جيش الاحتلال يواصل عدوانه على مجمع الشفاء.. ومفاوضات في قطر للتوصل إلى هدنة
تاريخ النشر: 19th, March 2024 GMT
قطاع غزة (الأراضي الفلسطينية) «أ.ف.ب» «د.ب.أ»: يواصل الجيش الإسرائيلي عمليته واسعة النطاق في مجمع الشفاء بمدينة غزة، في وقت تجري مفاوضات في قطر للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل وحركة حماس في القطاع المحاصر مع تزايد التحذيرات من مجاعة بات يصعب تجنبها.
وعشية جولة إقليمية جديدة لدفع محادثات الهدنة وزيادة المساعدات الإنسانية، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن اليوم: «يعاني 100% من سكان غزة من مستويات مرتفعة من انعدام الأمن الغذائي الحاد.
وأكد متحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن العملية التي بدأت فجر الاثنين ما زالت متواصلة في أكبر مستشفيات القطاع حيث أعلن الجيش «القضاء» على أكثر من أربعين مقاتلا داخل المجمع الذي تطوقه الدبابات وفي محيطه.
وأكد الجيش قتل فائق المبحوح الذي قال إنه «رئيس العمليات الخاصة في جهاز الأمن الداخلي التابع لحماس» لكن شرطة حماس قالت إن «اغتيال مدير عمليات الشرطة في قطاع غزة وهو على رأس عمله في مستشفى الشفاء جريمة مكتملة الأركان، لخلق حالة الفوضى وغياب القانون في شمال القطاع».
وقال جيش الاحتلال إنه اعتقل أكثر من 200 شخص يجري التحقيق معهم داخل المجمع. لكن وزارة الصحة في غزة قالت إن بين الأسرى «كوادر طبية ومصابين ومرضى».
وتعرضت أحياء محيطة بالمجمع مثل الرمال والنصر لوابل من القصف من الطائرات الحربية والدبابات والمسيرات، حولت عشرات المنازل إلى ركام وأرغمت من تبقى من ساكنيها على الفرار، وفق ما أفاد شهود عيان ومراسل لوكالة فرانس برس.
وأحصى الدفاع المدني في حي الرمال والنصر تدمير «أكثر من 45 شقة سكنية» جراء الغارات، وقال: إن «عشرات الشهداء والمصابين ما زالوا في المنازل أو الطرقات، حيث يطلق الاحتلال النار على من يحاول إنقاذ الجرحى». وأكد أن «اشتباكات عنيفة تركزت في حي الرمال ومخيم الشاطئ بغزة».
ودعا جيش الاحتلال الاثنين سكان الأحياء المحيطة بالمجمع لإخلائها «بشكل فوري» بعد توغل دباباته فيها وصولا إلى المجمع الذي طوقته.
وعبّرت منظمة الصحة العالمية عن «قلق بالغ» من استهداف المشافي التي تعمل بالحد الأدنى من طاقمها وتعاني نقصا كبيرا في المستلزمات الأساسية.
عشرات الغارات
ونفذ جيش العدو وفق مكتب الإعلام الحكومي «عشرات الغارات الجوية الدموية في مناطق قطاع غزة». في حين دارت اشتباكات عنيفة في الشمال والوسط ولا سيما في خان يونس في الجنوب وفق شهود عيان.
وقالت وزارة الصحة في غزة إنها أحصت خلال 24 ساعة حتى صباح اليوم «78 شهيدا على الأقل، وغالبيتهم من الأطفال والنساء وكبار السن».
وأضافت أنها سجلت «15 شهيدًا بينهم ثلاث نساء وأربعة أطفال، جراء غارات جوية إسرائيلية استهدفت منازل وشققا سكنية في مخيم ومدينة رفح».
«مباحثات إيجابية»
بعد أشهر من المحادثات التي فشلت في التوصل إلى هدنة عبر الولايات المتحدة وقطر ومصر، زار رئيس الاستخبارات الإسرائيلية ديفيد برنيع الدوحة الاثنين للقاء رئيس الوزراء القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني ومسؤولين مصريين.
وقد غادر برنيع قطر لكن المفاوضات حيال هدنة في غزة لا تزال مستمرة، بحسب ما أكد المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري الذي أضاف خلال مؤتمر صحفي اليوم أن «الفرق الفنية تجتمع بينما نتحدث».
وذكر موقع «أكسيوس» الأمريكي أن المباحثات التي جرت كانت «إيجابية» وأن المفاوضين الإسرائيليين سيبقون في الدوحة لمواصلة البحث في «التفاصيل» مع الوسطاء.
وقال مسؤول في حماس لوكالة فرانس برس مساء الاثنين «قدمت الحركة رؤيتها للوسطاء في مصر وقطر ونحن في حماس بانتظار رد العدو على ما قدمته الحركة في لقاءات الدوحة مع الوسطاء.. حتى الآن لا يوجد أي تقدم ولا يوجد أي اختراق».
وأضاف أن «الكرة (الآن) في ملعب (رئيس وزراء إسرائيل بنيامين) نتانياهو لنرى هل سيماطل ويعطل التوصل لاتفاق كما في كل جولة، أم أنه سيغيّر باتجاه التوصل لاتفاق».
وقدّمت حماس الأسبوع الماضي مقترحا للتهدئة في قطاع غزة يقوم على مرحلتين على أن يتم في البدء الاتفاق على هدنة لستة أسابيع والإفراج عن 42 محتجزا إسرائيليا بينهم للمرة الأولى مجندات.
وأعرب بايدن عن «قلق عميق» بشأن الهجوم المحتمل على رفح، معتبرا أنه سيشكل «خطأ»، إذ يتكدس في رفح 1.5 مليون شخص معظمهم نازحون في ظروف مزرية.
