفاوضات مع ممثلي السلطات الجديدة في سوريا، بشأن مستقبل العلاقات الروسية السورية، ووجود القواعد العسكرية الروسية في سوريا.
إعلان"وهي مسألة مهمة وحساسة بالنسبة لموسكو"، كما تقول مراسلة الجزيرة، والتي أكدت أن موسكو "تسعى للحفاظ على القاعدتين الروسيتين في حميميم وطرطوس".