غرائب القضايا.. دفتر الحضور والانصراف يحول مهندس إلى قاتل
تاريخ النشر: 19th, March 2024 GMT
قضايا غريبة وقعت وأثارت الجدل تحول فيها القاتل إلى برئ، والجاني إلى مجني عليه، ألغاز كشفتها التحقيقات، وأزال عنها الستار دفوع المحامين في ساحات القضاء، اليوم السابع يقدم على مدار 30 حلقة خلال شهر رمضان المبارك، أبرز هذه القضايا ووقائعها المُثيرة
"نصابون لكن ظرفاء".. الجزء الأول..
يروى هذه الحلقة المستشار بهاء الدين أبو شقة فى كتابه "أغرب القضايا.
أحداث هذه القضية متعددة الفصول لم تحدث وقائعها كما هو الحال فى القضايا الجنائية دفعة واحدة.. وإنما تعددت فيها المواقف على النحو جعل من كل موقف منها حدثاً مثيراً شكل فى ذاته قضية كاملة.. فالأحداث وإن ربط بينها ووحدها أشخاصها إلا أن أحداثها مغايرة مختلفة الخيال فيها أقرب من الواقع.
ويقول المستشار أبو شقة، كانت بداية لقائى بأحداثها فى بداية الستينيات عندما كنت وكيلاً لنيابة الجيزة الكلية، أجلس فى مكتب رئيس النيابة، والذى كانت له سلطات المحامى العام فى ذلك الوقت، عندما كان زميل لى يعرض قضية قتل اتهم فيها مهندس- يعمل مديراً فى أحد المصانع الكبرى بأحد مراكو الجيزة- بقتل زوجته الشابة.
كانت وقائع الجريمة وأدلتها مثيرة للحيرة، فقد تضمنت حسب عرض زميلى لها أن زوجته عثر عليها مقتولة داخل شقتها الفاخرة فى إحدى العمارات الشاهقة أمام حديقة حيوان الجيزة، حيث فوجئت الخادمة عند عودتها عقب شراء بعض متطلبات المنزل بها غارقة فى دمائها.. وهو ما قررته بالتحقيقات وأنها لا تعلم شيئاً عن الجريمة أو دوافعها أو الجانى، إذ وقعت فى غيبتها، وأضافت أن باب الشقة كان مفتوحاً على غير العادة وأنها صرخت مستغيثة بمجرد رؤيتها هذا المشهد البشع الذى ما كان يخطر لها ببال أو يجول لها بحسبان.
وبانتقال الشرطة فور إبلاغ الجيران بالحادث ومعاينة مسرح الجريمة تبين أنها مصابة بعدة طعنات نافذة إلى صدرها وقلبها، وما أثار الغرابة أنه بتفتيش دولاب ملابسها تبين أن مصوغتها ومجوهراتها لم تمسسها يد، ولم تتعرض للسرقة حتى أساورها الذهبية ودبلة الزواج وخاتم ثمين من الماس كانت فى يدها.. كما أنه لم يتبين أى من سرقة أى من محتويات الشقة، مما رجح أن جريمة القتل لم تكن بقصد السرقة.. وأثار العديد من التساؤلات عن الباعث الحقيقى لارتكابها.
