بوابة الوفد:
2024-09-30@11:21:39 GMT

شراكة شرعية أوربية

تاريخ النشر: 19th, March 2024 GMT

انطلقت بالقاهرة منذ أيام فعاليات القمة المصرية الأوروبية، بمشاركة كل من رئيسة المفوضية الأوروبية، ورئيس وزراء بلجيكا رئيس الاتحاد الأوروبى، ورئيس وزراء اليونان، ومستشار النمسا، ورئيس قبرص، ورئيسة وزراء إيطاليا. الهدف المعلن ترفيع العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبى إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية والشاملة، وهو ما يؤكد تفهم الدور المحورى لمصر فى العلاقات الأوروبية الأوسطية، ولكن الهدف غير المعلن تم الكشف عنه من خلال إعلان الاتحاد الأوروبى، يوم الأحد الماضى، عن حزمة مساعدات بقيمة 8 مليارات دولار لمصر، بدافع الخوف من أن تدفع الضغوط الاقتصادية والصراعات والفوضى فى دول مجاورة مزيدًا من المهاجرين إلى الشواطئ الأوروبية.

خاصة أن استضافة مصر لـ9 ملايين مغترب ولاجئ تعد أمرًا ذا أهمية بالغة، حيث إن معظم هؤلاء المهاجرين كانوا يفكرون فى السفر إلى أوروبا، مما أدى إلى عبء إضافى على الاقتصاد المصرى فى توفير احتياجات الضيوف، وهذا استنزف جزءًا من موارد الدولة، ولذلك كان من الضرورى على الشركاء الدوليين مساعدة مصر ودعمها لمواصلة حل هذه المشكلات التى فرضتها التوترات الجيوسياسية والحروب فى المنطقة، مثل السودان وسوريا وليبيا وفلسطين. لذا فإن تقديم الاتحاد الأوروبى المساعدة لمصر لتحصين حدودها، خاصة مع ليبيا نقطة العبور الرئيسية للمهاجرين الفارين من الفقر والصراعات فى أفريقيا والشرق الأوسط، يمثل ذلك أمنًا قوميًا لدول الاتحاد الأوروبى، لذلك فإننا يجب التأكيد على أن القمة المصرية الأوروبية ما هى إلا انعكاس لدور مصر الريادى وحجم قوتها فى المنطقة، خاصة أن مصر والاتحاد الأوروبى يرتبطان بعدد كبير من الاتفاقات الاقتصادية، إذ إن الاتحاد الأوروبى يعد واحدًا من أهم الشركاء التجاريين لمصر، حيث يمثل حوالى 25٪ من إجمالى حجم التبادل التجارى مع مصر. وتضاعفت التجارة الثنائية فى السلع ثلاث مرات تقريبًا منذ دخول اتفاقية التجارة الحرة حيز النفاذ؛ حيث نمت من 8.6 مليار يورو فى عام 2003 (السنة التى سبقت دخول اتفاقية الشراكة حيز التنفيذ) إلى 24.5 مليار يورو فى عام 2020. كما يعتبر الاتحاد الأوروبى أيضاً المستثمر الرائد فى مصر، حيث يبلغ رصيد الاستثمار المتراكم حوالى 38.8 مليار يورو تمثل حوالى 39٪ من إجمالى الاستثمار الأجنبى المباشر فى مصر. وتظل مصر ثانى أكبر متلقٍ للاستثمار الأجنبى المباشر من الاتحاد الأوروبى فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
ويجب التأكيد على أن مصر حققت عدة مكاسب من وراء هذه الشراكة مع أوروبا، أبرزها أن هذا التعاون يجلب حزمة قدرها 7.4 مليار يورو تصب لصالح الاقتصاد المصرى، ما يسهم بقوة تخطى أزماته الحالية، إضافة إلى هذه القمة بمثابة شهادة دولية وعالمية تسهم فى جذب كثير من الاستثمارات الأجنبية لمصر، مما يعزز من موقفها السياسى والدبلوماسى فى أى مواقف تتبناها، إضافة إلى مصر وظفت هذه القمة لصالح خدمة القضية الفلسطينية من توضيح موقفها الثابت بشأن التهجير وبشأن ضرورة التوسع فى إدخال المساعدات الإنسانية ومواصلة الضغط على إسرائيل للتراجع عن خططها بتصفية القضية من خلال حشد الرأى العالمى ضدها. مع التأكيد أن مصر تمثل لاعبًا أساسيًا فى منطقة الشرق الأوسط وهناك مصالح مشتركة بين مصر والاتحاد الأوروبى، حيث أصبحت مصر بديلًا استراتيجيًا لتصدير الطاقة والغاز إلى أوروبا، وهناك مفاوضات لزيادة قدرات مصر على إنتاج وتصدير الطاقة الخضراء والنظيفة مثل الهيدروجين الأخضر لتصديرها إلى أوروبا.
ولكن تبقى مجموعة من التحديات يجب على الحكومة مواجهتها، مثل تنفيذ إصلاحات اقتصادية هيكلية وتحقيق الإستقرار الاقتصادى على المدى الطويل. وهو ما ستناوله فى المقال القادم إن شاء الله.

