«أوامر القبطان» والانتهازية الاستراتيجية... من يكسب الرهان؟
تاريخ النشر: 19th, March 2024 GMT
عندما تتعرض السفينة أو الطائرة لحالة استثنائية، فإن الأنظار تتجه نحو القبطان، فهو يجسد متخذ القرار بشأن اعتماد أي تغيير في اتجاه الرحلة، ووضع تدابير السلامة، وتوقع الخسائر من اختيار خطة الإنقاذ، وتحديد الموارد التي يحتاجها في إدارة هذه الحالة الطارئة، وهنا لديه خياران لا ثالث لهما؛ فهو إما أن يتخذ منحى التفكير الاستراتيجي فيحدد الهدف أولا، ثم يبحث عن الموارد المطلوبة، ويصدر الأوامر المباشرة للتنفيذ، أو أن عليه اتباع نهج الانتهازية الاستراتيجية، فيبدأ بتحليل فرص النجاة المتاحة أمامه، ويقتنص الفرصة التي تحقق الحد الأقصى من النتيجة المرجوة، أو الهدف المحدد، وبأقل نسبة ممكنة من الخسائر، وبذلك يمكنه إنقاذ جميع الأرواح، وإيصال الرحلة إلى وجهةٍ آمنة، ولكن عالم الأعمال والإدارة المؤسسية أكثر تعقيدا من عمل القبطان، وهذا ما يضع المخططين في مهمة عسيرة، فعملية اتخاذ القرارات تعتمد بشكل حاسم على نقطة الانطلاقة، والسؤال هنا: ما هي معايير التفاضل التي بها يرجح صانع القرار الاختيار الأمثل بين التفكير الاستراتيجي النمطي، والانتهازية الاستراتيجية؟ وهل يمكن أن تؤثر وبشكل عكسي محاولات اقتناص الفرص الناشئة لتكون بمثابة العدسة المعتمة التي تصرف الانتباه عن الأهداف، وتحجب الرؤية الاستراتيجية؟ تعالوا نبدأ من المفهوم النظري لمصطلح التفكير الاستراتيجي، نجد بأن السمة الغالبة في المقالات العلمية التخصصية هي عدم وضوح التعريف الدقيق لهذا المصطلح، فهناك مدارس فكرية متباينة، وهذا يضعنا أمام معضلة كبيرة من تعدد الرؤى التي يتم بها التعامل مع هذه المفاهيم المهمة لعملية صناعة واتخاذ القرار، وإذا أردنا أن نستشهد بمثال حي يمكننا أن نتوقف قليلا عند الجدل حول أداة العصف الذهني وهي إحدى أدوات التفكير الاستراتيجي، إذ يعدها الكثير من الممارسين كأداة لتوليد الأفكار الإبداعية والابتكارية، ولكن هذا المفهوم غير صحيح بشكل جازم، فالعصف الذهني في واقع الأمر ليس سوى أداة لتشجيع التواصل بين فرق العمل عبر التفكير بصوت مرتفع، وكذلك من أجل تحفيز الإبداع والتفكير التجديدي، ولكنه لا يمكن أن يحل محله، إذ لا يمكن للعصف الذهني أن يستخرج من عقول وأذهان المشاركين ما هو غير موجود بالأصل، وفي الإجمال يقوم التفكير والتخطيط الاستراتيجي على مجموعة من الأدوات الذكية ومن ضمنها الانتهازية الاستراتيجية، وهذا ما يزيد من تعقيد موضوع صناعة واتخاذ القرار عن طريق المفاضلة بين المنطلقات، وبرغم الاختلافات الكثيرة في تعريف التفكير الاستراتيجي، إلا أن هناك خمسة عناصر للتفكير الاستراتيجي لا يختلف عليها المخططون وهي: التركيز، وتبني منظور النظم، والاستجابة في الوقت المناسب، وبناء الفرضيات، والانتهازية الذكية.