ونشطت التحريات وانتهت إلى صحة ما قررته الخادمة، وأن ما قررته من أقوال هو الحقيقة وأنها ليس لها أى يد فى أحداث الجريمة.. غير أن أصابع الاتهام أشارت إلى الزوج.. وأنه هو الذى دبر جريمته بإحكام، ما عزز هذه التحريات وعضدها وقوى من شأنها، ما أشارت إليه من باعث ودافع لقتلها، إذا كشفت التحريات عن وجود علاقة أثمة وحب قديم كان يربط بينه وبين سيدة أخرى، وأنها تزوجت وعاشت مع زوجها الذى اصطحبها إلى أحد بلاد النفط، فقد تزوجته طمعاً فى ماله، إلا أنه قد توفى مؤخراً، وما إن عادت إلى القاهرة حتى سارعت بالاتصال به إحياءً لعلاقتهما القديمة، وسال لعابه أمام ثرائها وما تكتنزه من أموال ثمناً لهذه الزيجة من ذلك الكهل الذى استبد به المرض، وقد تأكد عودة هذه العلاقة ولقاءاتهما المستمرة فى شقتها التى ورثتها عن المرحوم.. ولكن السؤال المحير ما الذى يدفع الزوج إلى أن يغامر بمركزه ومستقبله بل وحياته ليرتكب جريمة قتل زوجته، إذ إن فى إمكانه أن يطلقها ليعود إلى ماضيه الذى يجد فيه المتعة ولذة الحياة.
غير أنه ما لبث أن تراجع هذا الشك أمام ما ثبت من اطلاع وكيل النيابة المحقق على دفتر الحضور والانصرف ، فتبين أنه حضر ووقع الساعة الثامنة والدقيقة الرابعة، وأنه انصرف ووقع فور علمه بالحادث الساعة الواحدة ودقيقتين.. كما تبين أن بروتوكول ونظام المصنع الذى يعمل فيه يفرض على أى موظف أو عامل مهما كان مركزه بعد دخوله المصنع عدم الانصراف أو الخروج إلا بتصريح يسجل بدفتر البوابة الذى يلزم الجميع بالتوقيع فيه، ويثبت ساعة ودقيقة الحضور والانصراف.
لكن ما استوقف النظر ما انتهت إليه التحريات، أن الزوجة كانت دميمة بدينة فاتها قطار الزواج عندما تزوجها.. وأنه ضعيف الشخصية أمام زوجته وأسرتها، فقد كانت من أسرة لها جبروتها وسطوتها، كما أن الزوجة كانت قوية الشخصية شديدة البأس مسموعة الكلمة لا يستطيع أن يرد لها قولاً أو يعصى لها أمراً.
وكان مقهوراً مغلوباً على أمره يحس فى أعماقه بالذل والانكسار والمهانة والندامة لزواجه منها.. فقد تزوجها لحظة يأس بعد زواج محبوبته وسفرها مع زوجها.. كان يتذكر من حين لأخر الأيام الخوالى التى عاشها عاشقاً ولهاناً مدللاً من محبوبته، فكان لا يمل الشكوى إلى أصدقائه المقربين طالباً منهم النصح والتفكير معه فى مخرج لهذه الورطة، ونصحه الأصدقاء أن الحل الوحيد هو أن يطلق زوجته، إلا أن العقبة التى كانت تحول بينه وبين ذلك هو مؤخر الصداق الكبير الذى التزم به، فضلاً عن شيكات وقعها على بياض كانت تهدده دائماًبها.
وكان رأى زميلى وكيل النيابة الذى حقق القضية وقام بعرضها على النحو السالف، وقد خلت القضية من دليل قاطع.. إصدار قرار بألا وجه لإقامة الدعوى الجنائية قبل المهندس الزوج لعدم كفاية الأدلة " أى حفظ القضية".. وتكليف الشرطة بالبحث عن القاتل الحقيقى.
وفى تلك الأثناء التى أمسك فيها رئيس النيابة بقلمه وهم بالتأصير بتأييد ما انتهى إليه وكيل النيابة تأسيساً على ما سلف.. قطع ذلك دخول أحد كبار رجال القضاء، حيث هم رئيس النيابة باستقباله فانصرفت أنا وزميلى حتى صباح اليوم التالى ليصدر تأشيرته.
وتشاء الأقدار أن يصاب زميلى فى اليوم التالى بمغص كلوى حاد، وتم نقله للمستشفى، وأجرين له عملية جراحية " مراراة" حصل معها على إجازة مرضية لمدة شهر، فأحال رئيس النيابة القضية إلى للتصرف وطلب منى أن أعد قرارً فى قضية زميلى المريض التى سبق عرضها عليه " قرارا بألا وجه لإقامة الدعوى الجنائية لعدم كفاية الأدلة".
