عينان تمتلكان من السحر ما يجعلهما تنطقان دون كلمات، فتحكيان الكثير من مجرد نظرة تجمع من الأحاسيس والمشاعر ما يجعل المشاهد أن يفهم ما يريد قوله دون أن يتفوه به، هو «إمبراطور» السينما المصرية، و«النمر الأسود» الذى اتسم بالجرأة فى مناقشة قضاياه، فتجده ثائرًا «ضد الحكومة»، وتهدأ قسمات وجهه من «رجل مهم» فيتحول لـ«بريء»، إنه أحمد زكى الذى مر على وفاته 17 عامًا، إلا أنه ظل «معالى وزير» السينما.
لم يكن أحمد زكى مهتمًا فقط بالفن الذى طالما كان شغوفًا به، بل كان له حياة خاصة، لا يفصح عنها كثيرًا، ضمت تجارة مع الله من خلال البسطاء الذى كان واحدًا منهم فى يوم من الأيام، إذ كان فتى الشاشة الأسمر لا يملك، فجاء إلى القاهرة فقيرًا، لا يمتلك سوى ملابس متواضعة، ورغم ما قابله من تنمر وحرب شرسة على موهبته إلا أنه كان طموحًا، فتغلب على اكتئابه ووقف فى وجه رياح الانتقادات العاتية تجاه لونه، ليثور على فكرة البطل ذى البشرة البيضاء، فيصبح بطلًا ويضحى فتى أحلام جيل من الفتيات.
ولأن أحمد زكى كان من البسطاء يومًا فقد شعر بهم، وعزم على أن يساعدهم ماديًا، فلم يترك جوابًا من أهل قريته يستعين به لقضاء حاجته إلا وقضيها، وليس ذلك فحسب، بل إنه احتفظ بالخطابات الشخصية التي كانوا يرسلونها له، وفقًا لما نشرته مجلة «الإذاعة والتليفزيون» عند وفاته، من خطابات وجدتها فى شقته، والتى أفادت بأن بطل استكوزا كان يعمل بمقولة «الأقربون أولى بالمعروف».
وكانت هذه الخطابات نصفها من أقاربه، والنصف الآخر من أشخاص محتاجين، كلها كانت دعوات إلى الله له ولهيثم على الواجب الذى قدمه لهم، ويؤكدون وصول المبلغ، فكان يتبرع بطل «الهروب» بمبالغ ضخمة فى هذا الوقت، بلغت ما يقرب من ـ١٠٠٠ جنيه أحياناً وأحياناً ٥٠٠ جنيه، بينما كان ذلك فى وقت السبعينات والثمانينات.
انفعال أحمد زكى على أحد منتقديه: «خايب»
وفى لقاء سابق، أثناء استضافة «زكي»، فى برنامج «على ورق»، الذى قدمه الإعلامى محمود سعد، انفعل على تعليق معجب انتقده، إذ قال إن الفنان قلد الرئيسين أنور السادات وجمال عبدالناصر، مثلما قلد الفنان محمود المليجى فى مسرحية «هاللو شلبي»، لكنه لم يستطع أن يجسد الشخصية الحقيقية لهما،.
فرد أحمد زكى وقتها على هذا الانتقاد: «صعبان على اللى كتب السؤال دا.. أنا مش زعلان منه.. هو مش عارف الفرق بين التقليد والتجسيد والتشخيص»، واصفًا من قال هذا إنه «خايب» بحسب تعبيره.
وتابع الفنان حديثه أنه يحترم رأى ذلك المشاهد، مشددًا أن التقليد هو إظهار لقطة معينة فى شخص ما متعارف عليها أمام الجميع مثل الكاريكاتير الذى يعطى ملامح للقطة معينة، متابعًا أن التجسيد عالم آخر، مشيرًا إلى أن أولاد أنور السادات أنفسهم لم يروا والدهم عند التحقيق معه فى حادثة مقتل أمين عثمان، بينما استطاعوا أن يتخيلوه وصدقوا ما حدث له بعد أن جسده هو داخل أحداث الفيلم.
«أنا خليتهم يشوفوه.. وهما يقولوا ياه معقول أبونا اتعذب كدة.. وأنا خليت السيدة جيهان السادات تشوف زوجها قبل ما تقابله»، كلمات قالها أحمد زكى بانفعال، ردًا على ذلك الانتقاد.
ووفقًا لجريدة «الوطن» المصرية فإن الفنان أحمد زكى فى أيامه الأخيرة فقد بصره لحظة وقوفه على خشبة مسرح مدرسة السعيدية، ويقول الدكتور ياسر عبدالقادر رفيق أيامه الأخيرة: «أثناء تصوير آخر لقطة من فيلم حليم، لحظتها كان يودع الجماهير ويلوّح بيده وأخبرنى أنه لا يرى سوى الظلام ولم يكن أحد يعلم بالأمر لمدة 10 أيام كاملة، وتظاهر خلالها بعكس ذلك».
وقال زكى وقتها «يا ياسر أنا مش شايف حاجة»، وهذه الجملة التى وقعت على صديقه وطبيبه كالصاعقة ليقترب منه على خشبة المسرح، ثم أخذ بيده إلى خارج المكان للتأكد من صحة الأمر، وتبين أنه حدث نتيجة تعرضه لوعكة شديدة، فطلب أحمد زكى من صديقه ألا يبوح بالأمر: «ساعتها اتعامل مع الناس بشكل طبيعى كإنه بيشوف وكان بيلبس نضارة وبيمسك جورنال كأنه بيقراه».
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: د حسن يوسف أحمد زكى الإعلامى محمود سعد أحمد زکى
إقرأ أيضاً:
أول ظهور لـ أحمد سعد في حفل غنائي بعد خضوعه لعملية جراحية
ظهر الفنان أحمد سعد مساء الاثنين، للمرة الأولى بعد خضوعه مؤخرًا لعملية جراحية في الفك، ابتعد بسببها عن الغناء وتم منعه من الكلام من قبل طبيبه الخاص لمدة أسبوعين، حتى يتعافى من إجراء العملية ويتمكن من ممارسة نشاطه الفني بشكل جيد.
أول ظهور لأحمد سعد بعد خضوعه لعملية جراحيةوبالفعل، عاد الفنان أحمد سعد مساء الاثنين، لممارسة نشاطه الفني من خلال إحياء حفل غنائي كبير حضره عدد كبير من جمهوره ومحبيه، والذي شهد أول ظهور له منذ تعرضه لوعكة صحية، وظهر بصحة جيدة يمارس نشاطه الغنائي بشكل طبيعي.
أحمد سعد يبدأ حفله بأغنية «سكوت»واختار أحمد سعد أن يبدأ حفله الغنائي ويطل على جمهوره للمرة الأولى بعد غياب على أنغام أغنية «سكوت»، وبعدها، وجه كلمة خاصة للجمهور معبرًا عن سعادته بعودته مرة أخرى للوقوف أمامهم قائلاً: «أنا لسه بلين»، ثم اختار أن يغني أغنيته الشهيرة «إيه اليوم الحلو دا» احتفالًا بعودته.
يُذكر أن أحمد سعد كان قد خضع لعملية جراحية في منطقة الفك، وابتعد بسببها عن إحياء حفلاته الغنائية لأنه تم منعه من الكلام لمدة أسبوعين، وبسبب ذلك اعتذر عن إحياء حفله الغنائي مؤخرًا ضمن حفلات مهرجان الموسيقى العربية.