جريدة الرؤية العمانية:
2025-02-07@04:22:26 GMT

عُمان السلام والتعايش

تاريخ النشر: 19th, March 2024 GMT

عُمان السلام والتعايش

 

مدرين المكتومية

ثوابت السياسة الخارجية لسلطنة عُمان يعلمها القاصي والداني، وتمثل المنطلق الأخلاقي والقيمي الذي تمضي من خلاله دبلوماسيتنا الرصينة في مجالات العمل الدولي والإقليمي على مختلف الصُعُد، لذلك استحقت عُمان عن جدارة وصفها بأنها أرض السلام والتعايش والوئام.

ولقد مثّل اللقاء الحصري لمعالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية، مع شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية، عبر البرنامج الشهير للإعلامية بيكي أندرسون، تبيانًا لا تُخطئه عين، بشأن السياسة الخارجية لسلطنة عُمان، لا سيما فيما يتعلق بقضية الساعة: العدوان على غزة.

إذ تحدث معاليه بكل ثقة عن رسالة عُمان إلى العالم ألا وهي رسالة السلام، وأبرز بذات الثقة والأريحية الموقف العماني من القضية الفلسطينية، وهو موقف نبيل يعكس سمو الرؤية العُمانية لهذه المعضلة، وتجلّى ذلك أكثر مع تأكيد دعوة سلطنة عُمان لعقد مؤتمر دولي للسلام في فلسطين، يكون المنطلق نحو حل الدولتين وفق مقررات الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن، وكذلك المبادرة العربية للسلام. وفنّد معاليه إمكانية نجاح هذا المؤتمر بالإشارة إلى ما أحرزته الولايات المتحدة من نجاح في تسعينيات القرن الماضي عندما تمكنت من عقد اتفاقيات أوسلو بين فلسطين وإسرائيل، بوساطة أمريكية، وهو الأمر ذاته الذي يمكن تحقيقه الآن إذا ما توافرت الإرادة لدى الإدارة الأمريكية، خاصة وأن المنطقة لم تعد تتحمل هذه الحرب، وأن إحلال السلام هو الحل الذي لا مفر منه.

تأكيدات وزير الخارجية العُماني على أهمية السلام عبر أكبر منصة إعلامية غربية، تعكس الرؤية العُمانية الأصيلة في إحلال السلام والاستقرار في الشرق الأوسط والعالم. ومما أثار إعجابي الشخصي بتفرُّد الدبلوماسية العُمانية في مقترحاتها ودعواتها للسلام، ما طرحه معالي السيد الوزير بضرروة تقديم تعويضات لأسر الشهداء الأبرياء الذين فقدوا أرواح أحبابهم في هذه الحرب، فالحصيلة حتى الآن تتجاوز 31 ألف شهيد، فضلًا عن عشرات الآلاف من المصابين والمفقودين، ومنهم من يُعاني من إصابات مستديمة وبتر في القدم أو اليدين، وكلها مآسٍ تستوجب جبرها عبر آلية تعويض دولية تضمن عودة الحقوق لأصحابها.

هذا الطرح العُماني لا ينفصل أبدًا عن الإدانة الشديدة للاحتلال الإسرائيلي على ما يرتكبه من انتهاك متواصل للقانون الدولي واستخدام الاحتلال المُجرم لسلاح التجويع ضد أهالي غزة، وهي مسألة تتنافى مع كل القيم الإنسانية، وعدم وقف هذه الحرب يعني حرمان أبناء غزة من أبسط حقوق العيش.

لقد ارتكب الإسرائيليون جرائم فظيعة في حق أهالي غزة وهي جرائم لا يمكن السكوت عنها، ولا بُد من أن تكون هناك مواقف واضحة ضد الحرب خاصة وأنها أخذت الكثير مما أخذته ولم تترك لأبناء غزة سوى الدمار.

إننا عندما نرى موقف عُمان من القضية الفلسطينة خاصة، ومن الحروب عامة، نُدرك أن عُمان منذ البدايات الأولى ومواقفها لم تتغير؛ بل إنها لا زالت مُتمسكة بمواقفها الصلبة النابعة من الثوابت الوطنية، وفق رؤية عُمانية خالصة، تجاه ما يحدث في المنطقة والعالم من حولنا. ولطالما كانت عُمان واحة السلام والأمان التي يلجأ لها العالم لحل المعضلات، فإن المواقف المُشرِّفة لوطني عُمان، تبعث برسالة واضحة مفادها أننا نرفض الحروب ونرفض العنف بأي صورة كانت، وندعو دائمًا للسلام والوئام والتعايش بين الشعوب.