كان عليا أن أقرأ أوراق القضية جيداً، وانتهى بى إلى ضرورة استيفاء التحقيقات من عملية دخول وخروج المهندس من بوابة المصنع، وقوفاً عما إذا كان قد حضر وانصرف فى اليوم نفسه الذى وقعت فيه الجريمة وفقاً لما ثبت فى دفترى الحضور والانصراف، غير أن رئيس النيابة بادرنى وأنا أعرض عليه وجهة نظرى بان وكيل النيابة المحقق سبق أن اطلع على الدفترين وتبين منهما توقيع المتهم أمام ساعة الحضور، وتوقيعه أيضاً أمام ساعة الانصراف، وهنا عرضت وجهة نظرى المخالفة وفحواها والأساس الذى كونت عليه عقيدتها فى هذا الخصوص من التحقيقات، قد جاءت قاصرة من التثبت على نحو يقينى أن التوقيعين بالحضور والانصراف- هما للمتهم، وهو ما لا يمكن القطع به إلا بتحقيقه فنياً عن طريق الطب الشرعى" قسم الأبحاث والتزييف" لإجراء مضاهاة بين توقيع المتهم وبين التوقيع المنسوب إليه بدفترى الحضور والانصراف.
وبالفعل تم الاستيفاء المطلوب وأرسل المتهم ودفترى الحضور والانصراف إلى الطب الشرعى، لبيان عما إذا كانا متطابقين من عدمه، " أى لشخص واح أم لشخصين".
وكانت المفاجأة التى أكدت صدق توقعى، فقد ثبت من إجراء المضاهاة أن التوقيع المنصوب للمتهم على دفترى الحضور والانصراف ليس توقيعه، فقمت على الفور باستجواب موظف الاستعلامات بالمصنع المسئول عن دفترى الحضور والانصراف، وواجهته بالدليل الجديد .. فلم يملك غير الاعتراف بأن الخط المنسوب إلى المتهم فى الدفترين خطه هو، وأضاف أن المتهم هو من طلب منه التوقيع بدلاًمنه لأنه لن يحضر هذا اليوم، إذ لديه أم مهم يريد أن ينهيه، وألح عليه فى ذلك خاصةً أنه رئيسه فى العمل.
فاستدعيت الخادمة التى نفت أقوال المتهم تماماً، وأكدت أنها لم تتصل به فى عمله، حيث ذكر ذلك فى بداية التحقيقات من أنه علم بالحادث من بلاغ الخادمة..وأصرت على أنه قد حضر بعد حضور الشرطة بدقائق ولا تعلم من الذى أخبره بالحادث.
فاستدعيت المتهم وسألته مجدداً: كيف علمت بالحادث؟.. فأجاب بأن الشغالة هى التى اتصلت به فى العمل وأخبرته بالحادث.. فوجهته بإنكار الخادمة، وأنها لم تحدثه تليفونياً بالحادث إذ أنه لم يكن موجوداً أصلاً فى العمل يوم الحادث، فازداد اضطراباً وعصبية وإجهاشاً فى البكاء مردداً عبارة " مظلوم.... مظلوم".
تم إعداد أدلة اتهام جديدة وإحالة المتهم إلى محكمة الجنايات، بتهمة قتل زوجته عمداً.. وقضت المحكمة بمعاقبة الزوج "المهندس" بالأشغال الشاقة المؤبدة.
المصدر: اليوم السابع
كلمات دلالية: غرائب القضايا اغرب القضايا اخبار الحوادث الحضور والانصراف رئیس النیابة وکیل النیابة
إقرأ أيضاً:
هل يوجد علاقة محرمة مع زوجته؟.. دفاع قاتل صديقه في المعادي يكشف التفاصيل
استمعت محكمة جنايات مستأنف القاهرة، المنعقدة في القاهرة الجديدة، الى مرافعة دفاع المتهم بقتل صديقه لشكه في وجود علاقه مع زوجته في منطقة المعادي.
