تُعرف الكوابيس والرعب الليلي بأنهما ظاهرتها تحدثان أثناء النوم ويمكن أن تكون كلتاهما شديدة الإزعاج بشكل كبير للبعض.

لكن هناك علامات مميزة لكليهما كما تختلف أسباب حدوثهما خاصة وأنه على عكس بعض المشاكل الأخرى في النوم، فإن التعامل مع الكوابيس والرعب الليلي مسألة ليست سهلة.

الكوابيس

في أواخر القرن الثامن عشر، تم تعريف الكابوس على أنه "مرض عندما يظن الشخص أثناء نومه أن هناك ثقلا كبيرا يقع عليه"، وهو التعريف الذي وضعه ناثان بيلي لأول مرة في عام 1721.

وعلى الرغم من أن هذا التعريف لا يظهر كثيرا اليوم، إلا أن الكوابيس لا تزال تعتبر أحلاما مخيفة تؤدي إلى مشاعر متنوعة من الرعب أو الخوف أو الضيق أو القلق.

وتشير دراسة نشرتها جامعة هارفارد إلى أن الكوابيس هي أحلام تسبب استجابة عاطفية قوية ولكن غير سارة. ويمكن أن تمثل الكوابيس مشكلة حقيقية لدى بعض الأشخاص خاصة وأن الكوابيس تعد أكثر شيوعا عند الأطفال، خاصة أولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 3 و 6 سنوات بحسب ما قالت الدكتورة ديردري باريت، المتخصصة بعلم النفس السريري في HMS في جامعة هارفارد وفق ما نشر موقع "توم غايد".

ويقول الخبراء إن الكوابيس تميل للحدوث أثناء فترة النوم عندما تطول فترات حركة العين السريعة والتي تحدث عادة في منتصف الطريق خلال النوم. وبينما نستعد للاستيقاظ، تبدأ الذكريات في التكامل وتجمع المشاهد. ولأننا نميل إلى الحلم في مرحلة النوم والاستيقاظ، فإننا نتذكر الصور التي نتخيلها أثناء الحلم، بما في ذلك الصور الحية والمرعبة غالبا التي يتم إنتاجها أثناء الكوابيس.

الذعر الليلي

لكن الذعر أو الهلع الليلي أمر مختلف. يقول الخبير في النوم الدكتور نيل ستانلي إنه "أثناء الرعب الليلي، يمكن أن يبدو النائم منزعجا أو خائفا ويمكن أن يظهر حركات تزيد من الانطباع بأنه مرعوب من شيء ما، ولكن على عكس الكابوس، إذا استيقظ النائم فلن يتذكر ما حدث أثناء الرعب الليلي"، بحسب ما قال خلال مؤتمر "أسبوع التوعية بالنوم لعام 2024".

ومن السمات الشائعة الأخرى للرعب الليلي هو أن النائم يبدو مدركا لما يحدث، على الرغم من كونه في نوم عميق يصعب الاستيقاظ منه. "على الرغم من أن الناس في كثير من الأحيان لا يتذكرون حدوث الرعب الليلي، إلا أن الناس يمكن أن يبدووا وكأنهم مستيقظين أثناء الرعب الليلي"، بحسب ما يقول الدكتور الدكتور مايكل غراديسار الخبير في علوم النوم خلال المؤتمر.

ويضيف غراديسار أن "الذعر الليلي ليس أحلاما من الناحية الفنية، ولكنه ردود فعل مفاجئة تحدث بسبب الخوف أثناء التحولات من مرحلة نوم إلى أخرى. وتحدث عادة بعد ساعتين إلى ثلاث ساعات من بدء النوم".

ويضيف أن الرعب الليلي غالبا ما يتسبب في قيام الأطفال بالركل والصراخ والضرب، ولكن نظرا لأن الرعب الليلي لا يحدث أثناء نوم حركة العين السريعة، فإن معظم الأطفال لا يتذكرونه.