وهذا يقودنا للفكرة المركزية هنا؛ وهي اتخاذ القرار المناسب في الوقت المطلوب وبأقل الموارد وأدنى درجات المخاطر، فالأفكار الاستراتيجية الداعمة لمثل هذا القرار لا تأتي من الفراغ، فهي إما أن تكون مدفوعة بالتمحور حول الهدف، أو البحث عن الفرصة، وفي الحالتين تنشأ مصادر للانحياز المعرفي السلبي التي تحجب الرؤية الاستراتيجية، وهي إما الواقعية الساذجة التي يعرفها المختصون بأنها تتعلق بالاعتقاد بأن صانع القرار يدرك واقع الوضع الراهن بشكل كامل، أو حالة الانحياز التأكيدي التي تنشأ نتيجة ميل صانع القرار بتجاهل المعطيات التي لا تتفق مع انطباعه الأولي عن التحديات، فيتجه بشكل لا إرادي للبحث عن المعلومات والبيانات وتفسيرها واستدعائها بطريقة تؤكد مسار تفكيره، والانحياز الثاني أكثر احتمالا في حالات اتخاذ القرار في وضع «قرار القبطان»، ولذلك فإن المنهجية التي يتم بها توجيه عملية صنع واتخاذ القرار تلعب دورا كبيرا في نجاح أو فشل فرق العمل أو المؤسسات، لأن احتمالات الإعتام الكامل على الأهداف الاستراتيجية عالية، إذا ما وضعنا في الحسبان فرضية غياب المخططين القادرين على اختبار الفرضيات، وطرح الأسئلة الصعبة، مثل «ما الذي لا يمكننا أن نراه في هذا التحدي؟»، و«ماذا لو لم يكن أيُّ من هذا صحيحًا؟» و«كيف ولماذا يمكن أن يكون هذا التحليل صحيحا؟» وإذا عدنا للعناصر الخمسة الرئيسية للتفكير الاستراتيجي نجد أن عنصر التركيز يتربع على قمة الهرم، لأن تقليل الازدواجية ومقاومة التشتيت توفران على الفريق أو المؤسسية الكثير من الموارد، فالتركيز الواعي بالهدف الاستراتيجي، أو التوجه الشمولي يعني تنظيم الطاقات المطلوبة وتوجيهها نحو مسار واحد، وأثناء هذه المسيرة المشتركة يمكن اكتشاف العديد من الفرص الذهبية، وبذلك فإن انتهاج التفكير الاستراتيجي هو الأصل في تهيئة الانتهازية الاستراتيجية، وهذا لا يمكن تحقيقه بدون النظرة الشمولية التي تتعامل مع الواقع من منظور الأنظمة، وليس من جانب واحد، فالتحدي قد يكون اقتصاديا ولكن الجذور الحقيقية قد تمتد لتشمل أبعادا أخرى غير واضحة من الوهلة الأولى، وهناك مقولة شهيرة في عالم التخطيط مفادها: «من المفيد حقًا أن تكون فضوليًا بشأن كل شيء تقريبًا»، وإضافة إلى ذلك فإن عامل الزمن يفرض على المخططين أهمية الالتفات إلى عبور الفجوة بين الأداء السابق الذي نتج عنه التحدي، وواقع الوضع الراهن، والأداء المأمول مستقبلا، فالمفكرون الاستراتيجيون لا يسعون لاكتشاف الفرص الجديدة والتفاعل معها لتحقيق الأهداف وحسب، وإنما هم يعملون في سياق عالمنا الديناميكي بقدر كاف من الانفتاح على التغيير الإيجابي كموجهات للوصول إلى الرؤية الاستراتيجية.
أما إذا ما انتقلنا إلى الناحية التطبيقية لممارسات صناعة القرار على مستوى فرق العمل والمؤسسات نجد أنه من الصعب المفاضلة بشكل قاطع بين «أوامر القبطان» والانتهازية الاستراتيجية، ففي بعض الحالات يمكن الاعتماد بشكل كلي على أوامر القبطان، لأن الخيارات المتاحة لا تسمح أحيانا بالمناورة الاستراتيجية في تحويل بعض جوانب التحديات إلى فرص، ولكن المخاطر الرئيسية التي تصاحب هذا النهج هو الاعتماد الكبير على المعرفة الذاتية، والقدرات الشخصية، والخبرة السابقة، فإذا نجح القبطان في السابق باتخاذ قرار استراتيجي صائب في حالات شبيهة بالوضع الراهن، فإن ذلك لا يضمن نجاح القرار في هذه المرة أيضا، ولا يبرر ذلك مطلقا التراجع عن استكشاف رؤى جديدة، ومسارات عمل مختلفة عن الماضي، وهنا قد تكون الانتهازية الاستراتيجية هي كل ما تحتاجه لصناعة قرار موضوعي متوافق مع الرؤية الاستراتيجية، وبذلك فإن التوازن بين المنهجين هو الحل الأمثل، فهناك وقت للانتهازية، ووقت للتفكير الاستراتيجي الممنهج، والنقطة الفاصلة هي عامل الوقت، ففي الحالات الاستثنائية يكون التركيز على الرؤية من منظور تحقيق حلول سريعة تستجيب للمؤثرات الطارئة، وأما في الحالات الاعتيادية يختلف المنظور بشكل جذري، فالأولوية تنتقل من الاستجابة إلى الاستدامة، وصناعة القرار هنا يستمد ركائزه من غايات مستقبلية وبعيدة المدى.