وختامًا.. إنَّ السياسة الخارجية لعُمان ستظل لؤلؤة مضيئة في سماء الدبلوماسية العالمية، بفضل ما تتحلى به من مواقف إنسانية داعمة للسلام في ربوع العالم، وستظل مسقط قبلة للباحثين عن السلام والاستقرار والعيش الآمن في هذا العالم المُضطرب.. فتحية إجلال وتقدير للدبلوماسية العُمانية ولجميع القائمين عليها بكل إخلاص وتفانٍ.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الرئيس المصري والعاهل الأردني يؤكدان خلال اتصال هاتفي: الدولة الفلسطينية الضمانة الوحيدة للسلام

مصر – بحث الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبدالله بن الثاني في اتصال هاتفي بينهما تطورات الأوضاع الإقليمية خاصة فيما يتعلق بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وتناول الاتصال تطورات الأوضاع الإقليمية خاصة فيما يتعلق بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة وما يشمله من تبادل لإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين ونفاذ المساعدات الإنسانية إلى أهالي القطاع.

وأكد الرئيس المصري والعاهل الأردني على “ضرورة التنفيذ الكامل للاتفاق” وحتمية وسرعة إعادة إعمار قطاع غزة.

وأكد الزعيمان على أهمية التوصل إلى السلام الدائم في المنطقة القائم على حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وذلك كضمان وحيد لتحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط.

وشدد الرئيس المصري والعاهل الأردني على ضرورة الأخذ بالموقف العربي الموحد المطالب بالتوصل إلى السلام الدائم في منطقة الشرق الأوسط بما يحقق الاستقرار والرخاء الاقتصادي المنشودين وفق بيان للمتحدث الرسمي للرئاسة المصرية.

وتناول الاتصال بين الزعيمين تطورات الوضع في سوريا حيث شدّدا على أهمية تحقيق الاستقرار في سوريا، وضرورة الحفاظ على وحدة سوريا وسلامة أراضيها وأمن شعبها الشقيق، وأهمية بدء عملية سياسية شاملة لا تقصي طرفاً، وتشمل كافة مكونات وأطياف الشعب السوري.

كما ناقش الزعيمان الأوضاع في لبنان وأكدا على ضرورة التنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار وتنفيذ قرار مجلس الامن رقم ١٧٠١، وحرصهما على أمن وسيادة واستقرار لبنان الشقيق.

وأوضح المتحدث الرسمي أن الاتصال أكد على ضرورة مواصلة التنسيق والتشاور الثنائي وتأكيد الدولتين على استمرار التعاون في مختلف المجالات.

المصدر: RT

مقالات مشابهة

  • نهيان بن مبارك: تعزيز التسامح والتعايش السلمي أساس السلام والازدهار في المجتمعات
  • الولايات المتحدة قد تكشف عن خطة ترامب للسلام في أوكرانيا الأسبوع المقبل
  • الجامعة العربية: لا تنازل عن حقوق الفلسطينيين وحل الدولتين هو السبيل الوحيد للسلام
  • الرئيس المصري والعاهل الأردني يؤكدان خلال اتصال هاتفي: الدولة الفلسطينية الضمانة الوحيدة للسلام
  • أثناء استقباله لـ«نتنياهو» .. «ترامب»: أنا أستحق جائزة نوبل للسلام
  • “مجلس حكماء المسلمين”: وثيقة الأخوة الإنسانية عززت قيم التسامح والتعايش في العالم
  • وزير الخارجية التركي: احتمال بدء الحرب مجددا على قطاع غزة يقلق كل من يقف إلى جانب السلام
  • وزير الخارجية التركي: احتمال بدء الحرب من جديد على غزة يقلق كل من يقف إلى جانب السلام
  • حكماء المسلمين: وثيقة الأخوة الإنسانية عززت قيم التسامح والتعايش في العالم
  • مجلس حكماء المسلمين: وثيقة الأخوة الإنسانية عززت قيم التسامح والتعايش في العالم