بوابة الوفد:
2025-04-17@12:31:01 GMT

والله نستطيع «3»

تاريخ النشر: 19th, March 2024 GMT

لست متفائلة أكثر من اللازم، كما لست سوداوية متشائمة مثل غيرى وأنا أقول إن بلدنا قادر على تحقيق نهضة صناعية حقيقية ونمو اقتصادى مستدام ينعكس بالخير على الشعب الذى بات أغلبه مطحوناً بين سعار الغلاء والتضخم ومحدودية الدخل، وسبق أن عرضت لكم المعارض الصناعية والإنتاجية والتراثية المحلية أو العالمية التى تشارك فيها مصر، بما يؤكد جودة المنتجات المصرية، وقدرتها التنافسية العالمية، إذا توافرت الإرادة الحقيقية، وتوافر رجالات مال وأعمال وطنيون بحق.


وتحضرنى فى هذا الإطار قراءة لكتاب اسمه «محمد على من التبعية للاستقلال والتنمية» للكاتب والخبير الاقتصادى مجدى حسين، ويدور الكتاب حول تجربة الضابط الألبانى محمد على فى مصر، وما حققه من نهضة صناعية، وتصادف أن حضرت مناقشة للكتاب فى ندوة دعا لها الكاتب الجليل الأستاذ على القماش بنقابة الصحفيين، فى الواقع أعجبتنى الدراسة المحنكة والعرض لتجربة محمد على من أجل إحداث تنمية صناعية فى الفترة التى حكم فيها مصر من مايو 1805 حتى سبتمبر 1848، حتى اعتبره كثيرون أنه مؤسس مصر الحديثة وتغاضوا عن ظلمه وجرائمه وكل إخفاقاته، ولكننى تحفظت خلال ندوة عرض الكتاب على أن محمد على رغم كل ما قام به، إلا أن تلك النهضة الصناعية لم تنعكس بالخير والرفاهية أبداً على أبناء الشعب المصرى البسطاء والفقراء.
بل كان يتخذ أبناء الشعب سخرياً أو مقابل أقل القليل للعمل فى المصانع واهتم بالحجر على حساب تنمية البشر، رغم تلك البعثات التى أرسلها من رجال الأزهر ليظهر أمام العالم اهتمامه بالدين الإسلامى، كما أنه طبق مبدأ الاحتكار فى كل مناحى الحياة الاقتصادية، سواء فى الزراعة، التجارة، الصناعة، حتى أصبح هو المالك الوحيد لأراضى مصر، والتاجر الوحيد لحاصلات تلك الأراضى، وأصبح الصانع الوحيد لصنائعها، وكان يعتقد أن الاحتكار يمكنه أن يزيد من إيرادات الحكومة أو خزانة الدولة وأنه بهذا الاحتكار قد فتح باباً جديداً للربح.
لكن للأسف كل جهوده الصناعية والزراعية لم تكن لها ربحية اقتصادية حقيقية تعود لا على الدولة ولا تنعكس بالتالى على الشعب بالخير والرفاهية، الأمر الذى أضر فى الواقع رغم كل مظاهر النهضة الصناعية بالحالة الاقتصادية فى مصر ضرراً كبيراً، ولم يجنِ الشعب أى حصاد مثمر من تلك النهضة فى البناء والمصانع، بل كان الشعب يرزح تحت الفقر والسخرة، وكان كل ما يهم محمد على أن يقترن اسمه بتلك المشروعات الصناعية الضخمة حتى لو كانت بلا ربحية وحكر على الدولة دون أى استثمار يذكر.
ومن هنا لم توجد أى جدوى اقتصادية من وراء الكثير من مصانعه، لأنها كانت تستنفد رأس المال المتوافر لخزانة الدولة دون أى ربحية أواستثمار فى رأس المال هذا، بل كانت تصرف العمال فى نفس الوقت عن النشاط الزراعى ذى الجدوى الربحية الأعلى، واصبح اعتياد العمال على الشغل فى الصناعة مع غياب الحافز الربحى نوعاً من السخرية والعبودية لهم، وأصبح الإنتاج عبئاً وليس به أى دافع اقتصادى نفعى للشعب، من هنا أصيب مشروعه الصناعى بالعوار، بجانب عدم إدراكه لضرورة تحديث المجتمع المصرى وتحويله إلى مجتمع له ثقافة إنتاجية حديثة.
ولم ينجح محمد على فى توطين صناعات حقيقية فى مصر، وأعنى بالتوطين أن تلعب الصناعة المصرية الخالصة دوراً فعالاً فى تحقيق التنمية بتوافر المنتج الوطنى، ودفعه لعجلة الاقتصاد بما يسد باب الاستيراد، ويزيد الصادرات وفرص العمل، ويستقطب المستثمر الأجنبى بما يحقق ارتفاعاً للناتج القومى الإجمالى للدولة، ولعل شيئاً وحيداً نجح فيه محمد على هو عدم جر مصر إلى الديون الخارجية، وهو ما هدمه تماماً بعده الخديو إسماعيل، وللحديث بقية