إن التفكير بشكل استراتيجي يحتاج إلى أكثر من مجرد رسم الرؤية المستقبلية، وتحديد الأهداف، ووضع القرارات التي يمكنها دعم تحقيق الرؤية المنشودة، ففي عمق هذا التفكير يمكن إطلاق العنان لعملية إبداعية متصاعدة من الأفكار الجديدة، والفرص الناشئة غير المسبوقة، ولكن تتطلب هذه العملية الالتزام الكامل بالتجديد النوعي بعيدا عن النمطية، والمحافظة على وضوح الرؤية الشاملة والمشتركة، والتركيز المستمر لمنع انحراف عملية صنع القرار عن أهدافها الأساسية، وذلك إما بالاستجابة لكل تحد يظهر في مرحلة التنفيذ، أو بالانشغال باقتناص الفرص الصغيرة السهلة التي لا تصمد في دعم الوصول للوجهة الاستراتيجية المخطط لها، مما يفرض التأني في توظيف الانتهازية الاستراتيجية من أجل تعزيز المكاسب الآنية والمستقبلية، فليست كل فرصة هي الخيار الأفضل لتسريع الوصول للوجهة المطلوبة، فهناك حالات عديدة من سوء استخدام منهجية الانتهازية الاستراتيجية، والتي تسببت فيها حالات اقتناص الفرص بشكل غير مدروس بإحداث تأخير أو إعاقة كاملة في الوصول للوجهة المنشودة، وبناءً على الفرص وحدها، فإن صناعة القرار لن تضمن أبدًا الأداء المخطط له في المستقبل طويل المدى، وكذلك لن تتمكن من تحديد النتائج قصيرة المدى، وبهذه الكيفية يُعد هذا النهج قاصرا عن توظيف الإمكانات الكاملة، ففي سبيل صناعة القرارات الداعمة للأهداف، فإن لجميع المناهج دورا وتأثيرا ولا يكمن مفتاح النجاح في التفاضل بين المناهج، وإنما في التوازن وتكامل الأدوار.
د. جميلة الهنائية باحثة في سياسات العلوم والتكنولوجيا والابتكار
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الرؤیة الاستراتیجیة التفکیر الاستراتیجی صناعة القرار لا یمکن
إقرأ أيضاً:
محافظون يؤكدون لـ"الرؤية" مواصلة العمل لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وتلبية تطلعات المواطنين
◄ البوسعيدي: محافظة البريمي تواصل تنفيذ المشاريع التنموية
◄ الحجري: نسعى لتحقيق التوازن في تنمية المناطق الريفية والحضرية ومواكبة متطلبات المواطنين
◄ الرواس: المواطن العماني محور مسيرة النهضة
الرؤية- ناصر العبري
يرفع عدد من أصحاب السعادة المحافظين التهاني والتبريكات لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- بمناسبة العيد الوطني الـ54 المجيد، مؤكدين أن المحافظات شهدت في السنوات الأخيرة تنفيذ العديد من المشروعات التنموية والخدمية لتلبية تطلعات واحتياجات المواطنين وتحقيق التنمية المستدامة ومستهدفات رؤية عمان 2040.
ويقول سعادة السيد الدكتور حمد بن أحمد البوسعيدي محافظ البريمي: "يشرفني ويسعدني أن أرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات للمقام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه - بمناسبة العيد الوطني الـ54 المجيد، إذ يأتي نوفمبر المجيد لنستحضر معانيَه التي ارتبطت في ذاكرتهم، معبرين عن اعتزازهم بالإنجازات التي حققتها سلطنة عمان في ظل القيادة الحكيمة لجلالته -حفظه الله ورعاه-، والتي شملت كافة المجالات".