وقدم دفاع المتهم لهيئة محكمة الاستئناف، مذكرة ببنود الدفوع، على حكم محكمة أول درجة حيث أكد أن حكم المحكمة أورد أن الواقعة تتحصل في استحكام سلطان الشك على المتهم في وجود علاقة أثمة بين المجني عليه وزوجته، إي وصف حكم أول درجة أن العلاقة بين زوجة المتهم والمجنى عليه بأنها وهم وخيالات في ذهن المتهم، رغم أن هذه العلاقة الاثمة وجودها يقيني ومؤكد في الأوراق.
علاقة محرمةوجاء في مذكرى الدفاع، أن التحريات أكدت على وجود علاقة محرمة بين زوجة المتهم والمجنى عليه، بل وتم تأكيد هذه المعلومة في محضر الضبط وأكد ضابط الواقعة على وجود هذه العلاقة الاثمة عندما تم سؤاله أمام النيابة العامة، وما لم يتأكد منه ضابط الواقعة تحديداً، وتسأل الدفاع هل هذه العلاقة وصلت إلى حد ممارسة العلاقة المحرمة من عدمه.
واضاف دفاع قاتل صديقه في المعادي، أنه يوجد قصور في التسبب وفساد في الادلال، وان تحريات الشرطة كانت مسبقه قبل الحادث، فهي تحريات بمفردها لا تكفي كدليل، كما فند دفاع قاتل صديقه في المعادي، لعدم توافر اركان جريمة الخطف.
وكانت أصدرت محكمة جنايات القاهرة، المنعقدة في التجمع الخامس، حكمها بإعدام متهم في جريمة قتل منجد المعادي بعد شكه في وجود علاقة آثمة بينه وبين زوجته.
وكشفت أمر الإحالة، أن المتهم .م.ع. قام بقتل المجني عليه أيمن ع، لشك المتهم بوجود علاقة عاطفية بين المجني عليه وزوجته ، وعقب اكتشاف زوجها وجود العلاقة، قرر التخلص من المجني عليه وإزهاق روحه.
وفي قضية اخرى، قررت محكمة جنايات الجيزة إحالة أوراق قضية المتهمة «فاطمة عيد» بإنهاء حياة مسن بدافع سرقته في كرداسة، لفضيلة المفتي.
صدر القرار برئاسة المستشار أحمد عبد العزيز، وعضوية المستشارين أسامة محمد أبو صافي، ومحمد شرف الدين، وياسر يوسف، وأمانة سر سعيد برغش، ومحمود متولي.
وتضمن أمر إحالة المتهمة بأنها في 14 أكتوبر 2023 بدائرة مركز شرطة كرداسة في الجيزة قتلت وأخرى طفلة المجني عليه أحمد ربيع عمدا مع سبق الإصرار بدافع سرقته لتردي حالتهما المادية، فبيتا النية وعقدا العزم على الخلاص منه وأعدا لذلك أسلحة بيضاء وبحيلة منهما إستدرجاه لمكان خالي من المواطنين وما أن سمحت لهم الفرصة حتى انهالا عليه بطعنات قاسيات متفرقات بعموم جسده قاصدين قتله.
تلقت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الجيزة إخطارا من قسم شرطة كرداسة تضمن ورود بلاغا بالعثور على جثمان مسن في كرداسة، وعلى الفور إنتقلت الأجهزة الأمنية وبمناظرته تبين إصابته بإصابات مختلفة في عموم الجسد وبإجراء التحريات تبين أن وراء ارتكاب الواقعة سيدة وطفلة وعقب تقنين الإجراءات تم ضبطهم وبمواجهتهم اقرا بارتكاب الواقعة.