شريف سلامة: دوري في «كامل العدد+1» يشبهني.. و«المتحدة» طورت الدراما
تاريخ النشر: 19th, March 2024 GMT
يتقن اختيار أدواره، ويعشق الغوص فى الشخصيات الاجتماعية، وخلال الفترة الماضية اعتذر عن عدم خوض الكثير من الأعمال الفنية بالسينما والدراما، لإيمانه بأن «الفن مسئولية»، يشارك الفنان شريف سلامة فى موسم دراما رمضان من خلال شخصية «أحمد»، التى يجسّدها فى مسلسل «كامل العدد+1»، بعد التفاعل الكبير الذى حقّقه الجزء الأول العام الماضى، واستطاع حينها لفت الأنظار إلى قضية مهمة اجتماعية.
يكشف «سلامة»، خلال حواره مع «الوطن»، عن كواليس الجزء الثانى من «كامل العدد+1» وعمله مع الفنانة دينا الشربينى، وكذلك شعوره فى مشهد وقوفه أمام قبر الفنان الراحل مصطفى درويش، وما الذى يطمح لتقديمه خلال الفترة المقبلة، وفيلمه الجديد مع الفنان محمد رمضان، الذى يقدم خلاله شخصية ستكون مفاجأة للجمهور وإضافة إلى تاريخه الفنى، وإلى نص الحوار.
فى البداية حدّثنا عن ردود فعل الجمهور على الجزء الثانى من «كامل العدد+1».
- كنت أشعر بأن العمل سيُحقق نجاحاً كبيراً، مثلما حدث بالجزء الأول، ولكن بعد عرض الحلقات الأولى وجدت أن ردود الفعل فاقت كل توقعاتى، ووجدت تفاعلاً كبيراً مع أحداث العمل، لذلك سعيد بكل تعليقات الجمهور، سواء الناس فى الشارع أو عبر مواقع التواصل الاجتماعى، وأتمنى تقديم أعمال تسعدهم وتنال إعجابهم.
لماذا اخترت شخصية أحمد مختار التى تجسّدها بالمسلسل؟
- أحب أحمد مختار، لأنه شخصية عائلية مثلى بالضبط، ورجل واضح وصريح ولذيذ، ويحب المزاح فى أغلب الأوقات، ودائماً يسعى لحل مشكلاته بكل بساطة، وأشعر بأنه مشابه لشخصيتى.
هل شعرت بالقلق إزاء تقديم جزء ثانٍ من العمل؟
- لم أشعر بقلق تجاه الجزء الثانى من المسلسل، وعندما عرض علىّ الأمر وافقت على الفور، لأنى أحب المسلسل وجميع أبطاله وصناعه، وأشعر داخل الكواليس بحالة من السعادة، وفكرة الجزء الثانى جاءت بعد طلب الجمهور، بالإضافة إلى أننا وجدنا أحداث العمل يمكن أن تمتد لجزء آخر، كما أن نجاح الجزء الأول جعل الجميع فى حالة من الحماس والرغبة لتقديم نسخة جديدة.
ماذا عن مفاجآت الحلقات المقبلة من «كامل العدد+1».
- جميع حلقات الجزء الثانى من العمل تحمل الكثير من المفاجآت، كما توجد دراما متصاعدة بالأحداث، ومفارقات جديدة جعلتنى فى حالة من السعادة، بالإضافة إلى تطور جميع الشخصيات بشكل متوقع.
حدّثنا عن كواليس الجزء الثانى من «كامل العدد+1».
- كواليس «كامل العدد+1» ممتعة للغاية، كما أشعر داخل التصوير بأننا عائلة واحدة، حتى الأطفال يشعرون بأنهم داخل بيوتهم، وهذا الأمر بفضل المخرج خالد الحلفاوى، لأنه كان بسيطاً مع الأطفال حتى يشعروا بأنه صديقهم، وهذا جعل الأولاد فى حالة ارتياح شديد، لذلك لم يشعر الجمهور بأنهم يمثّلون، وتفاعل مع الدراما الاجتماعية التى يقدّمها المسلسل.