ويضيف: "محافظة البريمي جزءًا لا يتجزأ من النمو المستدام والرؤية الطموحة لسلطنة عمان، وفي إطار النهضة المتجددة التي تعيشها سلطنة عمان، تواصل محافظة البريمي مسيرتها في تنفيذ مشاريع تنموية متنوعة تسهم في تعزيز البنية الأساسية، وتطوير الخدمات المقدمة للمجتمع، ويأتي ذلك مع الحرص الدائم على تعزيز القيم الوطنية والهوية العمانية؛ إذ تعمل المحافظة تحقيق استراتيجيتها وسط متابعة مستمرة، بما يُلبي تطلعات المواطنين ويساهم في تحقيق الرؤية المستقبلية لسلطنة عمان.
وأشار سعادته إلى أن: "محافظة البريمي تبذل جهودًا حثيثة في تنفيذ مشاريع التحول الرقمي، مواكبةً لأهداف التنمية المستدامة وتعزيز كفاءة الخدمات المقدمة للمواطنين والمقيمين، كما تسعى بجدية إلى تنشيط الحركة السياحية والاقتصادية من خلال إطلاق مبادرات وفعاليات متنوعة مثل فعالية شتاء البريمي، الذي يجمع بين الترفيه والثقافة والترويج للتراث المحلي، مما يسهم في خلق بيئة جاذبة للاستثمار ويعزز مكانة المحافظة كوجهة متميزة على خارطة السياحة الداخلية والخارجية، كما تعمل المحاظفة على دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وتقديم التسهيلات للمستثمرين ورواد الأعمال لضمان تحقيق النمو الاقتصادي المستدام، بالإضافة إلى ذلك يتم التركيز على تطوير البنية الأساسية الحديثة وتحسين الخدمات اللوجستية؛ لتلبية احتياجات القطاعات المختلفة، مما يسهم في جعل المحافظة مركزًا حيويًا يجذب الزوار والمستثمرين ويعزز من تنافسيتها على مستوى المحلي والخارجي".
وفي السياق، يوضح سعادة الشيخ هلال بن سعيد بن حمدان الحجري محافظ الداخلية، أنه "في تاريخ الأمم سنوات تمر وعقود تنقضي ولحظات فارقة غيّرت حاضرها وصنعت مجدها وعززت من فرصها في المستقبل، وفي تاريخنا العُماني المجيد أنعم الله علينا بلحظات تاريخية خالدة، نابعة من عِظم قادة هذه البلاد المباركة وشعبها الوفي، 54 مرت على نهضة الخير والعطاء المتجدده بقيادة حكيمة من لدن صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم –حفظه الله ورعاه- وبهذه المناسبة العطِرة، يطيب لي أن أرفع أسمى آيات التَّهاني والتبريكات للمقام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم –حفظه الله ورعاه- وللشعب العُماني بهذه المناسبة المتجدده؛ سائلاً المولى تعالى أن يُديم على بلادنا نعمة الأمن والرخاء، وأن يُحقق لها المزيد من التَّقدم والازدهار والريادة".
ويعبر سعادته عن الفخر والاعتزاز بما تحقق من رُؤى وبرامج ومبادرات أحدثت نقلةً نوعية في رحلة التَّمكين لدولة عصرية برؤيةٍ حكيمة ترتكز على طموح الوطن والمواطن وحيوية المجتمع وازدهار الاقتصاد الوطني، مضيفا: "هذه المناسبة الوطنية المجيدة تعد فرصة للوقوف على ما تم من تقدّمٍ وتطوّرٍ في شتى القطاعات التنموية في محافظة الداخلية على وجه الخصوص وسلطنة عُمان عمومًا، حيث شهدت محافظة الداخلية العديد من الإنجازات والخدمات التنموية، كما أن هذه المسيرة ماضية في طريقها انطلاقاً من الإيمان الراسخ بأنَّ عجلة التنمية الشاملة ومسيرة الخير والبناء التي تشهدها سلطنة عمان ستتواصل بخيراتها لتروي من معينها حباً خالداً لكل روح تعيش على هذه الأرض الطاهرة وتتنفس عبقها وسيخلدها التاريخ على مدى الأجيال المتعاقبة".