رئيس المنتدى الإستراتيجى للتنمية والسلام

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: د علاء رزق ات القمة المصرية الأوروبية الاتحاد الأوروبى ملیار یورو

إقرأ أيضاً:

وزير الخارجية: قضية المياه بالنسبة لمصر وجودية وتتعلق بالأمن القومي

استقبل وزير الخارجية والهجرة الدكتور بدر عبد العاطي، اليوم، وكيل وزارة الخارجية الأمريكية للشئون السياسية جون باس، على هامش أعمال الدورة 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.

أعرب الوزير عبد العاطي عن الارتياح للتطور الذي تشهده العلاقات الثنائية بين البلدين على ضوء انعقاد الحوار الاستراتيجي برئاسة وزيري الخارجية في القاهرة مؤخراً بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الصديقين.

تم التباحث خلال اللقاء حول التطورات الخطيرة في الشرق الأوسط على ضوء تصعيد العدوان الإسرائيلي على لبنان واستمرار العدوان على الشعب الفلسطيني، حيث شدد وزير الخارجية على ضرورة تحقيق وقف ‏فوري وشامل ودائم لاطلاق النار في غزة ولبنان، وتجنيب المنطقة الانزلاق إلى حرب اقليمية واحتواء هذا التصعيد الخطير.

تطرقت النقاشات إلى التطورات في الصومال، حيث أوضح الدكتور عبد العاطي موقف مصر الثابت من احترام سيادة الصومال والحفاظ على وحدة وسلامة أراضيه ورفض أي تدخلات خارجية في شئونه، وأهمية تحقيق الاستقرار في الصومال من خلال دعم مؤسسات الدولة، ومساندة جهود الحكومة الصومالية الفيدرالية الرامية لتحقيق الأمن ومكافحة الإرهاب وإنفاذ سيادة الدولة على إقليمها.

تم تناول قضية الأمن المائي والسد الأثيوبي حيث شدد الوزير عبد العاطي على أهمية هذه القضية بالنسبة لمصر كونها قضية وجودية تتعلق بشكل مباشر بالأمن القومي المصري ولا يمكن التهاون بشأنها، كما أكد رفض أي ممارسات أحادية تضر بمصالح دولتي المصب وتخالف القواعد الدولية المستقرة في حوكمة المياه العابرة للحدود.

مقالات مشابهة

  • نائب: حديث السيسي كشف عن الفاتورة الاقتصادية لمصر جراء الصراع الحالي
  • ضبط 4 قضايا هجرة غير شرعية وتزوير مستندات خلال 24 ساعة
  • الاتحاد الأوروبي يقدم 10 ملايين يورو مساعدات إنسانية للمتضررين في لبنان
  • الاتحاد الأوروبي يخصص 10 ملايين يورو كمساعدات إنسانية إضافية للبنان
  • الاستثمار: الكوميسا بالنسبة لمصر حجر الزاوية في استراتيجية تعزيز النمو الشامل والتكامل الإقليمي
  • بعثة الاتحاد الأوروبي تعلن عن مساعدات بقيمة 10 ملايين يورو للمتضررين في لبنان
  • 10 ملايين يورو الى لبنان من الاتحاد الاوروبي
  • ضبط 5 قضايا هجرة غير شرعية في 24 ساعة
  • فتوى شرعية بشأن حكم فرح المسلمين بمقتل حسن نصر الله
  • وزير الخارجية: قضية المياه بالنسبة لمصر وجودية وتتعلق بالأمن القومي