هل حرصت على إضافة تعديلات على السيناريو؟
- لا، والفضل فى ذلك يعود إلى رنا أبوالريش ويسر طاهر، لأنهما تملكان خبرات كثيرة مع مشكلات الأطفال، وعندما كنت أقرأ السيناريو أقول لهما هذه الأمور تحدث لى فى حياتى الشخصية، والمؤلفتان تعبتا فى فكرة العمل وكتابتها، وأرى أن مسلسل «كامل العدد+1» من الأعمال المحترمة ويناسب كل أفراد الأسرة.
هل قصدتم تسمية المولود الجديد «عمر» على اسم شخصية الفنان الراحل مصطفى درويش؟
- بالطبع، لأننا افتقدنا مصطفى درويش فى هذا الجزء، فقرّرنا جميعنا أن نُخلّد ذكراه، عن طريق تسمية المولود الجديد الثامن لعائلة «مختار وليلى» على اسم شخصية «درويش» فى الجزء الأول، الذى كان يجسّد شخصية «عمر»، طليق دينا الشربينى.
حدّثنا عن كواليس مشهد الوقوف أمام قبر مصطفى درويش «عمر» فى «كامل العدد+1».
- مشهد وقوفى أمام قبر «عمر» كان صعباً للغاية ومؤلماً، وأعتبره من أصعب المشاهد التى قدمتها فى العمل بجزأيه، لأننى تذكرت الكثير من المواقف التى جمعتنى به، وكذلك حديثنا بعد نجاح الجزء الأول، وبالطبع غيابه مأثر فيّا بدرجة لا توصف، وأتمنى من كل الجمهور الدعاء له بالرحمة والمغفرة، لأنه كان «إنسان طيب وجدع».
وماذا عن سر الكيمياء بينك وبين الفنانة دينا الشربينى؟
- دينا الشربينى ممثلة جيدة، والتعاون معها أكثر من رائع، واكتشفنا الكيمياء التى تجمعنا منذ أول مشهد بيننا فى الجزء الأول، وساعد فى هذا أكثر المخرج خالد الحلفاوى، وأنا أحترمها على المستوى الفنى، وتجمعنى بها علاقة صداقة قوية، وتلك الكيمياء التى بيننا أسهمت فى نجاح العمل، لأن الجمهور شعر بأننا أشخاص حقيقيون.
حدّثنا عن تعاونك مع المخرج خالد الحلفاوى.
- أعتبر خالد الحلفاوى واحداً من أهم المخرجين الموجودين فى الوقت الحالى، ودائماً أقول إنه سبب نجاح مسلسل «كامل العدد+1»، لأنه اختار فريق العمل بجودة عالية، خصوصاً الأطفال، واستطاع أن يجعل أسرة المسلسل كلها عائلة واحدة، وهذا ما انعكس أمام الشاشة للجمهور، لذلك أعتبره سراً من أسرار نجاح هذا العمل.
هل يمكن أن نرى جزءاً ثالثاً من «كامل العدد+1»؟
- فكرة العمل يمكن أن تمتد إلى جزء ثالث ورابع أيضاً، ولكن كل هذا سيتوقف على ردود فعل الجمهور حول باقى الحلقات، لأنه بعد انتهاء الجزء الأول، المشاهدون هم من طلبوا إنتاج جزء جديد.
هل تتعامل مع ابنتك مثل «فريدة» فى المسلسل؟
- بالتأكيد ولكن بطريقة مختلفة، وأرى دائماً أن دور الأب هو أن يصاحب أولاده ويقوم بمساعدتهم فى قراراتهم، ويكون داعماً لهم فى كل خطواتهم.
ما رأيك فى عرض الجزء الثانى على شاشة قناة «ON»؟
- عرض الجزء الثانى من «كامل العدد+1» على شاشة «ON»، إحدى قنوات الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، أسعدنى كثيراً، لأن الجمهور حتى الآن يجتمع حول شاشة التلفاز ويشاهد جميع الأعمال الفنية.