ويذكر محافظ الداخلية: "المحافظة تنتهج استراتيجية واضحة تحقق رؤية عمان 2040، حيث نسعى إلى تحقيق التنمية المتوازنة بين المناطق الريفية والحضرية، ومواكبة متطلبات التنمية الاقتصادية مع الحفاظ على التراث الطبيعي والثقافي والاستدامة البيئية، واغتنام الفرص المتاحة لتعزيز القدرة التنافسية من خلال التنويع الاقتصادي والشراكة مع القطاع الخاص وإشراك المجتمع كأحد منطلقات رؤية عمان 2040، وإنشاء بنية أساسية تلبي احتياجات المواطنين، والمحافظة ماضية قدما لتنفيذ أدوات اللامركزية التي من شأنها أن تعزز الشراكة والحوكمة والتكامل بين الجهات المختلفة للاستفادة من المقومات والموارد المتاحة في المحافظة ولتحقيق التنمية المستدامة وتهيئة البيئة الجاذبة للاستثمارات فيها، وتنمية مواردها، والارتقاء بالخدمات والأنشطة المحلية والبلدية فيها".
ويقول سعادة الشيخ محافظ الداخلية: "نولي اهتماما كبيرا بالقطاع السياحي وذلك لما تتميز به المحافظة من مقومات سياحية متفردة تؤهلها إلى استقطاب أفواج السياح سواء من داخل سلطنة عمان أو من خارجها، فهناك تعاون دائم مع وزارة التراث والسياحة فيما يخص القطاع السياحي ومناقشة واقع السياحة بالمحافظة، إذ إن توجه المرحلة القادمة يكمن في تهيئة وتطوير المواقع السياحية بمختلف ولايات المحافظة والتنسيق المشترك لإقامة فعاليات سياحية في المواسم الصيفية والشتوية، التي من شأنها أن تسهم في تعزيز التنمية السياحية وتطوير مقوماتها واستدامتها".
وحول دور الشباب والاستفادة من أفكارهم، يؤكد سعادته أن التشاركية نهج يعزز جهود التنمية وذلك من خلال إشراك مختلف فئات المجتمع وخاصة الشباب في التنمية المستدامة، وإتاحة الفرصة لهم في دفع عجلة التنمية والنهوض بمستقبل المحافظة، باعتبارهم الشريك الأساسي في التنمية والتطوير، حيث يمثل الشباب مستقبل المجتمع، مبينا: "نهتم بفكر الشباب وبابتكاراتهم ونحرص على إشراكهم في صنع القرارات واتخاذها، كما نحرص على إقامة جلسات حوارية سنوية يتم اختيار عناوينها بعناية بما يتماشى مع الخطط المستقبلية".
ويختتم سعادة الشيخ محافظ الداخلية حديثه قائلًا: "كلنا يقين من أن بلادنا سوف تمضي بشموخ وعزة في مسيرتها نحو الريادة والتطور، بفضل الله ثم بفضل العناية والرعاية الكريمة من لدن صاحب الجلالة السلطان المفدى –حفظه الله ورعاه-، سائلين المولى القدير أن يُديم على بلادنا أمنها ورخائها بنهضة متجددة وواثقة".
من جانبه، يقول سعادة نجيب بن علي الرواس محافظ الظاهرة: "يطل علينا يوم 18 من نوفمبر ليتجدد عيد سلطنة عُمان المجيد الذي يستذكر فيه العُمانيون إنجازات عام مضى ويسعون لتحقيق المزيد منها في أعوامهم القادمة في ظل القيادة الحكيمة لحضرةِ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه-، لقد حققت مسيرة النهضة العُمانية خلال الـ 54 عامًا الماضية منجزات على كل الأصعدة، وكان المواطن العُماني محورها وهدفها الرئيس في كل المجالات لتمكينه من أداء دوره المنوط به بكفاءة واقتدار".
