أجرت الصين مناورات عسكرية مشتركة، هذا الأسبوع، مع روسيا وإيران في خليج عمان، وهو ممر مائي مهم بالقرب من مدخل الخليج العربي. 

وشاركت في المناورة، التي استمرت خمسة أيام، تحت عنوان «حزام الأمن البحري 2024»، قوات بحرية وجوية، بهدف أساسي هو تعزيز أمن الأنشطة الاقتصادية البحرية، وفقًا لوزارة الدفاع الروسية.

 

وربما تم التخطيط لهذه التدريبات قبل فترة طويلة من الحرب الحالية بين إسرائيل وحماس، لكن آثارها ورسالتها إلى اللاعبين الإقليميين والغرب مهمة للغاية، كما يقول المحللون، وشارك في التمرين أكثر من 20 سفينة وزوارق قتالية وناقلات إسناد ومروحيات بحرية. 

وذكرت وكالة «مهر» للأنباء شبه الرسمية الإيرانية، أن الحرس الثوري الإسلامي الإيراني شارك لأول مرة في التدريبات بسفن حربية جديدة. 

وقال ويندل مينيك، مُتخصص في الأسلحة لإذاعة «صوت أمريكا»، إن هذا يُغير قواعد اللعبة، مُضيفًا: «إيلاء اهتمام وثيق للصواريخ المُضادة للسفن الموجودة على السفن، فالبحرية الأمريكية لديها مشكلة حقيقية مع هذه الأنواع من الصواريخ». 

وقال «مينيك»: «هذا يعطي البحرية الأمريكية سيناريو كابوسًا يتمثل في التشبع بنواقل هجوم متعددة الاتجاهات لا يمكنها هزيمتها بشكل جماعي». 

وقال الأميرال محمد نوذري، قائد الحرس الثوري الإيراني في القاعدة الإيرانية في تشابهار على خليج عمان، لوكالة «مهر» للأنباء، إن الأهداف الرئيسية للتدريبات هي تعزيز الأمن الإقليمي وتعزيز التعاون بين الصين وروسيا وإيران وحماية السلام العالمي والأمن البحري. 

ويقول المحللون، إن الأهداف الصينية والروسية والإيرانية تتجاوز بكثير المزاعم المعلنة للقائد البحري الأعلى للحرس الثوري الإيراني. 

وقال مئير جافيدانفار، الذي يدرس الدراسات الأمنية الإيرانية في جامعة رايخمان في هرتسليا بإسرائيل: «يستخدم الصينيون والروس هذه الممارسة كمجموعة متنوعة من الأدوات المتاحة لهم لإظهار وجودهم والضغط على الغرب». 

وقال «جافيدانفار» في مقابلة مع إذاعة «صوت أمريكا»: «يقول الصينيون إن هذه التدريبات طبيعية ولا علاقة لها بما يحدث في الشرق الأوسط، ومع ذلك، فإن حقيقة أن هذه التدريبات تجري على خلفية وجود بحري أمريكي وغربي غير مسبوق في الشرق الأوسط، تظهر أن التنافس بين الجبهة الصينية-الروسية-الإيرانية ضد الجبهة الغربية يتصاعد الآن، وأن الشرق الأوسط وتلعب المياه الشرقية دورًا مهمًا في هذا التنافس». 

ويكتسب التنافس أهمية متزايدة عند مقارنته بالارتفاع الأخير في المشاركة الصينية في التدريبات الإقليمية. 

وفي نوفمبر، تعاونت الصين مع باكستان في التدريبات البحرية المشتركة «حارس البحر 3» في بحر العرب. لقد كان هذا أكبر مناورة مشتركة لبحرية جيش التحرير الشعبي «PLAN» والبحرية الباكستانية حتى الآن وتضمنت مرحلتين برية وبحرية. 