«مجاعة وشيكة»
وفيما صار معظم سكان غزة البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة، نازحين يحتمون في خيام بالية لا تقيهم البرد ولا المطر ولا الجوع، حذّر تقرير أعدته وكالات متخصصة في الأمم المتحدة من أنه من دون زيادة المساعدات وتنظيم توزيعها، ستضرب المجاعة 300 ألف شخص في شمال غزة بحلول مايو، لا محالة. وأحكمت إسرائيل منذ هجوم حماس حصارا تفرضه منذ 2007 على قطاع غزة مع سيطرة الحركة الفلسطينية على السلطة فيه. وهي تشرف على دخول المساعدة الإنسانية إليه.
وبعد مرور أكثر من خمسة أشهر، لا تتوقف هيئات الإغاثة والأمم المتحدة عن تكرار تحذيراتها من خطر المجاعة في قطاع يخضع لحصار محكم وصفه مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل بأنها «مقبرة مفتوحة». وكرّر بأن إسرائيل تستخدم المجاعة «سلاح حرب».
وقالت هبة الطيبي، مديرة منظمة «كير» غير الحكومية في الضفة الغربية وقطاع غزة إن «الطاقم الطبي يتابع أطفالا يقل وزنهم يومًا بعد يوم، أطفال بالكاد قادرون على الكلام والمشي بسبب الجوع».
ارتفاع الحصيلة
أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، اليوم، ارتفاع حصيلة القصف الإسرائيلي إلى 31 ألفا و819 قتيلا و73 ألفا و934 مصابا منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وقالت الوزارة في منشور على حسابها بموقع «فيسبوك» اليوم إن «الاحتلال الإسرائيلي ارتكب عدة مجازر ضد العائلات في قطاع غزة وصل منها للمستشفيات 93 شهيدا و142 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية».
وأضافت أنه في «اليوم الـ165 للعدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة ما زال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم».
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: فی قطاع غزة أکثر من
إقرأ أيضاً:
مظاهرة حاشدة في فيينا احتجاجا على استئناف الاحتلال عدوانه على غزة (شاهد)
انطلقت مظاهرة حاشدة مناصرة لفلسطين في العاصمة النمساوية فيينا احتجاجا على استئناف الاحتلال الإسرائيلي عدوانه الوحشي على قطاع غزة، مطالبين بوقف إطلاق النار بشكل فوري.
واحتشد المتظاهرون أمام مبنى وزارة الخارجية النمساوي مساء الثلاثاء للتنديد بحرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
تغطية صحفية l فيديو: مظاهرة ليلية في العاصمة النمساوية #فيينا، تنديداً باستئناف الاحتلال "الإسرائيلي" حرب الإبادة على غزة pic.twitter.com/ehdrfGZejN — بوابة اللاجئين الفلسطينيين (@refugeesps) March 18, 2025
ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية واتشح العديد منهم بالكوفية، مرددين شعارات داعمة لفلسطين من قبيل "فلسطين حرة" و"لا للإبادة الجماعية".
وقال الفنان والناشط باتريك بونغولا إنهم تجمعوا أمام وزارة الخارجية رفقة متضامنين مع الشعب الفلسطيني للاحتجاج على الإبادة الجماعية التي استأنفتها إسرائيل في غزة والضفة الغربية المحتلة.
وأضاف في تصريحات لوكالة الأناضول أن الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة غير مقبولة، متهما حكومة النمسا بدعم الإبادة الجماعية للفلسطينيين، مردفا بالقول "لذلك، فإننا كمجتمع مدني علينا الوقوف في وجه هذا الأمر بشجاعة، ومن المهم جدا أن نرفع أصواتنا من أجل غزة والناس هناك".
وفجر الثلاثاء، استأنف جيش الاحتلال عدوانه على غزة عبر شن غارات جوية عنيفة على مناطق متفرقة من القطاع، طالت عددا من المنازل المأهولة، في خرق لاتفاق وقف إطلاق النار الموقع بين الاحتلال وحركة المقاومة الإسلامية "حماس".
وبحسب وزارة الصحة في قطاع غزة، فإن قصف الاحتلال أسفر عن استشهاد أكثر من 400 فلسطيني وإصابة ما يزيد على 500 آخرين بجروح مختلفة.
في غضون ذلك، قال بيان صادر عن مكتب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، إن الأخير ووزير الحرب يسرائيل كاتس أصدرا تعليماتهما للجيش بالتحرك بقوة ضد حركة حماس في قطاع غزة.
وأعربت عائلات الأسرى الإسرائيليين، عن صدمتها من قرار جيش الاحتلال الإسرائيلي استئناف العدوان الوحشي على قطاع غزة، معتبرة أن دولة الاحتلال قررت التخلي عن الأسرى الإسرائيليين.
ومطلع آذار/ مارس الجاري، انتهت مرحلة أولى استمرت 42 يوما من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين "حماس" و"إسرائيل"، بدأ في 19 كانون الثاني/ يناير ، بوساطة قطر ومصر ودعم الولايات المتحدة.
وتنصل نتنياهو من بدء المرحلة الثانية من الاتفاق، إذ إنه يرغب في إطلاق سراح مزيد من الأسرى الإسرائيليين، دون الوفاء بالتزامات هذه المرحلة، ولا سيما إنهاء حرب الإبادة والانسحاب من غزة بشكل كامل.
في المقابل، تؤكد حركة حماس التزامها بتنفيذ الاتفاق، وتطالب بإلزام دولة الاحتلال بجميع بنوده، داعية الوسطاء إلى الشروع فورا في مفاوضات المرحلة الثانية، التي تشمل انسحابا إسرائيليا من القطاع ووقفا كاملا للحرب.