عُمان السلام والتعايش
تاريخ النشر: 19th, March 2024 GMT
مدرين المكتومية
ثوابت السياسة الخارجية لسلطنة عُمان يعلمها القاصي والداني، وتمثل المنطلق الأخلاقي والقيمي الذي تمضي من خلاله دبلوماسيتنا الرصينة في مجالات العمل الدولي والإقليمي على مختلف الصُعُد، لذلك استحقت عُمان عن جدارة وصفها بأنها أرض السلام والتعايش والوئام.
ولقد مثّل اللقاء الحصري لمعالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية، مع شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية، عبر البرنامج الشهير للإعلامية بيكي أندرسون، تبيانًا لا تُخطئه عين، بشأن السياسة الخارجية لسلطنة عُمان، لا سيما فيما يتعلق بقضية الساعة: العدوان على غزة.
تأكيدات وزير الخارجية العُماني على أهمية السلام عبر أكبر منصة إعلامية غربية، تعكس الرؤية العُمانية الأصيلة في إحلال السلام والاستقرار في الشرق الأوسط والعالم. ومما أثار إعجابي الشخصي بتفرُّد الدبلوماسية العُمانية في مقترحاتها ودعواتها للسلام، ما طرحه معالي السيد الوزير بضرروة تقديم تعويضات لأسر الشهداء الأبرياء الذين فقدوا أرواح أحبابهم في هذه الحرب، فالحصيلة حتى الآن تتجاوز 31 ألف شهيد، فضلًا عن عشرات الآلاف من المصابين والمفقودين، ومنهم من يُعاني من إصابات مستديمة وبتر في القدم أو اليدين، وكلها مآسٍ تستوجب جبرها عبر آلية تعويض دولية تضمن عودة الحقوق لأصحابها.
هذا الطرح العُماني لا ينفصل أبدًا عن الإدانة الشديدة للاحتلال الإسرائيلي على ما يرتكبه من انتهاك متواصل للقانون الدولي واستخدام الاحتلال المُجرم لسلاح التجويع ضد أهالي غزة، وهي مسألة تتنافى مع كل القيم الإنسانية، وعدم وقف هذه الحرب يعني حرمان أبناء غزة من أبسط حقوق العيش.
لقد ارتكب الإسرائيليون جرائم فظيعة في حق أهالي غزة وهي جرائم لا يمكن السكوت عنها، ولا بُد من أن تكون هناك مواقف واضحة ضد الحرب خاصة وأنها أخذت الكثير مما أخذته ولم تترك لأبناء غزة سوى الدمار.
إننا عندما نرى موقف عُمان من القضية الفلسطينة خاصة، ومن الحروب عامة، نُدرك أن عُمان منذ البدايات الأولى ومواقفها لم تتغير؛ بل إنها لا زالت مُتمسكة بمواقفها الصلبة النابعة من الثوابت الوطنية، وفق رؤية عُمانية خالصة، تجاه ما يحدث في المنطقة والعالم من حولنا. ولطالما كانت عُمان واحة السلام والأمان التي يلجأ لها العالم لحل المعضلات، فإن المواقف المُشرِّفة لوطني عُمان، تبعث برسالة واضحة مفادها أننا نرفض الحروب ونرفض العنف بأي صورة كانت، وندعو دائمًا للسلام والوئام والتعايش بين الشعوب.
وختامًا.. إنَّ السياسة الخارجية لعُمان ستظل لؤلؤة مضيئة في سماء الدبلوماسية العالمية، بفضل ما تتحلى به من مواقف إنسانية داعمة للسلام في ربوع العالم، وستظل مسقط قبلة للباحثين عن السلام والاستقرار والعيش الآمن في هذا العالم المُضطرب.. فتحية إجلال وتقدير للدبلوماسية العُمانية ولجميع القائمين عليها بكل إخلاص وتفانٍ.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
موقع عبري: الحوثيون لا يمكن ردعهم.. الجماعة التي تتحدى الولايات المتحدة وتتحدى العالم
قال موقع أخباري إسرائيلي إن المتمردين اليمنيين يهددون إسرائيل والاستقرار العالمي، ويشلون التجارة في البحر الأحمر على الرغم من الضربات التي تقودها الولايات المتحدة.