وتتمركز السفن الحربية الصينية في قاعدة بحرية في جيبوتي بالقرب من مياه البحر الأحمر حيث أعلن الحوثيون المدعومون من إيران تضامنهم مع الفلسطينيين في الصراع بين إسرائيل وحماس، ومنذ العام الماضي أطلقوا مرارا طائرات مسيرة وصواريخ على السفن، ولم تدين الصين الهجمات علنًا. 

وقال «جافيدانفار»، إنه إذا أرادت الصين حقًا أن يوقف الحوثيون هذه الهجمات ضد السفن الغربية، فيمكنهم الضغط على الإيرانيين وسوف يستمع الإيرانيون، لكنهم لا يفعلون ذلك لأنهم يريدون الضغط على الاقتصادات الغربية وإظهار أن لديهم نفوذًا في المنطقة. 

وأضاف «جافيدانفار»: «التدريبات تلعب دورًا في الاستراتيجية الأكبر التي تقودها الصين وروسيا وإيران». 

وقالت صوفي كوبزانتسيف، المحللة الروسية وزميلة الأبحاث في معهد مسغاف في القدس، إن تدريبات خليج عمان هي في جزء منها استراتيجية ورسالة في جزء آخر. 

وأضافت لإذاعة «صوت أمريكا»: «منذ البداية - الحرب بين روسيا وأوكرانيا - كان هدف روسيا هو إنشاء نظام عالمي جديد تحصل فيه على دور أو مكان كقوة عالمية عظمى، جزء من هذا المفهوم للنظام العالمي الجديد هو خلق توازن عسكري جزئيًا في مواجهة الغرب، وتخدم التدريبات روسيا - وإيران والصين - في خلق الصورة والرسالة إلى الغرب بأن هناك عدوًا استراتيجيًا مضادًا». 

وتقود الوحدة الروسية الطراد الصاروخي «فارياج» من أسطولها في المحيط الهادئ، بحسب وزارة الدفاع الروسية، وعمل ممثلون بحريون من باكستان وكازاخستان وأذربيجان وعمان والهند وجنوب أفريقيا كمراقبين خلال التدريبات. 

وتأتي هذه التدريبات بعد أسبوع واحد فقط من مناورات الرد الشمالي التي أجراها حلف شمال الأطلسي، وهي التدريبات الأكثر توسعًا للناتو منذ انتهاء الحرب الباردة في عام 1991، وتضمنت عملية الرد الشمالي المشاركة العسكرية لأحدث الدول الأعضاء في الناتو، السويد وفنلندا. 

منذ عام 2019، شهد خليج عمان سلسلة من عمليات الاستيلاء على السفن والهجمات التي ألقت الولايات المتحدة باللوم فيها على إيران، على الرغم من نفي طهران أي تورط لها. 

وأضافت «كوبزانتسيف»: «إننا نرى في الواقع نوعًا من تشكيل العالم يذكرنا بالحرب الباردة وأن هناك صراعًا جديدًا بين القوى العظمى في هذا العالم، الغرب ضد روسيا والصين وإيران». 

ويُعد الحزام الأمني البحري 2024 هو التدريب العسكري المشترك الرابع بين الصين وروسيا وإيران منذ عام 2019. 

 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الخليج العربي روسيا خليج عمان هذه التدریبات روسیا وإیران خلیج عمان

إقرأ أيضاً:

“10 أضعاف حجم البنتاغون”.. الصين تبني أكبر مركز قيادة عسكري في العالم

يمانيون/ منوعات كشفت صحيفة “فايننشال تايمز” نقلاً عن مسؤولين أمريكيين حاليين وسابقين، بأنّ الجيش الصيني يبني مجمّعاً ضخماً غربَ بكين، تعتقد الاستخبارات الأمريكية أنه سيستخدم كمركز قيادة في زمن الحرب وهو أكبر بكثير من البنتاغون.

