الصلاة هي ركن أساسي في الإسلام، وتُعتبر من أهم العبادات التي يُفرض على المسلمين أداؤها خمس مرات في اليوم. وبالنظر إلى أبعادها الروحية والاجتماعية والنفسية، فإن أداء الصلوات الخمس يلعب دورًا بارزًا في تحسين الانضباط الشخصي وإدارة الوقت بشكل فعال.

1. الانضباط الشخصي:

أداء الصلوات الخمس بانتظام يعزز الانضباط الشخصي بشكل ملحوظ.

حيث يتطلب الصلاة تخصيص وقت محدد في اليوم لأداء الفرائض الدينية، وهذا يعكس التزامًا قويًا بالروتين والتنظيم. وعندما يتم تطبيق هذا النوع من الانضباط في العبادة، ينعكس بشكل إيجابي على الحياة اليومية للفرد، حيث يكون لديه توجيهًا أكبر وأهدافًا أوضح في استخدام وقته بشكل فعّال.

2. إدارة الوقت:

تقدم الصلاة نموذجًا لا يضاهى لإدارة الوقت. فهي تُجبر الفرد على تقدير الزمن وتخصيص أجزاء من يومه لأغراض دينية. وبالنظر إلى أن الصلوات الخمس موزعة على مدار اليوم، فإنها تساعد على تقسيم الوقت بشكل منتظم ومتوازن، مما يقلل من فرص التشتت والتساهل في إهدار الوقت. وهذا ينعكس بشكل إيجابي على فعالية إدارة الوقت في مجالات العمل والدراسة والحياة الشخصية بشكل عام.

3. التركيز والانفتاح الروحي:

يوفر أداء الصلوات الخمس بيئة للتركيز والانفتاح الروحي، وهو أمر أساسي في تحقيق الانضباط وإدارة الوقت بفعالية. ففي كل مرة يؤدي فيها المسلم الصلاة، يتوجب عليه ترك كل هموم الحياة والتفكير في اللحظة الراهنة والتوجه نحو الله بخشوع وتفكير واضح. هذا النوع من التركيز يعزز القدرة على التركيز والانتباه في الأعمال اليومية، مما يساعد في تحسين الأداء وزيادة الإنتاجية.

4. الاسترخاء النفسي والتوازن العاطفي:

تُعتبر الصلاة أيضًا فرصة للاسترخاء النفسي وتحقيق التوازن العاطفي. فعندما يخلص المسلم إلى الله في الصلاة، يجد الطمأنينة والسكينة الداخلية التي تعزز الاستقرار النفسي وتعطيه القوة لمواجهة تحديات الحياة بثقة وسلام داخلي. وهذا التوازن العاطفي يساعد على تحسين القدرة على إدارة الوقت، حيث يمكن للفرد التعامل مع الضغوطات والتحديات بطريقة أكثر فعالية دون أن يفقد التوازن الداخلي.

في الختام، يظهر أن أداء الصلوات الخمس له تأثيرات إيجابية كبيرة على الانضباط الشخصي وإدارة الوقت. من خلال تعزيز الروتين والتنظيم، وتوفير نموذج لإدارة الوقت، وتعزيز التركيز والاسترخاء النفسي، تساهم الصلاة في تحسين الجودة الشخصية والمهنية للفرد. لذا، يُشجع المسلمون على الاستمرار في أداء الصلوات الخمس والاستفادة من فوائدها الشاملة في تحسين نوعية حياتهم.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الصلاة أداء الصلاة تنظيم الوقت الانضباط وإدارة الوقت فی تحسین

إقرأ أيضاً:

المريض النفسي بين نارين.. صراع مع الذات ووصمة العار المجتمعية

الملايين من البشر يتعرضون بشكل يومي لخطر الإصابة بالأمراض النفسية، كالتوتر والاكتئاب واليأس، والتي قد تؤدي للعجز والوفاة، وتحدث هذه المشاكل نتيجة تفاعل عوامل اجتماعية وبيولوجية وبيئية.
على الرغم من كثرة الضغوط النفسية التي يعاني منها كثيرون في مجتمعاتنا، وعلى الرغم من التطور الكبير الذي تشهده، إلا أن بعض الأفراد يحجمون عن الذهاب إلى طبيب نفسي، كي يساعدهم على التغلب على أمراض عدة تحملها ضغوط الحياة اليومية، مثل الاكتئاب والقلق وغيرهما، معتبرين أن اللجوء إلى استشارة نفسية سيرتبط باتهامهم بالجنون، وغالبا ما يؤخرون تلك الخطوة ويخجلون من الإقدام عليها، فتتفاقم مشكلاتهم النفسية، ويقعون فريسة صراع بين نظرة المجتمع وضغوط الذات.
بعض الأمراض ينظر اليها المجتمع بطريقة تقلل من شأن صاحبها، فتستخدم أحيانا عبارات تضع الأشخاص المصابين بهذه الأمراض في خانة من التمييز السلبي، كأن يُقال مثلا "صاحبك مريض نفسي"، أو "ابنك مريض نفسي" يجب عرضه على الطبيب.
ومن جهة ثانية هناك عدم تقبل الأهل لهذه الحالات ورفض فكرة عرض المريض على الطبيب النفسي، مما يؤثر سلبا على الطفل وتقدمه في الحياة.
فلماذا هذا الخوف من الأمراض النفسية؟ وكيف يمكننا التعامل مع المجتمع والأهل لتقبل حالات المرض النفسي والعمل على معالجته؟
في حديث لـ " لبنان 24" قالت د. رندا وهبه، أخصائية ومعالجة نفسية أن "الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بمخاطر الاضطراب النفسي، هم الذين يتعرضون لظروف شاقة، بما فيها الفقر والعنف ومشاكل صحية وعدم المساواة، وقد تجتمع في أي وقت من الأوقات مجموعة من العوامل الفردية والأسرية والمجتمعية والهيكلية التي تهدم الصحة النفسية".
وأكدت وهبه أنه "من الضروري تغيير التوجهات بشأن المرض النفسي، حيث يُنظَر إلى الأمراض النفسية حاليًا بوصفها اضطرابات في العقل، وهي اضطرابات يمكن في أغلب الأحيان علاجها بنجاح من خلال استخدام الأدوية".
وأشارت إلى أن "عددا كبيرا من المرضى النفسيين لا يطلبون المساعدة حيث تنتشر نظرة سلبية عن هذا المرض، والكثير من الحالات التي تتردد على الاطباء النفسيين تقوم بذلك في مراحل متأخرة، في حين أن العلاج المبكر يسهم في تماثلها للشفاء سريعاً".
وأوضحت انّ "علاجات الأمراض النفسية ليست إدمانية، هي أدوية عادية يمكن أن تُحَسّن من حال المريض النفسية، وحتى أن توصِله إلى الشفاء التام".
وقالت وهبه أنه "على الرغم من الانفتاح والوعي حول الصحة النفسية في مجتمعاتنا، لايزال المجتمع يجلد المريض النفسي مهما كانت حالته. لذا ما زال كثير من المرضى يترددون في زيارة طبيب أو معالج نفسي، وإن حصل فبتكتم شديد. إذ يكفي ما يعانيه المريض من أوجاع نفسية ليتحمل أحكام المجتمع ونظرته الفوقية له".
وأكدت أن "النساء هم اكثر عرضة للاصابة بالمرض النفسي من الرجال، وكلا الجنسين يعانيان من مشكلات نفسية متشابهة، مع اختلافات طفيفة في كيفية التعبير عنها وطرق علاجها، حيث أغلب الرجال يلجأون الى المخدرات وشرب الكحول".
وقالت وهبه أنه " يمكننا دعم الأشخاص الذين يعانون من اضطراب نفسي من خلال تفهم الحالة الصحية للمريض واستخدام لغة حوار تتسم بالاهتمام والتقدير، وبناء علاقة قوية معه بحيث يشعر بالراحة والطمأنينة والأمان، وأيضا الالتزام بالتواصل مع  الأطباء المعالجين بصورة مستمرة، مع توفير الرعاية الصحية الجيدة للمريض النفسي".