لماذا تحدث الكوابيس؟

وبحسب موقع مستشفى "مايو كلينيك" فإن من المرجح أن يراودك كابوس في النصف الثاني من ليلتك. قد تراود الكوابيس المرء منا بشكل نادر أو بوتيرة متكررة، أو حتى عدة مرات في الليلة الواحدة. وغالبا ما يكون الكابوس للحظات قصيرة، ولكنه يتسبب في إيقاظك من النوم، مع احتمال مواجهة صعوبة في العودة إلى النوم.
ممثل يرتدي زي فريدي كروجر، الشخصية الرئيسية في سلسلة أفلام "Nightmare"، خلال مهرجان الهالوين في منطقة كونيغشتاين.ممثل يرتدي زي فريدي كروجر، الشخصية الرئيسية في سلسلة أفلام "Nightmare"، خلال مهرجان الهالوين في منطقة كونيغشتاين.

وتحدث الكوابيس بسبب عدة عوامل، من بينها:

التوتُّر أو القلق: حيث تتسبب ضغوط الحياة اليومية أو وجود مشكلة مؤرقة أو تغير كبير في حياة الشخص في حدوث الكوابيس.

الإصابة الجسدية: تحدث الكوابيس أيضا لدى من يتعرض لحادث قوي أو اعتداء جسدي أو جنسي كما تشيع الكوابيس لدى من يعانون من "كرب ما بعد الصدمة".

قراءة قصص الرعب ومشاهدة الأفلام المخيفة: قد تؤدي قراءة بعض قصص الرعب والأشباح والشياطين أو مشاهدة أفلام الرعب المفزعة، وخصوصا قبل النوم، إلى رؤية بعض الأشخاص لكوابيس.

كما توجد أسباب أخرى منها تناول بعض أنواع الأدوية وإدمان الكحول والمخدرات أو الامتناع عن تعاطيها، كما قد تحدث الكوابيس بسبب الإصابة ببعض الحالات المرضية مثل أمراض القلب أو السرطانات.

ما الحل؟

ينصح علماء طب النوم بممارسة بعض التمارين للتخلص من التوتر المسبب للكوابيس مثل التأمل الذي ينصح الخبراء أن يتم في هذه الحالة تحت إشراف معالج مدرب.

أما بالنسبة للرعب الليلي فلا يوجد الكثير مما يمكن عمله للتقليل منه. يقول الدكتور مارك ألويا أستاذ العلوم السلوكية وخبير النوم إنه إذا كان الشخص يعاني من الرعب الليلي، فقد يكون ذلك مرتبطا بالتعب الشديد، لذا يجب إعطاء الأولوية للحصول على قسط كافٍ من النوم، كما ينصح "بمراقبة النائم للتأكد من عدم تعرضه لأي ضرر، دون محاولة إيقاظه مهما بدا عليه الضيق ومهما كان الأمر مؤلما بالنسبة لك".

المصدر: أخبارنا

إقرأ أيضاً:

6 ساعات من الرعب داخل بئر.. «وليد» يواجه الموت لإنقاذ حياة كلب ضال (صور)

بينما يتصفح «وليد» حسابه على السوشيال ميديا بشكل عشوائي، مر أمامه ذلك الـ«بوست» الذي لم يتجاهله، استغاثة لإنقاذ كلب عالق في بئر عمقها 20 مترا، وبدون تفكير هرول إلى مكان الحادث القريب منه ليخوض مغامرةً استمرت 6 ساعات كاملة، كاد أن يفقد حياته فيها من أجل إنقاذ ذلك الحيوان المسكين، مجسدً أسمى معاني ودرجات الإنسانية.

الحكاية بدأت أحد كلاب الشوارع، الذي سقط في بئر عميقة، ظل فيها طوال 48 ساعة كاملة دون طعام أو شراب، متعلقًا بسيخ حديدي تشبث به بغريزة البقاء كأمل أخير ينقذه من الموت، مطلقًا نباحًا متكررًا مصحوبًا بأنين لا يكف، مستغيثًا من أجل إنقاذه من ذلك المصير المرعب.

بات صوت نباحه مسموعًا لأهالي حلوان، ليلتف حول البئر نحو 500 شخص، باءت جميع محاولاتهم لإنقاذه بالفشل، ليكون أملهم كتابة «بوست» على السوشيال ميديا يطلبون فيه تطوع أحد لإنقاذه، والذي رآه وليد محروس ابن حلوان صاحب الـ44 عامًا.