وأظهرت صور الأقمار الصناعية التي حصلت عليها صحيفة “فايننشال تايمز”، والتي تفحصها الاستخبارات الأمريكية موقع بناء مساحته 1500 فدان، تقريباً على بعد 30 كيلومتراً جنوب غرب بكين، مع ثقوب عميقة يقدّر خبراء عسكريون أنها ستضمّ مخابئ كبيرة ومحصّنة لحماية القادة العسكريين الصينيين، خلال أيّ صراع، بما في ذلك خلال أيّ حرب نووية محتملة.

وقال العديد من المسؤولين الأمريكيين: إن مجتمع الاستخبارات يراقب عن كثب الموقع الذي سيكون أكبر مركز قيادة عسكري في العالم، وحجمه عشرة أضعاف حجم البنتاغون على الأقل.

وبناء على تقييم لصور الأقمار الصناعية التي حصلت عليها الصحيفة بدأ البناء الرئيسي في منتصف عام 2024، وقال ثلاثة أشخاص مطلعون على الوضع: إن بعض محللي الاستخبارات أطلقوا على المشروع اسم “مدينة بكين العسكرية”.

ويأتي بناء القاعدة الجديدة في الوقت الذي يطوّر فيه الجيش الصيني، أسلحة ومشاريع جديدة قبل الذكرى المئوية للقوة في عام 2027، وتزعم الاستخبارات الأمريكية أنّ الرئيس شي جين بينغ “أمر الجيش أيضاً بتطوير القدرة على مهاجمة تايوان بحلول ذلك الوقت”.

كما يعمل جيش التحرير الشعبي على توسيع ترسانته من الأسلحة النووية بسرعة، ويعمل على دمج فروعه المختلفة بشكل أفضل.

وقال دينيس وايلدر، رئيس قسم تحليل الصين السابق في وكالة المخابرات المركزية: “إذا تمّ تأكيد ذلك، فإنّ هذا المخبأ القياديّ الجديد المتقدّم تحت الأرض للقيادة العسكرية، بمن في ذلك الرئيس شي، بصفته رئيساً للجنة العسكرية المركزية، يشير إلى نيّة بكين بناء ليس فقط قوة تقليدية من الطراز العالمي، ولكن أيضاً قدرة متقدّمة على الحرب النووية”.

وفي بيان لها، أكّدت السفارة الصينية في واشنطن أنها “ليست على علم بالتفاصيل” لكنها أكدت أنّ الصين “ملتزمة بمسار التنمية السلمية والسياسة ذات الطبيعة الدفاعية”.

مقالات مشابهة

  • هجوم ترامب التجاري على الصين لم يبلغ الى الآن مستويات خطيرة
  • بعد زيارة وزير خارجية أمريكا.. بنما لن تجدد اتفاق الحزام والطريق مع الصين
  • اجتماع مع ممثلي 23 شركة رائدة في المجال لطمأنة الخطوط الملاحية للعودة إلى المرور عبر قناة السويس.. ربيع: انخفاض الإيرادات بنسبة 62% منذ مطلع عام 2024.. 6000 سفينة عبرت رأس الرجاء الصالح منذ نوفمبر
  • زيلينسكي ينتقد تصريحات ترامب بشأن المحادثات مع روسيا
  • قيادي في حزب الله : دور اليمن كان رائداً وقيادياً في إسناد فلسطين ولبنان
  • روسيا تقترب من مدينة بوكروفسك الاستراتيجية شرقي أوكرانيا
  • القيادة المركزية الأمريكية: هجمات “الحوثيين” البحرية كانت منسقة ومعقّدة ومتطورة
  • تقرير أمريكي: تكتيكات الحرب في البحر الأحمر ستفيد واشنطن في صراع محتمل مع الصين (ترجمة خاصة)
  • أوكرانيا تعلن تدمير منشأة عسكرية في روسيا
  • “10 أضعاف حجم البنتاغون”.. الصين تبني أكبر مركز قيادة عسكري في العالم