تقدم «المتحدة» موسماً متنوعاً فى رمضان.. كيف ترى دورها فى النهوض بالدراما؟
- «المتحدة» لها دور كبير فى تطوير شكل الدراما المصرية، خلال الأعوام القليلة الماضية، واستطاعت أن تقدم للجمهور فى مصر والوطن العربى أنواعاً جديدة للدراما التليفزيونية، وكل عام تفاجئ المشاهدين بأعمال منفّذة بجودة عالية، وتعاونت معها خلال الأشهر القليلة الماضية فى مسلسل «العودة»، الذى حقّق نجاحاً كبيراً.
ما رأيك فى السباق الرمضانى هذا العام؟
- أرى أن موسم دراما رمضان الحالى متنوع وغنى بالأعمال الدرامية الجيدة، إذ يوجد الكثير من المسلسلات الكوميدية، وكذلك الاجتماعية والتاريخية، وأتمنى للجميع وكل زملائى التوفيق والنجاح.
هل تشغلك فكرة المنافسة فى السباق الرمضانى؟
- لا تشغلنى المنافسة، خاصة أننى أبذل كل طاقتى فى العمل من أجل تقديم فن يليق بالجمهور، الذى يكون هو الحكم فى النهاية، لأن العمل الجيد الذى يُبذل خلاله جهد كبير، بالتأكيد سينال إعجاب الجمهور مهما كان توقيت عرضه، لذلك أتمنى أن الجزء الثانى يحقّق ردود فعل جيدة، لأننا بذلنا طاقة وجهداً جباراً فى التصوير.
يوجد مقارنة بين «كامل العدد+1» و«إمبراطورية ميم».. كيف ترى ذلك؟
- «كامل العدد+1» مختلف عن «إمبراطورية ميم» للفنان خالد النبوى، ويوجد بينهما اختلاف كبير على مستوى الحبكة الدرامية وكذلك الأحداث، وأتمنى كل النجاح والتوفيق لـ«إمبراطورية ميم» وللرائع خالد النبوى، الذى أحبه على المستوى الفنى والشخصى.
هل يعيد «كامل العدد+1» فيلم «عالم عيال»، الذى قدم قبل 40 عاماً؟
- أحب هذا الفيلم وأشاهده باستمرار، إذ قدّمه فنانون عظماء وهم رشدى أباظة وسمير صبرى وسميرة أحمد، ولكن التفاصيل فى العملين مختلفة، نحن أخذنا الفكرة، ولكن الأحداث والعصر الذى يدور به المسلسل مختلف.
ما رأيك فى تقديم «كامل العدد+1» فى 15 حلقة؟
- بالنسبة لى أعجبتنى فكرة تقديم المسلسل فى 15 حلقة، لأنه أفضل بكثير من مسلسلات الـ30 حلقة، وقديماً كانت الأعمال بين 12 و14، وكانت تحقّق نجاحاً كبيراً، وهذا يمنع المط والإطالة، ويتم التركيز على القصة الرئيسية، ليتابعها الجمهور بشكل جيد.
وما رسالة العمل التى تحب توصيلها إلى الجمهور؟
- «كامل العدد+1» تدور أحداثه فى إطار من الدراما والمشاعر والرومانسية والكوميديا، إذ يناقش المشكلات التى تواجه الرجل والمرأة بعد الطلاق، وتأثيرها على الأطفال، ولم أرَ أعمالاً فنية تناقش هذه الزاوية سوى القليل.
وماذا عن تعاونك مع الفنانة إسعاد يونس؟
- سعيد للغاية لمشاركة الفنانة الكبيرة إسعاد يونس فى «كامل العدد+1»، لأنها شخصية حقيقية لديها كاريزما وحضور طاغٍ وتتمتع بوعى كبير، وشرف كبير لنا وقيمة عظيمة الوقوف أمامها، حتى إن برنامجها «صاحبة السعادة» يتحدث عن البيت والعائلة من واقعنا، ووجودها فى «كامل العدد+1» أحد أهم أسباب نجاحه.