وتختم مشددة على أن "طلب المساعدة النفسية خطوة ضرورية للحفاظ على الصحة النفسية، بغض النظر عن الجنس. فالعلاج النفسي يساعد على فهم المشاعر، وتطوير مهارات التأقلم، والعيش حياة سعيدة ومنتجة".
أحمد شاب في الثلاثين من عمره، يتحدر من عائلة تعيش تحت خط الفقر في بيروت. يعاني "أحمد" من الفصام، وهو مرض نفسي مزمن قد يتجلى في الهلوسة والأفكار السلبية، ويمرّ عبر انتكاسات، مع واقع مؤلم ومقلق يعيشه المريض.
ويؤكد أحمد أنه ليس بخير، على الرغم من أنه لا يعاني من أي ألم، وفقط من أصيب يوماً بمرض نفسي يتمنى استبدال هذه المشاعر المتضاربة بأي ألم واضح المعالم، إذ إن غموض الأحاسيس وغرابتها تجعله أسير تلبّدات عاطفية وعصبية ونفسية ممزوجة ببعضها ومتفاوتة.
وقال أن موضوع الصحة النفسية موصوم بالعار، فالمجتمع اللبناني يهتم بالظاهر والشكل على حساب الجوهر والمضمون حتى اختل حكمنا على الأمور، لأننا أصبحنا لا نقيم وفق معايير ثابتة حقيقية، ولكن وفق استيفاء مظاهر الشكل".
وأكد أنه يتناول أدوية عصبية، ويواجه كثيراً من الأحكام والنصائح، إما لزيارة شيوخ وأن أحدهم صنع له (كتيبة)، أو أن جنّاً يلبّسه.
ويسعى أحمد لمعالجة ذاته وحده ولكن بحسب قوله أنه لم يفلح "الموضوع أكبر مني، ولا يمكن علاجه بسماع الموسيقى والمشي"، وبعدها استشار طبيب واكد له أن هناك إفرازات هرمونية تتسبب له بمشاعر مرعبة، ولا تتعدل إلا بتناول الدواء.
ويعتبر أحمد أن الدواء الذي يواظب عليه طوال هذه الفترة كان خشبة خلاصه، وسبباً في بداية فتح صفحة جديدة في حياته وحياة عائلته.
ويضيف، "بسبب الناس تتولد لدينا أزمات نفسية، وبسبب أحكامهم نخاف أن نتعالج، وهذه معضلة كبيرة. على المريض أن يفكر بصحته بغض النظر عن نظرة المجتمع".
لذلك يهدف العلاج النفسي إلى استقرار حالة الفرد النفسية، ومساعدته في التغلب على مشاكله ليستطيع المضي قدمًا في حياته، والتغلب على صعوبات التعامل مع الأحداث اليومية، كما يساعد على تغيير الأفكار أو السلوكيات غير الصحية، وقد يستخدم بمفرده أو بجانب العلاج الدوائي.
ويجب محاسبة بعض الجهلة الذين يشوشون أفكار عامة الناس. فمجرد انتشار الخبر في أن شخصاً ما يتعالج عند  طبيب نفسي. يبدأ المحيطون به بالابتعاد عنه، ويعتقدون أنه لن يُشفى أبداً. مع  العلم أنه مثله مثل المرض الجلدي يمكن علاجه وقابل للتعافي.
  المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • «الصحة العالمية» لـ«الاتحاد»: توقف عمل أغلب مستشفيات غزة لنقص الوقود
  • رؤية عمان 2040 والانضباط العسكري
  • طلبة الانضباط العسكري يؤدون عددا من التطبيقات العملية
  • أرنولد: طريقة تسديد ضربة الجزاء أمام سويسرا كانت فكرة ساوثجيت
  • ‏محافظة كفر الشيخ: تطوير منظومة الخدمات بشكل كامل يلبي تطلعات أبناء المحافظة
  • وزير قطاع الأعمال العام: دعم الصناعة وتعزيز الشراكة مع القطاع الخاص أهم أولوياتنا
  • 8 تطبيقات للصحة النفسية تساعدك على إدارة القلق والاكتئاب
  • المريض النفسي بين نارين.. صراع مع الذات ووصمة العار المجتمعية
  • في بيان رسمي.. "النجوم" يعلن عن اجتماع الساعات الخمس مع مسئولي الإتحاد
  • البابا تواضروس يترأس القداس الإلهي لرسامة كهنة بكاتدرائية العباسية غدا