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: والله نستطيع 3 فكرية أحمد مؤسس مصر الحديثة محمد على

إقرأ أيضاً:

خطيب بالأوقاف: الاحتكار خطيئة اقتصادية ومعصية دينية تهدد كيان المجتمع

قال الشيخ الدكتور محمود الأبيدي، خطيب وأحد علماء وزارة الأوقاف، إنه في وقت تتزايد فيه الأزمات الاقتصادية وتضيق الأحوال المعيشية على المواطنين، يطلّ شبح الاحتكار كواحد من أخطر الظواهر التي تنخر في جسد المجتمع، وتضرب قيم العدالة والرحمة في مقتل، فقد حذرت الشريعة الإسلامية من هذا الفعل المشين، وجعلته من الكبائر التي تفسد حياة الأفراد وتشيع الكراهية بين الناس، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: “لا يحتكر إلا خاطئ”.

وأضاف خلال ظهوره في برنامج “فاسألوا” على قناة أزهري، أن المحتكر لا يعاني فقط من انعدام الضمير، بل هو في حرب صريحة مع المجتمع والدين، مؤكداً أن المال حين يُجمع دون بركة، يصبح نقمة تهلك صاحبها قبل أن تضر غيره.

وأضاف أن من يحتكر السلع الأساسية مثل الغذاء والدواء، إنما يعتدي على حق الفقير والمريض، ويُعرض الأمن المجتمعي لخطر الانهيار.

وسلط الضوء على شخصيات تاريخية ضربت أروع الأمثلة في الكرم والرحمة، مثل الصحابي الجليل عثمان بن عفان، الذي رفض احتكار الطعام زمن المجاعة، وفضّل بيع بضاعته للفقراء بسعر الكلفة، قائلاً: “أربح بها عند الله”، كما استُشهد بسير أعلام من العصر الحديث، أبرزهم الحاج محمود العربي، الذي عرف كيف يوازن بين الربح والتقوى، فترك وراءه إرثًا من المحبة والاحترام.

وأكد أن الاحتكار ليس قضية اقتصادية فقط، بل هو أزمة أخلاقية وسقوط في مستنقع الأنانية والجشع. ومن هنا تأتي دعوة العلماء بضرورة قيام الجهات الرقابية بدورها، ووعي المواطنين بأهمية دعم التجارة النزيهة، ومقاطعة المحتكرين الذين يسعون لمراكمة الأموال على حساب آهات الجائعين والمحرومين.

مقالات مشابهة

  • مي العيدان تهاجم محمد رمضان: كيف يقابل أولاده ومراته والله عيب
  • خطيب بالأوقاف: الاحتكار خطيئة اقتصادية ومعصية دينية تهدد كيان المجتمع
  • نهال طايل: محمد رمضان بيخسر جمهوره بشكل يومي.. ولو ذكي يعتذر فورًا
  • بعد حفل «كوتشيلا».. محمد رمضان ومرتضى منصور وجها لوجه من جديد
  • جوجل تواجه دعوى قضائية بتهمة الاحتكار في بريطانيا
  • ندوة تثقيفية بجامعة كفر الشيخ للإرتقاء بمستوى المعرفة والوعي
  • وحشتوني.. رانيا يوسف تكشف عن كواليس «نص الشعب اسمه محمد» | صور
  • تفسير حلم رؤية علم الأردن في المنام
  • محاكمة تاريخية لمكافحة الاحتكار ضد شركة ميتا
  • برلماني: الشعب المصري يقدر ظروف وطنه.. فيديو