محاولة استمرت 6 ساعات متواصلة

لحسن الحظ كان وليد لا يبعده عن البئر سوى ربع ساعة، فلم يتردد في الذهاب في محاولة لإنقاذه، وفي تمام الـ8 مساءً وصل إلى هناك، ليجد الوضع في غاية الصعوبة، خاصة بعد فشل كل المحاولات لإنقاذ الكلب: «رحت لقيت الوضع صعب جدًا، خاصة بعد فشل محاولات الأهالي، هو وقع في بئر على عمق أكتر من 20 متر والمياه كلها مغطياه كانت رأسه بس ظاهرة وبيتنفس بالعافية» بحسب ما رواه وليد خلال حديثه لـ«الوطن».

تحذيرات عدة أطلقها أهالي حلوان في وجه «وليد» لمجرد تفكيره في النزول إلى البئر لإنقاذ الكلب، لكون الأمر محفوفًا بالصعاب ويعرض حياته إلى الخطر، إلا أن ذلك لم يزده سوى إصرارًا على تنفيذ رغبته: «العمق مكانش هين وكمان ده كان بئر صرف صحي، وفيه غازات تحت ممكن تموتني، بس أنا اتشجعت وقولت هلبس كمامة وانزل، لكن أي حركة مني غلط تحت  فيها مشكلة كبيرة على حياتي وحياة الكلب».

بات تفكير صاحب الـ44 عامًا، منصبًا على أمر واحد هو كيفية النزول إلى قاع البئر، ليتطرق إلى ذهنه فكرة صعبة التنفيذ كانت هي الأمل الوحيد لإنقاذ الكلب قبل فوات الأوان، ليقرر«وليد» تأجير ونش ليثبت به برميلا يمكنه الجلوس بداخله، لينزل إلى قاع البئر مرتديًا كمامته، خائفًا من فشل المحاولة، إلا أن إيمانه الكبير كان كفيلًا لإتمام محاولته: «فعلا  قعدت في البرميل وبدأ الونش ينزلني لتحت، وطبعا تحت مفيش أنوار، هنا فضل الأهالي ماسكين الكشافات بتاعتهم وبينوروا ليًا، لحد ما شوفت رأس الكلب وحاولت أني اطلعه وارفع جسمه، لكن الصعب كان إنه يختل وزننا إحنا الإتنين».

بصوت مليء بلذة الانتصار، أكمل «وليد» سرد قصة مغامرته التي استمرت ما يزيد عن 6 ساعات، من الـ8 مساءً وحتى الـ1 صباحًا، ليتمكن أخيرًا من إنقاذ الكلب الذي بات هزيلاً غير قادر على الحركة، وحرارته تكاد تكون منعدمة: «طلعت الكلب من البئر وده ماخدش 10 دقائق، والكلب كانت حالته صعبة جدًا، وبعد ما طلع تم إيداعه في إحدى مؤسسات الرفق بالحيوان لتقديم الرعاية الصحية له و أكل وشرب والحمد لله دلوقتي هو حالته أحسن».

مقالات مشابهة

  • كاساس يوضح أسباب استدعاء أمين الحموي بدلاً من منتظر ماجد
  • "الكوربيه " تكشف أسباب أفضلية المستثمر الاستراتيجي على الأموال الساخنة
  • تونس.. بدء التصويت بالانتخابات الرئاسية في الخارج
  • 3 أسباب وراء الشعور بتنميل اليدين عند الاستيقاظ.. ابتعد عن هذه الأخطاء
  • 6 ساعات من الرعب داخل بئر.. «وليد» يواجه الموت لإنقاذ حياة كلب ضال (صور)
  • رؤية عُمان 2040 تشيد بالتطور النوعي للنظام الصحي والبيئة الجاذبة للاستثمار
  • جوارديولا يتحدث عن مستقبله مع مانشستر سيتي ومواجهة فولهام وموقف دي بروين
  • «مستقبل وطن» يناقش رؤية الحكومة والجهود المبذولة من الدولة تجاه المواطنين
  • التحالف الإسلامي ينظم ندوة بعنوان “رؤية استشرافية لمحاربة الإرهاب من خلال التقنيات الرقمية”
  • تحذير جديد لمدمني السهر.. التلوث الضوئي الليلي قد يزيد من مخاطر الإصابة بالزهايمر