ويذكر: "تجسيدًا لحرص جلالتهِ - حفظه الله ورعاه - على تطوير وتنمية كل المحافظات تشهد محافظة الظاهرة تطورًا تنمويًّا شاملا في عهد النهضة المتجددة حيث حظيت باهتمامٍ في مختلف القطاعات في ولاياتها الثلاث عبري وينقل وضنك، وتحرص محافظة الظاهرة على توجيه كافة الإمكانات لتحقيق الأهداف الموكلة إليها بمستوى عالٍ من الكفاءة والدقة وفق موجهات رؤية "عُمان 2040"، ومواصلة المسير بمزيد من البذل والعطاء بجهود سواعدها الخيرة لتحقق الأهداف التي يطمح لها كل مواطن ومقيم ولتنعم عُماننا الحبيبة بالخير والتقدم والرفعة.واشار سعادة محافظ الظاهرة".
ويلفت الروّاس إلى أن المحافظة أعدت خطة سنوية لتنفيذ عددًا من المشروعات التنموية بحسب أولوية احتياجات كل ولاية على حدة، ويتم تمويلها من خلال الموازنة المعتمدة المخصصة للمحافظة، حيث تم خلال هذا العام 2024م التوقيع على تنفيذ عددًا من المشاريع التنموية بتنفيذ إطلالتي ينقل وضنك بمساحة (65.000 متر مربع) لكل منهما وبتكلفة إجمالية بلغت (4 ملايين ريال عماني)، ومشروع مركز العلوم والابتكار بولاية عبري بقيمة إجمالية تصل إلى (1.5 مليون ريال عماني) بتمويل مشترك مع شركتي أوكيو للمصافي والصناعات البترولية وتنمية نفط عُمان، واتفاقية شراكة مع الشركة العمانية للأبراج لتصميم وتنفيذ أبراج اتصالات مزخرفة، ورصف عددًا من الطرق الداخلية بتكلفة تتجاوز (7 ملايين ريال عماني) موزعة على كل من ولاية عبري (60 كم) وولاية ينقل (25 كم) وولاية ضنك (25 كم)، بالإضافة إلى مشاريع صيانة الطرق الداخلية المتضررة بالحالة المدارية (منخفض المطير) بولايات المحافظة بتكلفة أكثر من (2.7 مليون ريال عماني) ، كما تعمل المحافظة على تعزيز التحول الرقمي والسعي لتطوير الخدمات التي تقدمها عبر عدد من المشروعات الخاصة بالتحول الرقمي من خلال التوقيع على عدد من الاتفاقيات لتعزيز استمرارية الأعمال وتطوير البنية الأساسية التقنية ضمن استراتيجية المحافظة لتعزيز التعاون مع القطاع الخاص وتطوير الخدمات المقدمة للمجتمع المحلي.
ويتابع قائلا: "تتواصل التحضيرات للنسخة الثانية لمهرجان الظاهرة السياحي لعام 2025م، إضافة إلى مناقصة الخدمات الاستشارية لمركز الشباب بولاية عبري ومشروع إنشاء مسلخ عبري (حالياً في إجراءات الإسناد)، ومشروع حديقة عبري العامة والتي سيتم طرح مناقصة التنفيذ قبل نهاية هذا العام، ويجري العمل حاليًا على إعداد كراسات الدراسات الاستشارية لمشروع إطلالة عبري الفائز بجائزة أفضل مشروع إنمائي مقترح من مسابقة المحافظات في النسخة الثانية لعام 2024م، كما أن هناك العديد من المشاريع التنموية والخدمية الجاري العمل فيها ضمن خطة عام 2023- 2024م كمشاريع رصف الطرق الداخلية وصيانتها حيث جاري العمل على رصف (16 كم) موزعة على ولايات المحافظة، ومشروع ازدواجية وتطوير المنطقة التجارية بولاية ضنك بطول (4.5 كم)، ومشروع الممشى الصحي بحي النهضة بولاية عبري بنسبة إنجاز بلغت أكثر من (75%)، ومشروع الممشى الصحي بحمراء الدروع، ومشروع عبري يارد بنسبة إنجاز تتجاوز (40%)".
ويقول الروّاس: "من أبرز المشاريع التي تم الانتهاء منها رصف وصيانة عددًا من الطرق الداخلية بالمخططات السكنية والتجارية والصناعية، وتركيب أعمدة إنارة LED بولايات المحافظة، وإضافة مرافق تكميلية لعدد من الحدائق والمتنزهات والمماشي الصحية، وتطوير سوق الجمعة بولاية ينقل، وتدشين البوابة الإلكترونية للمحافظة بشأن الإسراع في التحول الرقمي وتوظيف التقنيات الحديثة في تقديم الأعمال وتطوير الخدمات".