ما رأيك فى عودة الدراما الاجتماعية إلى الساحة مرة أخرى؟
- هذا أمر مطلوب، وجزء من دورنا أن نعرض المشكلات ونحلها، إذا لم نستطع حلها، فلا بد من تسليط الضوء على قضايا وأمور مهمة فى حياتنا، فهذا هو دور الفن، أن نوعى الناس ونجعلهم يفكرون، «الفنان مثل الطبيب النفسى اللى بيشاور على المشكلة ويقول لك شوف الحل فين»، هناك تأثير مهم للفنان على الصعيد الاجتماعى والتربوى فى بعض الأحيان، وأعتقد أننا قدّمنا ذلك فى «كامل العدد+1»، ومن خلال مجموعة الأطفال الذين شاركونا فى العمل وأبهرونى بأدائهم.
وماذا مشروعاتك الفنية الجديدة؟
- أستعد لبدء تصوير فيلم «أسد أسود» مع محمد رمضان، وتحت إدارة المخرج محمد دياب، الذى أعتبره واحداً من أهم المخرجين الشباب فى الوقت الحالى، وتعاونت معه من قبل فى مسلسل «السهام المارقة»، وعلى المستوى الشخصى والمهنى أكن له كل الاحترام والتقدير، فهو صديق عزيز وأعتز بصداقته، إضافة إلى أن قصة العمل مختلفة وحساسة، والفيلم أعتبره واحداً من أهم الأعمال السينمائية، وسيكون إضافة قوية لى ولمحمد رمضان فى تاريخنا الفنى، وأقدم فيه شخصية ستكون مفاجأة كبيرة للجمهور.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: دراما رمضان مسلسلات رمضان الجزء الثانى من دینا الشربینى کامل العدد 1 الجزء الأول مصطفى درویش الکثیر من فى العمل
إقرأ أيضاً:
«السفاحون» يلهمون صناع الدراما عبر العصور.. «ساعته وتاريخه» آخر «مسلسلات الجريمة» في 2024
تنويه: "الأحداث الواردة في هذا العمل من وحي خيال المؤلف، وأي تشابه بينها، وبين الواقع فهو من قبيل الصدفة"، تنويه آخر: "الأحداث تستند إلى وقائع حقيقية، مع إضافة شخصيات، وأحداث خيالية اقتضتها الضرورة الدرامية"، عبارات نطالعها في بدايات تترات أعمال فنية سواء أفلامًا، أو مسلسلات، يكتبها صناع العمل، لتحقيق أهداف مختلفة، سواء الحماية من المسؤوليات القانونية، أو الهرب من ملاحقة الورثة، أو حتى "كف الأذى" عن أصحاب القصص الحقيقيين، وبمجرد كتابة "أكلاشيه التبرئة"، لا يمكن أن يرجع أحد على مؤلفي الدراما، ليظل مصطلح "حرية الإبداع" ثوبًا فضفاضًا يرتديه كل ممسك بقلم، وسط بعثرة النوايا، وإن كان النجاح الجماهيري قد تحقق من قبل في عدة أعمال، أشهرها مسلسل "الراية البيضا" الذي يعرف الجمهور شخصياته الحقيقية، بينما كانت العبارة التي كتبها المؤلف أسامة أنور عكاشة كفيلة بـ"إخراس ألسنة المغرضين"، حين قال: "تم تغيير أسماء الشخصيات ولكن أحداث المسلسل حقيقية حدثت، ولا زالت تحدث"!
ويتابع الجمهور هذه الأيام، عرض مسلسل جديد (من واقع ملفات المحاكم)، بعنوان "ساعته وتاريخه"، مستوحى من كتابَي "يوميات قاضٍ"، و"حكايات قضائية" للمستشار الأديب بهاء المري، رئيس محكمة الجنايات (صاحب مجموعة من الروايات والقصص)، بينما كتب السيناريو والحوار للمسلسل مجموعة من مؤلفي الدراما، في حلقات منفصلة، تدور كل حلقة حول جريمة وقعت بالفعل، وتنتهي كل حلقة بـ"منطوق الحكم على المتهم كما ورد في ملف قضيته"، وبدأ المسلسل بعرض حلقة مثيرة تشابهت أحداثها (إلى حد التطابق) مع قضية فتاة المنصورة "نيرة أشرف" التي ذبحها زميلها في الشارع (يونيو 2022)، وتم الحكم عليه بالإعدام، وتنفيذ الحكم (يونيو 2023)، في حادثة ضجت بها السوشيال ميديا، وبرغم تغيير اسم البطلة، وإضافة شخصيات خيالية (كان بعضها أثرى دراميًّا من شخصية البطلة نفسها)، وبرغم التسطيح الدرامي لشخصية القاتل، على غير العادة، إلا أن الجمهور فهم المغزى، أو على الأقل أدرك الفروق الواضحة بين الواقع ومحاكاته.
