قال الدكتور محمد عبد المالك، نائب رئيس جامعة الأزهر، إنَّ الدين الكامل لا يتحقق إلا إذا أقيمت شعائر الله وأحسن المرء إلى إخوانه، مستدلاً بالمقولة في الأثر عندما اعتزل سيدنا داود الناس لأجل التقرب من الله، فأخبره سبحانه: «خالق الناس بأخلاقهم واحتجب الإيمان بيني وبينك».

الصلاة تأمرنا بالفضائل وتنهانا عن الفواحش

وأضاف «عبد المالك»، في ندوة مشتركة بين جريدة «الوطن» وقناة «الناس»، حول الأثر الاجتماعي للعبادات في الإسلام: «الصلاة تأمرنا بالفضائل وتنهانا عن الرذائل، وتعريف الفحشاء هو كل ما كان فحشا من قول أو فعل وبالتالي على من يصلي أن يجد أثر الصلاة من صلاح النفس، وكذلك أثر العبادات والمعاملات والزكاة والصدقة».

وتابع نائب رئيس جامعة الأزهر: «المال نعمة كبرى أنعم الله بها على الإنسان ولا يخفى حب الناس للمال وحرصهم على جمعه، ولهذا فالإسلام نما هذه الغريزة وأمر باكتسابه بالطرق المشروعة، ولكنه في نفس الوقت نهى عن جنيه بطرق غير مشروعه».

الزكاة تحقق التوازن

واستطرد: «الزكاة تحقق التوازن في المجتمع لأن الله أنزل المال بقدر ما يسع الناس جميعا فإذا رأينا فقيرا جائعا فهناك غني بخيلا، والإسلام يريد تحقيق التوازن بتملك الطبقة الفقيرة وانتقالها من الضعف والحاجة إلى ملكها قوتها ولو لم تصل لدرجة الغني ولكن نغنيها على الأقل عن السؤال، أي يحدث الانتقال في المجتمع لمرحلة التملك والغنى بدلاً من الفقر والحاجة والعوز».

وأكد أن المال ليس ملكا للإنسان في الحقيقة والزيادة لن تفيد الغني لأنه سيكنزه ولكن إعطاءه للفقير المستحق يفيد المجتمع، مستشهدا بما قصه لنا الأديب «المنفلوطي»، عندما زار صديق غني وكان يشكو ألما في بطنه نتيجة إفراطه في الطعام والتخمة، وبعدها زار فقير يشكو ألما في بطنه من شدة الجوع، ليعلق: «لو أن هذا تقلل ولم يسرف وساعد هذا لما تألم أي منهما».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الفرائض الصلاة الزكاة أحكام الزكاة

إقرأ أيضاً:

رئيس جامعة الأزهر يبين سبب حذف حرف النفي في قول الله: وعلى الذين يطيقونه

أكد الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، خلال درس التراويح اليوم الأحد بالجامع الأزهر، أن الشريعة الإسلامية بُنيت على التيسير، حتى قال علماؤنا: «الشريعة لا يفارقها التيسير»، مشيرًا إلى أن آيات الصيام تحمل في طياتها معالم بارزة لهذا التيسير الإلهي، حيث قال الله تعالى في وسط آيات الصيام: ﴿يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ﴾.

وأوضح أن من مظاهر التيسير في تشريع الصيام أن الله تعالى بدأ بفرضه على الأمة كلها، فقال: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾، ثم استثنى أصحاب الأعذار الطارئة، كالمريض والمسافر، فأباح لهما الفطر مع وجوب القضاء بعد انتهاء الشهر، فقال: ﴿فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ﴾. كما رخص الله تعالى لأصحاب الأعذار الدائمة، ككبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، فجعل لهم رخصة الإفطار مع دفع الفدية، فقال: ﴿وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ﴾.

وأشار إلى دقة التعبير القرآني في قوله: «وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ»، حيث لم يقل «لا يطيقونه»، وذلك تأدبًا مع الله، ولئلا يُشعر الإنسان بعجزه المطلق، فهو يريد الصيام لكنه لا يطيقه، فخفف الله عنه بهذه الصيغة الراقية، وهذا أدب قرآني راقٍ، يعلمنا كيف نخاطب الآخرين، ونتعامل بلطف مع كبار السن ومن لا يستطيع الصيام، فلا نقول لهم مباشرة: «أنت لا تطيق الصيام»، بل نخفف العبارة ونراعي مشاعرهم.

وبيَّن أن من معالم التيسير أيضًا، أن الله سبحانه وتعالى وصف أيام الصيام بأنها «أيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ»، واستخدام جمع القلة في كلمة «معدودات» يدل على قلة العدد، رحمةً من الله بهذه الأمة، كما أن الصيام فُرض في النهار دون الليل، حيث قال تعالى: ﴿أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَائِكُمْ﴾، ثم قال: ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ﴾. فبهذا أباح الأكل والشرب في الليل، مما يخفف عن الإنسان مشقة الامتناع التام لو كان الصيام ليلًا ونهارًا.

وبيَّن أن القرآن الكريم شبَّه النهار بالخيط الأبيض، والليل بالخيط الأسود، ليعلمنا أن أمور حياتنا ينبغي أن تُبنى على اليقين لا على الشك والتخمين، فالحياة التي تقوم على الشك حياة متزعزعة لا ثبات لها.

وضرب مثالًا آخر على التيسير في التشريع الإسلامي، وهو تخفيف الصلاة، حيث فرضها الله خمسين صلاة، ثم خففها إلى خمس في العدد، لكنها تبقى خمسين في الأجر والثواب. وكذلك الحج، فقد قال الله تعالى: ﴿وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ﴾، ثم خفف على المحصر ومن لا يستطيع، فقال: ﴿فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ﴾.

وختم حديثه خلال درس التراويح بالجامع الأزهر في الليلة الثالثة من شهر رمضان المبارك بقول النبي ﷺ: «إنَّ هذا الدِّينَ متينٌ فأوغلوا فيه برِفق، فإنَّ المُنْبَتَّ لا أرضًا قطعَ ولا ظَهرًا أبقَى»، وقوله ﷺ: «إنَّ الدِّينَ يُسرٌ»، مؤكدًا أن التيسير سمة٥ أصيلة في التشريع الإسلامي، وأن الله سبحانه وتعالى أراد بهذه الأمة اليسر في كل أمورها، لا العسر والمشقة.

مقالات مشابهة

  • رئيس جامعة كفر الشيخ يفتتح ورشة "ملامح رمضانية" لصناعة الفوانيس
  • ما حكم التبتل؟.. نائب رئيس جامعة الأزهر يجيب
  • ما حكم التبتل؟.. نائب رئيس جامعة الأزهر يجيب (فيديو)
  • نائب مدير جامعة الفاشر سابقاً ينعي شهداء بئر منطقة جديل واقف
  • رئيس جامعة الأزهر: الشريعة الإسلامية قائمة على التيسير ومراعاة أحوال الناس
  • رئيس جامعة الأزهر يبين سبب حذف حرف النفي في قول الله: وعلى الذين يطيقونه
  • نائب رئيس جامعة الأزهر: الصيام ينقي الجسم من السموم
  • نائب رئيس جامعة الأزهر: العبادة غذاء روحي يهذب النفس ويربطها بالخالق
  • نائب رئيس جامعة الأزهر: الصيام ينقي الجسم من السموم | فيديو
  • نائب رئيس جامعة الأزهر: العبادة غذاء روحي يهذب النفس ويربطها بالخالق| فيديو