تفاصيلها فيها شيءٌ من “الغرابة”: ما قصة عائلة “ميّت حيْ” في صور؟
تاريخ النشر: 19th, March 2024 GMT
أثير – مـحـمـد الـعـريـمـي
تمرُّ علينا قصص كثيرة بعضها حقيقية وأخرى من قصص (ألف ليلة وليلة)، إلا أن بعض تلك القصص الحقيقية نظن أنها من وحيّ الخيال لما تتضمنه من أحداث لا يستوعبها العقل خصوصًا تلك التي حدثت في حقب مختلفة منذ قرون ماضية.
إذا ذهبت إلى ولاية صور واستوقفت أحدهم وسألته : “هل تعرف عائلة ميّت حي”؟ سيُجيبك بـ “نعم”، ومنذ زمن يُتداول لقب عائلة ” ميّت حي” من قِبل العائلة وعلى ألسنة الكثير حتى أصبح لقبا متوارثا لها، ومن لم يسمع عن قصّة هذا اللقب حتمًا ستراوده الأسئلة حوله.
نسرد عبر “أثير” قصة “ميّت حيّ” على لسان أحد أفراد العائلة، والتي تتضمن في فصولها أحداثًا قد تكون بعيدة عن الحقيقة كونها دارت في القرن الـ 20 إلا أن العائلة تناقلت القصة منذ عقود حتى يومنا هذا وننقلها بلسانهم.
يقول أحد أفراد العائلة لـ “أثير”: في أواخر القرن الـ 19 وبدايات القرن الـ 20 وُلد فايل بن سالم بن ناجم المسكري -لا يوجد تاريخ مؤكد وموثّق – ويُرجح أنه ولد في تلك الفترة بالمقاربة مع من عاشوا في عمره أو يتذكرونه بعد أن توفيَّ وهو في عمر الـ 90 – 95 سنة، ويعود لقب “ميّت حي” إلى مواقف وقصص؛ بسبب تكرار حالات الإغماء عند هذا الرجل، مما يتسبب في فقدانه الوعي والحركة ووجود النفس فقط واستمراره على هذه الحالة لأكثر من 24 ساعة.
ويضيف: كان فايل يعمل في جلب الماء من مسافات بعيدة تُقدر بساعة إلى ساعة ونصف مشيًا على الأقدام، وبعد عودته يكمل عمله في النسيج، ففي أحد المواقف وعند عودته من جلب الماء ولأنه أُجهد في المشي والعمل أغمي عليه واستمر في حالة الإغماء يوما كاملا، وقديمًا كان يوضع “البصل” على أنف المُغمى عليه حتى يعود إلى وعيه، فإذا كان الإنسان حيا يشعر بالعطش ويتحرك عند استنشاقه رائحة “البصل” أما إذا كان ميّتًا فلا يعود لوعيه، فتم استخدام تلك الطريقة وعاد لوعيه في اليوم الثاني.
مرّت الحادثة الأولى، فأُصيب فايل بـ “الحمّى” بعد تلك الحادثة وبقي ما يقارب يومين يتنفس لكن دون حركة ووعي، وكان أهله ومن معه حينها في حيرة من أمرهم، ومتسائلين؛ هل توفي أم لا؟ خصوصًا وأن الإغماء استمر هذه المرة لـ 3 أيام رغم المحاولات العديدة والطرق المختلفة لإعادته لوعيه لكن دون جدوى، فتارةً يشعرون بنفسه وتارةً لا، فقرروا إعلان وفاته، وأثناء غسله لتكفينه ودفنه فاق بسبب رائحة “الكافور” وعاد لوعيه!
لم تقف الأحداث عند هذا الحد؛ فبحسب رواية أفراد عائلة “ميّت حي”: في أحد الأيام أثناء خروجه من المنزل سقط على السلم في البيت وأصيب في رأسه، وبقي ما يقارب الـ 7 أيام مغمى عليه بوجود نبض فقط دون أي حركة، وكان الناس والأطباء يتجمعون عليه بصورة يومية، فقرر الأطباء إعطاءه خلطة من الأعشاب الطبيعية تُهيّج النفس بعد المحاولة في طريقة “البصل”، فوضعوا الخلطة على جوانب رأسه وعند محل نومه حتى يستنشق الرائحة على مدار الساعة.