وبالتزامن مع عرض "ساعته وتاريخه"، تواترت أخبار تحضير اثنين من المسلسلات المستوحاة من جرائم حقيقية، أولها بعنوان "سفاح التجمع"، يقوم ببطولته الفنان أحمد الفيشاوي، استلهم أحداثه من قضية معروفة إعلاميًا بنفس الاسم، بطلها الحقيقي "كريم" مدرس اللغات المتهم بقتل مجموعة من السيدات، وإلقاء جثثهن في الصحراء، وهي نفس القصة التي تصارع عليها من قبل مجموعة أخرى من صناع الدراما، أما المسلسل الثاني فيحمل اسم "القصة الكاملة"، تم اقتباسه من حكايات اليوتيوبر سامح سند، وهو صانع محتوى على السوشيال ميديا، له قرابة "2.5" مليون متابع لصفحاته عبر "يوتيوب"، و"فيسبوك"، و"تيك توك"، نشر خلالها فيديوهات عن جرائم وقعت في شتى ربوع مصر، بين حوادث قتل، وأحداث غامضة، ومرعبة ارتبطت بالجن والعفاريت، استهوت تلك الحكايات المنتج مجدي الهواري، ليعلن تدشين مشروع ضخم لتنفيذ أكثر من "150" حلقة درامية تدور حول القصص التي سردها "سند" عبر السوشيال ميديا، مع إسناد كتابتها درامياً لنخبة من مؤلفي الدراما المحترفين، قام بعضهم بـ"تشويق الجمهور" باقتراب عرض الحلقات عبر منصات إلكترونية كبرى.
وكان آخر مسلسل مستوحى من قصة حقيقية، عُرض العام الماضي، سفاح الجيزة، فيه أبدع الفنان أحمد فهمي بتجسيد شخصية السفاح "قذافي فراج" الذي قتل صديقه وثلاث سيدات في غضون أعوام (2015ـ2017)، وصدر بحقه حكم الإعدام، في 2021، والطريف أن المسلسل (الذي قام بتغيير أسماء الشخصيات)، بدأ عرضه في أغسطس 2023، بينما كان السفاح الحقيقي يترنح بين أحكام الإعدام، التي رفضت محكمة النقض الطعن عليها في فبراير العام الجاري، ليصبح حكم القصاص نافذاً ونهائياً، وتزامن مع عرض "سفاح الجيزة"، مسلسل "حدث بالفعل"، لمجموعة من النجوم، منهم غادة عبد الرازق، ودينا الشربيني، وشيرين رضا، وآية سماحة، وكان مستوحى من جرائم حقيقية ارتكبها "مرضى نفسيون".