وذكر موقع "واي نت نيوز" في تقرير ترجمة للعربية "الموقع بوست" إن كبار المسؤولين الأميركيين يعبرون عن "صدمتهم" إزاء أسلحتهم المتقدمة، مما يثير مخاوف من زيادة الدعم الإيراني.
وأكد التقرير العبري أن عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد تشير إلى موقف أميركي أكثر صرامة.
وحسب التقرير فلإنه في واحدة من أخطر الحوادث للقوات الأميركية في الشرق الأوسط منذ اندلاع الحرب في غزة، أسقطت سفينة حربية أميركية عن طريق الخطأ طائرة مقاتلة من طراز إف/إيه-18 تابعة للبحرية الأميركية فوق البحر الأحمر خلال عطلة نهاية الأسبوع. وتزامن الحادث مع غارات جوية أميركية استهدفت مواقع للحوثيين في العاصمة اليمنية صنعاء.
وذكر أن الطيارين قد قفزوا من الطائرة بسلام وتم إنقاذهما، في حين أعلن المتمردون الحوثيون بسرعة مسؤوليتهم عن إسقاط الطائرة. ومع ذلك، لم يوضح البنتاغون ما إذا كانت النيران الصديقة مرتبطة بشكل مباشر بالقتال الجاري ضد المجموعة المدعومة من إيران.
"تؤكد هذه الحلقة على التحدي الأوسع الذي يفرضه وكلاء إيران، ليس فقط على إسرائيل ولكن أيضًا على الولايات المتحدة والمجتمع الدولي"، حسب الموقع الاسرائيلي.
وأكد أن هجمات الحوثيين تضع إدارة بايدن في موقف صعب، لأنها تتزامن مع الجهود الأمريكية للتوسط لإنهاء الحرب الأهلية في اليمن والصراع السعودي الحوثي. فشلت تلك الحرب، التي قتلت عشرات الآلاف من المدنيين في الغارات الجوية السعودية، في هزيمة الميليشيات المتحالفة مع إيران.
وفق التقرير فإنه مع استمرار التوترات المرتفعة، قد تنمو احتمالات تكثيف العمل من جانب الولايات المتحدة وحلفائها، خاصة مع عودة الرئيس المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض الشهر المقبل.
وقال "ومع ذلك، أصبحت قدرة التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة على ردع الحوثيين موضع تساؤل بعد أن أظهروا مرونة في مواجهة سنوات من الضربات الجوية السعودية المتواصلة، متجاهلين في كثير من الأحيان المعاناة الشديدة للمدنيين اليمنيين. يعيش ثلثا سكان اليمن تحت سيطرة الحوثيين".
وتوقع بن يشاي أن يرفع ترامب القيود التشغيلية التي فرضها بايدن على القوات الأميركية في اليمن، مما يمهد الطريق لحملة أميركية إسرائيلية منسقة لتحييد التهديد الحوثي.
وقد تتضمن هذه الاستراتيجية استهداف قيادة الحوثيين وتدمير صواريخهم الباليستية وطائراتهم بدون طيار وأنظمة الإطلاق ومرافق الإنتاج الخاصة بهم - وهي الإجراءات التي قال بن يشاي إنها ستعكس العمليات الإسرائيلية الناجحة ضد الأصول الاستراتيجية لحزب الله في لبنان وقدرات نظام الأسد في سوريا. ومن المرجح أن تتطلب إسرائيل تعاونًا كبيرًا من القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM) والأسطول الخامس للبحرية الأمريكية، الذي يعمل في المنطقة بحاملات الطائرات ومدمرات الصواريخ وغيرها من الأصول. إن المسافة الجغرافية والتحديات الاستخباراتية تجعل العمل الإسرائيلي الأحادي الجانب غير محتمل.
وزعم بن يشاي أن الجهد المنسق يمكن أن يمنع الحوثيين من المزيد من زعزعة استقرار النظام العالمي والاقتصاد. وأشار إلى أنه في حين أن الحوثيين لا يردعون عن الضربات على البنية التحتية لدولتهم، فإن قطع رأس القيادة والهجمات الدقيقة على قدراتهم العسكرية يمكن أن يغير التوازن.