ورغم المحاولات الكثيرة لم يعد لوعيه، فقرروا إعلان وفاته وتم غسله وهذه المرة لم تكن كالمرة السابقة فيبدو أنه توفي فعلًا، وعند دفنه حرك يديه في القبر ورآها أحدهم فقام يصرخ وينادي إلى أن تجمع الحشد من الناس وأخرجوه وإذا به حي لكن في حالة يرثى لها بسبب إصابته بالشلل.
بعد هذه المواقف الكثيرة أُطلق عليه “ميّت حي” ويقصد أنه متوفى لكنه حيّ، وبدأ الناس بتداول هذا اللقب واستمروا بذلك حتى وهو ميّت سريريًا ومصاب بالشلل لا يستطيع الحركة.
ومن أطلق عليه اللقب في البدء أهله، وجاء هذا اللقب بسبب المواقف التي حصلت نتيجة الإغماء لأيام وآخرها دفنه وعودته إلى وعيه في القبر، فبقي بعد آخر موقف وهو مصاب بالشلل لأكثر من 4 سنوات وبعد مرور تلك السنوات أغمض عينيه مُودعًا الحياة لكن بسبب المواقف لم يتأكدوا من وفاته فجربوا كل الطرق السابقة لإعادته لوعيه لكن دون جدوى، وكانت وفاته هذه المرة حقيقية ورحل إلى مثواه الأخير بين عامي 1993-1994م.
سردنا هذه القصة عبر “أثير” بالتواصل مع أفراد عائلة “ميّت حي” ولا نتبنى حقيقتها أو نؤكد تفاصيلها لكن أردنا توضيح ما تناقلته العائلة جيلًا بعد جيل عن هذا اللقب، والانتشار الواسع له لدى أهالي صور بصورة عامة ومنطقته بصورة خاصة، وستبقى بعض تفاصيل القصة مثيرة للغرابة.
المصدر: صحيفة أثير
كلمات دلالية: هذا اللقب
إقرأ أيضاً:
“في ستة خوَن”
#سواليف
“في ستة خوَن”
أ.د #محمد_تركي_بني_سلامة
هذه العبارة القصيرة لم تكن مجرد كلمات عابرة، بل كانت #طعنة موجعة في #جسد_المشهد_السياسي_الأردني، عنوانًا بارزًا لدونية الأداء السياسي وفقدان #الهيبة التي كان يفترض أن يحملها هذا المجلس، الذي لم يستطع أن يتجاوز أول اختبار له دون أن يفقد احترام الكثيرين وثقتهم.
مقالات ذات صلة فيتو أميركي ضد مشروع قرار لوقف إطلاق النار في غزة 2024/11/20هذا السقوط المدوي لم يكن نتيجة لحظة عابرة أو زلة غير محسوبة، بل هو انعكاس حقيقي لحالة التهاوي والبؤس التي وصلت إليها الطبقة السياسية. طبقة من الطارئين الذين صنعهم المال الأسود، وأوصلتهم قوى نافذة تسعى لتشكيل المشهد بما يخدم مصالحها، بعيدًا عن مصلحة #الوطن والمواطن. هؤلاء الذين تحولوا إلى “كبار البلد” بفعل الدعم المشبوه، أصبحوا رموزًا للفساد وضيق الأفق السياسي، وفرسانًا لعصر يفتقد للرؤية والمسؤولية.
إن فقدان المجلس لهيبته لا يعني فقط فشلًا في أداء الدور التشريعي والرقابي الذي يُفترض أن يقوم به، بل هو انعكاس لفقدان جزء من الثقة التي تربط #الشعب بمؤسساته. المجلس الذي يجب أن يكون الحصن المدافع عن حقوق الشعب ومطالبه، أصبح اليوم عنوانًا للتهاوي، وصورة قاتمة للواقع السياسي الذي يتطلب إصلاحًا جذريًا.
يا عيب الشوم على هذا المشهد الذي يُفترض أن يكون نموذجًا للنزاهة والكفاءة، فإذا به يتحول إلى مسرح للمصالح الضيقة والاستعراضات الفارغة. هذا هو التحدي الحقيقي الذي يواجهنا اليوم؛ أن نستعيد الثقة، ونبني مؤسسة تشريعية تليق بالأردن وشعبه.