السفاح، أو القاتل المتسلسل، ظلت شخصية ملهمة لصناع الدراما في أحيان كثيرة، حيث سبقت "الجيزة"، و"التجمع" منطقة أخرى هي "المهندسين"، ظهر فيها شاب ثري يدعى أحمد حلمي المسيري، هزت جرائمه الرأي العام في 1991، عقب قتله رجل أعمال وزوجته وخادمته، وصدر بحقه حكم بالإعدام في 1994، واستفزت قصته الفنان خالد الصاوي، ليكتب سيناريو وحوار فيلم "السفاح"، قام ببطولته الفنان هاني سلامة، 2009، وقبلها بنصف قرن، وبالتحديد 1962، استوحى أديب نوبل نجيب محفوظ، قضية سفاح يدعى "محمود أمين سليمان" ارتكب "8" جرائم قتل في خمسينيات القرن الماضي، وانتهت أسطورته بمصرعه في مغارة بجبل حلوان، على أيدي رجال الشرطة، فقام "محفوظ" بتحويلها إلى قصة فيلم "اللص والكلاب" المصنف رقم "15" في قائمة أفضل مائة فيلم في تاريخ السينما المصرية، وجسد خلاله النجم شكري سرحان شخصية المجرم الذي تم تغيير اسمه إلى "سعيد مهران"، والغريب أن نفس النجم، شكري سرحان جسد شخصية شاب تورط في تنفيذ جريمة قتل صاحب "بار"، ضمن أحداث فيلم "إحنا التلامذة"، 1959، وهي قصة حقيقية لأحد الشباب قضى عقوبة السجن "10" سنوات، وخرج ليعمل بالتمثيل وأصبح "كوميدياناً شهيراً"، وعلى مدار جزأين، ظهرت في عامي (2007، و2014) ملحمة فيلم "الجزيرة" للمخرج شريف عرفة، وجسّد خلالها الفنان أحمد السقا شخصية "منصور الحفني" تاجر المخدرات في الصعيد، وللهرب من الربط بينها وبين "امبراطور النخيلة" الذي تم إعدامه في 2006، جاءت جملة "تمويه" حوارية على لسان أحد القيادات الأمنية بالفيلم: "مش عايزين نشوف عزت حنفي تاني"، مثلما أصرّ صناع مسلسل "ابن حلال" للفنان محمد رمضان، لدى عرضه في 2014، أن أحداثه تشابهت بـ"الصدفة"، مع جريمة قتل ابنة المطربة المغربية ليلى غفران، التي هزت الرأي العام في 2008.
أما السفاحة "المرأة"، فكان لها نصيب من استلهام الدراما، بدأت بأشهر سفاحتين في تاريخ مصر، ريا وسكينة، اللتين قتلتا عشرات النساء بالإسكندرية مطلع القرن الماضي، وتم تنفيذ حكم إعدامهما في ديسمبر 1921، هذه القصة ألهمت "بديعة مصابني" لتجسيدها على خشبة المسرح في العام التالي لإعدامهما، ثم عالجتها عشرات الأعمال الفنية بين المسرح والسينما والتليفزيون، وجسدتها العديد من النجمات، آخرهن عبلة كامل وسمية الخشاب، في مسلسل عرض عام 2005، وفي السينما تقمصت نبيلة عبيد (تحت اسم مستعار)، شخصية "ناهد القفاص" التي قتلت زوجها وقطعت جثته بالساطور، في 1989، والتي صدر بحقها حكم بالسجن المؤبد، وعُرض فيلم "المرأة والساطور" في 1997، لينهي المخرج سعيد مرزوق الأحداث بعبارة: "ليس كل قاتل مذنباً، وليس كل قتيل بريئاً".
وعلى مدار سنوات، ألهمت عشرات الجرائم صناع الدراما، لتبقى دعاوى النقاد بـ"الترفق" بالجمهور، وعدم الضغط عليهم سواء بتكرار مشاهد الدم، أو الاستغراق في "التخطيط المتقن للجريمة"، أو تقديم مشاهد "مبتكرة" للقتل، حتى لا تلهب خيال المراهقين، مع تحليل شخصيات المجرمين نفسياً، وتعظيم القيم الإيجابية، وضرورة التركيز على "التطهير" كـ"مصير حتمي لكل من تسول له نفسه ارتكاب الجريمة"، وتبقى الحقوق الإنسانية" مصطلحاً "مائعاً" وسط تساؤلات الجمهور، حول مدى الاقتراب أو الابتعاد عن شخصيات حقيقية من لحم ودم، عاشت بيننا، بل واهتز لضجيجها الرأي العام، وربما اعتلت "قمة التريند" في وقت ما.
اقرأ أيضاًمن ملفات المحاكم المصرية.. مواعيد عرض مسلسل ساعته وتاريخه والقنوات الناقلة
«الدكتور» يسرق بأساليب مبتكرة.. تفاصيل الحلقة 4 من مسلسل «ساعته وتاريخه»